ماذا تحمل لنا أيها العيد ؟!
بقلم : على شعيب
"العيد فرحة " هكذا يقول مطلع الأغنية الشهيرة ، فالأعياد فرحة ولاشك .. فيها يسود الحب .. تتقارب القلوب .. يذوب الحزن ويتبدد .. الناس يتزاورون .. يتجالسون .. يتسامرون .. أطفال في عمر الزهور يرتدون ملابسهم الجديدة يسيرون في" بوكيهات " جميلة وكأنهم فراشات تطير في سماء الجنة .
هكذا كان العيد ، أو هكذا كنا نشعر به ، نعيشه ونستمتع بكل لحظة فيه .. نغسل فيه أنفسنا فتذوب همومنا وآلامنا ..
الآن لم يعد العيد هو العيد، ولم تعد الفرحة تزين وجوه الناس كما كانت " أيام زمان " .
أتذكر يوم أن كنا صغارا ،حين يأتي العيد، كنا لاننام ليلتها .. نسهر طوال الليل نرتب في ملابسنا وعندما يحل وقت النوم نأخذها في أحضاننا ونحلم بالغد .. بالعيد ، كانت الضحكات تنطلق من القلب وكانت الفرحة تغمر الوجوه .. كنا نجرى ونلعب ونتسامر .. كانت أيام العيد كلها عيداً .. كنا نخصص لكل يوم من أيام العيد "طقم " خاصاً به، وطبعا كان اليوم الأول يحظى بأفضل " طقم" وأجمله .. كانت الملابس بسيطة، ولكنها كانت تشعرنا بالفرحة والسعادة والأمل .
الآن أصبح العيد لاطعم له ولا رائحة .. ازداد المال، ولكن مع ذلكً، ازداد الجشع والطمع وحب الدنيا .. تطورت الحياة وتقدمت نعم، ولكن مع ذلك، تضاءلت القيم وتبدلت النفوس وتباعدت في خضم " الحياة العصرية " التي لاتعرف إلا المصلحة والأنانية والنفاق .
يهل علينا العيد ونحن مشتتون .. متصارعون ، يأكل بعضنا بعضاً ، بعدما تكالبت علينا الشدائد وأصبحنا أكثر شعوب الأرض صراخا وعويلاً وتشرذماً !!
يطل علينا العيد وقد أصبح أعداؤنا أكثر جرأة وأشد خطراً ، بعدما أضحت دماؤنا رخيصة ، وعروبتنا مستباحة ، وأحلامنا " قيد الإقامة الجبرية " !!
هكذا أصبحت أعيادنا مجرد ورقة معلقة في " نتيجة " أيامنا، تأتى وتمر شأنها شأن الأيام الأخرى ….
إذا كان العيد فرحة كما يقولون ، ففرحتنا في أن تعود القلوب لطبيعتها وبساطتها .. أن تتجرد النفوس من الجشع والاستغلال والأنانية .. أن ننقى ضمائرنا من الحقد والكره وحب الدنيا ساعتها- وساعتها فقط - ستصبح كل أيامنا أعيادا ..
بقلم : على شعيب
"العيد فرحة " هكذا يقول مطلع الأغنية الشهيرة ، فالأعياد فرحة ولاشك .. فيها يسود الحب .. تتقارب القلوب .. يذوب الحزن ويتبدد .. الناس يتزاورون .. يتجالسون .. يتسامرون .. أطفال في عمر الزهور يرتدون ملابسهم الجديدة يسيرون في" بوكيهات " جميلة وكأنهم فراشات تطير في سماء الجنة .
هكذا كان العيد ، أو هكذا كنا نشعر به ، نعيشه ونستمتع بكل لحظة فيه .. نغسل فيه أنفسنا فتذوب همومنا وآلامنا ..
الآن لم يعد العيد هو العيد، ولم تعد الفرحة تزين وجوه الناس كما كانت " أيام زمان " .
أتذكر يوم أن كنا صغارا ،حين يأتي العيد، كنا لاننام ليلتها .. نسهر طوال الليل نرتب في ملابسنا وعندما يحل وقت النوم نأخذها في أحضاننا ونحلم بالغد .. بالعيد ، كانت الضحكات تنطلق من القلب وكانت الفرحة تغمر الوجوه .. كنا نجرى ونلعب ونتسامر .. كانت أيام العيد كلها عيداً .. كنا نخصص لكل يوم من أيام العيد "طقم " خاصاً به، وطبعا كان اليوم الأول يحظى بأفضل " طقم" وأجمله .. كانت الملابس بسيطة، ولكنها كانت تشعرنا بالفرحة والسعادة والأمل .
الآن أصبح العيد لاطعم له ولا رائحة .. ازداد المال، ولكن مع ذلكً، ازداد الجشع والطمع وحب الدنيا .. تطورت الحياة وتقدمت نعم، ولكن مع ذلك، تضاءلت القيم وتبدلت النفوس وتباعدت في خضم " الحياة العصرية " التي لاتعرف إلا المصلحة والأنانية والنفاق .
يهل علينا العيد ونحن مشتتون .. متصارعون ، يأكل بعضنا بعضاً ، بعدما تكالبت علينا الشدائد وأصبحنا أكثر شعوب الأرض صراخا وعويلاً وتشرذماً !!
يطل علينا العيد وقد أصبح أعداؤنا أكثر جرأة وأشد خطراً ، بعدما أضحت دماؤنا رخيصة ، وعروبتنا مستباحة ، وأحلامنا " قيد الإقامة الجبرية " !!
هكذا أصبحت أعيادنا مجرد ورقة معلقة في " نتيجة " أيامنا، تأتى وتمر شأنها شأن الأيام الأخرى ….
إذا كان العيد فرحة كما يقولون ، ففرحتنا في أن تعود القلوب لطبيعتها وبساطتها .. أن تتجرد النفوس من الجشع والاستغلال والأنانية .. أن ننقى ضمائرنا من الحقد والكره وحب الدنيا ساعتها- وساعتها فقط - ستصبح كل أيامنا أعيادا ..