الفرصة التي تعرج على الفرد الإنساني هي التي تستعيد ذكراه، هي عالمة بالزمن وخباياه، بينما هو طفل وردي الوجنتيْن أمام عنوان الجمال، وعذوبة البراءة، لتكبر العناوين، ولتؤصل الأيام للخروج من هوة الاستقامة المتوخاة، أي استقامة؟! أم هي هداية، أم هي الذات والأرق، حين أراد لباسا أو ثوبا للمروءة والنكران.
"... لم أجد جسمك في القاموس
من أين تأخذين
صيغة الأحزان من طروادة الأولى
ولا تعترفين
بأغاني ارميا الثاني، وآه... "
(محمود درويش، الأعمال الشعرية الكاملة (1) / شعر، وزارة الثقافة – الجزائر، 2010م، ص: 283، جزء: العصافير تموت في الجليل 1969م)
ما يجعل الحزن كائنا حيا هو فقدان حيان الكائن المقدس؛ لهذا تكلمت بطروادة منذ زمن بعيدا بلسان حزين، حزنا على حب أدى إلى مجزرة، وحزين لأنّ معاملات الحزن هي باردة أكثر من القطب، فيها نفحات كثيرة الارتباك بلا وجل، وهي التي تطلبها بلا عَجَل، إذ على الإنسان أن يكون طرواديا إن هو أراد، لكنه يغتنم فرصا كثيرة إن هو ارتد، فما بين الردة والارادة حبل سريّ لا يتم الانتقال إلى الثانية سوى عبر الأولى، فلا إرادة دون ردة، ولا ردة بلا ارتداد.
ما أعذب مكر المحبين، ما أحلاه، إن كان من منبع أنيق، حيث المشاعر بلا ترتيب، حيث مسائل الاعتراف تتخذ شكلا أرجوانيا، فتسير المياه بلا نية للتوقف، ترجي بلا رجاء، من أفعال قد لا تكون متوقعة، غير قابلة إلا لتصريف الحياء، هو عملة تشتري الإنسانية من الإنسان، هو مكبح إنساني للإنسان في أجمل لحظاته، قد يتخلى عنه، لأنه أعظم وأقدر على فهم ما لا يُفهم.
عمر الفرد الإنساني هو الذي يدفعه إلى محاولة دراسة الزمن، هذا المستعصي على أقوى الفرسان، الكل يشيخ ويضعف، ليكون المعطى الإنساني هو القدرة على كسب المعطى الزمني، لكن على الرغم من المحاولات الكثيرة، بقيت الإنسانية صدى بلا روح زمنية للزمان، حتى أنها لا تكون كذلك إن هي لم تتعرف على حدود مكان البشر الاستقصائي خلال دائرة الزمن ذاته.
السيّد: مــــزوار محمد سعيد
"... لم أجد جسمك في القاموس
من أين تأخذين
صيغة الأحزان من طروادة الأولى
ولا تعترفين
بأغاني ارميا الثاني، وآه... "
(محمود درويش، الأعمال الشعرية الكاملة (1) / شعر، وزارة الثقافة – الجزائر، 2010م، ص: 283، جزء: العصافير تموت في الجليل 1969م)
ما يجعل الحزن كائنا حيا هو فقدان حيان الكائن المقدس؛ لهذا تكلمت بطروادة منذ زمن بعيدا بلسان حزين، حزنا على حب أدى إلى مجزرة، وحزين لأنّ معاملات الحزن هي باردة أكثر من القطب، فيها نفحات كثيرة الارتباك بلا وجل، وهي التي تطلبها بلا عَجَل، إذ على الإنسان أن يكون طرواديا إن هو أراد، لكنه يغتنم فرصا كثيرة إن هو ارتد، فما بين الردة والارادة حبل سريّ لا يتم الانتقال إلى الثانية سوى عبر الأولى، فلا إرادة دون ردة، ولا ردة بلا ارتداد.
ما أعذب مكر المحبين، ما أحلاه، إن كان من منبع أنيق، حيث المشاعر بلا ترتيب، حيث مسائل الاعتراف تتخذ شكلا أرجوانيا، فتسير المياه بلا نية للتوقف، ترجي بلا رجاء، من أفعال قد لا تكون متوقعة، غير قابلة إلا لتصريف الحياء، هو عملة تشتري الإنسانية من الإنسان، هو مكبح إنساني للإنسان في أجمل لحظاته، قد يتخلى عنه، لأنه أعظم وأقدر على فهم ما لا يُفهم.
عمر الفرد الإنساني هو الذي يدفعه إلى محاولة دراسة الزمن، هذا المستعصي على أقوى الفرسان، الكل يشيخ ويضعف، ليكون المعطى الإنساني هو القدرة على كسب المعطى الزمني، لكن على الرغم من المحاولات الكثيرة، بقيت الإنسانية صدى بلا روح زمنية للزمان، حتى أنها لا تكون كذلك إن هي لم تتعرف على حدود مكان البشر الاستقصائي خلال دائرة الزمن ذاته.
السيّد: مــــزوار محمد سعيد