الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هكذا أراد المخرج! بقلم: احمد لطفي شاهين

تاريخ النشر : 2014-10-01
هكذا أراد المخرج! بقلم: احمد لطفي شاهين
هكذا أراد المخرج!!!

المدرب احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة

هل يوجد احد في العالم حاليا لا يملك تلفزيون او شاشة L C D ؟؟
اعتقد اننا كلنا نشاهد الأفلام السينمائية سواء العربية او الأجنبية
وكذلك المسلسلات والمسرحيات
ومن خلال كل ما نشاهد يتم بلورة رؤية معينة وتشكيل فكرة معينة لدي المشاهد خصوصا المشاهد العربي
وهذا ما يهدف اليه علم الاخراج السينمائي والتلفزيوني والإعلامي العالمي عموما
ونظرا لأننا نعيش حاليا ارهاصات غرق ابناء شعبنا في البحر المتوسط للمرة السابعة خلال اقل من عام فإننا سنأخذ مثلا فلم السفينة تايتنك كنموذج لأشهر وأضخم فلم سينمائي وهذا الفلم سمعنا كثير من الطلاب ومن المشاهدين يقولون لنا أنهم بكوا بمرارة لأنهم تأثروا لموت البطل وكأنه لم يكن على ظهر السفينة الا البطل
لقد كان على ظهر السفينة حسب الروايات اكثر من 2300 شخص وتم انقاذ 700 شخص تقريبا يعني من ماتوا غرقا حوالي 1600 شخص
خلال أحداث الفلم مرت مشاهد كثيرة مبكية ومؤثرة لأطفال ونساء وصراع بقاء وأنانية وقيم ومفاهيم كثيرة جدا وغرقت السفينة ومات المئات ولكن تم توجيه عقل المشاهد للتركيز على البطل والبطلة فقط واستطاع المخرج ان يجعلنا نتجاهل كل المآسي والويلات التي حصلت لمئات المسافرين
فكلهم يحمل صفة إنسان وكلهم يستحق الانتباه والاهتمام والشفقة والرحمة
لكن اهتمامنا تركز على البطل والبطلة لماذا؟
لأنه هكذا أراد المخرج
مئات الركاب الأبرياء ماتوا غرقا بينما مات البطل بطريقة مميزة وغير متوقعة مات متجمدا في مشهد مؤلم جدا وأنقذ البطلة بحيث استطاع المخرج ان يجعل عقلية المشاهد تنسى كل المناظر والويلات الموجودة وتهتم بشخصين فقط
سالت كثيرين عن شعورهم تجاه 1600 شخص ماتوا غرقا بينهم أطفال ابرياء فوجدت انه لم يهتم لموتهم احد لان المخرج استطاع ان يتحكم في العقل الباطن لدى المتفرج ويوجه الانظار نحو شخصين فقط وهذا هو الفن ( الخطورة ) في الإخراج السينمائي والإعلامي

لا يتوقف الامر عند هذا الحد بل ان المخرج جعل المشاهد يبكي ويتمنى الحياة للبطل والبطلة وكأنهما آدم وحواء وكل من سألتهم قالوا لو ان البطل بقي حيا لكان الفلم اجمل فغالبية الناس يفضلون النهايات السعيدة للأفلام وللقصص
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن
لماذا لم يقف أي شخص منا مع نفسه ويتسائل مالذي جعلني اتعاطف مع شخصين واتجاهل مئات وآلاف الناس؟؟؟ كيف استطاع المخرج ان يتحكم في الوعي واللاوعي عندي بل ويتحكم في أمنيتي ودموعي؟؟؟
علما بأننا كمسلمين يفترض ان نحتقر البطل والبطلة فهو صعلوك لاعب قمار شارب خمر وزاني وسارق وارتكب فواحش في الفلم ورغم ذلك نحن كمسلمين تعاطفنا معه جدا جدا وبكينا عليه وتمنينا حياته ونسينا الباقين لماذا؟؟؟؟ لانه هكذا اراد المخرج!!!

استطاع المخرج من خلال علمه بكيفية عمل عقل المشاهد ان يجعلك تتعاطف مع شخص كله عيوب وتتجاهل مئات احسن منه بدون شك واولى منه بالرعاية والاهتمام
هذا هو عمل المخرج في فلم سينمائي يجسد قصة قديمة انتهت
هذا المخرج نفسه وغيره من مخرجين واعلاميين خبراء في كيفية عمل العقل يتحكمون في توجهاتنا ومشاعرنا وامنياتنا في كل وسائل الاعلام التي يسيطر عليها اليهود والماسونية والصهيونية العالمية
لو طبقنا القياس على كثير من المواقف والجرائم والمصائب في الوطن العربي وعملنا اسقاط لحالة الفلم وبراعة الاخراج على واقعنا سنرى الامور بشكل جديد ومختلف
سنكتشف اننا نتعاطف احيانا مع مجرمين وكرهنا ابرياء!!!
لماذا ؟؟؟
لان المخرج اراد لشعوبنا ان تتوجه في اتجاهات معينة
اصبحنا للاسف شعوب درامية نتاثر بما يرسمه لنا غيرنا
نحن نعيش في مسرحة كبيرة او فلم كبير
الكل يتبادل امامنا الادوار بشكل دقيق رسمه مخرجين قمة في البراعة والخبث والمكر والدهاء والذكاء والتخطيط القديم وللأسف لا نفكر ولا نتعب عقولنا في التفكير اصبحت مهمة عقولنا هي الاستقبال فقط بدون تحليل واصحنا نصدق كل شي لمجرد ان الاعلام كله يقول ذلك ويكرر ذلك بينما الحقيقة لا تكمن في الاعلام بل الحقيقة في الواقع الذي نعيشه ونعانية ولا يتذكره احد
الاعلام في حرب العراق مثلا كان له دور سينمائي خطير وتم الاستعانة بمخرجين خبراء لكي يظهر لنا الرئيس العراقي بذلك المنظر الذليل المنفر ليجعلوه عبرة لباقي الزعماء وكأنه فأر ولكن اثبتت الأيام انه كان خاضع لتاثير مواد مخدرة باوامر من مخرجين سينمائيين لتسلبه الارادة والدليل انه استقبل الموت بكل قوة وسجل تاريخا لنفسه لاينكره احد في استقبال الموت بشرف ونخوة وإيمان وانا اتكلم عنه كنموذج بصرف النظر عن قناعاتي فيه
أيضا الاعلام في حروبنا مع اسرائيل يجعلنا نحن المعتدين ويجعل اسرائيل هي الضحية
يجعلنا منتصرين ويجعل اسرائيل مهزومة
يجعلنا مغتصبين لاراضي اسرائيلية ومتطفلين على دولة ذات سيادة هي دولة الاحتلال ويجعل العالم كله يعتقد انه لا يوجد لنا حق في فلسطين وانها ارض الميعاد لهم وان الفلسطينيين الاراهابيين يقومون باعتدائات صاروخية على اسرائيل التي تم ترشيح احد اكبر جنرالاتها ليكون في قوات السلام... تبا للاعلام الموجه بمنهجية للعبث بعقول العالم
إن الاعلام يقلب الحقائق رأسا على عقب بطريقة سينمائية تستخف بعقولنا التي لا تفكر وكلما تعبت عقولنا ننصح بعضنا ( نام قليلا ستصحو اكثر فهما وتركيزا ) تماما كالحواسيب والهواتف والجوالات التي نعيد تشغيلها عندما يحصل لها خلل فيما يسمى في العلم التقني الحديث قانون اعادة التشغيل
وسنبقى كما نحن خاضعين لقانون اعادة التشغيل لعقولنا التي تم الاستخفاف بها وتم استهبالها بكل وقاحة على يد اعلام بدون ضمير ادى الى تغييب الوعي لدينا على مر الزمان و كلما تضايقنا وحاولنا تشغيل عقولنا نتعب من التفكير ونحتار ونفقد القدرة على التنبؤ وننتظر ذلك الصنم المسمى تلفاز او انترنت او راديو ونسمع ما يقول ونصدق ما نصدق ولا نستوعب كثير من الامور ونتعب و ننام كأننا ضغطنا على زر ( 0ff ) ونتأمل ان نستيقظ ونقول ستتحسن الامور ولكننا نفيق على مشاهد جديدة ومؤثرات وفبركات إعلامية ونعود للخضوع لها بشكل غريب و غير طبيعي وهذا ما يسمى انعدام الرؤيا وللأسف معظمنا في الوطن العربي وصلنا الى مرحلة انعدام الرؤيا فمستنقع السياسة عميق لا يستطيع السباحة فيه المواطن العادي لذلك تجد ان من يشارك في مظاهرة يهتف وهو يمتلك قناعة معينة لا يعرف من تخدم ولا ماذا تهدف ولا يعرف هو اصلا كيف تكونت عنده هذه القناعة وهناك الكثيرين الذين اكتشفوا بعد فوات الاوان انهم كانوا ادوات يستخدمها آخرون واكتشفوا انهم كانوا سببا في تدمير وتخريب الوطن ولكن كان اعتقادهم انهم يقومون ببناء اوطانهم ولم يعلموا انهم كانوا اعوانا للشيطان الاكبر بجهلهم وبتأثير من المخرج الفنان الاعلامي الذي استطاع توجيه رؤيتهم ومعتقداتهم وافكارهم نحو تحقيق هدفه لا اهدافهم
لدرجة ان البعض يهتف بكلمات وينادي بمبادئ ويقاتل ويموت من اجلها ولكنه يكتشف بعد فترة من الزمن ان تلك الكلمات لم تكن كلماته وتلك المبادئ كانت سببا في هلاك شعبه
انه انعدام الرؤيا وفقدان البصيرة والغرق في بحر التضليل الإعلامي وللأسف غالبيتنا
لا نفهم ما يدور حولنا والمصيبة الأكبر اننا نعتقد اننا نفهم
ملاحظة .... طبيعي جدا ان نكون بلا وعي اذا كان الاعلام بلا ضمير
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف