معادلة خالتي ايضا ولدت في الشارع 20-10-2014
بقلم : حمدي فراج
ذكرتني حادثة السيدة المصرية التي أنجبت طفلتها قبل أيام في الشارع بحادثة خالتي التي انجبت ابنها قبل حوالي سبعين سنة في الخلاء ، وبين الحادثتين ، هطلت أمطار كثيرة ، جرفت ما استطاعت اليه سبيلا ، والباقي ينتظر امطارا جديدة .
تقول تفاصيل السيدة المصرية من مدينة كفر الدوار ، انها ذهبت برفقة زوجها الى مستشفى توليد لتضع مولودتها ، لكن ادارة المستشفى رفضت استقبالها ، وفي الغالب يكون السبب عدم توفر الرسوم والنفقات ، والبعض نقل ان الطبيب اخبرها ان الولادة لن تكون طبيعية وانها تحتاج الى عملية قيصرية ، وهذا أدعى الى استقبالها وانقاذها ، وهناك من نقل ان احد العاملين قال لزوجها ان الحالة مستعجلة ولا يوجد في المستشفى الا طبيب واحد منهمك في توليد سيدة اخرى .
المهم وبغض النظر عن اية تفاصيل أخرى ، فإن الشيء المؤكد ان السيدة لم تلد داخل مستشفى التوليد ، بل في الشارع ، مما دفع البعض الى اعتماد الحادثة كفضيحة كبرى للمستشفيات المصرية والطب المصري والحكومة المصرية ولمصر برمتها .
وتقول تفاصيل حادثة خالتي ، انها خرجت الى موسم الحصيدة في قريتها زكريا ، والتي لم تكن قد لجأت منها بعد ، وشعرت فجأة بآلام المخاض ، ووضعت طفلها بدون اي مساعدة من أحد ، وانها ساعدت نفسها بنفسها معتمدة على ان لا احد في هذا الخلاء سيأتي لمساعدتها من جهة ، ومن جهة ثانية ، ان هذا ليس باكورة حملها ، بل هو الرابع . وتقول التفاصيل المنقولة انها قامت بقص الحبل الصري بأن وضعته على حجر وضربت عليه بحجر آخر حتى قطعته .
وبغض النظر عن اية تفاصيل أخرى ، فإن خالتي اسمت وليدها "خلوي" نسبة للخلاء الذي ولد فيه .
ظلت خالتي ، ومعها "خلوي" ، وكل من ينتمي اليهما ، يشعرون بالفخر إزاء هذه الولادة العسيرة والغريبة ، ومبعث الفخر قدرة المرأة العربية انذاك على تحمل مشاق الحمل (اربعة بطون في غضون خمس او ست سنوات) ، والمخاض اثناء العمل الذي يفترض ان يكون مرهونا للرجل اكثر منه للمرأة الحامل في شهرها الاخير، او اسبوعها الاخير ، بل في يومها الاخير .
في حين ، ستظل السيدة المصرية التي ولدت في الشارع ، تشعر بالحزن والصغار والاحتقار ، وسيشعر معها كل مصري بالخجل والشنار ازاء هذا الواقع المؤلم والمخجل .
وبعيدا عن كل ما يتم تدبيجه من كلام واحكام واسباب وتبارير وذرائع ، فإنه من الوجهة الحقوقية والقانونية والاخلاقية فإن النظام المصري الجديد يتحمل المسؤولية لطالما تخطى رئيسه المائة يوم الاولى في الحكم ، وشأنه شأن اي نظام عربي يستطيع ان يتملص بترديد الشعار الشائع : "قدرها ان تلد في الشارع " ، مما يتطلب انتظار امطار جديدة تجرف ما لم تتمكن من جرفه بعد .
بقلم : حمدي فراج
ذكرتني حادثة السيدة المصرية التي أنجبت طفلتها قبل أيام في الشارع بحادثة خالتي التي انجبت ابنها قبل حوالي سبعين سنة في الخلاء ، وبين الحادثتين ، هطلت أمطار كثيرة ، جرفت ما استطاعت اليه سبيلا ، والباقي ينتظر امطارا جديدة .
تقول تفاصيل السيدة المصرية من مدينة كفر الدوار ، انها ذهبت برفقة زوجها الى مستشفى توليد لتضع مولودتها ، لكن ادارة المستشفى رفضت استقبالها ، وفي الغالب يكون السبب عدم توفر الرسوم والنفقات ، والبعض نقل ان الطبيب اخبرها ان الولادة لن تكون طبيعية وانها تحتاج الى عملية قيصرية ، وهذا أدعى الى استقبالها وانقاذها ، وهناك من نقل ان احد العاملين قال لزوجها ان الحالة مستعجلة ولا يوجد في المستشفى الا طبيب واحد منهمك في توليد سيدة اخرى .
المهم وبغض النظر عن اية تفاصيل أخرى ، فإن الشيء المؤكد ان السيدة لم تلد داخل مستشفى التوليد ، بل في الشارع ، مما دفع البعض الى اعتماد الحادثة كفضيحة كبرى للمستشفيات المصرية والطب المصري والحكومة المصرية ولمصر برمتها .
وتقول تفاصيل حادثة خالتي ، انها خرجت الى موسم الحصيدة في قريتها زكريا ، والتي لم تكن قد لجأت منها بعد ، وشعرت فجأة بآلام المخاض ، ووضعت طفلها بدون اي مساعدة من أحد ، وانها ساعدت نفسها بنفسها معتمدة على ان لا احد في هذا الخلاء سيأتي لمساعدتها من جهة ، ومن جهة ثانية ، ان هذا ليس باكورة حملها ، بل هو الرابع . وتقول التفاصيل المنقولة انها قامت بقص الحبل الصري بأن وضعته على حجر وضربت عليه بحجر آخر حتى قطعته .
وبغض النظر عن اية تفاصيل أخرى ، فإن خالتي اسمت وليدها "خلوي" نسبة للخلاء الذي ولد فيه .
ظلت خالتي ، ومعها "خلوي" ، وكل من ينتمي اليهما ، يشعرون بالفخر إزاء هذه الولادة العسيرة والغريبة ، ومبعث الفخر قدرة المرأة العربية انذاك على تحمل مشاق الحمل (اربعة بطون في غضون خمس او ست سنوات) ، والمخاض اثناء العمل الذي يفترض ان يكون مرهونا للرجل اكثر منه للمرأة الحامل في شهرها الاخير، او اسبوعها الاخير ، بل في يومها الاخير .
في حين ، ستظل السيدة المصرية التي ولدت في الشارع ، تشعر بالحزن والصغار والاحتقار ، وسيشعر معها كل مصري بالخجل والشنار ازاء هذا الواقع المؤلم والمخجل .
وبعيدا عن كل ما يتم تدبيجه من كلام واحكام واسباب وتبارير وذرائع ، فإنه من الوجهة الحقوقية والقانونية والاخلاقية فإن النظام المصري الجديد يتحمل المسؤولية لطالما تخطى رئيسه المائة يوم الاولى في الحكم ، وشأنه شأن اي نظام عربي يستطيع ان يتملص بترديد الشعار الشائع : "قدرها ان تلد في الشارع " ، مما يتطلب انتظار امطار جديدة تجرف ما لم تتمكن من جرفه بعد .