الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقام الحنين بقلم:محمود القاعود

تاريخ النشر : 2014-10-18
مقام الحنين .. قصة قصيرة
بقلم / محمود القاعود
للبيوت أرواح ! ولبيتنا القديم روح .. أتماهى معها بمجرد ولوجى الباب ..
أعانق الذكرى .. أعانق الحنين .. أعانق الحزن .. أعانق الفرح .. أعانق الابتسامة .. أعانق الدموع .. أتلمس الجدران .. أعانق الطفولة .. أبحث عن الماضى الذى يلح علىّ .. ويأخذنى من المشاغل والاهتمامات .. لنجلس سويا ..
لى اشتهاء أن أبوح ..
يوم وُلدتُ .. كانت أمى تبكى كثيرا .. أُصيبت بصدمة حينما علمت أنى ولد ! كانت تُريدنى بنتا ! ظلت تجهز لى الفساتين واشترت بعض الحُلى الذهبية .. تبخرت أحلامها ..
عاتب جدى أمى .. طلب منها أن تكف عن البكاء .. دعاها أن تضعنى فى حجره .. أخرج وجهى من وسط القِماط  .. ضمنى إلى صدره .. قبّلنى .. ثم التفت إلى أمى .. وقال لها فى همس ناتج عن المرض .. هذا الولد سيكون له شأن كبير !
اكتسي وجه أمى بلون من المشاعر المختلطة .. تمتمت بكلام غير مسموع ..
لا أدرى .. هل كان جدي يهوّن عليها وقع الصدمة .. أم أنه كان يتنبأ لى !
بعد سبعة أيام من مولدي .. فى يوم السّبوع .. مات جدّى .. ! كان الميلاد والموت فى أسبوع واحد !  يُخرج الحى من الميت .. ترك جدى بعضه .. وذهب .. تاق إلى السماء .. بعد رحلة من العناء ..
كان أبى بارا بجدي .. زلزلته وحشة الفراغ الذى أحدثه رحيل جدي ..
حكت لى أمى أنها وجدت أبى يصطنع التماسك وعدم البكاء .. ظل يحبس طوفان الدموع  أثناء تلقيه العزاء .. كانت شرايين قلبه تدر الدموع  بدلا من المآقى .. فى المساء دلف إلى غرفته .. أخذه النشيج .. وانفجرت عيناه بالدموع .. وبكى .. حتى ارتفع صوته فى البكاء ..
أرهقنى التأمل فى الوجود والعدم .. والحياة والموت ..
أسير فى الردهة التى تؤدى إلى السلم لأصعد الطابق الثانى .. أتحسس الجدران .. رائحة المكان تثير الشجون ..
أفتح جميع النوافذ .. ألف الحجرات .. استمع للأصوات المزعجة  للتكاتك والسيارات التى تمر بالشارع ..
انبعث صوت أم كلثوم من المنزل المقابل وهى تغنى بألم يضرب فى أعماق القلب .. " والليالى .. كنت بتسمى الليالى لعبة الخالى وهى عُمر غالى " كانت تعيد الكلمات .. وتعلو آهات المستمعين .. ربما لأن الأغنية تشكل عتابا صارخا .. بين حبيب مغدور  وحبيب غادر ..  يتواصل اللحن الحزين  والصوت الأشد حزنا  :  " كنت أبات اسأل عليك ظنى ودموعى .. وانت متهنى  بحيرتى وانشغالى " ..
طاردتنى الذكريات .. عدت سنوات بعيدة إلى الوراء .. أين كانت هى .. فى هذا التوقيت ؟! هل كنت أعلم أنى سألتقى بها .. ؟ كنت فى عالم الوجود .. وكانت هى فى عالم العدم .. وعندما جاءت للوجود .. كانت بالنسبة لى فى العدم قبل اللقاء ! وعندما افترقنا عادت للعدم !
لو كان جدي حيا .. هل كنت أحكى معه فى هذه الأمور ؟
منذ عشر سنوات أو يزيد .. مرة واحدة  رأيت فيها جدي فى المنام .. كنت قبلها أتطلع إلى صورته الموجودة بمكتبة أبى .. كنت أقف معه على سلم البيت القديم  .. وكان مضمون الحلم نصيحة منه ألا استسلم لليأس والمعوقات ..
رحت أنفض الغبار عن أحد الكراسي .. جلست ووضعت وجهى بين كفىّ .. استغرقنى الحنين .. فى مقام لا يوجد به إلا الحنين !
تمت فى 18 أكتوبر 2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف