الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خطاب فلسطيني ليس على المقاس الامريكي بقلم : محمد السودي

تاريخ النشر : 2014-10-01
خطاب فلسطيني ليس على المقاس الامريكي   بقلم : محمد السودي
خطاب فلسطيني ليس على المقاس الأمريكي ..!
        بقلم : محمد السودي
وقف الرئيس الفلسطيني على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد حوالي عامين من نيل فلسطين شهادة ميلادها بصفة دولة مراقب يدقّ ناقوس أوان ساعة الإستقلال ، مخاطباً دول وشعوب العالم الذي طالما تغنى بالحرية وحقوق الإنسان حول ضرورة إنهاء الإحتلال منبع كل الشرور وفق جدول زمني محدّد يرفع المظلمة التاريخية بل الجريمة الدولية المستمرّة التي وقعت على كاهل الشعب الفلسطيني منذ ستٍ وستين عاما باعتبارها أطول وأخر الإحتلالات الكولونيالية في العصرالحديث ، تخللتها عقدين كاملين من المفاوضات العقيمة احتكرتها حصرياً الولايات المتحدة الأمريكية لكنها باءت بالفشل الذريع نتيجة العقلية الصهيونية المتطرفة المرتكزة أساساً على العدوان والمطامع التوسعية الإستعمارية التي تعتبر ان "قيام دولة فلسطينية مستقلة بين النهر والبحر ستكون بداية نهاية إسرائيل " ، لذلك لم تكن مستعدّة ولن تكون معنية على الإطلاق بالوصول إلى تسوية عادلة وفق معادلات الجمود الراهنة تعيد الحقوق لأصحابها الحقيقيين وبالتالي استطاعت نسف جهود "جون كيري" وزير الخارجية على مدى ثمان أشهر من المماطلة والتسويف تلقـّى خلالها إهانات الحليف الإستراتيجي وإظهار إدارته بالعاجزة الفاقدة للمصداقية والإرادة الحقيقية الكاظمة للغيظ لاعتبارات تمليها وقائع الهيمنة والنفوذ وسطوة أصحاب المصالح  على صناعة القرار الأمريكي المُرتهن للحسابات الداخلية الإنتخابية التقليدية حيث بات يعلمها الجميع ولا تحتاج إلى توضيح أو تأويل .
 ما الذي دفع الإدارة الأمريكية لسرعة الغضب الذي عبّرت عنه الناطقة بلسان وزارة خارجيتها "جينفر بساكي" قبل أن تصدر حتى ردود أفعال أقطاب حكومة الإحتلال، بوصفها خطاب الرئيس بالمهين والمستفز والمخيب للأمال ؟ وهي تعلم علم اليقين قبل غيرها أن ماقيل في الخطاب الفلسطيني ماهو إلا غيض من فيض وأقل بكثير مما ينبغي أن يقال ويجري على أرض الواقع من ممارسات وفظائع ليس لها مثيل تفوق جرائم الحرب النازية ، أو وحشية المجموعات الإرهابية المتطرفة المصنوعة للإستخدام أوالمسكوت عنها بما يخدم مخططات إعادة رسم خريطة المنطقة وتهشيم عناصرالدولة القومية وتحويلها إلى كيانات هزيلة متناحرة طائفياً وعرقياً مايجعل منها تابعة وملحقة يسهل السيطرة على مقدراتها  ، ربما كانت تريد الإدارة الأمريكية أن يتقدم الرئيس الفلسطيني بالشكر والعرفان على وقوفها المنحاز اللامحدود إلى جانب العدوان فضلاً عن التزامها بالوعود التي تعهدت بها بدءا من بدعة حل الدولتين التي لايعلم إلا الله أين ستقام إحداها ، مروراً بإطلاق سراح الأسرى القدامى وليس انتهاءاً بتحميل المسؤولية لحكومة الإحتلال التي أفشلت المفاوضات واستثمرتها على أكمل وجه غطاءً لتنفيذ مشاريعها الإستيطانية بوتائر مضاعفة .
 كما لا يعلم أحد حتى هذه اللحظة أين تكمن الإهانة والإستفزاز الفلسطيني ولمن ؟ إذا كان الأمر يتعلق في مسعى استصدار قرار أممي مُلزم من مجلس الأمن ينهي الإحتلال ويطالب نيل الحرية ويجسّد الإستقلال الوطني الناجز للشعب الفلسطيني على أرضه ووطنة حسب قرارات الشرعية الدولية التي صاغت الإدارة الأمريكية بنفسها جزءاً من هذه القرارات لكنها ظلـّت حبيسة الأدراج تتأكلها غبار الزمن ، في حين حصلت بعض الدول الناشئة خلال أسابيع قليلة على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والإعتراف الدولي بها مع أنها لاتتمتع بمقومات الدول المستقلة   .
لم يتضمّن خطاب الرئيس الفلسطيني سوى نقل الوجع الفلسطيني واختزال المأساة التي لم يعد يحتملها بشر نظراً لطول قائمة الإنتهاكات التي تندرج في إطار جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتمييز العنصري ، ولو لم يتعامى العالم عن أهوال الكوارث المروّعة التي حلـّت بالشعب الفلسطيني من دمار شامل وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتهديم المنازل فوق رؤوس ساكنيها واستهداف المدارس والمساجد وانتهاك المقدسات وكافة مناحي الحياة جراء العدوان الشامل على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة المنكوب بشكلٍ خاص وإظهار مدى الحقد العنصري الدفين على الإنسان الفلسطيني ، لكان من أولوياته القصوى تشكيل تحالف دولي ضد إرهاب الإحتلال المنظـّم وعصابات مستوطنيه ، لكن كل شيء يكون مختلفاً حين يتعلق الأمر بالكيان الذي لايخضع للمسائلة والقوانين الدولية ماجعله يتمادى في ممارساته العدوانية والإستخفاف بكل القيم الإنسانية حتى أضحى يصدق الوهم الذي صنعه بنفسه بأن جيش احتلاله يمتلك من المناقب الأخلاقية مالم يمتلكه أيٍ من جيوش العالم يالها من أكذوبة فاضحه كشفتها وسائل الإعلام الأجنبية قبل العربية بالصوت والصورة على الهواء مباشرة كيف يقتل الأطفال وهم يلعبون الكرة على شاطىء بحر غزة ، وكذا استهداف مدارس وكالة الغوث وإبادة عائلات بأكملها وغيرها الكثير مما يدحض زيف الأكاذيب الجوفاء ولعب دور الضحية التي لم تعد تنطلي على أحد في عصر سرعة نقل المعلومات وتبيان الحقائق من غير رتوش  .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف