امرأةٌ تقتل الضّجر
عطا الله شاهين
اعتادت المرأة أن تدلف لحجرتها الضّجرة عند مغيب الشّمس بعد يوم عمل شاق.. لا تقوَ على خلع ثياب الكدْح.. وتسحل تحت لحافها المهترءٍ .. تتوسد وسادةً متعبة من أحلام امرأة تحاول كل ليلة قتل الضّجر....
تحاول المرأة أن تنعس، لكن دون جدوى.. فبداخلها حزن لا يدعها تنام.. فتعانق لحافها الحزين بهدوء، وتبكي وتتمتم له كفى! أُريد قتل برمي..
فهي تعيش في عذاب على تلٍ بعيد عن صخب المدينة بعد أن فقدت والديها في سيلٍ مجنون اجتاح المنطقة قبل فترة من الزّمن.. لكنها تحاول أن يأتي أحدا ، لينقذها من آلامها ، التي تذبحها كل ليلة تغط فيها في فراش ملّ جسدا حزينا..
المرأة لا شيء يسلّيها هناك سوى عملها في أرض تزرعها لتعتاش منها.. فهي امرأة قتلها الفقر حينما ولدت على جبالٍ تشتاق للشمس..
تحاول المرأة بكل ما تستطيع أن تصبر على عيشتها الضّجرة التي تحتويها بألم جافٍ .. تنتظر ربما حتفها أو تعيش في عيشٍ رغد..
تكد كل يوم من الصّباح حتى المساء في لملمة الحطب لتخزينه لشتاء على الأبواب .. هي متمسكة بالمكوث على جبل يسكر للصمت لا أحد هناك سوى هذه المرأة التي يرقص لها الجبل كل ما رأى شعرها الآخاذ السّائب على ظهرها بسحر لا يقاوم..
ما زالت المرأة تقتل ضجرها بكل شيء يجول في خاطرها .. لا أحد هناك يراها أو يمنعها .. فهي حرة .. تحزن أو تبكي أو تتجلّى من رؤية طبيعة خضراء لن تدوم كثيرا بسبب زحف المدن إليها..
فهي لا تعرف السّهر.. تهرب من ألمها لألمٍ آخر .. تتسلى في رث ملابس قديمة.. ستلبسها في عيدٍ قادمٍ ستعيّد هي والجبل سوية بصمت اعتادت أن تلقمه لسفحٍ يشتاق لنسيم البحر المحاصر ..
امرأة جُنّ جنونها ما زالت تنتظر مخلّصا ربما سيأتي من متاهات الزّمن .. ولكنها متأكدة بأنه سيأـي ربما في وقت آخر .. بعد رحيل الانتظار.. الضّجر ما زال في حضنها تقتله لكنه يعود من جديد إليها وهي تذبحه بصمتها المجنون ..
عطا الله شاهين
اعتادت المرأة أن تدلف لحجرتها الضّجرة عند مغيب الشّمس بعد يوم عمل شاق.. لا تقوَ على خلع ثياب الكدْح.. وتسحل تحت لحافها المهترءٍ .. تتوسد وسادةً متعبة من أحلام امرأة تحاول كل ليلة قتل الضّجر....
تحاول المرأة أن تنعس، لكن دون جدوى.. فبداخلها حزن لا يدعها تنام.. فتعانق لحافها الحزين بهدوء، وتبكي وتتمتم له كفى! أُريد قتل برمي..
فهي تعيش في عذاب على تلٍ بعيد عن صخب المدينة بعد أن فقدت والديها في سيلٍ مجنون اجتاح المنطقة قبل فترة من الزّمن.. لكنها تحاول أن يأتي أحدا ، لينقذها من آلامها ، التي تذبحها كل ليلة تغط فيها في فراش ملّ جسدا حزينا..
المرأة لا شيء يسلّيها هناك سوى عملها في أرض تزرعها لتعتاش منها.. فهي امرأة قتلها الفقر حينما ولدت على جبالٍ تشتاق للشمس..
تحاول المرأة بكل ما تستطيع أن تصبر على عيشتها الضّجرة التي تحتويها بألم جافٍ .. تنتظر ربما حتفها أو تعيش في عيشٍ رغد..
تكد كل يوم من الصّباح حتى المساء في لملمة الحطب لتخزينه لشتاء على الأبواب .. هي متمسكة بالمكوث على جبل يسكر للصمت لا أحد هناك سوى هذه المرأة التي يرقص لها الجبل كل ما رأى شعرها الآخاذ السّائب على ظهرها بسحر لا يقاوم..
ما زالت المرأة تقتل ضجرها بكل شيء يجول في خاطرها .. لا أحد هناك يراها أو يمنعها .. فهي حرة .. تحزن أو تبكي أو تتجلّى من رؤية طبيعة خضراء لن تدوم كثيرا بسبب زحف المدن إليها..
فهي لا تعرف السّهر.. تهرب من ألمها لألمٍ آخر .. تتسلى في رث ملابس قديمة.. ستلبسها في عيدٍ قادمٍ ستعيّد هي والجبل سوية بصمت اعتادت أن تلقمه لسفحٍ يشتاق لنسيم البحر المحاصر ..
امرأة جُنّ جنونها ما زالت تنتظر مخلّصا ربما سيأتي من متاهات الزّمن .. ولكنها متأكدة بأنه سيأـي ربما في وقت آخر .. بعد رحيل الانتظار.. الضّجر ما زال في حضنها تقتله لكنه يعود من جديد إليها وهي تذبحه بصمتها المجنون ..