النصيحه
نقرأ في كتب التاريخ ان الكثير من الحكام في صدر الدولة الاسلاميه وفي الدولة الامويه والعباسيه كانوا يلجأون الى الفقهاء والوعاظ ليقدموا لهم النصيحه ، بل ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم ان يسدي لهم النصيحه ، اما هذه الايام فالقلة من يتقبلون النصيحه والبعض ممن يسدونها يا يتبعون اهوائهم او لشئ في نفوسهم ؟؟ مع ان النصيحه المخلصه الصادرة عن نية صافيه تعتبر من أساسيات هذا الدين وتعاليمه ؟؟ فكما يقال ان الحج عرفه ، اي اهم ركن في الحج هو الوقوف بعرفه ، فان النصيحة تجمع كل امور الدين بواجباته ومستحباته ، فالدين يقوم على التناصح بين المسلمين ؟؟
لكن ما معنى النصيحه ؟؟ النصيحة هي الاخلاص والصفاء ، فحينما يقال نصحت العسل اي نقيته من الشوائب ، وقد جاءت في قواميس اللغه بمعى اخر وهو الخياطه ، فالخياط حينما يخيط الثوب فانه يلملم اجزاءه ويجعله صالحا كرداء ؟؟ اي هي تلم الامور وتجمعها في القالب الحسن --
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ، رواه البخاري ومسلم
النصيحة لله تكون بالايمان بوحدانية ايمانا خالصا من الشرك ، وهي كلمة جامعة لأداء حق الله جل جلاله , فحق الله هو الأيمان به وبربوبيته وألوهيته واسمائه وصفاته كما جاءت في كتاب الله وفي سنة رسوله بدون تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه . واظهار العبودية له وحده والعمل باوامره ( افعل ولا تفعل ) ، ومن معانيها كذلك : أن يديم العبد ذكر الله في كل أحواله وشؤونه ، فلا يزال لسانه رطبا بذكر الله ، ومن النصيحة لله : أن يذبّ عن حياض الدين ، ويدفع شبهات المبطلين ، داعيا إلى الله بكل جوارحه ، ناذرا نفسه لخدمة دين الله ، ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) .
والنصيحة لكتاب الله هي بقراءته وتدبر آياته ومحاولة تعلم احكام قراءته والعمل بما جاء فيه وحفظ ما تيسر من سوره وآياته ، والايمان بانه كلام الله سبحانه وتعلى فمن اراد ان يكلمه الله فليقرأ القرآن ، ومن اراد ان يكلم الله فليخشع في صلاته ويتوجه بها الى الله --
والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تصديقه فيما أخبر به من الوحي ، والتسليم له في ذلك ، انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله ، ثم طاعته فيما أمر به ، واتباعه في هديه وسنته، ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وتدبر احاديثه وقراءة سيرته ، والسير على نهجه والدفاع عنه امام الملحدين والمغرضين والافاكين .
والنصيحة لأئمة المسلمين ، والمراد بهم العلماء والأمراء على السواء ، فالعلماء هم أئمة الدين ، والأمراء هم أئمةٌ الدنيا ، فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والالتفاف حولهم ، ونشر مناقبهم وثقافتهم بين الناس ، حتى تتعلّق قلوب الناس بهم – ثم نصيحة الامراء فتكون بإعانتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية ، وشد أزرهم على الحق ، وطاعتهم في المعروف ، واتباع القوانين المتعلقه باحوال المجتمع التي يسنونها لحماية المجتمع وتنظيم شونه -
اما النصيحة لعامة المسلمين فلها آداب خاصه ، فهي فن لا يجيده الا اصحاب الكياسه ، ولا يتقبلها الا العقلاء ، انها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باسلوب حسن دون تجريح او افتراء ، وعدم تتبع عورات المسلمين واخطائهم وزلاتهم ، ثم ارشادهم لما فيه الخير ، وتقديم النصح لهم باخلاص وصدق ، واصلاح ذات بينهم ، والتعاون معهم على الحق والخير ، وكف الاذى عنهم ، والبعد عن كل ما يسئ اليهم ، ؟؟ فاذا اردت تقديم النصح لشخص رايت فيه عيبا فلا تنصحه امام الناس ؟؟ فان فعلت ذلك فقد فضحته ، لا نصحته ‘ فلا تجعل من نصائحك فضائح توزعها على من تعتبرهم اصدقاء واحبه ؟؟؟؟
ان المجتمع الاسلامي مجتمع متكامل كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا - وغاية ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك، فترشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ووشؤون حياتهم ، وتهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه ، وتذكّرهم به إذا نسوه ، متمسكا بالحلم معهم والرفق بهم ، وبذلك تتحقق وحدة المسلمين ، فيصبحوا كالجسد الواحد : ( إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ، ان اصلاح انسان ونقله من دائرة الفساد الى دائرة الخير انما يعتبر ذلك ازالة عائق من طريق تقدم المجتمع ، كمن يزيل اذى من طريق يسلكه الناس باستمرار ، فاذا ما ازيلت تلك العوائق فان الطريق يصبح سالكا بمعنى ان المجتمع يسير على طريق التقدم بلا عوائق ----
نقرأ في كتب التاريخ ان الكثير من الحكام في صدر الدولة الاسلاميه وفي الدولة الامويه والعباسيه كانوا يلجأون الى الفقهاء والوعاظ ليقدموا لهم النصيحه ، بل ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم ان يسدي لهم النصيحه ، اما هذه الايام فالقلة من يتقبلون النصيحه والبعض ممن يسدونها يا يتبعون اهوائهم او لشئ في نفوسهم ؟؟ مع ان النصيحه المخلصه الصادرة عن نية صافيه تعتبر من أساسيات هذا الدين وتعاليمه ؟؟ فكما يقال ان الحج عرفه ، اي اهم ركن في الحج هو الوقوف بعرفه ، فان النصيحة تجمع كل امور الدين بواجباته ومستحباته ، فالدين يقوم على التناصح بين المسلمين ؟؟
لكن ما معنى النصيحه ؟؟ النصيحة هي الاخلاص والصفاء ، فحينما يقال نصحت العسل اي نقيته من الشوائب ، وقد جاءت في قواميس اللغه بمعى اخر وهو الخياطه ، فالخياط حينما يخيط الثوب فانه يلملم اجزاءه ويجعله صالحا كرداء ؟؟ اي هي تلم الامور وتجمعها في القالب الحسن --
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ، رواه البخاري ومسلم
النصيحة لله تكون بالايمان بوحدانية ايمانا خالصا من الشرك ، وهي كلمة جامعة لأداء حق الله جل جلاله , فحق الله هو الأيمان به وبربوبيته وألوهيته واسمائه وصفاته كما جاءت في كتاب الله وفي سنة رسوله بدون تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه . واظهار العبودية له وحده والعمل باوامره ( افعل ولا تفعل ) ، ومن معانيها كذلك : أن يديم العبد ذكر الله في كل أحواله وشؤونه ، فلا يزال لسانه رطبا بذكر الله ، ومن النصيحة لله : أن يذبّ عن حياض الدين ، ويدفع شبهات المبطلين ، داعيا إلى الله بكل جوارحه ، ناذرا نفسه لخدمة دين الله ، ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) .
والنصيحة لكتاب الله هي بقراءته وتدبر آياته ومحاولة تعلم احكام قراءته والعمل بما جاء فيه وحفظ ما تيسر من سوره وآياته ، والايمان بانه كلام الله سبحانه وتعلى فمن اراد ان يكلمه الله فليقرأ القرآن ، ومن اراد ان يكلم الله فليخشع في صلاته ويتوجه بها الى الله --
والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تصديقه فيما أخبر به من الوحي ، والتسليم له في ذلك ، انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله ، ثم طاعته فيما أمر به ، واتباعه في هديه وسنته، ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وتدبر احاديثه وقراءة سيرته ، والسير على نهجه والدفاع عنه امام الملحدين والمغرضين والافاكين .
والنصيحة لأئمة المسلمين ، والمراد بهم العلماء والأمراء على السواء ، فالعلماء هم أئمة الدين ، والأمراء هم أئمةٌ الدنيا ، فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والالتفاف حولهم ، ونشر مناقبهم وثقافتهم بين الناس ، حتى تتعلّق قلوب الناس بهم – ثم نصيحة الامراء فتكون بإعانتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية ، وشد أزرهم على الحق ، وطاعتهم في المعروف ، واتباع القوانين المتعلقه باحوال المجتمع التي يسنونها لحماية المجتمع وتنظيم شونه -
اما النصيحة لعامة المسلمين فلها آداب خاصه ، فهي فن لا يجيده الا اصحاب الكياسه ، ولا يتقبلها الا العقلاء ، انها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باسلوب حسن دون تجريح او افتراء ، وعدم تتبع عورات المسلمين واخطائهم وزلاتهم ، ثم ارشادهم لما فيه الخير ، وتقديم النصح لهم باخلاص وصدق ، واصلاح ذات بينهم ، والتعاون معهم على الحق والخير ، وكف الاذى عنهم ، والبعد عن كل ما يسئ اليهم ، ؟؟ فاذا اردت تقديم النصح لشخص رايت فيه عيبا فلا تنصحه امام الناس ؟؟ فان فعلت ذلك فقد فضحته ، لا نصحته ‘ فلا تجعل من نصائحك فضائح توزعها على من تعتبرهم اصدقاء واحبه ؟؟؟؟
ان المجتمع الاسلامي مجتمع متكامل كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا - وغاية ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك، فترشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ووشؤون حياتهم ، وتهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه ، وتذكّرهم به إذا نسوه ، متمسكا بالحلم معهم والرفق بهم ، وبذلك تتحقق وحدة المسلمين ، فيصبحوا كالجسد الواحد : ( إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ، ان اصلاح انسان ونقله من دائرة الفساد الى دائرة الخير انما يعتبر ذلك ازالة عائق من طريق تقدم المجتمع ، كمن يزيل اذى من طريق يسلكه الناس باستمرار ، فاذا ما ازيلت تلك العوائق فان الطريق يصبح سالكا بمعنى ان المجتمع يسير على طريق التقدم بلا عوائق ----
