الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دولة علمانيّة وممانعة ام دولة دينيّة علويّة؟ / ما حدث بسوريا بقلم: د.جميل الحاج

تاريخ النشر : 2014-10-01
#هل سوريا دولة علمانية وممانعة؟

لنعرّف بدايةً الدولة العلمانية الممانعة

الدولة العلمانية تفصل الدين عن الدولة تماماً ولا تميز بين طوائف بلادها بحين ان الدولة الدينيّة تميّز
الحكومة الممانعة تعادي كل اعداء الدولة لأسباب سياسيّة لا لأسباب دينية فلا تعادي معتدي وتصادق آخر

وسأبين فيما يأتي كون الحكومة السوريّة حكومة دينيّة تسير وفق المذهب العلوي البعيد عن التشدّد الديني لكن علاقة لها بالممانعة او العلمنة


# السبب بتدمير سوريا و وصولها الى ما هي عليه
سوريا بعهد الأسدين قامت بالتميّيز الطائفي بين فئات الشعب بتسليم ابناء الطائفة (العلويّة) زمام المراكز السياسيّة والاقتصاديّة العليا بالدولة ونبذ اليهود والتضيّيق عليهم ومعاملتهم معاملة عنصريّة كوضع شارة ببطاقات هوياتهم لتمييزهم عن بقية افراد الشعب كما كان يفعل النازيون ببداية حكمهم
فأصبحت تجد اشخاصا اتوا من قرى نائية يستصعب بعضهم - ربما - حل ابسط العمليات الحسابية ، ليأت ويستلم قيادة مكان مرموق بالدولة لا لكفاءته بل لأنه من طائفة الدولة الدينية العلويّة تلك التي اسسها حافظ وهذه السياسة تدمّر الدولة تماماً ولا تبنيها (فهي السبب بانتشار الفساد بشكل كبير الذي دمّر الاقتصاد بسوريا وسبّب انعدام المساءلة القانونية لرموز الدولة الذين كانوا من نفس الطائفة يساندون بعضهم بعض بالتسلّط والنهب والخروج عن القانون)


#ممانعة ضد المعتدين على الارض السوريّة ام حقد طائفي ذو منبع ديني؟
لنقارن بين اسرائيل التي عادتها الدولة السورية بعهد الأسدين وتركيا التي صادقتها وفتحت لها سفارات وتعاونت معها اقتصادياً وثقافياً
ونرى من اعتدى على سوريا اكثر تركيا الإسلامية ام اسرائيل -الدولة اليهودية-؟
تركيا الدولة العثمانية احتلت سوريا اربعة قرون احتلالاً كاملاً للأرض - ما لم تفعله اسرائيل - ممارسةً باحتلالها السافر ابشع صنوف القهر والذل والتعذيب والاستغلال للشعب السوري كاملا
ملايين القتلى خلفهم احتلالها لأرضنا - وهذا العدد اقل بكثير من قتلى السوريين على يد اسرائيل ، ملايين المهجرين بسبب احتلالها ، نشرت فيه التخلف والجهل وعداء العلم والتشدد الديني
الوقت الحالي وافعال تركيا : على الرغم من اعتبار حكومة دولتنا العلويّة الدينية تركيا صديقة مقربة لها قامت الاخيرة بدعم الثورة ضد تلك الحكومة منذ بداية نشوءها وقامت بإدخال الجهاديين التكفيريين القادمين من انحاء العالم الى سوريا عبر اراضيها وهي نفسها من منع الاكراد الاتراك مؤخراً من التوجّه لنصرة اكراد سوريا الذين يواجهون حرب إبادة حقيقية على ايدي العصابات التكفيرية التي كانت سبباً رئيساً بادخالهم الى سوريا وهي من كانت تداوي بمستشفياتها آلاف المقاتلين المجاهدين خلال الازمة السورية الاخيرة
تركيا اغتصبت ارض لواء الاسكندرون السوري الذي بثرواته أغنى طبيعيّاً واكبر بنحو ثلاثة اضعاف من مساحة هضبة الجولان التي اغتصبتها اسرائيل فلم يكفي احتلالها القذر لأرضنا طيلة اربعة قرون بل واقتسمت اجزاء كبرى منها
وكلا الاعتدائين حديثين ولم يدم على اعتداء كل منهما اكثر من مائة عام حتى الآن!!

فبأي منطق صادق اولئك المعاتيه تركيّا وعادوا اسرائيل إن لم يكن بوازع ديني بحت بعيد ابعد البعد عن ادّعاء الشرف والممانعة
فتلك حكومة دينية حمقاء بتوجّه ديني وابعد ما تكون عن العلمانية والممانعة والشرف


#حماقة الإدارة السورية الدينية العلويّة وانعدام ابسط معايير المنطق والذكاء فيها
لا يمكن بأي شكل من الاشكال كما ذكرت اعتبار الحكومة السورية علمانية ممانعة فتحالفها مع القوى الشيعيّة بالمنطقة وكرهها لكل ما له علاقة باليهوديّة حتى بعض الطوائف المسيحيّة لا يمكن اعتباره حكم علماني بل حكم ديني علوي وغبي جداً جداً مع الاسف


#عداء اسرائيل هل كان صائباً؟ وأصل الازمة بسوريا
"القط الذي يتحدى نمراً شرساً ليحاربه لا يمكن ان نلوم النمر الذي قضى عليه بل سنلوم سذاجته!"

قام مؤسّس الدولة الدينيّة العلوية الغبيّة السورية الحديثة "حافط" بسياسة العداء لإسرائيل باعتماد سياسات تحاول تدميرها (بغباء طبعاً) أو التوهّم بذلك وذلك بدعم الميليشيات الإسلاميّة الفلسطينيّة والشيعيّة المقاتلة بلبنان وفلسطين
لكن يحارب من؟ وهل تلك نباهة أم سفالة اودت البلد للهاوية وقلة شرف و تدبير وانعدام حنكة وذكاء
اسرائيل دولة نوويّة وتمتلك صواريخ هيدروجينيّة ونوويّة موجّهة قادرة على محو سورية بضغط بضعة ازرار بالإضافة إلى أنها تملك ادهى سياسيّي العالم واقتصاداً متيناً ومن الدول المتقدمة علميّاً وذات قوة عسكرية دفاعيّة هائلة لا يمكن مقارنتها اصلاً بالأسلحة السورية التي احدثها الميغ-٢٩ الذي يعود تاريخ صناعته الى سبعينيات القرن المنصرم والتي تمتلكها سوريا بكميات ضئيلة جدا بعكس اسرائيل

أليس هذا العداء الطائفي المزدوج المعايير لإسرائيل يعطيها دافعاً ومبرراً لاستمرار محاربتنا والتأمر علينا كما حاولت الحكومة السوريّة العلويّة الغبيّة محاولة بسذاجة شديدة تدميرها بدلاً من كف اذاها وعقد سلام معها لدرء شرّها ، الجواب هو: نعم
نعم هي دولة معتدية على سوريا وتركيا أيضا دولة معتدية على سوريا وامريكا ايضا دولة معتدية على سوريا ولها اكبر يد بتدميرها مؤخراً
، لكن لماذا الاستمرار بعداء اسرائيل وحدها ؟
الجواب: لأنها دولة لليهود! مع انها فعلياً لا تمت لليهودية بصلة اذ نسبة اللادينيين اكبر من ٣٠% فيها بشعب ذو اغلبية علمانية ساحقة بعيد عن التديّن وتدّعي اليهودية وتطبّق بعض طقوسها لجذب اليهود او ذوي الاصول اليهودية اليها فقط

اذا نظرنا الى المنطقة عن بعد نجد ان الدول الوحيدة التي لا زالت محافظة على أمنها بشكل او بآخر هي الدول التي عقدت سلاماً مع اسرائيل كمصر والأردن او التي تمتلك قواعد عسكرية امريكية على ارضها كدول الخليج وتلك السياسة بعدم عداء الدول القويّة وعقد سلام معها هي قمة النباهة لدرء خطرها لأن بعض سياسيّي تلك الدول أدركوا ان لا مجال لدولهم الضعيفة اليوم عداء دولة تمتلك صواريخ نوويّة خطرة كإسرائيل وذلك لحماية شعبها وحدودها لا حباً بقذارتها وسفالتها بل درءاً لخطرها بعكس من ادعوا عداءها وممانعتها كالعرراق وليبيا.. باستثناء لبنان لأنه يحاذي اسرائيل وليس من مصلحة اسرائيل جعل الإرهابيين التكفيريين على حدودها

#ماذا فعل الرُعاع بسوريا ؟
لا يمكن لدولة تختار قادتها على اساس طائفي بعيد عن الكفاءة ان تنهض يوماً ، بل ستنهار ، وهذا ما حدث عندما استلم بعض عديمي الكفاءة والحنكة السياسيّة والثقافة رئاسة السلطات السورية ، فلم يكتشف مئات الجهلة فيهم ان ضرب مصافي النفط التي استولت عليها الجماعات الاسلامية الارهابية طيلة اكثر من سنة ونصف حل لوقف تمويلهم جراء استخراجهم النفط وبيعه بأبخس الأثمان بخسارة للدولة السوريّة قدّرت بحوالي مليونين دولار باليوم الواحد حسب تقديرات الولايات المتّحدة ، فقامت قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة بضرب تلك المصافي النفطيّة لإيقاف تمويلها بعد ان اشتد ساعد تلك الجماعات بسبب غباء حكومتنا الدينيّة الفاسدة الحمقاء ودهاء ومكر اعداءها فالولايات المتحدة قامت بتمويلهم وتسليحهم ليدمّروا البلد ويبقوها بحالة من الخراب بين تلك الجماعات وتلك الحكومة الحمقاء التي لم ترد امريكا واسرائيل خلعها فهي تساهم معهم بتدمير البلد

اخيراً اضيف ان حماقات سياسيّي الدولة العلويّة السوريّة هي من دمّرت سوريا من دون شك وجنود الجيش السوري والشعب السوري ليسوا إلا احجار شطرنج تقودها حكومة حمقاء نحو الهلاك


# ماذا لو ارادت الحكومة السورية حماية الشعب ومصلحته
كانت فرضت التعليم للثانويّة كإسرائيل فبالعلم تنهض الدول بدلاً من ان تحارب المفكّرين وتغلق الجامعات بوجه الراغبين بالتعلّم
كان عليها ان تبني دور ثقافة وفنون اكثر بدلا من ترخيصها بناء مساجد او مفرخات ارهاب كل مائة متر بأراضيها
كان عليها ان تلغي التعليم الديني العنصري بالمدارس وتحارب فكريا العقيدة الاسلامية التكفيرية التي ينتمي اليها غالبيّة الشعب فتعلّمهم تاريخ الكون والانسان والتطور وأصل الحياة علميّا وتاريخ بعض الاساطير الدينية و رأي علماء النفس الحديث بالأديان وبعض اراء نقّاده كما فعلت ايرلندا مؤخرا بدلا من ان تبني بيئة حاضنة للإرهاب بغباء شديد وهي تعادي دولة جوارها كإسرائيل مما يجعل الدولة السورية اكثر ضعفاً لتضع سوريا على حافة هاوية امام شعب شجّعته لأن يؤمن ويتشدّد بمعتقد ارهابي تدميري كفيل بتدميرها امام ابسط بلبلة وتحريض له أو مؤامرة عليها

الأسد دمّر البلد وحماقة سياسة الأسدين وقلة حنكتهم هي من أوصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم فلم تنفع سياسة القمع والترهيب التي كان يمارسها الأسد الأول ومن بعده خليفته بهذا العصر مع تدخل القوى الكبرى بالمنطقة وضغط عامة الجماهير التي ساهم بانفجارها وتغيّيبها دينيّاً وصناعة الإرهابيين فيها فغباء دينهم واشراكه بالسياسة لا ينفع ببناء دولة قوية!

حتى روسيا تنتفع على حساب الأزمة بسوريا في حين كونها تتخلص من سلاحها القديم الذي نشط بيعه مؤخرا بالمنطقة العربية الملتهبة تستعد حالياً لتسليح جيشها بالأسلحة الحديثة محقّقةً بذلك اقل قدر من الخسائر!

وما خُفي كان أعظم!


د.جميل الحاج
حقوقي سوري وباحث سياسي
____________________
هوامش:
ايرلندا تدرس الإلحاد بمدارسها

روسيا ستسلح الجيش الروسي بأسلحة حديثة بدل من القديمة

تركيا تمنع الاكراد الاتراك من الذهاب الى سوريا لقتال داعش وتمنع السوريين من الدخول اليها بإبادة ممنهجة

قوّات التحالف تقصف مصافي النفط والغاز المستولى عليها من قبل التنظيمات الإسلاميّة

اسباب التطرّف عند الإسلاميين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف