الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العراق ... ما بعد داعش الحلقة الأولى / الجانب العسكري بقلم:بهاء النجار

تاريخ النشر : 2014-10-01
العراق ... ما بعد داعش الحلقة الأولى / الجانب العسكري
بهاء النجار
 
اتفقت أكثر من 50 دولة بقيادة الولايات المتحدة على شن هجوم كاسح على داعش في العراق وسوريا للقضاء عليها وعلى كل تجمع إرهابي مثل جبهة النصرة التي تمثل القاعدة في سوريا ، وربما يمتد هجوم هذا التحالف الى مجاميع إرهابية في دول متفرقة مثل أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية ، ويعكس تشكيل هذا التحالف الرغبة الدولية للقضاء على تلك العصابات الإرهابية لما لها من خطر على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن باقي مناطق العالم ، وقد عقد مجلس الأمن الدولي قبل أيام - عشية انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة - اجتماعاً بحضور قادة الدول أعضاء المجلس وبرئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمناقشة تجنيد الأجانب في المجاميع الإرهابية ، وهذا الاجتماع هو السادس من نوعه طيلة السبعين سنة من عمر مجلس الأمن مما يعكس حجم ما تريده دول المجلس الذين يمثلون بشكل ما دول التحالف الدولي لمحاربة داعش .
وجاء ذلك على الرغم من أن الانتخابات التشريعية على الأبواب وأن الموقف المعلن للديمقراطيين هو رفض التدخل العسكري في العراق وانتقادهم لسياسة بوش الابن وتهوره في دخوله للعراق الذي راح ضحيته آلاف الجنود الأمريكان بين قتيل ومعاق ، فضلاً عن السمعة السيئة التي لحقت بالولايات المتحدة نتيجة ما صدر منها من خروقات لحقوق الإنسان والفضائح المالية أيام بريمر وغيرها من نتائج جناها الأمريكان بلا داعي  . كما جاء هذا التحالف الدولي على الرغم من أن البريطانيين انسحبوا هاربين من حرب اسقاط نظام صدام بعد أن كانت الشريك الأساسي للولايات المتحدة في تلك الحرب بسبب ما تكبدته قواتهم من خسائر بشرية ومادية دفعت الرأي العام البريطاني الى الضغط على حكومته لسحب قواتها من العراق ، ومع هذا فإن بريطانيا مصرٌّة على المشاركة في التحالف لتوجيه ضربة لمقرات داعش في العراق وسوريا وربما يضطروا الى التدخل البري إضافة الى التدخل الجوي والاستخباري .
ولكن هذا الاستعداد الدولي قوبل بردة فعل معارضة من قبل أوساط عراقية سياسية ودينية تبين مدى تخوف الجانب العراقي من الحملات العسكرية الدولية والتي تعتبر الثالثة خلال ثلاثة عقود رغم ما عانى منه العراقيون من تصرفات هوجاء من قبل العصابات الداعشية ، فقد اعتبر بعض القادة السياسيين والدينيين في العراق أن هذا التحالف مرحب به بشرط أن لا يمس بالسيادة العراقية ، مما يعني أن السيادة العراقية معرضة للخطر لأن العراق في الوقت الحالي دولة ضعيفة وتقابل تعطشاً دولياً للقضاء على داعش ، وقد لا تصمد السيادة العراقية مقابل ذلك الحشد الدولي إلا بوقفة شجاعة من لدن أصحاب القرار العراقي .
إن وجود قوات أجنبية - أمريكية أم غير أمريكية - على أرض العراق وفي سمائه سيثير حفيظة بعض الفصائل المسلحة الشيعية التي عُرِف تاريخها بمقاومة القوات الأمريكية بعد 2003 مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها ، وبغض النظر عن نوايا تلك الفصائل وأجنداتها فإن دخول قوات أجنبية في مناطق ساخنة تكتظ بالعناصر المسلحة المناهضة لداعش والتي تحاول طردها من العراق ستجعل تلك الفصائل التي واجهت الأمريكان سابقاً في موضع محرج ، فإما أن تغض الطرف عن ذلك التواجد وعندها ستفقد سمعتها التي بنيت على أساس مبدأي وهو مقاومة المحتل ، وإما أن تواجه القوات الأجنبية وبالتالي سيوقعها في مأزق مواجهة عدوين ضروسين مختلفين في الآلية والأيديولوجية والغاية .
وبغض النظر عن موقف الفصائل المسلحة الذي ستتخذه فإن القوات الأجنبية ستنظر إليها كقوات غير رسمية وبالتالي فقوات التحالف غير ملزمة معها بأي اتفاق سواء كان رسمي أو اخلاقي ، بل إن قوات التحالف قد تضرب القوات العسكرية العراقية الرسمية إذا وجدتها معرقلة لخططها ، وربما يستغل التحالف - وخصوصاً الأمريكان - هذه الذريعة لتصفية حساباتها مع تلك الفصائل التي شوّهت صورتها أمام الرأي العام لشعبها ووضعتها في موقف لا يُحسد عليه ، وضرب تلك الفصائل سيفتح الباب على مصراعيه لتدخل إيران - الداعم الرئيسي لتلك الفصائل - في العراق عسكرياً أو استخبارياً أو كليهما لإسناد أذرعها العسكرية - خصوصاً العصائب والكتائب - في مواجهة الخطر المزدوج المتمثل بقوات التحالف وعصابات داعش ، خاصة وأن إيران صرّحت الى أنها ستضرب داعش إذا اقتربت من حدودها وقد يكون ذلك تلميحاً لدخول القوات الإيرانية والحرس الثوري في أي لحظة يراها الإيرانيون مناسبة للمحافظة على مصالحها .
وبهذا السيناريو سيعود التاريخ من جديد لما قبل خروج القوات الأمريكية عام 2011 ودخول مرحلة المقاومة وتنفيذ أجندات خارجية على حساب مستقبل العراق ومستقبل أبنائه ، ولكن هذه المرة بدل أن تتحمل الولايات المتحدة لوحدها المسؤولية سيشترك المجتمع الدولي في المسؤولية وبالتالي فإن أي عناصر مسلحة خارج إطار الحكومة العراقية ستُضرب بدون تردد وقد تستغل قوات التحالف وجود هذه الفصائل المسلحة - وخصوصاً الشيعية - في أرض المعركة للقضاء عليها وتأجيج العداء ضد إيران ومن ثم الانتقال الى مرحلة جديدة من مراحل التحول السياسي والأمني في العراق بطريقة تخدم الديمقراطيين أمام الرأي العام الأمريكي بحيث لا تؤثر على أصواتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة والتي يفترض أن تجرى في الرابع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2014 ، فالأمريكان - وبالخصوص الديمقراطيين - بحاجة الى إنجاز وتحقيق أهداف مهمة وسريعة وبأقل الخسائر كي يقنعوا ناخبيهم أن تدخلهم العسكري كان مناسباً وامتاز بالحكمة .
يمكن الاستنتاج أن أول المستهدفين بعد داعش من قبل التحالف الدولي هو الفصائل الشيعية المسلحة بضمنها عناصر الحشد الشعبي الذين لبّوا نداء المرجعيات بحجة أنهم قوات غير نظامية ، لذا فلا بد من الالتفات الى هذه النقطة والتفاعل معها بجدية .

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف