الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جمال عبد الناصر..حبيب الملايين !!بقلم:طلال قديح

تاريخ النشر : 2014-10-01
طلال قديح *
الثامن والعشرون من سبتمبر / أيلول عام 1970م، يوم تاريخي محفور في الذاكرة، عصي على النسيان، وكيف ننسى زعيماً فذاً، وقائداً عظيماً، تربع في القلوب ، في زمن مليء بالتحديات، ومقاومة الاستعمار الغربي الذي جثم على صدورنا سنين طويلة، تجرعنا فيها كل صنوف الذل والهوان، وعانينا شظف العيش وقسوة الحياة، وأشد من ذلك كله الغرق في أمية أبعدتنا عن مواكبة ركب النماء والتطوروالحياة الهانئة؟.
لن ننسى ذلك اليوم الذي خيم فيه الحزن والأسى على العالم العربي، بل والعالم الإسلامي والعالم الحر والشعوب التي تناضل من أجل الحرية والاستقلال..صُعقت الجماهير بالخبر الذي فاجأ الجميع، لتخرج الحشود تصرخ وتبكي وتهتف باسم الزعيم الذي كان للتو يصول ويجول في مؤتمر القمة العربية في القاهرة باذلا حهده للإصلاح والتوفيق بين الإخوة المتخاصمين.
لن أنسى ماحييت هذه الفاجعة التي أخرجت الأطفال والنساء والرجال ينتحبون بصوت عال.. حشود ملأت الشوارع والميادين تنادي: ناصر ..ناصر الذي اعتادت على طلته البهية ملوحا بيديه محييا. غير مصدقين أن هذا الزعيم الذي مازال في ريعان الشباب، ويتدفق همة ونشاطاً أن المنية وافته بلا مقدمات. ملأ اسمه الدنيا كلها، وحظي بمكانة سامقة لم يرق إليها إلا القليل على مدى قرون.
ناصر عظيم من حيث نظرت إليه، لم يدخر جهداً في خدمة وطنه وأمته في كل المجالات، قاد ثورة 23يوليو التي كانت الشرارة الأولى في معركة الاستقلال والتخلص من الاستعمار، كانت المثال المحتذى لدى كل الشعوب المناضلة.
أمم قناة السويس لتصبح ملكا لمصر، وبنى السد العالي فكان الإنجاز الأعظم للبلاد والعباد ، وخلص الفلاح المصري من ربقة الاستعباد ليملك الأرض ويعيش حراً أبياً كريماً.
أما التعليم فهو الإنجازالآخر، إذ فتح المجال أمام الجميع لا في مصر وحدها بل في العالمين العربي والإسلامي ، مما يجعل النهضة التعليمية مدينة لمصر وناصر، تذكرها الأجيال بفخر واعتزاز.
وله في أفريقيا القارة السوداء أياد بيضاء، فياضة بالخير والعطاء.. وكل الثورات الأفريقية ضد الاستعمار مدينة لجمال عبد الناصرالذي أمدها بكل ما ساعدها على تحقيق النصر والاستقلال، وكان المثل الأعلى لكل مناضليها.
الوحدة العربية كانت حلم ناصر، منذ نعومة أظفاره وحتى وفاته، كم كانت تتوق نفسه أن يرى العرب من الخليج إلى المحيط في دولة واحدة ، تتبوأ مكانها اللائق بها تحت الشمس كما كانت في عهودها الزاهرة. وفي عام 1958م تحققت الوحدة بين مصر وسوريا فتكونت الجمهوربة العربية المتحدة برئاسة ناصر، فأصيب الأعداء بالهلع وشرعوا يدبرون المؤامرات للحيلولة دون استمرارها ، فتحقق لهم ذلك في 28 سبتمبر / أيلول 1961م فأصيب الحلم العربي في مقتل، وكان وقعها على ناصر مدمرا ويشاء الله أن يرحل في يوم يصادف ذكرى الانفصال عام 1970م.
إن أمة بهذا الموقع المميز وبهذا الاتساع والإمكانات المادية والعلمية الهائلة، لجديرة أن تكون في مقدمة الأمم تطوراً ومكانة.
وعالمنا العربي اليوم أشد حاجة إلى زعيم كـ "ناصر"، يقوده نحو الأفضل في هذا العالم المتصارع.. بحاجة إلى ربان ماهر يمخر به عباب البحار الهائجة ليصل بها إلى بر الأمان..وأمتنا العربي ولود، وسيظهر من أبنائها من يسير على خطا العمالقة من أبنائها الميامين.
أما حب العرب لناصر، فهذا قد بلغ الأوج، ويكفي أن أسوق مثلا لهذا الحب الجارف، وهو حب اللبنانيين لجمال، حباً يلتقي عنده الجميع على اختلاف فئاتهم وتباين مواقفهم.. لا يتهاونون فيه ولا يساومون.
وشعراء المهجر نظموا قصائد، هي معلقات، يشيدون فيها بحبيب الملايين، من خلال معايشتهم للشعوب في المهاجر.. وكان لي شرف الالتقاء بالشاعر العروبي القروي ، رشيد سليم الخوري، الذي كان يعتز بناصر كل الاعتزاز، ويقدر مواقفه وتضحياته.
وأجدني هنا أنتخب بعض أبيات من قصيدة طويلة، للشاعر اللبناني"ريمون قسيس" برهانا لما قلت.وهي بعنوان : جمال عبد الناصرألقاها في حفل تأبين له
هوى-فيا أرض ميدي-إنه بطل
هذي سيوف العلا تبكيه والأسل
والسهل منقبض من فرط لوعته
في جوفه حرق ضاقت بها السبل
فسحّت الدمع مدراراً على دمن
تدثرت بدثار النقع والحلل
هوى الهمام أبو الهمات بعد ضنى
فغاله الموت ولا خوف ولا وجلُ
يستوقفان خطاه عن مسيرته
مسيرة العرب أوهت قلبها العللُ
لمَ يا جمال هجرت الربع مرتحلا
وأنت في أعين الأصحاب مقتبل؟
يا مصر مالي أراك اليوم في شجن
فلا ضحى ألق ولا راقص جذل؟
تكفكفين دموعا سيلها عرم
وتمسحين عيوناً مؤقها هطلُ
النيل أسيان والأهرام في هلع
والسد بالدمعة المتناف يغتسل
كأنما جدر العالي على كبر
تخاطب النيل والأهرام تبتهل
وذي قناة أنوف لا تني أبداً
تقارع الدهر لا سخط ولا عذل
أممتها يا نجي العرب فارتحلت
عنها جيوش الوغى واستنكفت دول
كم من رجال مضوا لا أمة لهم
وأنت غبت فغابت أمة رجل
فيا أبا خالد ما هاجنا حنقا إلا غيابك عنا والهوى خضل
لبنان في غمرة الأشجان منغمس وقد عراه ذهول فالمدى ذهل
والروض متشح بالحزن ملتفع
يبكيك يا جبلا آخاه ذا الجبل
والساحة افتقدت من جيشها بطلا
والسيف ذاك كليل شابه فلل
قم يا جمال ينادي الصوت في ولهٍ
تغب غياهب أرض لفها خطل
أنى التفت فأرز ضمه هرم
كذا تظللت أشتات من رحلوا
رحمك الله يا جمال ياحبيب الملايين، فأنت في القلب دوما وصورتك في العيون.. وصوتك سيظل يجلجل يستصرخ الهمم ويوقظ الأمم، لتحقق المنى والأمل بلا يأس أو كلل.
• كاتب ومفكر عربي
• 28/9/2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف