كانت عائشة لديها بنت صغيرة وطفل رضيع وولدان وكان الجو في ذاك اليوم البارد الذى فيه الهواء تشتد حركته من حين لأخر وكان الجو مخيفا لدرجة إن الصغار يتكلمون همسا خوفا من الأصوات التي تأتي بها الرياح فتحتضنهم والدتهم وهي تحيطهم بحبها وحنانها لتعوضهم غياب الأب الذي توفي قبل أن يروه فتركهم يعانون الوحدة والخوف والفقر فعملت والدتهم في كل شيء حتى توفر لهم لقمة العيش الحلال وأخيرا استقر بها المقام لتخدم عند الأسر .
ذاك اليوم خرجت لتوفر لهم الطعام دون أن تخبرهم عن وجهتها مرت الدقائق بطيئة فكانوا ينامون ثم يستيقظون دون أن تعود الأم حتى جاء الصباح ,فذهب الابن الأكبر ليبحث عنها كان يمشي دون أن يدري إلى أين سوف تقوده خطاه وقد أنهكه الجوع حتى تناهت إلى أذنه أصوات رجال ونساء يتحدثون عن جثة المرأة التي وجدت على قارعة الطريق فصعقه ما سمعه وادخل الهلع إلى قلبه وصرخ ملء حنجرته (من التي ماتت ؟من هي ؟) فتوقف الناس عن الكلام ونظروا إليه نظرات مليئة بالشفقة فعرف عندها إن أمرا سيئا حدث لوالدته الحبيبة .ثقلت أنفاسه وأصابته الرعشة فسقط على الأرض يتلوى من الألم والحزن أمي أمي ...عندها هزته يدا حانية برفق وسمع صوت والدته الحبيبة يأتيه من مكان سحيق وهي تأمره أن يستيقظ من اجل الإفطار فهرع إليها وهو يحمد الله إن هذا لم يكن حقيقة وإنما كابوسا مزعج .
سماح كمال الدين محجوب
السودان
ذاك اليوم خرجت لتوفر لهم الطعام دون أن تخبرهم عن وجهتها مرت الدقائق بطيئة فكانوا ينامون ثم يستيقظون دون أن تعود الأم حتى جاء الصباح ,فذهب الابن الأكبر ليبحث عنها كان يمشي دون أن يدري إلى أين سوف تقوده خطاه وقد أنهكه الجوع حتى تناهت إلى أذنه أصوات رجال ونساء يتحدثون عن جثة المرأة التي وجدت على قارعة الطريق فصعقه ما سمعه وادخل الهلع إلى قلبه وصرخ ملء حنجرته (من التي ماتت ؟من هي ؟) فتوقف الناس عن الكلام ونظروا إليه نظرات مليئة بالشفقة فعرف عندها إن أمرا سيئا حدث لوالدته الحبيبة .ثقلت أنفاسه وأصابته الرعشة فسقط على الأرض يتلوى من الألم والحزن أمي أمي ...عندها هزته يدا حانية برفق وسمع صوت والدته الحبيبة يأتيه من مكان سحيق وهي تأمره أن يستيقظ من اجل الإفطار فهرع إليها وهو يحمد الله إن هذا لم يكن حقيقة وإنما كابوسا مزعج .
سماح كمال الدين محجوب
السودان