الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صلابة الفلسطيني بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2014-10-02
صلابة الفلسطيني بقلم : حماد صبح
صلابة الفلسطيني بقلم : حماد صبح
روى لي صديق أثق كثيرا في جودة فهمه لمختلف قضايا الحياة والناس والسياسة أنه سأل موظفا كبيرا من موظفي الأمم المتحدة العاملين في الأراضي الفلسطينية عن انطباعه عن الناس في غزة عقب الحرب الإسرائيلية المجرمة الأخيرة ؛ فأجابه : " لو أن ما حدث في غزة حدث لشعب آخر لصعب عليه القيام ثانية . أنتم تنهضون دائما فور وقوعكم " .
ما حدث لغزة في الجريمة الإسرائيلية الكبرى لم تحط به الآراء والتحليلات والتوصيفات دقة وخبرا( بضم الخاء) . دولة تحتاز أفتك الأسلحة وأوفرها استفردت واحدا وخمسين يوما بشعب صغير منحصر في مكان ضيق مغلق برا وبحرا وسماء . وهي دولة شاذة في نشأتها وفي تصورها لذاتها وفي رأي الأكثرين فيها حتى من أصدقائها وأنصارها . وشذوذها يخيل لها الخوف في كل شيء . خوف يلامس التوجس من أنها قد تنتهي في قتال ما ، في حرب ما ، لذا هي تضرب قاسية متوحشة . وهي الدولة الوحيدة التي تشغل نفسها بلا انقطاع بردع الآخرين ،فتفرح وتطمئن إن أحست أنها ردعتهم ، وتفزع وتقلق جدا إن أحست بأنهم ليسوا مردوعين ولا يتهيبونها . مقاومو غزة أوجعوا إسرائيل في نطاق قدرتهم العسكرية المحدودة ، وعوضوا جزءا ملحوظا من نقص تلك القدرة بقدرة روحية ومعنوية .وما انفكت إسرائيل قيادة ومدنيين وجيشا تتحسس قلبها وجنبها بعد تلك الحرب . القيادة تواصل عماها الكلي وينسب رئيسها نتنياهو في خطبته في الأمم المتحدة كل ما جرى في الحرب لأبي مازن وحماس . والمدنيون في غلاف غزة متخوفون عاجزون عن العودة لمألوف حياتهم ، والجيش مازال ضباطا وجنودا يتحدث عن الأهوال التي واجهها من مقاومي غزة . وانتحر ثلاثة من جنوده شاركوا في الحرب ، ويعالج العشرات منهم حسبما تذكر المصادر الإسرائيلية ، وربما المئات حسب الحقائق المخفية ؛ من صدماتهم النفسية ، ويبحثون في صفوف الجيش عن الجنود الذين لم يتقدموا بطلبات للمعالجة النفسية . ومن أقسى حالات الأمراض النفسية تلك التي لا يدركها المصاب بها ، فيظن نفسه ليس في داعية للمعالجة . ما حالنا نحن ؟ كيف استحققنا وصف الموظف الأممي الكبير بالانبعاث وسرعة التعافي بعد الصدمات ؟ لنا نصيب صعب من تلك الأمراض ، ويعين على التقليل من مشكلاتها وآثارها في النفس والسلوك والتكيف الحيوي والاجتماعي :
أولا : الإيمان الصادق بالقدر خيره وشره ، وأن ما يصيب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وأنه رب ضارة تنفع . وليس مؤدى ذلك أن نستجلب على نفسنا المهالك والمتالف . إسرائيل سياسيين وعسكريين أفصحت عن نيتها مهاجمة غزة قبل حادثة المستوطنين الثلاثة .
ثانيا : الأيمان بأن الله _سبحانه _ يوفي المظلومين الصابرين على بلاء ظلمهم أجرهم بغير حساب .
ثالثا : الإيمان الخالص الراسخ بعدالة حقنا .
رابعا : الثقة بعد التجارب المتطاولة المتوالية أن أكثر المناصرات التي ننالها عربيا ودوليا لن تزيد على الكلمات في أكثر الحالات . وهذه الثقة توجهنا بقوة إلى الاعتماد الشمولي على الذات . أليست مفارقة شارحة لحقائق الحال أن تعين دول عربية وأجنبية إسرائيل استخباريا في مواجهة غزة ، وأن تستغيث إسرائيل بأميركا طالبة أنواعا من الذخيرة استنفدت في العدوان على غزة لفرط ما استخدم جيشها من كثافة نارية يتجادلون الآن ، بل فور توقف القتال ؛ حول مبررها وعدمه ؟ من يعلم يقينا قاطعا أنه لن يأتيه عون من الآخرين في شدته يعتصر كل ما في داخله من طاقات للنفاذ من تلك الشدة بأقل قدر من الخسائر بأصنافها . حكاية شعبية فلسطينية تجلو هذه الحقيقة الفطرية السلوكية لدى الإنسان : استعان مزارع بجيرانه في حصاد زرعه ، فوعدوه باللحاق به في الحقل . وفي الصباح بدأ يحصد زرعه مرددا ما فصيحه :" أوشكوا أن يصلوا ، أوشكوا أن يصلوا " ، وتقدم النهار دون أن يصل منهم أحد ، لكنه والى ترديد ترنيمته الآملة المتفائلة حتى وافى اللحظة المبهجة المبهرة : حصد زرعه وحده . مضمون الحكاية : عند كل إنسان مخزون من القدرة يصنع العجائب لو اهتدى إليه وحركه ، وهذا ما يفعله الفلسطيني ، وهو سر صلابته الصخرية ، وبه استحق ما قاله المسئول الأممي الكبير ، وهو من مواطني إحدى دول أميركا اللاتينية التي تقف في صف الحق الفلسطيني بقوة وشرف وإنسانية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف