الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إعمار الاحتلال بقلم: رامي مهداوي

تاريخ النشر : 2014-10-19
إعمار الاحتلال بقلم: رامي مهداوي
إعمار الاحتلال
بقلم: رامي مهداوي

بعد العدوان الأخير على غزة الذي بدأ يوم 8 تموز 2014 _ مع الأخذ بعين الاعتبار أن العدوان مستمر قبل وبعد هذا التاريخ _ ما أدى الى قتل وتدمير الإنسان والبنية التحتية لقطاع غزة المحاصر منذ سنوات، يطفو الآن على السطح مصطلح "إعمار غزة"، لهذا تعهد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة مؤخراً بتقديم نحو 5.4 مليار دولار نصفها لإعادة إعمار القطاع والباقي دعم الموازنة العامة. في هذا المقال سأحاول طرح أسئلة وربما مقترحات لا أهدف من خلالها تقليل قيمة عمل شخص/حزب/مؤسسة /شركة /عائلة /وزارة /مصنع /بقالة بقدر ما أريد أن نصنع الأفضل لأبناء هذا الوطن ببناء وإعمار ليس فقط البنية التحتية وإنما النظر الى المشروع الوطني التحرري أيضاً، فالعملية هي تكاملية أكثر من أنه مشروع يبدأ وينتهي ونفرح بالمال فقط إن صدقت الوعود!!
أين إسرائيل من تحمل مسؤوليتها الكاملة عن المجازر التي ارتكبتها وتدمير البنية التحية في إعادة الإعمار؟ ولماذا لا يتم ربط معركة الإعمار بمعركة تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة أمام المجتمع الدولي عمّا حدث. لا يجوز أن تكون إسرائيل بريئة من فعل الجريمة وتحميل تبعات هذا الفعل لدول أخرى وهذا ما حدث منذ عقود.
ما قامت به إسرائيل هو عبارة عن جعل قطاع غزة عبارة عن حقل تجارب لأسلحتها الجديدة، فقد استخدمت 11 نوع سلاح جديد، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها أصبحت واحدة من كبرى عشر دول في العالم من حيث تصدير السلاح، وأن نحو 70 دولة من كل القارات، من ضمنهم تركيا تشتري السلاح الإسرائيلي. في إسرائيل هناك 304 شركات كبرى لبيع الأسلحة و300 شركة صغيرة لبيع الأسلحة الخفيفة وأمنية دولية. بالتالي ما حدث في غزة هو عبارة عن استعراض للأسلحة والترويج لها، لهذا يجب التركيز على هذا الملف ليس فقط من باب مقاطعة هذه الشركات دولياً وإنما بفرض عقوبات عليها من خلال المجتمع الدولي للضغط من أجل محاسبة الاحتلال على مجازره، وعلى المجتمع الدولي بهيئاته المختلفة أن يجبر اسرائيل على دفع تعويضات على دمار البنية التحتية من مدرسة ومسجد ومنزل وشارع ومخزن ومصنع وأراض زراعية ومحطات الكهرباء وشبكات المياه والمجاري... الخ وعلى الأرواح البريئة 2160 شهيداً منهم 580 طفلاً، 11300 جريح ثلثهم أصبحوا معاقين مدى الحياة، وعن معاناة الآلاف الذين تحولوا بيوم وليلة إلى مشردين لا منازل لهم. فرض العقوبات ودفع الاحتلال التعويضات أهم خطوة لحماية ما سيتم بناؤه وإعماره في المستقبل كي لا يكرروا جرائمهم ويتم تحويلنا الى حقل تجارب استثماري.
لا إعمار لغزة دون فتح المعابر برفع الحصار عنها؛ وإنشاء ميناء مستقل وممر بحري دولي وممر يربط الضفة بالقطاع آمنين ومستقلين محمي دوليا ولا تمتلك إسرائيل أي قدرة للتدخل والسيطرة عليه، وهذه النقطة إن لم تتم حتى ولو برقابة دولية بشكل مبدئي فإن إسرائيل هي من ستمتلك روح الإعمار وليس نحن الضحية فهم سيتحكمون ليس فقط بفتح وإغلاق المعبر، وإنما بالمواد والبضائع التي تحتاجها عملية الإعمار، بالتالي سيتم تحديد وصناعة شكل ومضمون الحياة التي على الضحية أن يعيشها.
ما وراء تحكم إسرائيل أيضاً بالمعابر، هو تنمية اقتصادها من خلال ضخ البضائع الإسرائيلية المختلفة المستخدمة للبناء أو غير البناء لقطاع غزة، بالتالي نتحول نحن حقل التجارب الى مستهلك للسوق الإسرائيلية، مصادر مطلعة على موضوع إعادة اعمار غزة أفادت بأن دولة اﻻحتلال اﻻسرائيلي اشترطت ان تكون 25% من مواد إعادة إعمار غزة من السوق اﻻسرائيلية، وجميع الأطراف ذات العلاقة وافقت على الشرط الإسرائيلي. إذن، المعادلة بسيطة: تدمير وقتل الضحية يؤدي الى بيع أسلحة للعالم وبيع بضائع الإعمار للضحية، هذه المعادلة تضمن العديد من الأرباح ليس فقط المادية إذا ما نظرنا الى الاقتصاد السياسي من معادلة من يملك يحكم.
جميع ما ذكرته بحاجة منّا نحن إلى العمل بشكل غير تقليدي على صعيد المؤسسة الرسمية وغير الرسمية بطريقة تكاملية وليس تنافسية لمصالح خاصة لأن الوضع غير محتمل وغير قابل لمزيد من التيه السياسي الداخلي المتراكم منذ سنوات لأسباب لا مجال لذكرها في هذا المقال، فعلينا العمل لتحويل معركة إعمار غزة لمعركة تحرر أيضاً على الرغم من أننا خسرنا تحويل العدوان على غزة الى معركة تحرر شاملة؛ خصوصاً بأن بعض الدول الغربية بدأت تستيقظ من سباتها وبدأت تنظر بمسؤولية على واقعنا بمحمل الجدية وخير مثال هو السويد وبريطانيا. على البعض منّا أيضاً أن يستفيق من سباته، حتى لا نقوم بتدمير ذاتنا بذاتنا، فما زال التدمير مستمراً في القدس... ما زال الاستيطان مستمراً... والاقتحام اليومي للمدن والمخيمات والقرى مستمر... وشهداؤنا مستمرون آخرهم الشهيد الطفل بهاء سمير بدر في الصف السابع من بلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله.

للتواصل:
بريد الكتروني [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف