الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإرث المفقود بقلم: يسرا محمد سلامة

تاريخ النشر : 2014-10-01
الإرث المفقود بقلم: يسرا محمد سلامة
الإرث المفقود

من المعروف أن قراءة التاريخ دائمًا ما تكون للعبرة والعظة، لإننا عندما نقول جملة "التاريخ بيعيد نفسه"، ليس المقصود بها أنه يُعيد نفسه فعليًا، بل يُقصد بها أننا لا نتعلم من أحداث الماضي، فنقوم بإعادة نفس الخطأ لكن في زمان ومكان مختلفين، ومن هنا جاء عشقي للتاريخ، لأنه يحمل في طياته الكثير من التدبر، رُغم أن الكثيرين يتصورون أني أقرؤه من أجل الدراسة فقط – بحكم تخصصي – إلا أن ارتباطي به كان الهدف منه أكبر من التعلم، فأحداثه بالنسبة لي مرجع أعود إليه مراتٍ كثيرة لأربط به الأسباب والدوافع الحقيقية فيما يحدث في وقتنا الحاضر، وبالتالي استطيع أن أفهم ما يتعاقب على عالمنا المعاصر من أحداث قد يقف أمامها العقل عاجزًا عن تفسيرها.
ومع ما قدمه أجدادنا من إرث لنا سواء كان هذا الإرث مادي مُتمثل في حضارة عريقة نتباهى بها حتى الآن، أو معنوي مُتمثل في العادات والتقاليد التي نتوارثها جيل بعد جيل، هناك سؤال يتبادر إلى ذهني، نظرية إن الأب دايمًا بيكون عايز ابنه أحسن منه، يا ترى الجيل الحالي حيقدر يقدم إيه لجيل الغد؟، لأننا في يوم من الأيام أكيد هنبقى تاريخ، عملنا إيه أو ممكن نعمل إيه علشان أبناءنا يفخروا بالإرث اللي حيتوارثوه، وفنفس الوقت هنفيدهم بإيه من خبراتنا الأخلاقية والعلمية والعملية علشان يقدروا يعيشوا في زمنهم؟؟!!!
كثيرًا ما أجلس مع نفسي وأقول كنت أتمنى أن أعيش في زمن الأربعينات أو الخمسينات أو حتى الستينات، كانت الحياة مختلفة بشخوصها وبيئتها وظروفها الاقتصادية، اختلاف أكاد أجزم أن في هذا الوقت أيضًا، أراد أجدادنا لآبائنا حياة أفضل منهم، ومن بعدهم آباؤنا يتمنون نفس الشئ لنا، لأنه بمقاييس زمنهم الحياة لم تكن هى الأفضل، لكن لماذا نتمنى نحن أن نعيش في زمن فات، ويعيش أبناؤنا معنا في نفس هذا الزمن – اللي فات – مش حاجة غريبة إننا نشعر بهذا الشعور؟؟، طيب العيب في مين؟؟ في الزمن الذي نعيشه؟ أم في الأشخاص الذين نتعايش معهم؟ أم في الظروف التي يمر بها عالمنا؟، عن نفسي أعتقد أن السبب يكمن في مشكلة مهمة، أننا لا نعرف معنى أننا سنصبح تاريخ، وهذا معناه أننا يجب أن نعمل ليس لتحسين معيشتنا، بل نعمل في أبنائنا فهم ثروتنا التي ندخرها للزمن، نُربي فيهم حب العمل من أجل أنفسهم ومن أجل الوطن، من أجل أن يتباهى بهم أبناؤهم، ولا يمرون بنفس ما مررنا به من تَرحُمنا على زمن فات، فما العيب أو الضرر في أن نتمنى أن نعيش في زمننا الحالي، وما العيب في أن نصبو إلى المستقبل بشئ من التفاؤل لا التشاؤم "ويركبنا الهم على اللي جى"، متى سنعلم أن ثروة هذا الوطن ومستقبله تكمن في أفراده، وبصلاحهم سيصلح كل شئ، وستسقيم الأحوال، وتغدو الحياة أقل همّا.
 نحن بحاجة إلى صحوة، قبل أن يفوت الوقت، فلا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، نحن بحاجة إلى وقفة مع النفس وسؤالها كيف تريدين أن تُصبحي تاريخًا؟!!، ساعتها فقط سنعرف ما الذي سنغرزه في أبنائنا من إرث يجعلهم يقفون على أقدامهم دون خوف أو قلق على مستقبلهم، ومستقبل أبنائهم من بعدهم.

يسرا محمد سلامة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف