الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مساحة إفتراضية.. "للتعصب"بقلم:عمّار شروف

تاريخ النشر : 2014-10-02
مساحة إفتراضية.. "للتعصب"بقلم:عمّار شروف
مساحة إفتراضية.. "للتعصب".
لا شئ يشفع لك قامة لسانك  بين الحديث والتحديث، فالصراع  القائم  هو ضد المحتلّ الصهيوني الذي اجتمع ولمّ شتاتَه من كل بقاع العالم وهدفة محدّد: «سلب الأرض، أرضك» هو عدونا الأوّل والأخير، لا جدال، ولا يمكن حصره  أو مقارنتهُ بالفرد الفلسطيني، الذي ينتمي لتنظيمٍ آخر مغاير لقناعتك التنظيمية التي كدّستًها بلحظة من اللحظات داخل "جمجمتك"، والحديث عن الخيانة كيفمّا شئت وأينما سرت  فقط لأنّه لا يسير مع خطابِك السياسيّ (خاصّة وأنّنا رضعنا من حليب الحزب – الفلاني) والتخوين اصبحت صيحة  لفظية، كأنّها مجرد لغة تعبيرية تنطقها لعنةَ على الحال وكفى؛ دون العلم بمدى وقع لفظها في إذن المُستمع.

في أيّامنا هذه ومع الإنفتاح الواسع لـِ «شبكات التواصل الإجتماعي، فيسبوك، تويتر...» أصبحنا نطلُّ على الجميع دون حدود أو حواجز إسمنتيّه تعيق إطلالتنا، والكثير قام برسم وترسيخ نوع محدد في هذه الشبكات، وفرض نفسه داخل  أيقونة معينة وأخذ كلٌ منا جزئيتهُ التي تناسبه وتمثل شخصيته.  وبالتالي النظرة الشموليّة للمجتمع أصبحت لصالحك،  في ظل الظروف الواقعة، تكتبُ عنها بشكلٍ دوري، دون أن تعطي ناتجاً وحلاً واحداً للمشكلة، وتشتم لأنك تشتم، لرّفض سياسة معينة وتهميش الآخر. واستغلًلت في ذلك نبض وتفكير المجتمع ككل وتعمقت أكثر في رؤاه وكسبتها لصالحك، وتحدّثت عنها، وسِرت مع ما يحبه الجمهور الإلكتروني المتفرّج، _ خاصةً أنّ مجتمعنا مجتمعٌ عاطفيّ _ فأنت حينها ستصنع جمهوراً واسعاً ولكن بنسخة مشوهة من هذه العمليّة؛ وتشكيل حالة من الفوضى والكراهية وتحويلها الى "نظرية سياسيّة" مكتسبة، فهذه ليست نزاهة فكريّة على الإطلاق، بالحقيقة أنت حينها تجسد عبارة: «كل أمرٍ تنطقه في حياتك، يصبح قيدٌ مرهون على أكتافك..» وستظلّ تنظر للطرف الداخلي الآخر أنه جاء بالصدفة (وقع عن طريق الخطأ) وبالتالي هو «حملٌ زائد على القضية الفلسطينيَّة». أما هو، هم جمهورة - بالإعتقاد طبعاً دون العمل- طريق العودة والثورة والوطنيين.
وكلما تعمقت أكثر بقراءة هؤلاء تكتشف بأن هناك شخصيات مهيّأة بتركيبتها النفسية لممارسة التعصب والتمييز كسلوك، ليس لأنّ مشاعرَ الخوف على الهوية وضياع «الأرض» تقودُها. بل لأنّها مضطربة في ذاتها، شغلُها الشاغل أن تمارس التمييز والتعصب ضد الآخرين، فاحذروهم بقدر المُستطاع.
هنالك قاعدة رئيسية تسمى: "حق إبداء الرأي" ثابته. أمّا في عالمنا العربي مازالت تسيطر ثقافة معينه، هي: «من ليس معي فهو ضدي.» فمن الطبيعي أن تتفرّق الناس وتختلف في الآراء وتتشاجر أيضاً، إذ اردنا التحدث كطبيعة بشريّة، ولكنها زائدة عن الحاجة خاصةً في مجتمع يملكُ الأرض ولا يمتلكها، كالمجتمع الفلسطيني الذي عانى من الاحتلال الصهيوني ما عانى من إغلاق وتنكيل وتهجير، طبعاً الفلسطيني لا يمثل الشرّ ولا يسعى إليه.

عموماً العقل العربي، هو «عقل أبوي» يتّسع في محيطٍ معين وبيئة إستهلاكية، تقدّر الشيء من خارجة، فبقدر ما كانت طبيعة الحياة صافية، سيبقى يعاني من الوضع السياسي القائم واعتباره حاجزاً يُعيق حريّة  المواطن الذي يسعى للأفضل، ويريد تيسير الأمور حسب معتقداته السياسية فقط، او مصالحة الفردية. لذلك سيبقى هاجس الشعب العربي هو السياسي الحاكم.

إنّ غياب الفروض الوطنية يجعل عدوك الفائز بذلك، وأنت لا تكسب من فشل الآخر، وفشله لا يعني انتصارك،  ما يحدث في الحوارات السياسة عامّة وحديث الشارع والمواقع الإفتراضية، ليس مبرّراً إطلاقاً. فلا أحد مفتون بحبّ الوطن واللغة، إذا إستمر كرهك وشتمك بألفاظ بذيئة، لخصمٍ داخلي معين. بالنهاية: «إنّ الموتَ السلبي للمقهورين والمظلومين مجرد انتحار وهروب وخيبة وفشل! -غسان كنفاني.»

عمّار نضال شروف
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف