الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مدمنون بالفطرة بقلم رحاب محمود بدر

تاريخ النشر : 2014-10-01
مدمنون بالفطرة

بقلم / رحاب محمود بدر
جميعنا خُلقنا مدمنين . . .
كل مــَن قرأ تلك العبارة نعتني بالهبل والهرتلة ،ذلك رد الفعل الطبيعي لمجتمع ربط الإدمان بالمواد المُخدرة فقط !
وإنما الإدمان هو عالم اكبر بكثير من مجرد مُخدر يتعاطاه المتعاطي كل يوم أو كل فترة .
أحدثكم عن إدمان ابدي فطرى في كل أوقاتنا نتعاطاه دون شعور منا بقصد أحيانا وبدون قصد دائما (إدمان الأخطاء ، الهفوات ، المعاصي الكبائر منها والصغائر . . . )
تلك المعصية التي تتصور في ألف صورة (كلمة جارحة عن قصد او بدون ، نميمة ، فتنة ، كذب ، سوء ظن ، تأخُر عن أداء الصلوات والفروض ، تضييع الوقت ، الانشغال عن الذكر ، التلاعب بمشاعر البعض ، النظر للمُحرمات ، الحب لغير الزوج ، الاعتراض على الأقدار ، عدم الصبر على البلاء ، سماع الاغانى ، . . . . )
جميعها بذور فاسدة تُثمر ثمار فاسدة ،ألا وهى المعاصي والذنوب ،رغم تمام اليقين بأن كل تلك الأفعال والأقوال التي نهانا عنها ديننا الحنيف ورسالتنا الإنسانية هي سبيل للنار إلا أننا نعجز عن الإقلاع عنها في كل محاولة !
لقد أدمنا المعصية ، أدمنا الخطأ قول وفعل و نية .... حتى مـَن يجتهد للإقلاع عنها يسهو فيُخطئ بكلمة سيئة يقولها بحق مسلم ، بهرتلة في وقت غضب ، بنظرة مُحرمة سهواً ثم يستغفر ،دائماً نُخطئ ثم يغفر لنا الرحيم الكريم هكذا وعد عباده في قوله "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" من سورة الأنفال .
الخطأ غريزة فطرية فطر الله بها الإنسان و كان أبينا آدم عليه السلام أول المُخطئين من البشر حين عصىَ أمرِ ربه فأكل من الشجرة التي نهاه عنها سبحانه وتعالى ،هكذا خُلقنا مُدمنين بالفطرة مياليين لشهوات النفس ومغريات الدنيا ، نُجاهد للموازنة بين الدنيا والدين داعيين الله اللهم ارزقنا خير ما في الدنيا والآخرة ،فسبقت الدنيا الآخرة عند الدعاء !
اللهم يسر لنا أمور الدنيا والدين ،فسبقت الدنيا الدين عند الدعاء !
وفى سجودك تختم دعائك بالمغفرة بعد الدعاء بكل ما تتمناه فى الدنيا ! (إلا مــَن رحِم رَبى)
هكذا دائما يضعف الإنسان للدنيا ،حتى مــَن أراد الانتحار تجده في اللحظة الأخيرة قبل الموت يُحاول النجاة !!
حُب الدنيا غريزة فينا ! . . . . برغم علمنا جميعاً ،حتى الكافرين يعلموا أن الحياة ليست أبدية وإنما الآخرة هي الإبقى ،مُدركين تماما أن كل إنسان نهايته الفناء "الموت" ،وما اشد علم المسلمين أن الدنيا ممر للآخرة ،وما العمر إلا لحظات إذا قورن بالآخرة ،لكن رغم علمنا تميل ألسنتنا وتزوغ عيوننا وكل جوارحنا تنهزم أمام متاع الدنيا وزينتها !!
هكذا هو الإنسان مُتناقض ،ضعيف . .
خلقنا الله ضُعفاء وهو الأعلم بضعف نفوسنا ولهذا دائما يقبل توبتنا ،ويغفر لنا ،ليس من بشر معصوم من الخطأ كما قال سيد الخلق أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن أنَس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون)( صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (.
شــاقــة الدنيا جداً ، مليئة بالمُغريات . . . في المُقابل ضعيف الإنسان جداً مُكبل بالشهوات ،خلقنا الله وخلق فينا ضمير وقلب يلوماك إن أخطأت فتُعاقبك نفسك باللوم ثم تستغفر فيغفر لك ،اللوم درجات ،لكن منا مـَن هم يلوموا أنفسهم كثيرا جداً .

هوناً عليك أيها اللائم والمُلام إن ربِك رحيم بك فلا تقتل نفسك تأنيباً على معصية وقد وعدك الغفور بالمغفرة للمستغفرين فأستغفر ربك يغفر لك ولا تُجهد نفسك وقلبك بألم الانتقام من نفسك التي ضعفت ككل بشر !
جميلة هي الدنيا إن أحببتها حباً في الجنة ،إن اتخذتها سبيلاً للآخرة ،جميلة هي الدنيا فلا تُضيعها بخصامك لنفسك ومُعاقبتك لها دائماً على كل هفواتك وسقطاتط ،تعلم كيف تُصادق نفسك فتُحبها ، تعلم كيف تُقومها بحُب ، وتلومها بلين ،فإن أحببت نفسك كثيراً أحببت لها الجنة ،فكلما ضاقت عليك نفسك وظننتك من أهل النار ،افتح كتابه العزيز لتجد ألف وعد من الغفور الرحيم يَعِدك بالجنة والغفران للمستغفرين ،فما أحب على الشيطان أن يدخل لقلبك من ضعف ثقتك بربك ،فلا تجعل من قلبك للشيطان مدخلاً إليك ،كفاك أن خُلقت مُسلم فقد ضمنت الجنة إن استغفرت ولآيات ربك وأحاديث رسولك الكريم اتبعت ،لقد هداك الله نفس ضعيفة لتُرفق عليها لا لتقتلها لوماً وأعزك بالإسلام وهداك كتابه وسنة رسوله مُرشداً ومَلاذ لك فـــ . . . هـوناً عليك نفسك أيها اللائم والمُلام .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف