الشجاعية . جرح نازف ، وسيول جارفة .
أفنان يونس
وكأن الوجع صديق حميم للفلسطيني يأبى أن يفارقه دون أن يترك آلاف الآهات والدمعات والحسرات لتجتمع بعيني طفلة فقدت والداها وبعض أطرافها وكل أحلامها ، فيأتي المطر سابقا الإعمار بعد أن دق الفلسطيني كل أبواب وجدران الخزان ، ولكن ما من مجيب ، وها قد جاء الوجع المنتظر،فلم يكن حال الشجاعية أفضل من خزاعة وشرقي رفح وبيت حانون ،فجميع المدن الغزية أكدت اليوم ومع هطول بشائر الخير الرباني صحة التوقعات منذ أن أعلنت نشرة الأرصاد الجوية قدوم منخفض جوي للبلاد، فجاء المنخفض محملا بمآسي وأوجاع مضاعفة حطت على أكتاف عائلات لم يبرأ جرحها بفقدان أبنائها بعد ، لم تعثر على مستقر لها حتى هذا اليوم، فالمطر الذي يعني كل شي جميل عند باقي الدول ويرتبط بلم الشمل في حلقة عائلية مع براد الشاي على الحطب وبعض الزعتر الجبلي ،المطر الذي يكتب له وعنه الشعراء، يأتي على أهالي الشجاعية كنكبة من نوع آخر، لم يتوقوا إليه كما كل عام فسارعوا إلى حماية ما تبقى لهم من مستلزمات بقطع من النايلون المقوى على أمل حماية الشيء القليل المتبقي ، الطفل والمسن والمرأة والشباب كلهم تعاضدوا اليوم في سبيل إحكام إغلاق ما يمكن إغلاقه قبل أن تحل مأساة الليل حيث لا فضاء ولا راحة ، والجدير بالذكر أن الأمطار اليوم اختلطت بمياه الصرف الصحي مما زاد الطين بلة ، وتدمير عدد من شبكات المياه في المنطقة ،هذا وفي ظل تعهدات مؤتمر الإعمار يقف الفلسطيني في حالة ممزوجة بالتشاؤم فتقول المواطنة "هالة ضاهر":" أن من حق الفلسطيني أمام كل الجرائم التي حطت به ألا يرفع سقف آماله حتى يبدأ التنفيذ بالإعمار على أرض الواقع" ، بينما عبرت المواطنة "رنيم شعبان" عن استيائها وفقدان أملها حتى بمؤتمر الإعمار نفسه وأضافت :"لا أحد يستحق أن نناشده فليس للفلسطيني إلا الله ، وأن الشعب قد أصابه الخذلان من المسؤولين"، وتسائل المواطن "محمود إبراهيم" عن دور الحكومة وسرعة تلبيتها لاحتياجاتهم مضيفا" احنا لازم نموت علشان يعرفوا انو في مآساة حقيقية بدأت مع أول هطول للمطر" ، وحتى المواطن "أحمد جميل" يقول :"لا نريد كابونات ومعلبات وبطانيات ، فنحن كنا بالأمس نمتلك بيتا يأوينا ونراقب المطر من الشباك واليوم بتنا نحتمي منه في خيام وبقايا بيوت لمن يمتلك حيطة أو اثنتين"، فيما أعربت المواطنة "مرام حسنين عن قمة التشاؤم الذي يجتاحها مكتفية بعبارة" كله كذب" بخصوص ما ورد عن جلسات مؤتمر الإعمار ،هذا وقد أبلغت البلديات في وقت مضى الأهالي بالحفاظ قدر الإمكان على كل شيء معرض للتطاير أو السقوط وماشابه ولكن هيهات هيهات أن تعرف الرياح أن هذا يسقط وهذا لا فتأتي وتأخذ معها كل ما تلقاه في طريقها ، ولأن الشتاء لا زال يتبختر ولم يعقد قرانه الجدي مع الأرض يفرض السؤال نفسه وبإلحاح عن دور البلديات والمؤسسات الوطنية قبل حكومة التوافق نفسها ، وعن دور مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الأهلية ، بل ويستمر السؤال ليطال المهجرين أنفسهم عن دورهم الضاغط لتلبية احتياجاتهم أو على الأقل توفير حياة كريمة لهم بالحد الأدنى تحميهم من الصقيع القادم بقوة هذا العام حسب الأرصاد الجوية المتوقعة. الشجاعية العنوان الأكبر غرقت في شبر ماء اليوم ، فهل سيتحرك القادة والحكومة والبلديات بعد أن يغرق الوطن؟.
أفنان يونس
وكأن الوجع صديق حميم للفلسطيني يأبى أن يفارقه دون أن يترك آلاف الآهات والدمعات والحسرات لتجتمع بعيني طفلة فقدت والداها وبعض أطرافها وكل أحلامها ، فيأتي المطر سابقا الإعمار بعد أن دق الفلسطيني كل أبواب وجدران الخزان ، ولكن ما من مجيب ، وها قد جاء الوجع المنتظر،فلم يكن حال الشجاعية أفضل من خزاعة وشرقي رفح وبيت حانون ،فجميع المدن الغزية أكدت اليوم ومع هطول بشائر الخير الرباني صحة التوقعات منذ أن أعلنت نشرة الأرصاد الجوية قدوم منخفض جوي للبلاد، فجاء المنخفض محملا بمآسي وأوجاع مضاعفة حطت على أكتاف عائلات لم يبرأ جرحها بفقدان أبنائها بعد ، لم تعثر على مستقر لها حتى هذا اليوم، فالمطر الذي يعني كل شي جميل عند باقي الدول ويرتبط بلم الشمل في حلقة عائلية مع براد الشاي على الحطب وبعض الزعتر الجبلي ،المطر الذي يكتب له وعنه الشعراء، يأتي على أهالي الشجاعية كنكبة من نوع آخر، لم يتوقوا إليه كما كل عام فسارعوا إلى حماية ما تبقى لهم من مستلزمات بقطع من النايلون المقوى على أمل حماية الشيء القليل المتبقي ، الطفل والمسن والمرأة والشباب كلهم تعاضدوا اليوم في سبيل إحكام إغلاق ما يمكن إغلاقه قبل أن تحل مأساة الليل حيث لا فضاء ولا راحة ، والجدير بالذكر أن الأمطار اليوم اختلطت بمياه الصرف الصحي مما زاد الطين بلة ، وتدمير عدد من شبكات المياه في المنطقة ،هذا وفي ظل تعهدات مؤتمر الإعمار يقف الفلسطيني في حالة ممزوجة بالتشاؤم فتقول المواطنة "هالة ضاهر":" أن من حق الفلسطيني أمام كل الجرائم التي حطت به ألا يرفع سقف آماله حتى يبدأ التنفيذ بالإعمار على أرض الواقع" ، بينما عبرت المواطنة "رنيم شعبان" عن استيائها وفقدان أملها حتى بمؤتمر الإعمار نفسه وأضافت :"لا أحد يستحق أن نناشده فليس للفلسطيني إلا الله ، وأن الشعب قد أصابه الخذلان من المسؤولين"، وتسائل المواطن "محمود إبراهيم" عن دور الحكومة وسرعة تلبيتها لاحتياجاتهم مضيفا" احنا لازم نموت علشان يعرفوا انو في مآساة حقيقية بدأت مع أول هطول للمطر" ، وحتى المواطن "أحمد جميل" يقول :"لا نريد كابونات ومعلبات وبطانيات ، فنحن كنا بالأمس نمتلك بيتا يأوينا ونراقب المطر من الشباك واليوم بتنا نحتمي منه في خيام وبقايا بيوت لمن يمتلك حيطة أو اثنتين"، فيما أعربت المواطنة "مرام حسنين عن قمة التشاؤم الذي يجتاحها مكتفية بعبارة" كله كذب" بخصوص ما ورد عن جلسات مؤتمر الإعمار ،هذا وقد أبلغت البلديات في وقت مضى الأهالي بالحفاظ قدر الإمكان على كل شيء معرض للتطاير أو السقوط وماشابه ولكن هيهات هيهات أن تعرف الرياح أن هذا يسقط وهذا لا فتأتي وتأخذ معها كل ما تلقاه في طريقها ، ولأن الشتاء لا زال يتبختر ولم يعقد قرانه الجدي مع الأرض يفرض السؤال نفسه وبإلحاح عن دور البلديات والمؤسسات الوطنية قبل حكومة التوافق نفسها ، وعن دور مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الأهلية ، بل ويستمر السؤال ليطال المهجرين أنفسهم عن دورهم الضاغط لتلبية احتياجاتهم أو على الأقل توفير حياة كريمة لهم بالحد الأدنى تحميهم من الصقيع القادم بقوة هذا العام حسب الأرصاد الجوية المتوقعة. الشجاعية العنوان الأكبر غرقت في شبر ماء اليوم ، فهل سيتحرك القادة والحكومة والبلديات بعد أن يغرق الوطن؟.