الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحالفاً مضاداً يقترب اكتماله بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2014-10-02
تحالفاً مضاداً يقترب اكتماله بقلم:مروان صباح
تحالفاً مضاداً يقترب اكتماله
مروان صباح / يفتضح ، التدخل الأمريكي السريع ، تلك الأفكار الأساسية ، الثابتة ، المتخذة منذ سنوات كنقطة انطلاق ، إلا أن ، الحدث الأخير جعل القضايا المجهولة أمام معطيات مسلمة بها ، أكثر وضوحاً ، صحيح أنها باطنية ، سرية ، خفية على العموم بقدر ما هي ، ايضاً ، غائبة عن الخواصّ ، لكن ، التدخل يكشف لنا أكثر ، تلك الخطّط البديلة التى استُحضرت ، كتكتيك ، من الإستراتيجية العامة ، حيث ، نجد بالتدخل عميلة انقاذية للتوازن الذي أوشك أن يُسقط طرف من الطرفين أو يفقد استمراره ، حيث ، شكلت الدولة الإسلامية داعش تفوق ظاهر وملموس على الأرض ومازالت تتقدم على كافة الجوانب التى تحيط بدوائرها مما يهدد وجود المربع الإيراني بشكل لا لبس فيه ، بل أيضاً ، يعيد حسابات القوى المدعومة من المربع الاعتدال وبالتالي ، ظهرَ حجم ارتباك مجلس الأمن الأمريكي في الأيام الأخيرة إلى أعلى درجات الغضب .
تلك المحفوظات نعيد استحضارها من الذاكرة ، علاقة الأخوان المسلمين بالمملكة العربية السعودية التى بدأها الأمام حسن البنا بتاريخ 1936 م ، نجح البنا عندما استطاع مع مائة رجل من الأخوان حضور استقبال المؤتمر الذي كان يحرص على عقده الملك عبد العزيز ، وأصبح تقليداً فيما بعد ، لدى ملوك المملكة ، تكريماً للوفود التى تأتي بيت الله الحرام في كل عام ، دخل المجلس ، المائة ، على هيئة موحدة ، بشكل مقصود ، وبعد كلمة الملك الترحيبية وكلمات الوفود طالب البنا ، الكلمة ، فأُعطى ما أراد ، ثم اعتلى المنصة حيث ارتجل الرجل كلمة كانت الأطول والوحيدة التى ايقظت الحاضرين كونه يُعرف عنه حجم بلاغته الخطابية ، لم تكن أسباب ترسيخ العلاقة مستحيلة ، بل ، العكس تماماً ، قد تكون جاءت على قياس المزاج السعودي في ذلك الوقت ، لأن الملك السعودية ، لا سواه ، هو من أسس وتبنى الفكر والنهج الوهابي في بلده الذي في واقعه يعتمد على العلم ، الحنبلي ، كان اللقاء الثنائي سريعاً ، لكنه ، احتفظ بالذاكرة وأعتبره الملك فرصة يحتاجها كذراع ممتد في العمق المصري ، حيث ، استثمر الإخوان بشكل ملحوظ ، وكانت الجماعة إلى أن جاء مرسي الذراع الأهم للسعودية في مصر ، حيث ، تطورت بشكلها الأوسع عند مجيء الملك فيصل بين فترة 1964 / 1975 م ، كما أنها تنامت أكثر بعد تقاطعها بالغايات في حرب افغانستان التى جعلت من الإمامتين أن تتلاحم بعد ما اُتيح لهم الانخراط الكامل في ساحات القتال ، لكن ، الملفت ، والمؤكد ، أن جماعة الإخوان المسلمين منذ البداية كان حرصهم وتوجهم واضح ، الاقتراب من المربع الأمريكي من خلال تحالفهم الصريح مع المملكة العربية السعودية وهذا ما يفسر وجود قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطر ، بالإضافة إلى التزامهم المشهود ، للجماعة ،عامةً ، على امتداد الجغرافيا الدولية بعدم تنفيذ أي عمليات ، إن كانت من نوع تفجيرات أو اغتيالات أو حتى خطف جنود غير إسرائيليين ، وبقت عملياتها داخل الدوائر التى يرتضيها المجتمع الدولي ، وليس العراق مصادفة بقدر ما هي أكثر انسجاماً مع سيرتها التاريخية في الأفعال والأقوال ، عندما جنبت نفسها المشاركة بعمليات المقاومة ، اولاً ، عند الغزو وثانياً ، المساهمة بإخراج الاحتلال ، بل ، شاركت بمجلسين الرئاسة والحكومة ، حيث ، وصفت مشاركتها بالتمثيل الأوسع لأهل السنة ، العرب ، وبالرغم ، للعلاقة التى نسجتها الجماعة عبر حركة حماس في الآونة الأخيرة مع المربع الإيراني وتعززت ، خصوصاً ، بعد ما أخذت الحركة الإسلامية من دمشق وبيروت مقرات لمكاتبها الرئيسية ، إلا أن ، لم تتقاطع الحركة مع ايقاعات حزب الله وإيران في ملفات خارجية التى اتسمت بالتوريطية والانزلاق إلى لوائح الارهاب من خلال عمليات قد سجلتها الإدارة الأمريكية على حساب قائمة حزب الله وإيران من خطف طائرات عام 1985 م ، طائرة TWA وتفجير شاحنة مفخخة في مدخل المارينز عام 1983 م ولاحقاً ، بالأرجنتين عام 1994 م ، مبنى آميا بالإضافة للتخطيط والتنفيذ لعمليات خطف رهائن غربيين بما ذلك مواطنين أمريكيين في لبنان .
تأثرت اللملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة ومازال هذا التأثير يتفاقم نتيجة خسرانها حليفين على الأقل ، الأول التيار الجهادي ( السلفية الجهادية ) والآخر الإخوان المسلمين في مصر على وجه الأخص ، وبالأحرى ، ليست ، بالطبع السعودية ، فقط ، تشهد تهديداً بالوجود ، كدولة ، بل ، معظم الدول العربية وعلى وجه التحديد الخليجية ، وهذا ، الانقسام كان لا بد أن يحصل لإضعاف الجبهة السنية التى شكلت ومازالت تُشكل جغرافيتها وديمغرافيتها ، الأكثر والأوسع ، وبالتالي ، دونه لا يستطيع المربع الإيراني في حقيقة الواقع الصمود والتمدد في كل من لبنان وسوريا واليمن وغيرهم ، فبالتالي ، كان الإفساح للإخوان للوصول إلى سدة الحكم امراً ليس بريئاً ، خصوصاً ، بعد عملية معقدة يعجز التحليل عن ابرازها ،لأنها مازالت ضمن ملفات الكتمان ، اشترك بها عموم الشعب وأركان رئيسية بالدولة وتقاطع معها جهات دولية لإسقاط نظام مبارك ومن ثم استثمار الفرصة لإسقاط معنى الدولة ، كجامعة وطنية ينصهر فيها جميع أبناء الوطن ، تماماً ايضاً ، كان دفع الجموع لعزل مرسي والإخوان بشكل عام ، هو ، الأخر غير بريء من الناحية الإستراتيجية التى وضعتهم أمام حيرة الاختيار بين شريك تاريخي وشريك مستجد ، حيث ، ألحقت الأزمة سورية بعلاقة الإخوان بإيران وحلفائها ضرر وجمود لم تنفع حتى الآن جهود حركة الجهاد الإسلامي بترميمها ، كما يبدو ، ولآن المتغيرات سريعة على الأرض العربية تجعل من العودة غير ممكنة مادام الاصطفاف بازدياد الذي يتطلب من الجماعة اتخاذ موقفاً أكثر وضوحاً ، اولاً ، أمام عناصرهم ومن ثم أمام الوطن العربي ، بل ، قد يضطروا ، لاحقاً ، إلى حمل السلاح والانخراط في الحروب الطائفية القائمة ، وهذا ، ما تُنبه إليه الساحة اللبنانية في الأيام القليلة الماضية ، حيث ، ينزلق لبنان بشكل تدريجي إلى هاوية الحرب ، والملفت أكثر ، استخدام الجيش اللبناني أساليب لا تنتمي إلى المجتمع الأوسع بقدر ما هي أساليب طائفية ضيقة التربويات ، فما يجري على صعيد اللاجئين السوريين من كلا الطرفين ، الثوار والجيش اللبناني سيجعل هذا التنكيل أن يتفاعل ويثير حفيظة من لجأ إلى المخيمات لتصبح ورقة المخيمات ثمينة عند الجميع وتتحول المخيمات إلى أسواق سهلة بأيدي محركي الطوائف والحركات المسلحة ، مما سيجعل دون أدنى شك ، منّ فيها ،عجينة جاهزة لمن يرغب باستثمارهم طالما هناك مشروع لتحسين الظروف المعيشية والحفاظ على ما تبقى من الكرامة الإنسانية ، وهذه ، اضافة جديدة ، بل ، هي ، أرضية خصبة قد ، بل ، بالتأكيد ، مفيدة للجماعات المسلحة كي تتمدد في مناطق أخر .
كانت السعودية أكثر تنبهاً واستدراكاً عندما نادت إلى تشكيل اتحاد يتجاوز حدود الخليج ، لكن ، رؤيتها الثاقبة لم تتحقق وباءت بالفشل للأسباب ضيقة ، ولأن أيضاً ، أدركت أن المستقبل القريب ستكون الدولة الوطنية لا معنى لها أمام دول اقليمية مثل إيران وتركيا ، تسعيان إلى استرداد عافيتهما القومية التى لا تحدهما حدود جغرافية ، بالإضافة ، إلى طموح إسرائيل الذي لا يتوقف ، طبعاً ، عند الخطاب السياسي المعلن والمقتصر على الإعلام ومن خلال المنابر الدولية ، لكن ، بين اخفاق سعودي وإعادة تبني الجماعات المسلحة ، بالطبع ، نتيجة الأزمة السورية استطاعت مرة أخرى الجماعات الخروج عن الحاضنة السعودية ، لتصبح الدول المعاصرة العربية في دائرة الإطباق من النواحي الأربعة ، بل ، تطرح دولة داعش خطاب يوازي في الطموح للمشرعين الإيراني والتركي اللذين يتقاطعا مع المصالح الإسرائيلي دون الاتفاق ، حيث ، يجعل الأُولى ، أي داعش ، على خطوط التماس مع كلا المشرعين ، وهذا ، كما هو محبك دولياً يحتاج ، أولاً ، إلى بعض التغيرات داخل المربع العربي من رخاوة في أمن الحدود ، تسريب أوراق سرية بهدف فضح الأمور المالية والسلوكية والسياسية ، رفع قبضة الدولة عن حقول النفط ثم بيعه عبر قنوات سوداء بأقل الأسعار ، في حين ، تحتفظ البورصة العالمية على سعره المرتفع الذي يجعل المجتمعات في ضيق اقتصادي يقترب إلى الانفجار بوجه الدولة ، إلا ، وكيف نفسر تدفق المقاتلين إلى الدولة الإسلامية داعش ، حيث ، وصلت الأعداد إلى أرقام تكاد تكون خيالية وبالكاد أن يصدقها المرء ، وهي ، حسب الرصد بازدياد مستمر لا تعرف الانقطاع .
كان ومازال اقصاء الإخوان المسلمين ، هو ، في اعتقادنا ، محاولة ناجحة في دفعهم إلى شركائهم القدامة في افغانستان ، وهذا ، ما يُلاحظ ويسجله ، تململ ، أفراد وكوادر المنتميين للجماعة من سياسات قياداتهم الباهتة والمراوحة عند العمل السياسي ، فقط ، دون مراعاة لما يجري على الصعيد الإقليمي من تحولات جذرية قد يؤدي إلى انشقاقات جديدة ، تطال هذه المرة التركيبة الإخوانية في الصميم ، كما حصل ، بالطبع ، مع الدكتورين عبدالله عزام وأيمن الظواهري في الماضي القريب ، مع ذلك ، فإن الرغبة الإيرانية كما هي أمريكية في وجود دولة سنية إسلامية بطابع داعشي أمر يتفق مع مصالحهما العليا ، لأنها باختصار تهدد الأنظمة العربية برمتها ، ومن جانب أخر ، تُهيئ لحروب مدتها أطول ، لكن ، يندفع السؤال بقوة ، هو ، كالتالي ، إن كان هذا التضخيم يهدف إلى تجميع أهل السنة والجماعة خلف دولة ترى كما ترى كل من إيران وتركيا الأحقية في السيطرة على المنطقة ، كلها ، فما هي ، بوليصة التأمين التى يمكن أن تضمن لإيران وأمريكا ، بأن لا تنقلب الأمور بسرعة كما هو حاصل في سوريا والعراق ، حيث ، تتحالف جميع الاطراف السنية ، الشعبية ، على اختلاف قومياتهم ضدهم ، ولأن العقل لا يمكن له أن يختزل أو يتغاضى او يتجاهل عن واقع معلن ويِكّشف مع مرور الوقت حجم التدفق النوعي والمُكثَّف للالتحاق بجبهة داعش ، كما اعلان الخصم المرّ أبو محمد الجولاني موقفه ووقوفه التام في خندق القتال ضد التحالف الغربي .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف