الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-10-02
مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!بقلم:حميد طولست
مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!

بمناسبة عيد الاضحى المبارك ، اتوجه هذه السنة أيضا ، كما فعلت في السنة الماضية والسنوات التي قبلها ، بخالص التهنئة إلى طواقم المواقع الالكترونية التي تنشر لي ، ومن خلالها إلى قرائي الأعزاء الذين تستهويهم خربشاتي، ويتحملون حماقات كتاباتي، وإلى الشعوب المغاربية والعربية والإسلامية التي اتمنى لها الأمن والأمان والتقدم والازدهار ، وان يرتبط العيد عنها بأمجادها  الغابرة ، وما كانت تستقيه منه من أبعاد روحية نابعة من تعالم الإسلام وقيمه الاجتماعية والإنسانية المباركة ، مصدر السعادة والسرور ..  

وككل سنة حملت قلمي لأكتب كما تعودت ، ما تيسر عن قيم  المناسبة العظيمة التي تعم مجتمعنا المغربي وباقي البلدان المغاربية والعربية والإسلامية ، والتي ارجوا ان يتسامى الاحتفال بها كسنة مؤكدة بكل ما تحمله من معاني التضحية والإذعان والانقياد لأوامر الله وأحكامه الداعية للبدل والعطاء ، وليس للرياء والمباهاة ، ويترفعوا عن ما تعرفه المناسبة من بعض الظواهر السلبية البعيدة عن منهج الإسلام في التعامل مع العيد والتي تنتشر بصفة ملفتة وخطيرة خلال تخليدهم لذكرة الخليل عليه الصلاة والسلام  ، والتي تتسبب في التدييق على الكثير من الناس في حياتهم اليومية ، بما عرفته بعض قيم ومسلكيات المجتمعات العربية عامة، والمجتمع المغربي خاصة، من تحولات اجتماعية ، تنذر بأفدح العواقب ، وأقبح الأخطار، حيث طغت الكثير من التصرفات السيئة على الأصول القيمية وتحكمت  فيها ، حتى باتت الأصول هوامش ومنسيات تراثية وفقدت أصالتها وبريقها الذي كثيرا ما افتخرنا به على العالمين مند غابر الأزمان.

وقد اخترت منها بعض الصور الكثيرة الذيوع، وعظيم الاستفزاز لمشاعر الناس ، وهي صور حياتية من صنع أيدينا.. ونتاج ثقافة مجتمعية سيطرت عليها العادات والتقاليد والأعراف التي- مع السف- تتمسح جلها بالإسلام وتدّعي زوراً انتسابها إليه، وانتماءها لأحكامه وتعاليمه ، صور من ألبوم حياتنا  يحوي مئات الألآف من الصور التي نصنعها بأيدينا وننحتها بأدواتنا ونتمسك بها حد العبادة ، لنعطي الفرصة للآخرين لتوظيفها في مهاجمة إسلامنا ، والطعن فيه ، وإرهاب المُتعاطفين معه للابتعاد عنه والتخلي عن دعمه أو حتى الدفاع عن حقوقه.

وأول ما تشهده البلاد من تلك الصور ، مع مطلع شهر كل "ذي الحجة" من كل عام ، هو ذاك النشاط الملحوظ وغيرالعادي ، والحركة التجارية والتسويقية المكثفة ، استعدادا لعيد الأضحى المبارك حيث يحج الممتبضعون باعداد كبيرة على الأسواق والمراكز التجارية  ، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير ، الكل يتسابق للإسراف والتبذير والمغالاة لتأمين احتياجات العيد ومتطلباته التي تفوق المعتاد بعشرات المرات ، وذلك رغم ما تعرفه الأسعار من ارتفاعات مهولة  تعيق الفرحة بالعيد وتعكر اجواءه وطعمه ونكهته الخاصة ، وتدفع بالكثيرين ممن لا يستطيعون توفير جميع مستلزمات العيد ، وحتى من بإمكانهم توفيرها - للتحول إلى جيوش عرمرمة من المتسولين تزحف عبر التخوم والأحواز على جل المدن المغربية ، لتتحول بلا هوادة إلى موسم ديني مفتوح ، أو في يوم عالمي للتكافل البشري بين كل الأجناس والألوان والأديان ، أو لمهرجان على الهواء ، حيث لا يكاد يخلو درب أو زقاق من قبح حشود المتسولين – التسول الذي غدا حرفة طبيعية وعادية - تصول وتجول في أرجاء المدن التي أصبحت فضاءات مفتوحة للتسول بكل مسلكياته العجيبة وسلوكياته الغريبة التي أصبحت من صميم أعراف وعادات وتقاليد المجتمع المغربي وسمة من سمات مدنه ، التي يخالها الزائر الأجانبي مدنا من مرحلة ما قبل المدينة والمدنية ؟؟  لا تليق بالقرن الواحد والعشرين ؟؟

إنها بعض الإعوجاجات السلوكية التي تشهدها مدننا وقرانا خلال العيد ، والتي تخطف منه الفرحة والعذوبة، وتطارد من حوله الجمال والحق وتغتال البهجة ، وسوف نختار في مقالات أخرى ، بإذن الله ، غيرها من الظواهر السلبيه الأكثر مضايقة وتنغيصا لحياة الناس ، والتي يلجأ إليها العديد من الناس ، كرمي مخلفات الأضاحي وفضلات علف الخراف بشكل عشوائي خارج حاويات القمامة ، وكعرض أكوام الفحم والعلف والتبن على الأرصفة وتقاطعات الشوارع ومفارق الطرق في الأحياء لافرق بين الشعبية أو الرقية منها ، وكـ "تشويط الراس" أي شي رؤوس الأكباش على النار لإزالة شعرها وما يخلفه من رماد وبقايا القرون التي تزيد مدننا ودروبنا تلوثاً وخطراً صحياً على السكان ويرهق الشركات المكلفة بنظافة وجمع النفايات ، ونتناولها بالبحث والفضح والتعرية ، علنا نساهم في الحد أو التقليل مما ينتشر منها  بين ظهرانينا وفي شوارعنا ، وننبه عقلاء الأمة الذين لاذوا بالصمت حيالها  ، ولم يحركوا ساكنا لصدها أو إيقافها أو التقليل من غلوائها على الأقل ، وهم ربما معذورون في ذلك لسببين اثنين، الأول: أن وقوف أي كان في وجه الخطأ والفساد يجر عليه عداء كل الجهات الفاسدة والداعمة له، والسابحة في فلكه، وهم كثر. والسبب الثاني: لأن أكثرية الناس لا ينتصرون للحق والمواقف الصحيحة وإن كان فيها مصلحتهم، مطبقين المثل المغربي الدارج: "بعد من البلى لا يبليك" والذي يطابقه عند إخواننا في مصر "ابعد عن الشر وغني لو" الأمر الذي يمكن تلك السلوكات المستفزة من تصرفات العباد إلى أن تشربوا بها ..

ولا أدري هل ستستفيق الدولة ووزاراتها  والجماعة المحلية المنتخبة  وجمعيات المجتمع المدني من سباتنا للقضاء على مثل تلك التصرفات المشينة ، المخالفة للقوانين والأخلاق ؟؟..

وكل عيد وأنتم في حفظ الله من كل المنغصات.

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف