الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاضطراب النفسي - ما بعد الصدمة - وتأثيره (السياسي) المدمر على الفرد العراقي بقلم:طلال الربيعي

تاريخ النشر : 2014-09-29
الاضطراب النفسي - ما بعد الصدمة - وتأثيره (السياسي) المدمر على الفرد العراقي

طلال الربيعي

     لا توجد احصائيات دقيقة عن حجم الدمار البشري الذي تعرض له العراق في سنوات بعد الاحتلال. ولكن احصائيات تقريبية تعطينا فكرة لا بأس بها عن حجم هذا الدمار الناتح عن الحرب والارهاب (4-1). فالاحصائيات التي اجرتها جهات مختلفة تضع حجم الخسائر البشرية منذ 2003 ما بين 60000 الى 600000, واغلب الاحصائيات تتحدث عن عدد يتراوح 170000-110000, نصفهم تقريبا من المدنيين.
اما بصدد المعتقلين من قبل قوات الاحتلال ,فان ثلثي المعتقلين البالغ عددهم 26،000 شخص كانوا أبرياء - تواجدوا قي المكان او الوقت الخاطئ - وهم من والفقراء واليائسين الذين عملوا مع الجماعات المتمردة لاسباب مالية، وليس بسبب الالتزام الإيديولوجي. لهذا أراد الجيش اطلاق سراح الآلاف منهم، ولكن لم يعرفوا من كان البرئ من غيره. كانوا يعرفون فقط أن الاعتقال والاستجواب جعلت حتى الأبرياء غاضبون بشكل خطير. فتدفق الغضب وصولا الى العائلة، والأصدقاء، والجيران، والمعارف (5) .
الامور تصبح اكثر ضبابية بما لا يقاس عند التحدث عن عدد المصابين بجروح, نوعية الاصابة, حجم العائق الجسمي والنفسي, اضافة الى نوعية العلاج والتأهيل النفسي والجسمي للافراد المصابين وعوائلهم, او نوعية المعونات المالية وخلافها التي يحصلون عليها في حالة اعاقتهم جزئيا او كليا. كما لا تتوفر معلومات, حسب علمي, حتى بالحد الادنى, عن مقدار ما تخصصه الميزانية العراقية سنويا من اجل معالجة الاعاقات الناتجة او لتأهيل المصابين. بالطبع فان الاصابات الناتجة عن الحروب والارهاب يمكن ان تؤدي الى اعاقات جسدية او نفسية او كلاهما معا باشكال ودرجات مختلفة ومتباينة. فمثلا الاصابة التي تؤدي الى العمى او الشلل, يمكن ان تقترن ايضا باضطراب نفسي يسمى "اضطراب ما بعد الصدمة" Post traumatic Stress Disorder او اختصارا "PTSD". المقالة هذه تركز فقط على هذا الاضطراب النفسي في العراق, رغم ان ظروف بعض بلدان المنطقة تجعل المقاربة متشابهة بعض الشيئ
ولكن المعضلة الكبيرة التي يواحهها اي باحث في دراسة هذا الاضطراب في العراق هي عدم وجود معلومات حتى بحدها الادنى من حيث حجم انتشار الاضطراب وتفاوته بين الرجال والنساء والاطفال وطرق تشخيصه ومعالجته. فقد استخدمت شخصيا مصادر الانترنيت, ومنها مصادر معتمدة ذات مصداقية عالية في الطب النفسي مثل Medscape Psychiatry, والذي يعتبر مصدر فائق الأهمية لاي باحث في الطب النفسي, فلم اعثر على اية اشارة من قريب او بعيد الى هذا الاضطراب في العراق. يعكس هذا بالطبع اهمالا مريعا من جانب الحكومة العراقية وتوجهاتها في ادارة سياسة البحوت في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية العراقية بالضد من تقصي الحقائق واشاعتها من اجل وضع الحلول الناجعة للمشاكل الناجمة. ولكنه يعكس في نفس الوقت ايضا عدم وجود اهتمام جدي من قبل مؤسسات المجتمع المدني بهذا الامر او امور مشابهة واختصار فعاليات الاغلبية الساحقة منها على شعارات عمومية من اجل الحصول على تمويل مالي ذي فائدة تفتصر على المنظمة وافرادها, بدلا من توظيف نفسها في خدمة المجتمع ومعرفة احتياجاته ومشاكله بشكل احصائي وعلمي دقيق. ان هذا تقصير بالغ الخطورة من قبل الحكومة العراقية ومؤسسات المجتمع المدني الذي ينبغي الالتفات اليه ومعالجته باسرع وقت, والاستعانة بالخبرات الاجنبية ان اقتضت الضرورة. لربما ينبغي التنويه ايضا انه بسبب ضعف او انعدام الوعي بهذا الاضطراب ومضاعفاته وتأثيره البالغ على الفرد والاسرة والمجتمع, لم تدرج اية قائمة انتخابية في برنامجها الضرورة الماسة لمعالجة ضحايا هذا الاضطراب واهمية تأهيلهم.
وعلى العكس من العراق, فان مصادر الانترتيت ممتلأة بعشرات من البحوث او اكثر عن انتشار هذا الاضطراب في جنود الاحتلال واساليب معالجته وتأهيل المصابين. فعدد المصابين بهذا الاضطراب يقدر ب 7.7 مليون شخص لمختلف الاسباب في الولايلات المتحدة. كما أصدرت وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة تقريرا جديدا عن اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يبين انه ما يقرب من %30 من المحاربين القدامى في العراق وأفغانستان, البالغ عددهم 834،463, تم معالجتهم في المستشفيات والعيادات بسبب اضطراب ما بعد الصدمة. هذا حمل البعض على التحدث عن وباء متزايد لاضطراب ما بعد الصدمة لدى محاربي الولايات المتحدة (6).
ان التفاوت الفاقع للعين بين وجود العدد الكبير من البحوث في هذا الاضطراب في البلد المحتل, الولايات المتحدة, والبلد الذي تم احتلاله, العراق, يعكس ببلاغة منقطعة النظير ما اشار اليه الطبيب النفسي, ومنظر البحوث النيوكولينالية, الذي شارك في حرب التحرير الجزائرية في منتصف القرن الماضي, فرانتز فانون, بان النيوكولونيالية لا تعتبر الآخرين بشرا فتجردهم من انسانيتهم وتنفي اي وجود لنفس Self, لديهم يمكن لها ان تعطب او تصاب بالاذى (7) . انه ايضا اجراء دفاعي نفسي من جانب المعتدي, فمن الاسهل قتل او ارهاب شخص ما عندما يسود الاعتقاد بان الضحية لا نفس له وبذلك فهو لا يتألم او يتعذب. اي ان "الآخر" هو, بتعريف النيوكولونيالية, ميت, فلا يمكن التحدث عن قتل شخص ميت اصلا.
الوسيلة الدفاعية الاخرى للمحتل هي "شيطنة" الآخر واعتبار المعركة كمعركة بين الخير والشر. والآخر هو الشر دائما. وهذا ما قصده بالضبط بوش الابن بعد احداث نيويورك 9/11, عندما اعلن "من ليس معنا فهو ضدنا!". وحكامنا, ببغاوات المحتل, كرئيس الوزراء نوري الماكي, يعلن ان حربه ضد سكان المناطق الغربية في العراق هي حرب الحسين مع يزيد. ان المالكي يثبت بهذا بانه تلميذ نجيب لسيده او (بالأحرى "لأمامه الثالث عشر") جورج دبليو بوش وسياساته. ولم لا؟ فاللوحة الموضوعة امام المتحف الذي يحمل اسمه في دالاس تقول "العقيدة تغيير الحياة. اعرف ذلك بفسي لانها غيرت حياتي" (8). ولكن بوش يصمت صمت مئات الآلاف من القبور التى سببتها قواته في العراق, فلا يبوح لنا بتأثير عقيدته على حياة العراقييين. او لربما ان العراقيين لا ارواح لهم في حسبانه.
----------------------
لا شك ان العديد قد سمع من خلال وسائل الاعلام او غيرها عن اضطراب ما بعد الصدمة ولديه بعض المعرفة عن طبيعة هذا الاضطراب واسبابه. ولكن من اجل تعميم الفائدة اسرد ادناه بعض المعلومات عن هذا الاضطراب واسبابه وطرق علاجه بشكل عام واهمية التركيز على الجوانب الحضارية والمجتمعية عند تشخيص هذا الاضطراب او معالجته.
الفقرة ما قبل الاخيرة من المقالة تتناول كيفية تأثير هذا الاضطراب بمفرده, او عند استفحاله وتحوله الى مرض الكآبة او القلق المزمن, في كبح التفكير واشاعة مشاعر اللامبالاة واليأس وفقدان الامل في التغيير, مما يحمل الاشخاص المصابين, وبدرجات واشكال مختلفة لا يستطيع تشخيصها غير الشخص المؤهل حرفيا, اكثر عرضة لتقبل الافكار الغيبية او الميتافيزيقية التي تقدم حلولا مبسطة ومبتسرة لامور الحياة, والتي تصب في نهاية المطاف في خدمة التوجهات الطائفية او العشائرية او تلك التي تمجد الفرد, بغض النظر عن الايديولوجية المزعومة, كاجراء غير فعال لمعالجة, لا شعورية, للقلق او الأكتآب. ان معالجة لاشعورية كهذه قد تكون تتيجة لامتناع الشخص, وخصوصا الرجال منهم, عن التعبير عن اضطرابهم, او بعدم بحثهم عن علاج, بسبب الخجل او العار السائد اجتماعيا المرتبط بالمرض النفسي, او بسبب عدم امتلاك الشخص, وخصوصا الطفل, لأبجدية عاطفية كافية للتعرف على مشاعره وصياغتها في كلمات. فمدارسنا ومعاهدنا تزود طلابها بمعارف اكاديمية الى حد ما, ولكنها قاصرة تماما في تقديم معارف عاطفية او شعورية (درس الدين مثلا هو تلقيني ومجرد من اي محتوى اخلاقي اجتماعي مفيد. فلا توجد بحوث ميدانية او نظرية, حسب علمي, تؤكد بوجود او عدم وجود هذا المحتوى, وهي مسألة تستحق النظر ولربما تستدعي تغيير المنهج واعتماده مفردات جديدة ذات اهداف اجتماعية عامة مشتركة تحث على التساؤول والتعاضد وتبتعد عن التقديس والتلقين).
الفقرة الاخيرة تتناول العلاج سياسيا او جانبا منه.
-------------
البعض من المصابين يعبر عن مشاعره من خلال اعراض جسمية مختلفة (وهي خاصية حضارية في العراق و في ما يسمى بالدول النامية) فيترددون على العديد من الاطباء الجسمانيين ويخضعون للعديد من الفحوصات المكلفة ماديا والمرهقة نفسيا, ولكن بدون جدوى. ان احد جوانب المشكلة الكبري هو ضعف الخدمات النفسية في العراق. ففي بلد يبلغ تعداد سكانه ما يقارب ال 33 مليون نسمة فان عدد الاطباء النفسيين, حسب تقديرات الكاتبة ليلى فاضل في الواشنطن بوست (9), لا يتجاوز 100 طبيب نفسي رغم انتشار الامراض النفسية في العراق كالوباء, حيث يتزايد عدد المرضى النفسيين بنسبة 10% سنويا, مما يحمل العديد من المرضى على معالجة انفسهم بانفسهم والبعض منهم يلجأ الى استخدام عقاقير غير مرخصة لهذا الغرض ومسببة للادمان مثل عقار Artan. هذا في حين ان تعليمات منظمة الصحة العالمية تقضي بوجود 2 طبيب نفسي لكل 100000 نسمة. هذا يعني ان العراق في حاجة الى ما يقرب 500 طبيب نفسي اضافي, اضافة الى اعداد مماثلة او اكثر من المعالجين والحرفيين الآخرين في مجال الصحة النفسية.
----------
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD )؟
عندما نكون في خطر, فمن الطبيعي أن نشعر بالخوف. هذا الخوف يؤدي الى العديد من التغييرات في جزء من الثانية في الجسم للتحضير للدفاع ضد الخطر أو لتجنب ذلك. هذا "الدفاع أو الهرب" هو رد فعل سليم يهدف إلى حماية الشخص من الأذى. ولكن في اضطراب ما بعد الصدمة، يتم تغيير هذا التفاعل. فالأشخاص الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة يشعرون بالتوتر أو الخوف حتى عندما يختفي الخطر.
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد محنة مرعبة من الأذى الجسدي او النفسي, مثل الهجمات الإرهابية, الموت المفاجئ لأحد أفراد الأسرة, الاغتصاب والخطف, واهمال الطفل, الكوارث الطبيعية او اي صدمة تشعر الضحية بالعجز وعدم القدرة على تغيير مسار الامور (12-10). والاضطراب يمكن ان يشمل الشخص نفسه المتعرض مباشرة للصدمة، كما يمكن ان يشمل احد أفراد أسرة الشخص, اضافة الى الشخص المعايش للصدمة من الاحباء أو الغرباء.
اعراض الاضطراب
الأعراض الاكثر شيوعا التي يعاني منها أولئك الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة أو رد فعل لصدمة تتضمن ما يلي: الأفكار المؤلمة غير المرغوب فيها او الدخيلة أو استرجاع لا ارادي لصورة الحدث؛ كوابيس؛ استجابات عاطفية قوية عند التذكير بالصدمة (على سبيل المثال، الشعور بالإرهاق في جميع أنحاء الجسم عند مشاهدة شخص مشابه لشكل الشخص ألذي اعتدى عليهم), ذكريات اقتحامية وشديدة بان الحدث يحدث مرة أخرى. وتشمل الأعراض الأخرى المتكررة مشاكلا في النوم، صعوبة في التركيز، زيادة الغضب، الشعور المستمر في حالة تأهب لخطر داهم، الشعور بالخدر أو بوجود صعوبات في الاتصال العاطفي. يتجنب الشخص المصاب عادة اي تذكير بهذا الحدث، بما في ذلك الناس والأماكن, وينسحب اجتماعيا ويقاطع الآخرين. كما قد تتولد مستويات من الحزن والشعور بالذنب لمن يعيشون في حين يشهدون موت الآخرين. يمكن ان يحدث الاضطراب في كل الاعمار, ويتتشر في النساء اكثر من الرجال. يصاحب الاضطراب احيانا عديدة اعراض القلق والكآبة, كما انه يمكن ان يؤدي الى الادمان على الكحول والعقاقير المنشطة والمخدرات. كما ان الاضطراب يمكن ان يؤدي ايضا الى فقدان الامل والكآبة والقلق المزمن.

العلاج
يشفى نصف المصابين من اعراض الاصابة خلال سنة واحدة بدون اي علاج نفسي اذا كلتت الظروف مواتية. العلاج يبدأ بما يسمى عادة "الإسعافات الأولية النفسية" التي تتضمن الاصغاء الى مشاعر الضحية بدون قسر او اكراه, وتحديد الاحتياجات الرئيسية للضحية, وتشجيع الآخرين على تقديم المساعدة الممكنة, وحمايته من التعرض لمزيد من الضرر, وتجنب استخدام واسع لعقارات البنزوديازيبين بسبب خطر الادمان.
يحبذ مراجعة الطبيب النفسي اذا استمرت أعراض الصدمة لفترة أطول من ستة أشهر. العلاج يتم باستخدام العقاقير او العلاج النفسي او كلاهما معا في نفس الوقت او في اوقات متعاقبة. العقاقير المستخدمة هي عادة العقاقير المضادة للكآبة من فصيلة SSRI.
اظهرت البحوث فعالية العلاج المعرفي السلوكيCBT و كذلك (حركة العينين المعالجة) EMDR في معالجة الصدمات النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة. يهدف العلاج النفسي الى الحد من أعراض الصدمة عن طريق مساعدة المتألم بتجربة الذكريات المؤلمة بطريقة أقل ازعاجا او ايلاما. فالعديد من المصابين يشعرون أنهم "مجمدون" في سجن المشاعر المصاحبة للصدمة. لذا يهدف لعلاج للمساعدة في كسر الجمود الذي يعتري الذكريات ومساعدة الشخص في تصور الذكريات بطريقة مختلفة تؤدي إلى جعل الافكار الدخيلة أقل تكرارا. تساعد CBT المصابين على تخفيف مشاعر الالم والشروع في إعادة بناء حياتهم عن طريق الحد من التهرب. استخدم CBT في معالجة ضحايا نظام بينوشيت في تشيلي بفعالية عالية. كما ان هنالك كتب المساعدة الذاتية للتغلب على الصدمة مثل كتاب Overcoming Traumatic Stress من قبل هربرت و يتمور (13).
---------------
الانتروبي والدماغ واضطراب ما بعد الصدمة
قد يسبب الاضطراب, كما ذكر اعلاه, اعراض الكآبة ومشاعر اليأس والعجز لدى المصاب التي قد تستفحل لاحقا وتتحول الى امراض الكآبة او القلق الحاد او المزمن, حيث تشتد فيها الاعراض وتتفاقم عندها مشاعر العجز وففقدان القدرات الذهنية, كالقدرة على التفكير السوي والتعامل مع المعلومات والتخطيط للمستقبل كما تثبت ذلك الاختبارات النفسية-العصبية و المقترنة بتغييرات في تركيبة الدماغ, كما تظهر ذلك الصور الشعاعية للدماغ باستخدام فحوص CT او MRT. ان الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة يعمل لاشعوريا (وهذه نقطة مهمة لتجنب اسداء اللوم للشخص المصاب واشعاره غير المبرر بتاتا بالذنب), وان انخفاض القدرات الذهنية المرافقة لاعراض الاضطراب او عند حصول مضاعفات وتطوره الى مرض الكآبة, ونتائجه على سلوك الفرد وتفكيره, هي مشابهة, وان كانت الآليات مختلفة, لفعل الطائفية والعشائرية, التي تعمل هي بدورها ايضا بشكل لاشعوري, الى حد كبير, ويجري انعاشها بحقن سياسية, بتقليلها لقدرة الشخص على التفكير السوي او الخلاق وابتكار حلول مختلفة.
فمن وجهة نظرية المعلومات, التي ابتكرها كلود شانون في مؤلفه الكلاسيكي
The Mathematical Theory of Communication
Shannon and Weaver, 1949
فلتقدير تأثير الاضطراب النفسي على عمل الدماغ, فانه يمكن القول ان اضطراب ما بعد الصدمة, للاسباب اعلاه, حاله حال الافكار الغيبية والمبتسرة, يؤدي الى التقليل من حجم الشك او الى المزيد من اليقين وبالتالي الى انخفاض القدرة على مراجعة الافكار السائدة وتناولها بالنقد والتمحيص.
يعتبر باتيسون رائد النظرية المعروفة في الطب النفسي ب "الرسالة المشوشة" (بكسر الواو) Double-bind theory, (وفحواها ان الام توجه رسالة لفظية لطفلها تناقضها في نفس الوقت تعابير وجهها او حركات جسمها, كأن تقول للطفل "اقترب مني", ولكنها بتعابير وجهها او حركة جسمها توحي له بالنقيض, اي بالابتعاد عنها. الرسالة المتناقضة تحيير الطفل وتشوش تفكيره لعدم معرفته اي رسالة يصدق او يتبع, اللفظية ام تلك التي توحيها تعابير جسمها. تعتبر الرسالة المشوشة احدى نظريات الطب النفسي الشهيرة لتفسير الاصابة بالمرض النفسي الخطير انفصام الشخصية او الشيزوفرينيا, اثناء الطفولة وغالبا عند البلوغ).
ولكن هذا النوع من الرسالة يمكن استخدامه علاجيا في نوع من العلاج النفسي المسمى Neuro-Linguistic Programming الذي يعتمد على مفاهيم علم التواصل ل باتيسون و علم لغويات تشوميسكي (14).
يعتقد باتيسون بانه لا شيئ يمكن خلقه بدون الفوضى او العشوائية (15). وهذا يتفق مع استخدام فرويد للتداعي الحر في التحليل النفسي.
دعى ليوتار إلى شن حرب ضد الشمولية من خلال استخدام علوم ما بعد الحداثة (فيزياء الكم، نظرية الفوضى الرياضية، نظرية الكارثة الرياضية ومنطق غودل Goedel الرياضي) (17-16). في هذا الصدد يذكّرنا ميلوفانوفيتش (18) بأن نظرية الفوضى الرياضية منسجمة مع الأفكار الأكثر تقدمية وإنها لقادرة على إعطاء تفسيرات مقنعة لعديد من العمليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
الانتروبي هو مقياس الفوضى او تعدد الاحتمالات (19), فلو قارنا منشورا يتألف من صفحتين مع كتاب ضخم, فأن فالانتروبي يعني عدد الاسئلة من نعم او لا التي تكفي لتحديد محتوى صفحة ما, مثل عدد الاسئلة التي نحتاجها كمعدل لتخمين الاجابة الصحيحة بخصوص الصفحة التي تحمل اسم المؤلف, ففي كتيب من صفحتين فاننا نحتاج الى سؤال واحد للحصول على الاجابة الصحيحة. اما في كتاب ضخم تبلغ صفحاته 1024, فالوصول الى التخمين الصحيح نحتاج كمعدل الى 10 اسئلة. اما اذا كان الكتاب يتكون من صفحة واحدة، فإننا لن نحتاج حتى إلى طرح اسئلة لتخمين الجواب.
اي ان قيمة الاتتروبي في الامثلة اعلاه ستكون,على التوالي: واحد bit, عشرة bits, صفر bit.
اي ان عدد صفحات الكتاب, يمكن ان يزيد الاحتمالات او المعلومات. اما اقتصار الخيارات على نص مقدس, ديني او دنيوي, فيقلل من قيمة الانتروبي وعموم المعلومات, وقد يؤدي الى انتشار الافكار الغيبية واضمحلال الافكار العلمية ومناهج البحث الخاصة بها التي تعتمد على الانفتاح والتساؤول التمحيص والتدقيق. كما يحدث ذلك مثلا في العراق حاليا تحت غطاء لا يخفي المستور من حكم الاسلام السياسي.فيمكن تشبيه النص المقدس, من وجهة نظر نظرية المعلومات, بمصدر يولد دائما سلسلة طويلة من "ب", ولذلك يكون هنا الانتروبي صفرا لأن الحرف التالي سوف يكون دائما ب .
---------------
اساءة استخدام العلم من قبل الولايات المتحدة
كذبت الادارة الامريكية واساءت استخدام العلم بشكل مقرف عندما ادعت انها تشجع الفوضى الخلاقة عند غزوها العراق, بدلالة ان غزوها للعراق ادى الى نظام محاصصي طائفي واثني معاد لاي ابداع وفكر مغاير وخلاق. والامر الآخر, الذي لا يقل اهمية, هو ان الادارة الامريكية وضعت, على يد القانوني "نوح فيلدمان" (20) الدستور العراقي الذي وضعت توقيعه عليه اياد عراقية. فقد نص الدستور على ان الاسلام هو مصدر للدستور, باعتبار, كما يدعي نوح فيلدمان, بامكانية "اقامة نُـظم حُـكم ديمقراطية تُـحافظ على القِـيم الإسلامية من خلال الشريعة" (21). ان دستورا كهذا قد اثبت بكل جلاء على ارض الواقع بكونه أداة فعالة في الفوضى المدمرة, وليس الفوضى الخلاقة. للتوصيف الحق لهذه الفوضى "الخلاقة" يمكن ان نستعير قول الشاعر الكبير بابلو نيرودا "تعالوا شاهدوا الدماء في الشوارع".
كما ان عنجهية الامبراطورية الامريكية قد تفاقمت وتمادت باعتقادها بقدرتها على تعطيل قوانين علم النفس من خلال جهازها العسكري الهائل والحيل النفسية التي تعلمها لمحاربيها قبل واثناء الحرب. لقد اعتقدت الادارة الامريكية بانها تستطيع تفادي قوانين علم النفس, عندما وجهت محاربيها بان يسلكوا ك Fucking Killing Machines
في معاملتهم للعراقيين المعارضيين والمشكوك بهم وبأقرباهم, اي ان واجبهم الاول والاخير هو القتل وبدون الاحساس بادنى قدر من المشاعر تجاه الضحية. ولكن الرواية الحربية الطيور الصفراء" The Yellow Birds من تأليف Kevin Powers الصادرة حديثا والتي لقت صدى عالميا واسع النطاق, توفر دليلا دامغا على الانتصار الساحق لقوانين علم النفس دوما وابدا حتى على اعتى امبراطورية شهدها التاريخ البشري قاطبة. ففي هذه الرواية التي يروي احداثها جندي اميريكي بسيط في منطقة تلعفر, يقول هذا الجندي, , البطل او بالاحرى تقيضه Anti-Hero, بارتل:
""كنت قبل معركة اخوضها (في العراق) اشعر بان ساقي تفقد القدرة على
حملي وان اطراف اصابعي تتيبس. كنت ارتعد خوفا (في احدى المعارك)
وعيناي ممتلأتان بالدموع من شدة البكاء, وتبولت على نفسي...ولشدة خوفي تغوطت في ىسروالي" (22).

يوصي ساوث هادلي (23) الرئيس الامريكي والكونغرس والمجمع الصناعي العسكري بأكمله بقراءة رواية "الطيور الصفراء". ويضيف بان هذه الرواية "تصف في لغة غنائية كثيفة عنف وعبث الحرب. ففيها زج الشبان الصغار في معركة لأول مرة في العراق، وهو بلد لا يعرفون سوى القليل عنه وعن ناسه. وبالنسبة لأولئك المحظوظين بما فيه الكفاية للعودة إلى ديارهم، فالحرب تأتي معهم وحتى تؤثر على أسرهم. لقد كشف الكاتب بصدق بليغ ولكنه مؤلم التكاليف الخفية للحرب الامريكية. ولذا ينبغي ان تضم "الطيور الصفراء" الى كلاسيكيات روايات الحرب الكلاسيكية".
بارتل, لكونه انسانا "غير ملوثا" نسبيا, سلك سلوكا انسانيا, ولم يستطع الانصياع لتوجيهات قيادته بان يمسخوه الى Fucking Killing .Machine
لقد رجع العديد من هؤلاء المحاربين الى بلادهم تلاحقهم اشباح ذكريات بشعة و ظلوا يعانون من ندوب نفسية لا تندمل بسهولة, واهمال من جانب السلطة وضعف العناية الصحية. لقد رجعوا ليأكدوا, سواء شائوا ام ابوا, بانتصار قوانين علم النفس من جديد, القوانين التي زعمت ادارتهم بقدرتها على قهرها ودفنها تحث انقاض فوضاها الخلاقة.
ولكن يبدو ان الادارة الامريكية قد تناست ايضا الحكمة الرائعة والخالدة, ل كارل ساجان, بخصوص التفكير النقدي "حاول أن لا تتعلق بشكل مفرط بفرضية لمجرد انها فرضيتك" (24).
ان استخدام كلمة "Fucking" مقترنة مع اعمال العنف يدلل على ان العنف, كما في الاغتصاب الجنسي, ليس تعبيرا عن الرغبة في الجنس.انه ارهاب يرتدي رداء الجنس - فغزو الولايات المتحدة, بدون تفويض دولي, هو اغتصاب للعراق.
---------------
الدماغ والدين
يعتبر الكثير من الناس أن الدين هو وسيلة مهمة في التعامل مع التوتر وحالات الإكتئاب, كما أن العديد من الدراسات السابقة أظهرت اثار مفيدة للتدين على وظائف الدماغ. معظم هذه الدراسات كانت تركز على الاثار المباشرة للممارسات الدينية كالتأمل والصلاة وعدد قليل منها قام بتقييم اثار التدين على المدى الطويل في الدماغ.
الدراسة الحالية (25) ركزت على تأثير التدين في وظائف وحجم الدماغ , ولقد أجريت على 268 شخصا تتجاوز أعمارهم 58 عاما كانوا قد أجابوا بشكل سابق على عدة أسئلة تتعلق بمدى أهمية الدين لديهم. وهو ما جعل هذه الدراسة فريدة من نوعها بتركيزها فقط على الأشخاص المتدينين والغير متدينين.
نتائج الدراسة أظهرت أن الأشخاص الذين إعترفوا بتعرضهم لتجارب دينية غيرت من مجرى حياتهم لديهم ضمور أكبر في منطقة الحصين Hippocampus المسؤولة عن العواطف والذاكرة و الاستفادة من المعرفة والتجارب السابقة.
نتائج هذه الدراسة جاءت مفاجئة بعض الشيء, خصوصا وأن دراسات أخرى أظهرت أن التدين يحسن من الصحة النفسية.
الباحثون وضعوا فرضية بأن السبب قد يعود الى أن الأشخاص المتشددين دينيا يواجهون صعوبة في التأقلم مع المجتمع والإندماج فيه بشكل طبيعي, كما أن الشعور الدائم بالذنب والتقصير أو الخوف من العقاب السماوي يزيد من التوتر النفسي. هذه الأسباب تؤدي الى زيادة إفراز هرمون التوتر والذي بدوره يؤدي الى ضمور الحصين الدماغي.
طبعا الباحثون إعترفوا بأن هناك عوامل أخرى قد تكون أثرت على نتائج هذه الدراسة كصغر حجم العينة الدراسية أو أن يكون هؤلاء الاشخاص يعانون أساسا من قصور في الحصين مما دفعهم للتدين أو ترك الدين. ولكن في جميع الاحوال, هذه الدراسة تسلط الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين الدماغ والتدين. ان ضمور الحصين هنا مشابه تماما لما يحصل ايضا في امراض الكآبة والخرف.
---------
المعرفة السطحية والمعرفة العميقة
ان المشكلة التي يغفلها العديد هو ان الجهل وانتشار الاوهام الغيبية من الصعب جدا مقارعتها بابداء الحقائق والمعلومات. فالبعض يدعي ان وصولهم للبرلمان العراقي يهدف الى فضح الفساد وخلافه. هذا منطق خاطئ علميا. فكما يذكر David McRaney في كتابه
You Are Now Less Dumb: How to Conquer Mob Mentality, How to Buy Happiness, and All the Other Ways to Outsmart Yourself
الذي اختير كافضل كتاب في علم النفس في 2011 "انه عند البدء في اظهار الحقائق والأرقام والاثباتات والاستشهادت، فانت في الواقع تجعل الخصم يشعر أكثر رسوخا بموقفه من قبل بدء النقاش. كما انه يطابق الحماس الخاص بك، ونفس الشيء يحدث في دماغك. فتأثير نتائج عكسية يدفع كلا منكم أعمق في معتقداته الأصلية" (26), فوجود عبارة "التدخين يقتل" على علبة السجائر هي معرفة سطحية لأنها لم تمنع المئات من الملايين من الاستمرار في التدخين وموت الملايين بسبب مضاعفات التدخين. ففضح الفساد واساءة استخدام السلطة طوال السنوات الماضية لم يثن الناس عن انتخاب نفس المفسدين في العراق مع تغييرات بسيطة. وهذا يدلل على ان عرض الحقائق وكشف المعلومات, داخل البرلمان او خارجه, هو معرفة سطحية لا يؤد الى تغيير ملموس, اذا لم يصاحب ذلك عمل جماهيري واسع في الميادين والشوارع لشحن المعرفة العقلية بطاقة الشعور والعواطف التي تسطيع اختراق اللاوعي رويدا رويدا وتؤدي الى التغيير المنشود, اي بتحول المعرفة السحطية الى معرفة عميقة بتأثيرها على الجزء المختص بالعواطف والذي يسمى Limbic System المتواحد في عمق الدماغ.

الحل او جانب منه
ان هذا يتطلب ايضا من الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني وضع تشخيص ومعالجة اضطراب ما بعد الصدمة ومضاعفاته في قمة الاولويات.
اتمنى ان اكون مخطئا فعلا, ولكني اشك ان تقوم الحكومة العراقية ببذل جهود ملموسة لتشخيص, معالجة, وتأهيل المصابين باضطراب بعد الصدمة, وعددهم يتجاوز لا شك مئات الآلاف, لان وجود هذا الاضطراب يمدها بمقومات حياتها, باشاعة المحاصصة الطائفية والاثنية, كبديل عن المواطنة, واستخدام ما يمكن ان يسببه هذا الاضطراب من ارهاب بحق الآخرين كمبرر لأرهاب حكومي مضاد وقمع متزايد للحريات المدنية.
المصادر
1- Staff writer (October 23, 2010). "Iraq War Logs: What the Numbers Reveal". Iraq Body Count.
https://www.iraqbodycount.org/analysis/numbers/warlogs/
2- "Civilian deaths from violence in 2003–2011". Iraq Body Count. January 2, 2012.
https://www.iraqbodycount.org/analysis/numbers/2011/
3- Iraq: The War Logs". The Guardian
http://www.theguardian.com/world/2010/oct/22/iraq-war-logs-military-leaks
4- Carlstrom, Gregg. The Secret Iraq Files:
WikiLeaks releases secret Iraq file
http://www.aljazeera.com/secretiraqfiles/2010/10/2010102217631317837.html
5- http://www.salon.com/2012/09/10/why_i_left_the_gop/?utm_sourceْcebook&utm_medium=socialflow
6- http://www.nlm.nih.gov/medlineplus/magazine/issues/winter09/articles/winter09pg10-14.html
7- Hussein Abdilahi Bulhan. Frantz Fanon and the Psychology of Oppression: 1985. New York: Plenum
8- http://www.tripadvisor.com/LocationPhoto--dir--ectLink-g55711-d4164642-i76443145-The_George_W_Bush_Presidential_Library_and_Museum-Dallas_Texas.html#last
9- Leila Fadel. Iraq ill-equipped to cope with an epidemic of mental illness http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2010/06/17/AR2010061706034.html?sub=ARhttp://www.psychiatrictimes.com/articles/45000-more-psychiatrists-anyone-0
10- http://www.refugeehealth.ca/sites/default/files/PTSD%20-%20Arabic_2.pdf
11- http://www.christchurchpsychology.co.nz/news-and-views/post-traumatic-stress-disorder
12- http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice/translations/arabic/ptds.aspx
13- http://www.overcoming.co.uk/single.htm?ipgv74
14- Bandler, R., Grinder, J. (1981) Reframing: Neuro-Linguistic Programming and the Transformation of Meaning. Real People Press
15- Bateson, G. 1972. Steps to an Ecology of mind. New York: Ballantine.
16- Jean-François Lyotard. 1977. The Postmodern Condition: A Report on Knowledge -
17- Grant, L. H. (1998). Postmodern science and technology. In: S. Sim (Ed.), The Icon Dictionary of Postmodern Thought. London: Icon Books
18 -Milovanovic, D. (1992). Postmodern Law and Disorder. Psychoanalytic semiotics, chaos, and juridic exegeses. Liverpool: Deborah Charles
19- INFORMATION THEORY AND THE BRAIN
http://cat--dir--.loc.gov/cat--dir--/samples/cam032/98032172.pdf p. 10
20- http://www.abc.net.au/sundayprofile/stories/s1048471.htm
21- http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid48314
22. http://www.m.ahewar.org/s.asp?aidA7291&r=0&cid=0&u=&i=0&q=
23- http://www.kevincpowers.com/the_yellow_birds_114142.htm
24- http://www.brainpickings.org/index.php/2014/01/03/baloney-detection-kit-carl-sagan
25- http://www.plosone.org/article/info%3Adoi%2F10.1371%2Fjournal.pone.0017006
26- http://www.brainpickings.org/index.php/2014/05/13/backfire-effect-mcraney/
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف