الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمير السطوح والمسلسلات العربية والتركية بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2014-10-21
أمير السطوح والمسلسلات العربية والتركية بقلم:د. عمران الكبيسي
أمير السطوح والمسلسلات العربية والتركية

د. عمران الكبيسي

بحكم عامل الزمن وأنا في السبعين لم يعد يستهويني متابعة الأفلام والمسلسلات إلا لمما، وكنت في صغري شغوفا بمتابعة التلفزيون حيث العراق أول قطر عربي امتلك محطة بث تلفزيونية، كانت تغطي مدينة بغداد فقط، وحين انتقلت من القرية إلى بغداد لإكمال دراستي الثانوية لم أكن اعرف ماذا تعني كلمة تلفزيون، وإنما اسمع حديث الطلبة ولا اعرف عن ماذا يتحدثون، ولما سألت أخي الذي يكبرني عن التلفزيون اصطحبني ليلا إلى المقهى لأراه أول مرة، عام 1958 وكان البث يقتصر على الفترة المسائية، لم تكن المسلسلات شائعة في خمسينيات القرن الماضي، ولم يكن لدينا في البيت تلفزيون كسائر البيوت متوسطة الحال، وليس في اليد حيلة، فكان أخي يسمح لي ليلة الخميس على الجمعة فقط الذهاب مساء إلى مقهى الطرف أو الحارة مع كثير من رفاقي وهي على بعد 100 متر من دارنا لمشاهدة فلم السهرة الذي كان ينتهي دائما في الحادية عشر والنصف ليلا، ومحطة البث التلفزيوني تختتم بثها في الثانية عشرة منتصف الليل، بعد عرض موجز الإنباء وقراءة القرآن الكريم.
 وأذكر من المسلسلات التي اشتهرت وفي الستينيات المسلسل المصري بنت الحتة يعرض أسبوعيا حلقة، فكنا نتجمع لدى بيت جيران لنا يمتلكون جهاز تلفزيون لمشاهدة المسلسل، ولكثرتنا نجلس على الأرض للمشاهدة ولا نتكلم. وكنت أول من اشترى جهاز التلفزيون والثلاجة من بين أخوتي عام 1970 حيث فضلت السكن مع والدتي بعد تخرجي من الكلية، وكان أبناء أخي الأكبر يأتوننا دائما لمشاهدة التلفزيون بالصورة الأسود والأبيض. 
وأعترف كانت الأفلام العربية تثير غرائزنا وتوقظ أحلامنا، ولاسيما أفلام الحب والعشق الرومانسي الفاضح، وتعطينا فكرة مشوهة وبعيدة عن الواقع. وكانت الأفلام المصرية هي الوحيدة المسيطرة ومنها تعلمنا اللهجة المصرية، وقد أعطتنا عن مصر فكرة سيئة مختلفة عن واقعها وحياتها، كنا نشاهد ممثلات الإغراء يتبخترن بعرض أجسادهن ونتخيل الحياة المصرية كلها حب وجنس ومجون وتهتك حتى سافرت إلى مصر عام 1975 للدراسات العليا واكتشفت أن في مصر بلد التقا والزهد والعلم والعلاقات الاجتماعية النظيفة، "وفي كل زور واوي" فعجبت كيف يشوه فنانونا الكبار قيمنا وعاداتنا وسلوك مجتمعنا المسلم.
وما جعلني اكتب هذا المقال شاهدت أم أبنائي تتابع عرض المسلسل الكوري أمير السطوح، ومعها أحفادها على القناة الرابعة MBC في حين الشائع بين الناس متابعة المسلسلات التركية، ولما استفسرت عن شغفها بالمسلسل وهذه ظاهرة غريبة لمن هم في أعمارنا طلبت مني مشاركتها في المشاهدة فرأيت العجب. في القرن الحادي والعشرين أشاهد مسلسل تلفزيوني كوري، رومانسي كلاسيكي واقعي في الوقت نفسه، فلم غرامي اجتماعي يعرض كل ما هو حسن وقبيح كما هو مع تجنب كل مشهد لا يليق عرضة على الناشئة، وكان أحد أصدقائي ممن عمل في كوريا يحكي لي قصة الفساد والانحراف وشيوع الجنس في كوريا كأي مجتمع حديث منفتح، ولكن في هذا المسلسل لم أشاهد التعري ولا الإغراء ولا المواقف الجنسية المثيرة والشاذة التي أشاهدها في الأفلام والمسلسلات العربية والتركية حتى في شهر رمضان المبارك، مع أننا عرب ومسلمون لا تسمح لنا قيمنا بذلك، فلماذا تركنا أخلاقنا وقيمنا ليتمسك بها أقوام لم نعهد لهم مثل أخلاقنا وقيمنا؟
رأيت الفرق الشاسع بين مسلسل أمير السطوح، ومسلسل حريم السلطان على سبيل المثال  والأمثلة لا تحصر، كيف نعطي عن أنفسنا غير ما يعرف عنا ونؤمن به، وشائع بيننا، فالخليفة الرمز ماجن وزوجاته فاجرات، مع انه معروف بحسن الدين والسلوك، وشاهدت في المسلسل الكوري العفة والالتزام بالقيم والتقاليد والأخلاق واحترام سمعة الأسرة، لم أشاهد قبلة جنسية من الفم إلى الفم، ولا خلفيات وصدور، كما يجري في أفلامنا ومسلسلاتنا، وجدت النبل والوفاء والحب وحتى السقوط  والخبث بلا مشاهد مثيرة، وجدت ما يعلم النشء كيف نحب وكيف نبني علاقتنا على طهر، مع انه لم اسمع كلمة دين ولا حلال ولا حرام ولا تحرر ولا تشدد كما نشاهد ونسمع بأفلامنا التي يتعلم منها النشء الخيانة وكيف يصبح اللقيط زعيما وغنيا وجيها، وكيف تمر الخيانة بلا عقاب ولا حساب، وكأن المجتمع الإسلامي يبارك التجاوزات ويتقبلها بيسر، وكأن جل أولادنا أبناء زنى وسفاح.
ألا قاتل الله الفن الذي يهزل الأمة ويسيء إلى الوطن، ويختزل الشعب والمجتمع بنماذج نادرة معزولة، ويهرول نحو الربح الرخيص، يبيع الجسد واللحم الخسيس والغنج السمج والكلام الهابط بأبخس الأثمان، لا يراعي حرمة ولا يبقي مستور، ولا يحرص على ما تحرص عن كشفه حتى الحيوانات، ويشيع الفاحشة عن قصد وتعمد، ولم يظلم فنانونا شعوبهم فحسب وإنما كانوا أنفسهم يظلمون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف