في أروقة المخيم تتمركز الذكريات ترفض الانصياع لأوامر العولمة والخروج عن المألوف , تتمدد لتحاول أن تعيد ترتيب نفسها ولكن تعود لتنكمش مجددا داخل شوارع المخيم الضيقة , تحاول أن تضيف لنفسها رونقا جديدا تتخلص من روتينها القاتل , ولكن تبقى أسيرة في ماضيها , تتآكل شيئا فشيئا داخل صراع افقدها الخروج عن المألوف , فذكريات الماضي هي نفسها ذكريات الحاضر لا تختلف الا باختلاف الوجوه , فلا شيئا يضاف لذكرياتنا سوى الأرقام التي أصبحت عابرة بطبيعتها كحياتنا العابرة , كنا ولا نزال من أبناء المخيم , وفي أروقته ارتسمت ابتسامات وذرفت الدموع وبين أزقته كان رغيف الخبز وفنجان قهوة وجلسات الجيران على عتبات المنازل تراوح مكانها , يستمعون لحكايات التهجير من الذين بقوا يصارعون الحياة على هذا الكوكب , يدونون الكلمات في قلوبهم , كيف دخل الغرباء ودنسوا مجد الأرض كيف هجروا الوطن تاركين بعضا من الأمل خلفهم , كيف سقطت نخوة العرب وذهبت أدراج الرياح , ما زال الكبار يرفضون الموت ليس خوفا وانما خشية بأنهم لم يأدوا أماناتهم بعد ولم يكملوا مهمتهم في ايصال رسالتهم , يشعرون بالأجل القريب ويتسارعون لتسليم الراية والرواية , في طيات الذكريات تكمن حكاية جدي خلف الكواليس , اقلب في أوراق من الماضي , كنت اعاتبه لما هجرتم وتركتم مجد الأرض تحت الهلاك ,كيف هانت عليكم أنفسكم أن تتركوها للغرباء , فكانت دير ياسين هي الجواب فقال لم نخف او نجزع من الموت أو الهلاك وكنا عازمين على البقاء فكان الخيار الوحيد بين اثنين اما الأرض أو العرض فاخترنا العرض , لم اهمس بكلمة وكان الصمت ملاذي , رغم حديثه لم أكن أنوي الاعتذار عن العتاب
لكن اليوم وبعد أن هجر الشباب الأرض ليس مخافة على العرض ولا حبا في الأرض اقبل الأرض تحت نعليك جدي والعن معشر الشباب , كان حوارا غير متوازن وغير متكافئ , كان قلبي من يحاوره وعقله هو من يحاورني , كان الدمع يذرف من عينيه كطفل أضاع شيء عزيزا على قلبه , وفي نهاية الحوار ابتسامة مليئة بالحكايات , ففي المخيم ترتسم الابتسامات وتذرف الدموع يا من ذرفتم الدموع على معشوقة كانت سببا في الضياع , في المخيم كل القلوب متعبة وقلبي حياة في المخيم كل القلوب ألم و قلبي امل , في المخيم كل القلوب والعقول تتناسي , وأنا قلبي ذكرى دوما سيبقى يدق عالم النسيان , فقضيتي خلقت من رحم الذكريات ومن بحر الآلام , وفي بيت الطابون الذي ما زلت اشتم ريحه في من بقى يحافظ على هويته , في المخيم بقى من بقى ورحل من رحل , وفي المخيم كنت وما زلت اتلمس ثورة , لكنها بالتأكيد لم تكن ثورة على الذات , فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة , ما زالت تخترق الى مسامعي كلمات درويش وقاسم , ما يستحق الحياة هي ذكريات المخيم الباقية فينا ببقاء اللجوء
لكن اليوم وبعد أن هجر الشباب الأرض ليس مخافة على العرض ولا حبا في الأرض اقبل الأرض تحت نعليك جدي والعن معشر الشباب , كان حوارا غير متوازن وغير متكافئ , كان قلبي من يحاوره وعقله هو من يحاورني , كان الدمع يذرف من عينيه كطفل أضاع شيء عزيزا على قلبه , وفي نهاية الحوار ابتسامة مليئة بالحكايات , ففي المخيم ترتسم الابتسامات وتذرف الدموع يا من ذرفتم الدموع على معشوقة كانت سببا في الضياع , في المخيم كل القلوب متعبة وقلبي حياة في المخيم كل القلوب ألم و قلبي امل , في المخيم كل القلوب والعقول تتناسي , وأنا قلبي ذكرى دوما سيبقى يدق عالم النسيان , فقضيتي خلقت من رحم الذكريات ومن بحر الآلام , وفي بيت الطابون الذي ما زلت اشتم ريحه في من بقى يحافظ على هويته , في المخيم بقى من بقى ورحل من رحل , وفي المخيم كنت وما زلت اتلمس ثورة , لكنها بالتأكيد لم تكن ثورة على الذات , فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة , ما زالت تخترق الى مسامعي كلمات درويش وقاسم , ما يستحق الحياة هي ذكريات المخيم الباقية فينا ببقاء اللجوء