*رسالة سم
*محمد العوضي*
*عندما أفاق من غيبوبته في مستشفاه الخاص ، أخبره طبيبه أنه قد نجا بمعجزة ، و أن عصير البرتقال الذي شربه أخر مفعول السم الموجود به ، و أن تلك صدفة لا تحدث إلا نادرا** ..*
*شرد بفكره و هو يتذكرها ، و هي تضع أمامه كوب العصير و تنظر إليه و هو يشربه في حنان ثم تودعه في طريقه إلي عمله متمنية له يوما موفقا** ..*
*كانت رائعة بكل المقاييس و رغم أن مدير أعماله قد أتى بها لليلة واحدة إلا أن شيء بها أبقاها في منزله لمده قاربت الستة أشهر حتي الأن** ..*
*مدة كافية للغاية لتغير و تؤكد إحساسه بها بأنها ليست إحداهن** ..*
*و رغم أن مضمون علاقتهما لم يتغير كثيرا إلا أنه إتخذ إطارا و إحساسا مختلفا فيه الكثير من الود و الاحترام ! ، وصل إلى درجة أنه فكر جديا في الزواج منها ! ، لكن يبدو أنه كان لها مُخطَطا آخر ، و مُخطِطا ينوي الشر في الخفاء** ..*
*عاد لرشده و طلب سكرتيرته - رغم اعتراض الطبيب - فدخلت عليه و تمنت له الشفاء ثم عرضت عليه تقريرها بإيجاز قبل أن تُظهر له في شيء من الحرج هدية جاءته إلى المستشفي** ..*
*كانت الهدية مربعة و من الخارج وُضع عليها غلاف رسائل مطبوع عليه قبلة حمراء ثم توقيعها** !!*
*أخذ الهدية بجواره و هز رأسه فابتسمت السكرتيرة كعادتها واستأذنت دون انتظار رد و أغلقت الباب في هدوء** ..*
*فتح الرسالة و بدأ يقرأ : حبيبي الوحيد !! ، و أنت تقرأ رسالتي اعلم أني قد رحلت من الدنيا على حبك ! ، و رأيت أن أكتب لأفسر لك ما لن يستوعبه قلبك ، لعلك ترى في محاولتي لتضميدك و في هديتي البسيطة لك شيئا من صدق يجعلك تسامحني و تدعو لي بالرحمة ، فاختزلت لك فيهم كل الحب و صدقني ما أصعب اختزال أجمل علاقة لتصبح هدية و بطاقه** !..*
*و لكي لا أطيل عليك ، فما جال بذهنك صحيح ، لقد دفعني أحدهم لأتقرب منك و أضع لك السم ، لكني ماطلت كثيرا حتي هددني بالقتل أنا و أسرتي ، و عندما لم أجد بديلا وضعت لك السم في عصير البرتقال كي تنجو أسرتي و كي تنجو أنت و أحمد الله على أنك قد نجوت كما كنت أريد ، أما أنا فلم يعد لي سبب في الحياة بعد أن فقدتك !! ، رجائي الأخير لك الآن أن تسترني فتحرق رسالتي و ألا تؤذي أهلي أبدا ، و يكفيك من الذكرى هديتي افتحها وحيدا ففيها شيء مني لن تتوقعه** !*
*أغلق الرسالة و قضي لحظات بين تفكير عميق و أحاسيس متضاربة قبل أن تدمع عيناه لها حزنا و شوقا** !*
*أشعل رسالتها بوفاء و أسى حتي خمدت و بهدوء بدأ يفتح هديتها ، و دون توقع دوى الانفجار !!*
*محمد العوضي*
*عندما أفاق من غيبوبته في مستشفاه الخاص ، أخبره طبيبه أنه قد نجا بمعجزة ، و أن عصير البرتقال الذي شربه أخر مفعول السم الموجود به ، و أن تلك صدفة لا تحدث إلا نادرا** ..*
*شرد بفكره و هو يتذكرها ، و هي تضع أمامه كوب العصير و تنظر إليه و هو يشربه في حنان ثم تودعه في طريقه إلي عمله متمنية له يوما موفقا** ..*
*كانت رائعة بكل المقاييس و رغم أن مدير أعماله قد أتى بها لليلة واحدة إلا أن شيء بها أبقاها في منزله لمده قاربت الستة أشهر حتي الأن** ..*
*مدة كافية للغاية لتغير و تؤكد إحساسه بها بأنها ليست إحداهن** ..*
*و رغم أن مضمون علاقتهما لم يتغير كثيرا إلا أنه إتخذ إطارا و إحساسا مختلفا فيه الكثير من الود و الاحترام ! ، وصل إلى درجة أنه فكر جديا في الزواج منها ! ، لكن يبدو أنه كان لها مُخطَطا آخر ، و مُخطِطا ينوي الشر في الخفاء** ..*
*عاد لرشده و طلب سكرتيرته - رغم اعتراض الطبيب - فدخلت عليه و تمنت له الشفاء ثم عرضت عليه تقريرها بإيجاز قبل أن تُظهر له في شيء من الحرج هدية جاءته إلى المستشفي** ..*
*كانت الهدية مربعة و من الخارج وُضع عليها غلاف رسائل مطبوع عليه قبلة حمراء ثم توقيعها** !!*
*أخذ الهدية بجواره و هز رأسه فابتسمت السكرتيرة كعادتها واستأذنت دون انتظار رد و أغلقت الباب في هدوء** ..*
*فتح الرسالة و بدأ يقرأ : حبيبي الوحيد !! ، و أنت تقرأ رسالتي اعلم أني قد رحلت من الدنيا على حبك ! ، و رأيت أن أكتب لأفسر لك ما لن يستوعبه قلبك ، لعلك ترى في محاولتي لتضميدك و في هديتي البسيطة لك شيئا من صدق يجعلك تسامحني و تدعو لي بالرحمة ، فاختزلت لك فيهم كل الحب و صدقني ما أصعب اختزال أجمل علاقة لتصبح هدية و بطاقه** !..*
*و لكي لا أطيل عليك ، فما جال بذهنك صحيح ، لقد دفعني أحدهم لأتقرب منك و أضع لك السم ، لكني ماطلت كثيرا حتي هددني بالقتل أنا و أسرتي ، و عندما لم أجد بديلا وضعت لك السم في عصير البرتقال كي تنجو أسرتي و كي تنجو أنت و أحمد الله على أنك قد نجوت كما كنت أريد ، أما أنا فلم يعد لي سبب في الحياة بعد أن فقدتك !! ، رجائي الأخير لك الآن أن تسترني فتحرق رسالتي و ألا تؤذي أهلي أبدا ، و يكفيك من الذكرى هديتي افتحها وحيدا ففيها شيء مني لن تتوقعه** !*
*أغلق الرسالة و قضي لحظات بين تفكير عميق و أحاسيس متضاربة قبل أن تدمع عيناه لها حزنا و شوقا** !*
*أشعل رسالتها بوفاء و أسى حتي خمدت و بهدوء بدأ يفتح هديتها ، و دون توقع دوى الانفجار !!*