"الحكاية الشعبية ودورها التربوي"
عباس دويكات
يعد هذا الكتاب من الأعمال التي تخدم المشروع الثقافي الفلسطيني، وهو معد بمجهود شخصي، ودون مساعدة أيا من المؤسسات التي تدعي الثقافة، الكتاب من منشورات دار الفاروق، نابلس، ويقع في 165 صفحة حجم متوسط، ما يميز الكتاب تطرقه إلى تراث فلسطيني مهم، لكنه لا يأخذ حقه من الاهتمام، كما هو الحال مع باقي أنواع الثقافة الفلسطينية.
تعاطي الكاتب مع الحكاية الشعبية، خاصة في منطقة بلاطة البلد، يعد توثيقا لتراث ـ يمكن أن يمسى في حالة من الضياع أو التلاشي ـ في حال استمرارنا بهذا التجاهل، الكتاب يقدم لنا واحد وثلاثون حكاية، موزعة على أكثر من راوي، اغلبها من منطقة بلاطة ومحيطها، روجيب، مخيم بلاطة، واحدة استثنائية من منطقة بيت ايبا، وقد تم الاعتناء باللهجة المحكية بكل دقة، حيث يجد المتلقي صفاء اللهجة بعدما تداخل سكان المناطق والقرى الفلسطينية مع بعضهم البعض، فلم يعد هناك لهجة صافية نقية، نستطيع من خلالها أن نحدد قائلها من أي منطقة، لكن الكاتب كان أمينا حتى في نقل اللهجة كما سمعها تماما، ولم يتدخل فيها، حتى أننا نشعر بتماثلها مع اللهجة الأصيلة، التي بدأنا الابتعاد عنها، وهذا يجعلها قريبة منا وتعيدنا إلى ماضي أحببناه، لكن ظروف الحياة جعلتنا نتناساه، من هنا يكون وقع الحكاية في نفوسنا مزدوج التأثير، حيث يجعلنا نتذكر ماضي جداتنا وأمهاتنا اللواتي لم يبخلنا علينا ما تعلمن من ثقافة، فقدمنها لنا بكل عناية ودقة، كما قدمن لنا الطعام والشراب، لكن نحن الذين ـ ندعي الثقافة ـ فرطنا بذاك الإرث، ورميناه وراء ظهورنا، لكن "عباس دويكات" أعادنا إلى جادة الصواب من خلال هذه المجموعة التي قدمها لنا، دون أي تدخل منه، فكان دقيقا في روايتها كما سمعناها ونحن صغار، وأيضا نبهتنا إلى مسألة الحفاظ على اللهجة المحكية في لكل قرية فلسطينية، وعدم الخجل من الكلام باللهجة المحلية، حيث أنها تعد إحدى المسائل التراثية التي يجب أن تكون موضع اهتمام وعناية.
رائد الحواري
عباس دويكات
يعد هذا الكتاب من الأعمال التي تخدم المشروع الثقافي الفلسطيني، وهو معد بمجهود شخصي، ودون مساعدة أيا من المؤسسات التي تدعي الثقافة، الكتاب من منشورات دار الفاروق، نابلس، ويقع في 165 صفحة حجم متوسط، ما يميز الكتاب تطرقه إلى تراث فلسطيني مهم، لكنه لا يأخذ حقه من الاهتمام، كما هو الحال مع باقي أنواع الثقافة الفلسطينية.
تعاطي الكاتب مع الحكاية الشعبية، خاصة في منطقة بلاطة البلد، يعد توثيقا لتراث ـ يمكن أن يمسى في حالة من الضياع أو التلاشي ـ في حال استمرارنا بهذا التجاهل، الكتاب يقدم لنا واحد وثلاثون حكاية، موزعة على أكثر من راوي، اغلبها من منطقة بلاطة ومحيطها، روجيب، مخيم بلاطة، واحدة استثنائية من منطقة بيت ايبا، وقد تم الاعتناء باللهجة المحكية بكل دقة، حيث يجد المتلقي صفاء اللهجة بعدما تداخل سكان المناطق والقرى الفلسطينية مع بعضهم البعض، فلم يعد هناك لهجة صافية نقية، نستطيع من خلالها أن نحدد قائلها من أي منطقة، لكن الكاتب كان أمينا حتى في نقل اللهجة كما سمعها تماما، ولم يتدخل فيها، حتى أننا نشعر بتماثلها مع اللهجة الأصيلة، التي بدأنا الابتعاد عنها، وهذا يجعلها قريبة منا وتعيدنا إلى ماضي أحببناه، لكن ظروف الحياة جعلتنا نتناساه، من هنا يكون وقع الحكاية في نفوسنا مزدوج التأثير، حيث يجعلنا نتذكر ماضي جداتنا وأمهاتنا اللواتي لم يبخلنا علينا ما تعلمن من ثقافة، فقدمنها لنا بكل عناية ودقة، كما قدمن لنا الطعام والشراب، لكن نحن الذين ـ ندعي الثقافة ـ فرطنا بذاك الإرث، ورميناه وراء ظهورنا، لكن "عباس دويكات" أعادنا إلى جادة الصواب من خلال هذه المجموعة التي قدمها لنا، دون أي تدخل منه، فكان دقيقا في روايتها كما سمعناها ونحن صغار، وأيضا نبهتنا إلى مسألة الحفاظ على اللهجة المحكية في لكل قرية فلسطينية، وعدم الخجل من الكلام باللهجة المحلية، حيث أنها تعد إحدى المسائل التراثية التي يجب أن تكون موضع اهتمام وعناية.
رائد الحواري