الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا لا نبكي جميعاً؟..بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2014-10-01
لماذا لا نبكي جميعاً؟..بقلم:فاطمة المزروعي
آلمني أن أشاهد امرأة تنهر طفلها وتحثه على عدم البكاء، وهي تقول له بعصيبة وجدية بالغة إن الرجل لا يبكي، وذاك الطفل يتمتم ويسمح بمعصمه دموعه، لقد أشفقت عليه ولكنني أيضاً أشفقت كثيراً على تلك المرأة التي تحاول أن تلقن طفلها قيمة حياتية وتعلمه درساً بليغاً من دروس الحياة فتحرمه دون أن تشعر فضيلة عظيمة وهي قيمة النبلاء والعظماء على مر التاريخ، وهي التعبير عن حالة الحزن بالدموع.
لقد أحزنني مفهومها الضيق لغريزة إنسانية موجودة في أفئدتنا وهي التعبير عن الحزن بالدموع. لكن لماذا نلوم هذه المرأة وما تقوله وما تمارسه لا يعدو أن يكون صدى لما يتم تداوله وترديده وما فتحنا أعيننا عليه وهو أن الرجال أقوياء لا يبكون.
وغني عن القول إن هذه المفاهيم دخيلة على الطبيعة الإنسانية بل هي تتنافى مع الفطرة ومع سياق البشرية وما تعارفت عليه، فمن هو الإنسان الذي لا يحزن ولا يبكي ولا تهطل دموعه؟ إن أولئك الذين يؤكدون ويرفضون رؤية الدموع يبتعدون عن الفطرة الإنسانية السوية بل يبتعدون عن الهدي النبوي الشريف عندما قال صلى الله عليه وسلم إثر وفاة طفله إبراهيم:«إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون..».
فأين نحن من هذه القيمة والهدي النبوي الشريف، العين لتدمع، والقلب ليحزن، فهل هناك كتم للمشاعر وقتل للأحاسيس؟ كلا لقد كانت المشاعر جياشة تم تركها للتعبير العفوي مع الصبر والاحتساب، نحن بحاجة ماسة لتعديل بعض ما تم توارثه مثل رفض البكاء حتى على الأطفال الصغار، ومحاولة تعويدهم وتدريبهم على القسوة. كم يحزنني أن تجير مشاعر الحزن وهطول الدموع للنساء فقط حتى باتت صفة دونية يقصد منها التقليل من قيمة المرأة وأنها سريعة البكاء والتأثر، وهذا إن كان في جانب منه صحيح فإنها ليست صفة نقص أو عيب بل هي صفة قلب رقيق وحنون ينبض بالمحبة والسلام والوئام، قلب يتأثر بالأحداث وما يقع، وليس كالصخر لا إحساس ولا حياة فيه.
ولعلي أختم بالأبيات الشعرية الشهيرة لابن الرومي وقد كتبها عند وفاة ولده فقال:
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
نعم البكاء لن يعيد من مات، ولكنه قد يشفي القلب وزفراته لأن فيه تنفيساً وتطهيراً وتنقية للروح والعقل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف