الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نرفض تدخل السفيرتين الاميركية والفرنسية بالشان الاردني بقلم:د. عويدي العبادي

تاريخ النشر : 2014-10-01
 نرفض تدخل السفيرتين الاميركية والفرنسية بالشان الاردن
بقلم المفكر والمؤرخ د. احمد عويدي العبادي
عضو مجلس النواب الاردني السابق

كما فعلت سعادة السفيرة الفرنسية بعمان , وجهت سعادة السفيرة الاميركية الجديدة السيدة أليس ويلز اهانة بالغة للأردنيين توجب عليها الاعتذار وان لم تفعل توجب على الدولة ان تعلنها شخصا غير مرغوب بها في الاردن وعليها ان تغادر , اذ انه لا يجوز بالعرف الدبلوماسي ان يتصرف سفير كمندوب سامي في البلد الذي يقيم فيه , وهو امر يدل على جهل بالأردنيين وتاريخهم وعقليتهم  وثقافتهم وجهل بالعمل الدبلوماسي وعدم  مراعاة اللباقة في احترام الاخر ,  وانه تصرف وكلام صدر بموجب معلومات مغلوطة لدى سعادتها سلفا , وهي اسيرة  تقارير مغرضة رفعها حاقدون عملاء للأمريكان ضمن اجندة يريدون  منها البرهان للعالم ان الاردن ليس لأهله وانما للوافدين عليه, وانه لا يوجد اردنيين اصلا , واننا صنيعة المقص البريطاني الفرنسي ( اتفاقية سايس بيكو المشؤمة التي مزقت الاردن ) .

 يؤسفني القول ان سعادة السفيرة الامريكية ( مع الاحترام لشخصها الكريم والامة الاميركية ) وجهت اهانة لمشاعرنا الوطنية نحن الاردنيون اهل الهوية والشرعية والوطنية، وقد صارت تسرح وتمرح وتركز على اللقاء مع من لا يقول لها الحقيقة بل لا يعرف الحقيقة اصلا، فوقعت في هذا المطب الذي اثار اللعنات الاردنية عليها وعلى دولتها ,  مثلما اثارها على الدولة الفرنسية وسعادة السفيرة الفرنسية بعمان( مع الاحترام لشخصها الكريم والامة الفرنسية ) .

 جاءت سعادة السفيرة الامريكية الحالية بعد مغادرة السفير الامريكي السابق الذي نفش ريشه كالطاووس، وتوهم انه نصب من نفسه حاكما عاما او مندوبا ساميا على الاردن وتصرف على هذا الاساس مع الدولة والمؤسسات والاشخاص والمجموعات وتجاهل اللقاء باي من اصحاب الهوية والشرعية كما تفعل السيدة اليس الان، ولكنه تلقى صفعات في رفض دخوله لمؤسسات واماكن وبيوت من اصحاب الهوية والشرعية.

    وعندما غادر لم يكن مأسوفا عليه، وكسرنا الجرة وراءه، وسيكون مصير السفيرة الحالية (ان بقيت تتصرف هكذا) مشابها وربما أكثر اهانة لها لأنها اهانت الاردنيين ونحن نشعر ان تصريحاتها توحي بالمؤامرة وتهيئة الاجواء ان نستعد لإلغاء هويتنا وشرعيتنا وتاريخنا الاردني بقرار امريكي مقدمته سيدة حسناء وتتبعها ربما اخرى عجوز شمطاء قد تأتي سفيرة امريكية او فرنسية بعدهما. وهو امر دونه رقابنا ودماءنا .

ركزت سعادة السيدة اليس من لحظة وصولها على استخدام الاعلام المحلي وابتسامتها البراقة، وكانت اخبارها تدخل في قوائم الاكثر قراءة في المواقع الالكترونية الاردنية ، لان الاردنيين يراقبون بكل صمت ويخزنون الهم والمعلومة الى أجلها، وبخاصة اننا كسائر الشعوب المحترمة العريقة لا نثق بالسياسة الامريكية اصلا (ولا بالسياسة الفرنسية)، ونعرف انهم يتقلبون ويميلون كالريح ولا يستحقون الثقة ولا يمكن الاعتماد عليهم ابدا.

   لذا صرنا نراقب ما تفعله وتقوله سعادة السفيرة الامريكية (مثلما سعادة السفيرة الفرنسية) لعلنا نجد جديدا ايجابيا في التعامل معنا لمصلحتنا وليس على غرار ما كان يفعله السفراء السابقون، وإذا بالخل أخو الخردل وإذا شهاب الدين ليس أفضل من اخيه، وعمير أخو عميرة، كما تقول الامثال الاردنية

قالت سعادة السفيرة الامريكية: (ان نسبة الاردنيين في الاردن لا تزيد عن 27 % من عدد السكان الحاليين، وأن الشعب الأردني أصبح يشكل نسبة تصل إلى ربع عدد السكان في الأونة الأخيرة بعد موجات متوالية من الهجرة واللجوء، وان الجهات المختصة تتمنع عن كشف حقيقة أرقام اللاجئين في الاردن، وان عدد السكان وصل الى 12 مليون نسبة غير الاردنيين تصل الى 55%، وأن 48 % من عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم يقيمون في الأردن ويتمتعون بالجنسية الأردنية عمليا) انتهى كلام سعادتها

دعني ارد ببساطة انها تتعامل معنا بعقلية رعاة البقر الهمجيين ,أي  كأرقام وليس كبشر لنا تاريخنا ومشاعرنا وهويتنا وشرعيتنا , وساوت الزائر والداشر باهل البلاد , واقول هنا ان الاردن ليست مزرعة ابقار في تكساس يا سعادة السفيرة , ولا عصابات اجرام شيكاغو , انه بلد عظيم عريق عميق .

     ودعني اقول ايضا ان اللاجئين القادمين بالاردن سيبقوا لاجئين طال الزمن ام قصر , وهم ضحايا العنجهية الامريكية ضد الشعوب بدعمها الانظمة الطاغوتية في العالم كله , وان الولايات المتحدة هي رمز العنف والقمع والقتل والتشريد والاهانة وارهاب الدولة والدماء والحبروت واهانة الشعوب ودعم الارهاب الصهيوني , ومحاربة الديموقراطية والحرية والعدالة والنزاهة في كل مكان في العالم ,والاعتماد على ادوات من الحكام تنفذ اوامرها ولا تهتم بإرادة الشعوب , ولو رفعت امريكا الغطاء عن هذه الانظمة لانتهت من التاريخ والوجود كله . وامريكا هي من صنعت القاعدة وصنعت داعش . لكنهما خرجتا من عباءة الامريكان , ذلك انه يمكن ايجاد المنظمات الدينية ولكن يستحيل التحكم بها او معرفة نتائجها .

  وان سعادتها تحدثت عن ارقام ولم تتحدث عن نوعية او هوية او شرعية، ونقول لها يا سعادة السفيرة: انت في وطن عظيم ولست في كازينو للقمار في لاس فيغاس  يجري الحديث فيه عن ارقام الربح والخسارة بالدولار , ولسنا قطعانا من السائمة عندك وانت تتحدثين عن الاعداد ولا تتحدثين عن العنف والجبروت الأمريكي ومعاناة الضحايا سواء الاردني الاصلي ام الضحية الوافد بسبب امريكا واسرائيل وفرنسا بشكل رئيس وهم مثلث النكبات في بلادنا .

كنا نأمل من سعادة السفيرة الامريكية ان تقدم برنامجا اصلاحيا لمصلحة الاردنيين، وان تتعاطف معنا في تضحياتنا والتضحية بنا , وان ترعى لجانا حوارية حضارية او تحضرها عند المتجذرين وانا مستعد لاستضافة مثل هذه الجلسات الحوارية الحضارية الراقية في بيتي لسعادة السفيرتين الامريكية والفرنسية , او لاي منهما  مع رموز اردنية راقية من احفاد الامراء الاردنيين كابرا عن كابر , وليسوا عملاء ولا رعاة بقر ولا لصوص  اثار ومسلات الامم المحترمة , لكي يعرفوا الحقيقة مباشرة التي يبدو ان أيا منهما لا يعرفها، ولست محتاجا لشيء ولا طامعا في مناصب او مراتب من اية جهة داخلية او خارجية او مستوردة , وانما افعل ذلك من اجل بلدي رغم معرفتي المسبقة ان اقتراحي هذا مرفوض امريكيا وفرنسيا  , فنحن نعرف ما عندهم معرفة جيدة , ولكنهم يجهلون ما عندنا جهلا كاملا.

 فسعادة السفيرة الامريكية ( مع فائق الاحترام لشخص سعادتها وامتها الامريكية ) لم تتحدث عن التنمية ووضع حد للفاسدين الجاثمين علينا بحماية اميركية صهيونية فرنسية , ولم تنبس ببنت شفة عن الحرية والديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان والاصلاح الحقيقي الذي لم يتحقق منه بالاردن خطوة واحدة او حتى نقطة واحدة، سوى المزيد من التراجع، بل زادت الاعتقالات والقمع للأردنيين اصحاب الهوية والشرعية طلاب هذه المبادئ , (ولم تطال غيرهم)( هذه الاعتقالات تتم امام صمت اميركي وفرنسي  ) ، وصرنا ننظر للسفيرتين  وجه شؤم على الاردنيين رغم حسن مناظر صورهما  المنشورة ، ووجودهما يذكرنا بالبسوس في التاريخ العربي ويذكرنا بعجوز السوء في التراث الشعبي الاردني التي تتدخل بكل شيء صالح لتفسده.

لمعلومات سعادة السفيرة الامريكية انه سواء بلغت نسبتنا ال 25% او اقل او أكثر , فان هذا لايقلقنا ابدا , لاننا اصحاب الهوية والشرعية, وارجو ان تعلم سعادتها ان كل هذه الأرقام الطارئة التي جاءت بها السياسة الاميركية , ليست الا غثاء كغثاء السيل تذهب جفاء، ولا يغر سعادتك ما يقوله العملاء والجواسيس والمطايا  والقطعان الضالة الذين يهمهم التردد على سفارتكم، او استقبال موظفيها او سعادتكم في منازلهم فقط للحصول على صكوك غفران لا تغفر لهم عندنا  عمالتهم  , وهم يبحثون شرعية فسادهم وافسادهم  عندكم لا عندنا , وممارسة حقدهم على الاردن واهله برعاية امريكية ، ويعوضون بكم نقص او انعدام شرعيتهم فأنتم بالنسبة لهؤلاء كحصان طروادة للوصول الى هدفهم ليس الا.

    وانت يا سعادة السفيرة بتصريحاتك تبرهنين انك لم تقرأي تاريخ الاردن بل ولا تعرفين ان كان له تاريخ اصلا , لان التوجه الرسمي في بلدنا ينكر تاريخنا اصلا , واما عملاؤكم فيقولون ان الاردن صنيعة المقص البريطاني الفرنسي وان عمره لا يزيد عن تسعة عقود, وتتصرفون انتم على هذا الاساس  .

  ودعني اقول لسعادتكم وسعادة السفيرة الفرنسية بعمان , ولكل اعداء الاردن واهله , وهنا اقول كمؤرخ ومفكر ان الاردنيين القدماء زمن الوثنية ( المملكة الاردنية الادومية ) هم اول من اكتشف الأميركتين ومنها بلادك وولايتك بألف وثلاثمائة سنة قبل الميلاد  أي قبل 3300 سنة ونيف من الان , ثم تبعهم الفينيقيون بدلالة ومشاركة الأدوميين الأردنيين بالرحلة اليها 800 سنة قبل الميلاد انطلاقا من ميناء عصيون جابر الاردني ( ايلات والعقبة حاليا ) وان ذلك موثق بنقش تم العثور عليه  في البرازيل وواحدة من الولايات المتحدة وقد تكون الولاية التي انت سعادتك منها , وموثق جزء منه في العهد القديم .

 
 فعندما كان اجداد هؤلاء العملاء والحاقدين علينا يعيشون حياة بدائية ويستطيبون اكل الجرذان والفئران وجبات شهية كان الاردنيون من الهكسوس بعد احتلالهم لمصر يجلسون على الارائك الوثيرة وياكلون بالشوكة والسكينة وهذا موثق بالقران الكريم ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) اية 31 سورة يوسف , وكانت الاردن حضارة وتسير الاساطيل وتكتشف العالم المخفي وتهيمن على البحار, والاردنيون هم ثاني من اخترع  الابجدية والحروف التي اشتقت روما واليونان احرفها من الحرف العربي الاردني , بل ان اسم اوروبا هو اسم لاميرة اردنية فنيقية من صور اسمها اوروبا

وفي زمن الوثنية ايضا، وعندما غزا أحد فراعنة مصر الاردن ( مثلما هو الغزو الاميركي والفرنسي الان بطريقة او باخرى ) واراد تهجير اهلها منها واستبدالهم بقطعان ضالة من الممالك التي يحكمها ليحولها مزرعة فرعونية كان رد ملوك الاردن زمن الوثنية ان اجتمعوا معا وقرروا دعم الهكسوس الاردنيين الذين تحركوا من طبقة فحل (الغور الشمالي) واحتلوا مصر لثلاثة قرون وانكفأ الفراعنة الى جنوب مصر( انظر الاية اعلاه )

 اما بلادكم امريكا فانه بعد اكتشافها من الاردنيين في زمن الوثنية فقد استأنف الاردنيون الاندلسيون رحلاتهم اليها زمن الممالك الاردنية الاندلسية: مملكة بني عباد في اشبيلية وبني هود وبني مندريس في بلنسية. وعندما تحرك اليها الايطالي الاسباني كريستوفر كولومبس بدعم من فرديناند وايزابيلا كاثوليكا كان طاقمه من العرب الاندلسيين وبسفن عربية وادوات ملاحة عربية، وانه وجد العرب والمسلمين هناك في الأمريكيتين يتحدثون العربية ويدينون بالإسلام، فما كان منه الا واباد ملايين العرب والمسلمين واحرق المساجد والمخطوطات لكي يبرهن انه اول من وصل امريكا، وقد اثبت فحص شيفرة الوراثة DNA

ان السكان الاصليين في بلاد سعادتكم يحملون جينات الدم العربي .
اذن تتحدثين يا سعادة السفيرة عن شعب لا تعرفين انه شعب عريق عميق في التاريخ دحر الاشوريين والبابليين والكلدانيين والحثيين والفراعنة والفرس واليونان والرومان والصليبيين الذين جاءوا جميعا بالقطعان الضالة وعملوا على تهجير وابادة الاردنيين، واحلال مكانهم قطعانا ضالة وافدة بحيث صارت في بعض الفترات ان اعداد القطعان الوافدة اضعاف الاردنيين من اهل البلاد، ومع هذا كانت النتيجة ان اهل البلاد طهروها وحرروها.

ورغم الشتات والتدمير الذي تعرض له الاردن والاردنيون على ايدي العباسيين لمدة اربعة قرون، وقيام العباسيين بتفريغ الاردن التاريخي (مساحة الاردن التاريخي تزيد على سبعمائة ألف كيلو متر مربع ومساحته الحالية 84 ألف كيلو متر مربع أي اقل من 1/8 من مساحته الحقيقية) من اهلها لمئات السنين خوفا من البطش العباسي الدموي الذي يتطابق مع البطش الامريكي الدموي مع اختلاف بالأدوات والازمنة واتفاق في الغايات، الا ان الاردنيين تجمعوا مرة اخرى وحرروا بلادهم وقامت همتهم الوطنية رغم التهميش والتدمير

واليوم تتوهمين يا سعادة السفيرة من خلال العملاء والجواسيس والمطايا وقطعان اللغو السياسي ,  ان الاردنيين صاروا نسبة ضئيلة، في مفهوم لا يعطي للشرعية والهوية والوطنية اية اهمية او دور، ودون ان تدركي سعادتكم ان هذه الحالة ليست المرة الاولى في التاريخ, ولن تكون النتيحة  خارج قانون التاريخ الاردني في هذا السياق .

 نحن نعرف ان هذه التصريحات الامريكية والفرنسية هي مقدمة للحرب على ما يسمى داعش وهي صنيعة امريكية صهيونية وبدعم من بعض الانظمة العميلة التي دربت داعش في مراكز تدريبها وتعطيها التعليمات، للإساءة للعروبة والاسلام , واعطاء المبرر للتدخل الأمريكي والصهيوني وبناء قواعد امريكية علنية في شرق سوريا والاردن وكردستان والعراق والسعودية والكويت، واعادة تقسيم المنطقة ورسم الشرق الاوسط الجديد، ونهب خيرات العرب , ولكي تعطي المبرر للأنظمة  الطاغوتية التي لا شرعية لها سوى الدعم الاميركي الصهيوني , لطوي صفحة الاصلاح وبالتالي المزيد من القمع الدموي للشعوب والفساد ونهب الثروات، وافقار الشعوب, والعبودية لامريكا واسرائيل وتريد فرنسا ان تكون لها حصة من الكعكة .

   ونعرف ايضا ان الهدف في النهاية ارهاب واخافة الاردنيين انهم اقلاء دون ان تعرف سعادتها ان الله سبحانه في القران الكريم قد خص الاردن وكرم اهله: ان الفئة القليلة فيه تنتصر على الفئة الكثيرة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) ودون ان تعرف سعادتها ان ايوب الادومي العربي الاردني الذي نزل في الطفيلة , هو رمز الصبر الانساني , وهو أردني ادومي عاش ودفن في الطفيلة وانه انتصر في النهاية.

واما سعادة السفيرة الفرنسية بعمان السيدة كورين بروزيه( مع كل الاحترام لشخصها الكريم وللامة الفرنسية )  فقد وجهت اهانة للأردنيين ايضا في كلمة ألقتها بمناسبة العيد الوطني لبلادها في حفل أقيم بعمان، في انها نصبت من نفسها استاذا للأردنيين وتقول كلاما انشائيا ظاهره الوقوف مع الاردنيين وحقيقته ان فرنسا تزاول الاحتلال لبلادنا من خلال مشاريعها واستثماراتها التي تمتص دماءنا وثرواتنا من المطار الى المناجم والثروات الطبيعية الى مصانع الاسمنت الى الاتصالات الى المياه , وبالتالي فان فرنسا لن تقف مع الاردنيين وانما مع مصالحها واستثماراتها. ونحن لا نحتاج الى سعادتها لتعليمنا الوطنية والحرية والديموقراطية والسياسة بل ونرفض ذلك، ونحن ابناء التاريخ العريق , وخريجو أرقي جامعات العالم، وفينا من الكفاءات العالية أكثر بكثير مما توفره التقارير المضللة، او تحمله سعادتها.

  وان سعادة السفيرة الفرنسية السيدة كورين بروزيه تريد اصطياد عصفورين بحجر واحد، في ان ترضي الدولة بالاردن وترضي الاردنيين معا,  دون ان تدرك انه يتعذر الامساك ببطيخيتين معا في يد واحدة، ودون ان تدرك سعادتها ان الاردنيين بانتظار ان تقوم الدولة في الاردن باتخاذ ولو قرار واحد يسر الاردنيين او يفرج عنهم كربا او هما ولا زالوا بانتظاره منذ تسعة عقود , ونحن نصبر صبر ايوب الى حين .

 نذكر سعادة السفيرة الفرنسية بعمان ان فرنسا هي اول من اصدر وعدا عام 1779 من قبل نابليون للتطهير العرقي للشعب الفلسطيني  وابادته او طرده من فلسطين أي قبل وعد بلفور الانجليزي ب 117 سنة , ونذكر سعادتها ان الاستعمار الفرنسي في ذاكرتنا الاردنية يمثل اسوا استعمار عرفته البشرية حيث يؤمن بشيء واحد هو الطرد والتطهير العرقي  والغاء ثقافة الاخر والابادة من خلال القتل ونشر الامراض بين الشعوب المسكينة مثل الايدز والا يبولا والتي يتهم العالم فرنسا بنشرها دون ان نسمع منها نفيا علميا وليس سياسيا  , وانها تنهب ثروات الشعوب المقهورة في افريقيا , وتنهب الثروات الاردنية ايضا .

   ودون ان تدرك سعادتها ان فرنسا تعني بالنسبة لنا انه قتلت مليون ونصف المليون جزائري عربي مسلم , ودون ان تدرك سعادتها اننا كأردنيين نعرف ان الحملات الصليبية التي ابادت سبعين الف عربي من مسلمين ونصارى, فقط  في اول حملة صليبية فرنسية على الشرق العربي, وانها اعتدت على الحرائر والاحرار وعلى الارواح والاعراض والممتلكات والعقيدة , هي في الاساس حملات صليبية فرنسية  , وان بطرس الناسك فرنسي , ودون ان تدرك سعادتها  ان فرنسا كانت مشاركة رئيسة بتغذية كل ما هو دموي ضد الشعب العربي والشعوب الاسلامية وغيرها, ونحن نعرف ما قامت به من مجازر في فيتنام وتحريض الشعب الواحد على بعضه واذكاء العنف الطائفي في تشاد والنيجر ونيجريا ومالي  , ورواندا الذي ذهب ضحيته اكثر من اربعة ملايين.

امام هذه الحقائق المرعبة فان ما قالته سعادة السفيرة الفرنسية في خطابها لا يتضمن دعما للحرية والديموقراطية والعدالة والنزاهة وحقوق الانسان والحوار التي قامت على اساسها الثورة الفرنسية وتخلصت من لويس السادس عشر وماري انطوانيت، واللذين لا زال الكثير من امثالهم على سدة الحكم في العالم

لم تقدم أي من سعادة السفيرتين أي دعم للأردنيين ولا أي مشروع حضاري عصري وطني لمحاورة الاردنيين اصحاب الشرعية والهوية، ولو انهما التزمتا الصمت لما عرفنا ماعندهما.

   وهنا اود ان اقول لصاحبات السعادة التي لم التقي باي منهما، ان هناك مبدا أردني يتحدث عن الفراري والقراري.

 اما الفراري فهو الوافد الى الاردن التي تتحدث عنه سعادة السفيرة الاميركية , وهو يبقى بهذه الصفة رغم تعاقب الاجيال ومنهم هؤلاء الذين ساقتهم امريكا وفرنسا وغيرهما الينا .

اما القراري فهم نحن الاردنيين صاحب الشرعية والهوية والوطنية ولا يغركما ماتسمعان من العملاء والجواسيس والمطايا ومجالس اللغو السياسي , اننا غير موجودين , بل نحن الاردنيين الذين نقرر في النهاية شاءت امريكا وفرنسا وعملاؤهم ومطاياهم ام ابوا.

    ونحن كاردنيين لا نهتم بالنسبة والاعداد التي تهتم بها سعادتكم والعملاء والجواسيس والشحادون لانه في النهاية نحن من يقرر وليس الوافد ولا امريكا ولا فرنسا ولا الماسونية العالمية ولا الصهيونيةالعالمية ولا المتصهينين , ولا من تعتقدون انهم اصحاب القرار .

     فللأردن اهلها وان تصريحات استعمارية مهينة للأردنيين من سعادة السفيرة الأمريكية ومن سعادة السفيرة الفرنسية يوجب عليهما الاعتذار، والا فيوجب على الدولة بالاردن ان تعلن كلا منهما شخصا غير مرغوب فيه في البلاد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف