الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عشاق المدينة بقلم : نزهة الرملاوي

تاريخ النشر : 2014-10-19
عشاق المدينة
عشاق المدينة (٢)
احلام اسم لامرأة في الخمسين من عمرها خرجت تبحث عن أشياء عزيزة تركتها يوما ما خلف طيات الكتمان ، خبأتها خلف أسوار المدينة تحت قناطر البيوت العتيقة، فهي حافظة لأسرارها على مر الزمن ، أيقظت في داخلها ذكريات نائمة على عتبات ماض بعيد ، التفتت الى الوراء محدقة في ارجاء الأمكنة من حولها ،سارت الى خارج الأسوار ، وبدأت تجهش بالبكاء، حينما نظرت الى النوافذ والأبواب في غرب المدينة ، وراحت تنادي من رحلوا وتركوها مشرعة تعوي بها الريح وتطرقها معاول الزمن بشدة ،لا تستطيع الاقتراب ؛ فالبيوت تسكنها ذئاب جائعة قدمت لتنال الفريسة وتستوطن المكان ، خرجت الاهات مندفعة ...استطاعت بعدها ان تستجمع ما كانت تود قوله لو كان من أحبته واقفاً بجانب الحائط الممدود على طول الشارع كما عهدته حين تواعده قبل سنين خلت ، وقالت في قرار ذاتها : لا زلت اذكرك ولم يمنعني زمن الفراق الكبير من حبك ، نعم ما زلت سيد فؤادي ، ملك تتربع في قلب عاشقة ، والثلاث عقود ونيف من الزمن الضائع ، كشف زيفي ونفاقي تجاه الأفراح المعلنة ، دعني أبوح باسراري تجاهك ، فقد مللت اندفاعاتي وانفعالاتي وطيشي اللا متناهي ، أتذكر يوم الوداع ؟ يوم تاهت المسافات بيننا واختفت ؟ يوم اتخذت انا القرار بالفراق ؟ أتذكر ؟
اواه من نهاية حب مؤلمة الى حد التناسي ، هل حقاً نسينا ام تناسينا يا هذا البعيد القريب ؟ أدركت لسنين خلت اني فعلت المستحيل حتى لا تذكرني بك الاماكن وأرصفة الشوارع الخالية من احداق ناظرة في يوم ماطر، ومظلة واحدة تكفي كلينا للاحتماء والاختباء ، وتناسيت حتى لا تذكرني الزوايا بالقبل المسروقة ان غابت العيون عنا ، مد لي يديك، خذ مني بعضا من ياسمين مقدسي بكينا تحته مرات ومرات ، ويوما ما ضحكنا حتى اثارت الضحكة عجوزا من خلف نافذتها ابتسمت قائلة : تأخرت قرع جرس المدرسة ...يا لها من عجوز عاشقة !!!
كيف لا تعرفني ومريول المدرسة الكحلي والقميص الأزرق عنوان إقامتي من الصباح حتى ما بعد الظهيرة ....انا طفلة طفلة بدأت تكبر معك، بدأت تكبر من نظراتك وابتساماتك وحبك اللامتناهي ... تاهت بي الدقائق وكأنها ساعات خلف أسوار المدرسة، تمنيت في تلك اللحظات ان تحملني غربان المدينة وترميني على سطح بيتنا في البلدة القديمة ، فتحس امي بوقوعي وتضمني بشدة اليها ....
وبقيت ارتجف امام غرفة المدير، في انتظار العتاب والعقاب خائفة من النظرات الغاضبة ، خائفة انا من كل شيء حولي ، من المعلمات ومن العيون التي تحدق بشدة لا اخفي عليك بعد طول سنين ، اني احمر خجلا ، ولا زال احمرار وجهي يغطي مساحات كبيرة لمواقف كثيرة في حياتي ....وأني لأشكر الله على هذه النعمة ، فاحمرار وجهي وسخونته المتعالية من الخوف وبعض التمثيل المتعمد في التمارض امام الجميع ، حتى ابعد الشبهات عني ، من ذلك الموقف الصعب ، فقد حرصت في ذلك اليوم ان أتقن التمثيل حتى لا يستدعى المارد الأزرق فيزلزل صراخه ارجاء المدرسة وجدران البيت العتيق ، ويتطاير رذاذ بصاقه امام وجوه الواقفين ، ولا اخفي عليك اني كنت خائفة على امي ان تقع من صفعة قوية ان اختبأت خلفها ، وان يفزع سكان باب حطة لتهدئة الموقف في بيتنا ،ويكون ذلك اليوم بداية لإثارة الشائعات حول تلك الطفلة ، نعم انا تلك الطفلة الكبيرة ، والمدللة والخلوقة والأدبية ، والخائفة والمرتجفة و...وكنت (ابو علي)
كما يقولون، وكنت الصارمة والمتكبرة كما يدعون ، انا تلك الجميلة المتمردة في عالم الذكور ، نعم وما زلت كما كنت معهم ، الا معك انت !!!
ما الذي فعلته بقلبي الصغير ؟؟؟
ما الذي دفعني للمشي معك كل صباح حتى باب المدرسة ؟؟؟
بقلم : نزهة الرملاوي
١٩/١٠/٢٠١٤
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف