الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

“لننتصر على هتلر”.. كتاب مثير أثار عاصفة في اسرائيل بقلم:نبيل عودة

تاريخ النشر : 2014-10-20
“لننتصر على هتلر”.. كتاب مثير أثار عاصفة في اسرائيل بقلم:نبيل عودة
نبيل عودة
*اليهودية والصهيونية السائدتين في اسرائيل مليئتين بالمصائب*  صهيونية هرتسل كل   مصدرها باللاسامية* اليهودية السائدة اليوم هي اليهودية الحريدية والقومية  السائدة هي قومية المستوطنين* تعريف دولة اسرائيل كدولة يهودية ستكون بداية نهايتها* قانون العودة هو قانون يفتقد للاستقامة هو نسخة مشابهة لهتلر* بورغ: انا لا أنتمي للجمهور المتدين  والتيار العلماني أسير تعصبه القومي* يطالب  اسرائيل بالتخلي عن سلاحها النووي* النصر الذي يريده بورغ هو نصر على هتلر الاسرائيلي*
 
” اسرائيل ،الثورية الفتية المليئة بالحياة ، تحولت الى  متحدثة باسم الأموات ،دولة تتحدث باسم كل اؤلئك غير الموجودين ، أكثر مما تتحدث باسم كل اؤلئك الموجودين . واذا كان هذا لا يكفي ، الحرب حولتنا ، بدون ارادتنا ، من ظاهرة شاذة ، لنصبح قاعدة الشواذ نفسه . طريقة حياتنا قتالية  مع الجميع  . مع الأصدقاء ومع الأعداء . قتال مع الخارج وقتال مع الداخل ، يمكن القول ، ليس بتوسع أو بشكل مجازي ، انما بحزن وثقة ، ان الاسرائيلي يفهم فقط … القوة . هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب ، واستمر كأثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية  التي لايمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة، الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة ، لنا توجد قوة ، الكثير من القوة وفقط قوة ، لا يوجد لنا أي بديل للقوة ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم .. ” و اعطاء جيش الدفاع الاسرائيلي لينتصر ” . في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم : شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا  ولم نعد قادرين  نحن انفسنا على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة . حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته ، علاقة الانسان بصديقة ، علاقة الدولة بمواطنيها  وعلاقة القادة ببعضهم البعض . ان الدولة التي تعيش على حرابها ، التي تسجد لأمواتها ،  نهايتها كما يبدو  ان تعيش بحالة طوارئ دائمة ، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون ، كلهم ألمان ، كلهم عرب ، كلهم يكرهوننا ، والعالم  بطبيعته  كان دائما ضدنا … “
هذا مقطع من الكتاب المثير  الذي أحدث عاصفة لم تهدأ ضد مؤلفه ، محدثا هزة عميقة للغاية في المجتمع الاسرائيلي ، أشغلت وسائل الاعلام والمعلقين واصحاب الرأي والفكر ، رغم مضي سنوات على اصدارة يواصل مؤلف الكتاب نقده غير العادي في احاديثه ومحاضراته عبر توجيه صفعات اليمة  للكثير من المسلمات التي بدأ المجتمع اليهودي في اسرائيل يتعامل معها  كقوانين للحياة لا يجوز اختراقها  أو التشكيك فيها ، او التفكير بصياغات اخرى بديلة …
مؤلف الكتاب ” ابراهام بورغ “هو انسان غير عادي ، والده يوسف بورغ كان قائدا للحزب الوطني الديني ( المفدال ) ووزير في حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ العام  1951 وحتى العام 1988، عضو في الكنيست الأولى وحتى الكنيست  الحادية عشرة ، حين خرج للتقاعد …
يوسف بورغ من المهاجرين اليهود الألمان  الذين وصلوا فلسطين منذ العام 1939. وابنه ، ابراهام بورغ وراءه سيرة حياة مثيرة أيضا .
كجندي احتياط  انضم ونظم قبل 30 سنة مجموعة “جنود ضد الصمت ” ، كانت من أول التنظيمات  الاحتجاجية  التي يقوم بها الجنود … وقتها ضد الحرب اللبنانية الاولى  وما خلفته من مذابح ضد الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا (1983 ) ونجحوا بتحريك احتجاج جماهيري لم تشهد اسرائيل مثيلا له من قبل أو من بعد .. اذ نظموا مظاهرة احتجاجية شارك فيها 500 الف انسان .. ومنها بدأ نجم ابراهام بورغ بالسطوع السياسي . بدأ طريقه بمعية شمعون بيرس (حزب العمل).. ثم سطع نجمه كقائد لجيل الشباب في حزب العمل، انتخب للكنيست، اختير كرئيس للوكالة اليهودية ، بعد ان انهى عمله في الوكالة عاد للنشاط السياسي ، انتخب رئيسا للكنيست، كان مرشحا لقيادة حزب العمل  والمنافسة على رئاسة الحكومة  حين ترك فجأة العمل السياسي  واتجه للأعمال الحرة .
كتاب بورغ  المثير للجدل في المجتمع الاسرائلي هو كتاب ” لننتصر على هتلر ” ، يقول بورغ أنه استغرقه عشر سنوات لانجازه .
قراءة الكتاب تكشف اسباب هذا الوقت الطويل الذي استغرقت بورغ كتابته ، الكتاب ليس مجرد ببلوغرافيا لشخصية سياسية مؤثرة  ويمكن اعتباره ببلوغرافيا فكرية . انه حساب قاس مع النفس ، مع المجتمع ، مع التاريخ ، مع الأخلاق ،مع الفكر  ومع المفاهيم ومع السياسة الممارسة…
 الكتاب جريء في طرحه للحقائق عن الواقع الاسرائيلي  والمجاهرة بنقد المقدسات والمواقف النهائية والايمانية للمجتمع الاسرائيلي، التي كانت تبدو أزلية  وعليها شبه اجماع قومي من اليمين حتى اليسار .. من معسكر السلام وحتى سوائب المستوطنين…
ما لفت انتباهي للكتاب ليس فقط ما أثاره من النقد الواسع ، بعضه عنيف ضد المكاشفة الجريئة والقاتلة في الكثير من تفاصيلها التي قام بها بورغ في كتابه ، انما أيضا ما قاله في مقابلاتة التلفزيونيه  مفسرا تحول مفاهيمه  أو طرحه لتجربته الحياتية والسياسية  . قال ، وهذا النص ايضا مسجل في كتابه : “  انا انسان  وانا يهودي ( بورغ يهودي متدين) وانا اسرائيلي . الصهيونية كانت أداة لنقلي من حالة التراكمية اليهودية الى حالة التراكمية الاسرائيلية. أعتقد أن بن غوريون ( أول رئيس لحكومة اسرائيل) هو القائل ان الحركة الصهيونية كانت دعائم لاقامة البيت القومي  وانه بعد اقامة الدولة  يجب فكها ” .
اذن هل تخلى بورغ عن يهوديته ( كمتدين ) وعن قوميته الاسرائيلية كوطني اسرائيلي ؟!  هذه الإسئلة طرحت عليه عبر المقابلات التلفزيونية وعبر ما نشر من مراجعات لكتابه المذهل في صراحته .
أجاب : اليهودية السائدة اليوم هي اليهودية الحريدية (السلفية المتعصبة) وأنا لست كذلك ، أما القومية اليهودية السائدة اليوم  فهي قومية المستوطنين وانا لست منهم “.
 بورغ متهم في العاصفة التي أثارها كتابه ، انه لم يعد صهيونيا..  وذلك على ضوء ما كتب: ” في المؤتمر اليهودي الأول انتصرت صهيونية هرتسل على صهيونية  أحاد هعام  علينا ان نبقي هرتسل وراءنا  وأن ننتقل الى أحاد هعام ” .( احاد هعام – 1856 – 1927 – اسم ادبي لكاتب يهودي روسي ، كانت رؤيته ان اليهودية تعني المصداقية والأستقامة في التعامل مع كل انسان ، وان تبني مجتمعا يشكل نموذجا لسائر الشعوب ، وان تكون مركز روحي لليهودية المتجددة  والاستقامة والعدل – نبيل  )
احاد هعام ، يكتب بورغ : ” اتهم هرتسل بأن كل صهيونيته مصدرها باللاسامية ، بينما أحاد هعام فكر باتجاه آخر ، فكر باسرائيل كرمز فكري ،  اتجاه أحاد هعام لم يمت  والآن حان وقته .. ” ويحذر من اليهودية والصهيونية السائدتين في اسرائيل  ويصفهما بانهما “مليئتين بالمصائب  ” .
 من المواضيع المثيرة في كتاب بورغ ، رفضه لصيغة دولة يهودية ، جاء في كتابه : ” ان تعريف دولة اسرائيل كدولة يهودية ، هذه بداية نهايتها . دولة يهودية يعني قنبلة ، مواد تفجير ” .
ويرفض بورغ النشيد القومي : ” النشيد القومي رمز ، انا على استعداد لقبول واقع ان كل شيء جيد وفقط النشيد القومي سيء”.
ومن المواضيع البارزة في الكتاب ، دعوة بورغ لفك الوكالة اليهودية ، وتغيير قانون العودة (عودة اليهود الى اسرائيل)
يكتب حول قانون العودة : ” يجب طرح الموضوع للنقاش . قانون العودة هو قانون يفتقد للاستقامة  ، هو نسخة مشابهة لهتلر . انا لا أريد ان يعرف لي هتلر هويتي . كشخص دمقراطي وانساني ، هذا القانون يضعني في تناقض ، قانون العودة يباعد بيننا وبين يهود المهجر وبيننا وبين العرب “.
وعن الوكالة اليهودية .. : ” منذ كنت رئيسا للوكالة اليهودية ، اقترحت تغيير اسمها من الوكالة اليهودية لأرض اسرائيل الى الوكالة اليهودية للمجتمع الاسرائيلي  ” … ” ويجب أن يكون بمركز نشاطهم تقديم الخدمات لكل مواطني اسرائيل ، بما في ذلك العرب ” .
ويكتب عن حرب لبنان : ” انظروا الى حرب لبنان ، عاد الشعب من ساحة الوغى . كانت انجازات معينة . كانت قصورات معينة . كشف عن امور عدة . كنت اتوقع من وزراء واشخاص من اليمين ان يفهموا  انه عندما نعطي لجيش الدفاع الاسرائيلي  أن ينتصر  فهو لا ينتصر . القوة ليست هي الحل . في هذا الوقت لدينا مشكلة في غزة ، ما هو الحديث عن غزة؟ ان ندخل بهم ، نمحوهم ؟ لم نستوعب شيئا ، لا شيء  وهذا ليس فقط  في المستوى بين شعب وشعب آخر .أنظر للعلاقات بين الانسان وصديقة. أنصت للحديث الشخصي ، الأرتفاع بالعنف في الشوارع ، أحاديث النساء المضروبات ،  أنظر الى صورة وجه اسرائيل” .
ويكتب عن الاحتلال :” الاحتلال هو جزء صغير من الوضع . اسرائيل مجتمع خائف . من أجل البحث عن جنون القوة وقلعها ، يجب معالجة المخاوف والخوف الأعلى ، الخوف القديم ، هو ستة ملايين يهودي الذين قتلوا بالكارثة .”
 يكتب بورغ بانه عندما كان رئيسا للكنيست: “..  استمعت الى الآحاديث ، وقمت بالحديث بعمق مع أعضاء الكنيست من جميع الاتجاهات . سمعت رجال سلام يقولون انهم يريدون السلام لأنهم يكرهون العرب ولا يستطيعوا رؤيتهم او تحملهم . وسمعت أشخاص  من اليمين  يتفوهون مثل جماعة كهانا ( مئير كهانا ، عنصري متطرف معاد للعرب ، منع من الوصول للكنيست ، قتله فلسطيني في الولايات المتحدة ، جماعته من أشرس وأسفل المجموعات الاستيطانية ، وينادون بترحيل العرب من مواطني اسرائيل والمناطق الفلسطينية) الكهانية موجودة في الكنيست ، رفضوها كحزب ، ولكن حوالي 10 أو 15 وربما 20 % من الحديث اليهودي داخل الكنيست  ، هو حديث غير سهل …  مليء بالفقاقيع .”
هذه لمحة صغيرة من نبوءة ابراهام بورغ المرعبة للكثيرين من العنصريين ومعتمدي سياسة القوة، الذين على قناعة مرعبة  بأن القوة هي الحل الوحيد وباتوا أسرى تفكيرهم المحدود والمغلق  دون القدرة على رؤية بدائل أخرى للتعامل ..
الكتاب لا يهادن وجريء في تناوله لأهم القضايا وأكثرها حساسية ، والمكاشفة بصراحة غير معهودة ، خاصة من شخصية وصلت الى قمة السلطة في اسرائيل . بورغ لا يتردد في القول انه لا يشعر باي انتماء للجمهور المتدين الذي جاء منه ، ” انا لا أنتمي اليهم ” يقول بوضوح . ويهاجم التيار العلماني  ويتهمه أنه أسير تعصبه القومي .
ولا يتردد في مطالبة اسرائيل بالتخلي عن سلاحها النووي .. والكاتب لا يتردد  باجراء مقارنة  دائمة في كتابه بين اسرائيل والمانيا النازية ، وربما ليس بالصدفة ان الأسم الأول للكتاب ، خلال فترة اعداده ، كان ” هتلر انتصر ” .. ، يقول: ” انا موافق انه يوجد مصاعب ، ولكن هل هي مصاعب مستحيلة ؟ هل كل عدو هو اوشفيتس ؟ هل كل حماس هي عدو ؟
 ومع ذلك بورغ متفائل ، ولا ينفي امكانية عودته للسياسة ، ويقرر انه في عام 2010 فقط ستبدأ سياسة جديدة في اسرائيل ، بعد ان ينتهي دور جيل أولمرت – براك ، سيجيء جيل من مجال الاقتصاد ، من الأكاديميا ، ومن الفن ، ربما عندها سيكون لي مكان ” كما يقول بورغ .
عنوان الكناب ” لننتصر على هتلر “، تنكشف رمزيته بأن النصر الذي يريده بورغ هو نصر على هتلر الاسرائيلي الذي يعتمد لغة القوة في  كل ما ينهج .
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف