عن الهجرة من قطاع غزة أتحدث
أبدأ بقول الله تعالى فن سورة قريش: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)".
وعليه فإن الله يمنّ على الناس بأهم عنصرين يحتاجهما الإنسان في حياته، وهما الاستقرار الاقتصادي والأمني،
فإذا فقد الواحد أحد هذين العنصرين، شعر بالاضطراب، وأخذ يبحث عنه،
لذلك ليس مستغرباً أن يكون الكثير ممن هاجروا، هم من الميسورين مادياً ومن الموظفين والتجار،
فليس المال هو ما يبحثون عنه، وإنما الاستقرار الأمني،
ولعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كان سببا رئيسياً في حدوث اضطراب كبير في هذا العنصر،
أما غياب الاستقرار الاقتصادي، فقد يكون هو العنصر الأكثر أهمية، وهو السبب الأول وراء الهجرة من قطاع غزة،
خاصة من فئة الشباب العاطلين عن العمل من خريجين وأصحاب المهن والحرف وغيرهم،
والمشكلة في عملية الهجرة تكمن في طريقة الهجرة نفسها، والسعي للسفر بطرق غير مشروعة،
تهدر الأرواح والأموال،
ولكن لو تأملنا حال الهجرة في بلدان أخرى فقيرة أو نامية،
فإننا نجد أن هنالك دولاً تشجع أبناءها على الهجرة، طالما أن هنالك مشكلة حقيقية في الاقتصاد،
وطالما عجزت الحكومة عن تلبية احتياجات شعبها الاقتصادية،
فتكون الهجرة تحت أعين الحكومة وتحت رعايتها،
ويكون العائد إما على شكل خبرات مكتسبة، عند عودة هؤلاء المهاجرين بعد عدة سنوات، إلى بلدانهم،
أو من خلال تحويل مدخراتهم إلى حسابتهم البنكية أو إرسالها إلى من يعيلون في بلادهم،
وبالتالي تكون هنالك عملية ضخ للأموال في السوق المحلية، مما قد يحدث حراكاً إيجابياً في الناحية الاقتصادية،
ومن الناحية السياسية فإن الحكومة ومن خلال سياستها الخارجية تضفي قوة واحتراماً لجواز سفرها،
فيسهل على رعاياها الانتقال لأي بلد آخر، دون عناء ودون الاضطرار لاستخدام طرق التفافية وغير قانونية،
وهذا ما يفتقده جواز السفر الفلسطيني، فحامله الأكثر تعرضاً للمضايقات في السفر،
والأكثر صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول لأي بلد، وما اضطراره لركوب البحر وللتعرض للموت المحقق إلا بسبب سد الأبواب أمامه،
ولعل غرفة الترحيلات الموجودة في مطار القاهرة منذ ما يقارب ال10 سنوات، خير شاهد على الأداء المترهل لوزارة الخارجية والسفارات،
أما تعليقاً على نصائح بعض الدعاة على المنابر في هذا الخصوص، وأعلم حرصهم على عدم إفراغ الأرض من أهلها،
فلن أخوض كثيراً في الأمر من ناحية شرعية وفقهية،
ولكن كيف لك أن تنهى الناس عن الربا - مثلاً -، وتسمح بوجود البنوك الربوية وانتشارها؟؟؟
وكيف تقول على المنابر أن الدخان حرام، وتسمح وتضبط عملية بيعه؟؟؟
وجهوا خطابكم لأولي الأمر، أأمروهم وانهوهم، فهم أولى بالنصيحة،
فقول النبي :"الدين النصيحة"، لم يكن فقط لعامة المسلمين، وإنما سبقها بقوله و"لأئمتهم"، قبل "عامتهم"،
وما فرار الناس من بلادهم، إلا نتيجة لوضع سبّبه الاحتلال الظالم، بشكل رئيسي، وبسبب الأداء السيء لكل الحكومات التي تولت أمر أهل فلسطين.
لذلك، التمسوا للمهاجرين العذر، ولا تظلموهم.
أبدأ بقول الله تعالى فن سورة قريش: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)".
وعليه فإن الله يمنّ على الناس بأهم عنصرين يحتاجهما الإنسان في حياته، وهما الاستقرار الاقتصادي والأمني،
فإذا فقد الواحد أحد هذين العنصرين، شعر بالاضطراب، وأخذ يبحث عنه،
لذلك ليس مستغرباً أن يكون الكثير ممن هاجروا، هم من الميسورين مادياً ومن الموظفين والتجار،
فليس المال هو ما يبحثون عنه، وإنما الاستقرار الأمني،
ولعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كان سببا رئيسياً في حدوث اضطراب كبير في هذا العنصر،
أما غياب الاستقرار الاقتصادي، فقد يكون هو العنصر الأكثر أهمية، وهو السبب الأول وراء الهجرة من قطاع غزة،
خاصة من فئة الشباب العاطلين عن العمل من خريجين وأصحاب المهن والحرف وغيرهم،
والمشكلة في عملية الهجرة تكمن في طريقة الهجرة نفسها، والسعي للسفر بطرق غير مشروعة،
تهدر الأرواح والأموال،
ولكن لو تأملنا حال الهجرة في بلدان أخرى فقيرة أو نامية،
فإننا نجد أن هنالك دولاً تشجع أبناءها على الهجرة، طالما أن هنالك مشكلة حقيقية في الاقتصاد،
وطالما عجزت الحكومة عن تلبية احتياجات شعبها الاقتصادية،
فتكون الهجرة تحت أعين الحكومة وتحت رعايتها،
ويكون العائد إما على شكل خبرات مكتسبة، عند عودة هؤلاء المهاجرين بعد عدة سنوات، إلى بلدانهم،
أو من خلال تحويل مدخراتهم إلى حسابتهم البنكية أو إرسالها إلى من يعيلون في بلادهم،
وبالتالي تكون هنالك عملية ضخ للأموال في السوق المحلية، مما قد يحدث حراكاً إيجابياً في الناحية الاقتصادية،
ومن الناحية السياسية فإن الحكومة ومن خلال سياستها الخارجية تضفي قوة واحتراماً لجواز سفرها،
فيسهل على رعاياها الانتقال لأي بلد آخر، دون عناء ودون الاضطرار لاستخدام طرق التفافية وغير قانونية،
وهذا ما يفتقده جواز السفر الفلسطيني، فحامله الأكثر تعرضاً للمضايقات في السفر،
والأكثر صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول لأي بلد، وما اضطراره لركوب البحر وللتعرض للموت المحقق إلا بسبب سد الأبواب أمامه،
ولعل غرفة الترحيلات الموجودة في مطار القاهرة منذ ما يقارب ال10 سنوات، خير شاهد على الأداء المترهل لوزارة الخارجية والسفارات،
أما تعليقاً على نصائح بعض الدعاة على المنابر في هذا الخصوص، وأعلم حرصهم على عدم إفراغ الأرض من أهلها،
فلن أخوض كثيراً في الأمر من ناحية شرعية وفقهية،
ولكن كيف لك أن تنهى الناس عن الربا - مثلاً -، وتسمح بوجود البنوك الربوية وانتشارها؟؟؟
وكيف تقول على المنابر أن الدخان حرام، وتسمح وتضبط عملية بيعه؟؟؟
وجهوا خطابكم لأولي الأمر، أأمروهم وانهوهم، فهم أولى بالنصيحة،
فقول النبي :"الدين النصيحة"، لم يكن فقط لعامة المسلمين، وإنما سبقها بقوله و"لأئمتهم"، قبل "عامتهم"،
وما فرار الناس من بلادهم، إلا نتيجة لوضع سبّبه الاحتلال الظالم، بشكل رئيسي، وبسبب الأداء السيء لكل الحكومات التي تولت أمر أهل فلسطين.
لذلك، التمسوا للمهاجرين العذر، ولا تظلموهم.