الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صراع الإرادات بين العراق وجيرانه! -2- بقلم:د. عمران الكبيسي

تاريخ النشر : 2014-10-18
صراع الإرادات بين العراق وجيرانه! -2- بقلم:د. عمران الكبيسي
صراع الإرادات بين العراق وجيرانه! -2-

د. عمران الكبيسي

اتسم تاريخ العراق القديم قبل ظهور الموجة العربية ونزول القرآن وانتشار الإسلام بتعرضه من الخارج لهجمات أجناس خارجية مختلفة المصدر من القوقاز والأنضول أتراك وفرس ساسانيين، جيوش تفد تحتل وتحط الرحال زمنا، وما تلبث ان تطرد سواء من أهل البلاد الأصليين، أم من أمم أخر طامعة، وكلما جاءت أمة مسخت ما قبلها، بيد أن الأمر بدأ يتغير منذ أن بدأت هجرة المناذرة من اليمن إلى العراق وتأسيس دولتهم العربية وعاصمتها الحيرة قرب الفرات، معتنقين المسيحية وخاضعين لنفوذ الساسانيين الفرس الذين اتخذوا من المدائن على نهر دجلة عاصمة، ومنها بدأت طلائع الزحف تأخذ خطا عكسيا من الجزيرة والعراق إلى الخارج. وتحول الصراع من كسر إرادات وصراع فناء ووجود إلى صراع حضارات قيم ومبادئ، البقاء فيها للأصلح.
فبعد البعثة النبوية وانتشار الإسلام في الجزيرة العربية أرسل الرسول الكريم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى الثاني يدعوه إلى الإسلام. فغضب كسرى ومزق الرسالة قبل أن يعرف ما فيها قائلا أيكتب لي عبدي، وطرد بن حذافة من مجلسه. فعاد إلى النبي يخبره بأمر كسرى فقال الرسول: " مزق الله ملكه". وأمر كسرى نائبه باذان في اليمن: أن يرسل إليه الرجل أي الرسول الكريم الذي ظهر بالحجاز مع رجلين جلدين فلما جاءا إلى النبي الأكرم قال لهما: اذهبوا إلى صاحبكم «فإن ربي قد قتل ربكم الليلة»، وبالفعل وصل كتاب شيرويه ابن كسرى يخبره بقتله لأبيه في تلك الليلة. فأعلن باذان وجنده وعرب البحرين إسلامهم وخرجوا عن طاعة كسرى. ومعهم قبائل العرب.
ومنذ بداية التاريخ الهجري بدأ العرب يخرجون من تبعية الساسانيين كليا، وبدأ الزحف من العراق بانتصار المسلمين بمعركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر بن الخطاب وانتهاء بمعركة نهاوند حيث هزم جيش الفرس وقتل آخر ملوكهم يزدجر، وأطفئت النار المجوسية إلى الأبد، وأصبحت إيران ضمن حدود الدولة الإسلامية وأمر الخليفة عمر ببناء مدينتي البصرة والكوفة، أما في العصر الأموي من 661إلى 749م-41إلى132هـ أصبحت دمشق العاصمة ومنها يعين الولاة، وشهد العراق إبان الحكم الأموي حروبا عدة بين أنصار آل البيت والخلفاء الأمويين، وأصبح الصراع داخليا، عربي عربي واستمرت حكم الأمويين حتى قيام الدولة العباسية 750م/132هـ إلى 1258م/656هـ وخلالها تم بناء بغداد عاصمة للعباسيين بدلا من دمشق ليصبح الصراع داخليا أيضا بين العرب المسلمين وفرق من الأقوام غير العربية التي دخلت الإسلام وبخاصة الفرس.
وعلى الرغم الزهو العباسي حيث أصبحت بغداد عاصمة الدنيا في العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة برزت في الدولة العديد من الأسر التي يرجع أصلها إما إلى العرب مثل بني المهلب، أو إلى الفرس مثل البرامكة، والبويهين، أو إلى سلالات قبلية تركية كالسلاجقة الذين حكموا باسم السلطان ما بين 1055- 1152م، وتعرضت العراق في عهد العباسيين إلى العديد من الثورات والحروب الداخلية فانتصار العرب الحاسم على الفرس وقيام الخلافة العربية الإسلامية واعتناق الفرس الإسلام؛ لم ينه أحلامهم في استعادة أمجادهم القديمة الزائلة, فقتلوا الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه؛ لأنه هو الذي أزال دولة الفرس وأطفأ نارها, فيما استمروا في زرع الفتن والكراهية بين العرب والتحريض ضد الدولة الإسلامية العربية والتمرد عليها والتسلل إلى مواقعها العليا ونشر الفساد والتحلل فيها – وأسهموا في إنهاء الدولة العباسية عندما ساعدوا التتار على احتلال بغداد عام 1258م 656هـ من خلال الوزير ( ابن العلقمي ) الفارسي الذي كاتب التتار وحث زعيمهم ( هولاكو ) على احتلال العراق وقتل مئات الآلاف من شعبه. وفق كثير من الروايات وللأمانة ليس كلها.
وتعرضت بغداد للهدم والسلب وأهلها للقتل. وقسم المغول العراق إلى منطقتين جنوبية وعاصمتها بغداد وشمالية وعاصمتها الموصل، ويدير المنطقتين حاكمان مغوليان ومساعدان من التركمان أو الأهالي الموالين لهم. وفي الفترة ما بين 1393-1401م هجم المغول التيموريون بقيادة تيمورلنك على العراق ونهبوا بغداد ثم سلم أمرها إلى المجموعات التركمانية التي عاشت متصارعة إلى أن سيطرت الأسرة الصفوية (من التركمان) على مقاليد الأمور في العراق سنة1508، واستمروا يحكمون بغداد حتى أخرجهم العثمانيون الأتراك نهائيا سنة 1534م.
وهكذا ظل العراق على مدى التاريخ حائط الصد والبوابة الشرقية للعرب، وكما يدخل الغزاة يخرجون دائما، وقد أثبتت التجارب أن ارض العراق لا تلعب إلا مع أصحابها العرب الخلص، لم تشمخ فيها المآذن ولم تدق فيها عقارب الساعات وتفهم الزمن، ولم تخضر أرضه ولا جرت أنهاره ولا أقيمت سدوده، ولا ازدهرت حضارته إلا على يد بنيه، أما الغزاة الخاسئين فلم يتركوا فيه إلا قبورهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف