الأخبار
ماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2014-09-28
في الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر !!بقلم: ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
في الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر !!
ياسين عبد الله السعدي

تحل اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لوفاة القائد العربي التاريخي، المرحوم جمال عبد الناصر، الذي كان يمثل مظلة كبرى يفيء إلى ظلها العرب أجمعون على اختلاف انتماءاتهم السياسية وولاءاتهم الحزبية؛ لأنه كان يسع الجميع بقلبه الواسع وضميره الأوسع؛ بالرغم مما كان يحدث من خلافات سياسية مع بعض الأنظمة العربية.
عندما سطع نجم جمال عبد الناصر بعد منتصف القرن الماضي، كان الوطن العربي يعيش ظلام النكبة الفلسطينية وذل الهزيمة العربية سنة 1948م أمام العصابات الصهيونية المدعومة من القوى الاستعمارية التي زرعتها ورعتها حتى أثمرت كيانا جديدا في الوسط العربي اسمه إسرائيل.
لقد عاش جمال عبد الناصر مسلسل الأحداث وشارك في معمعانها مشاركة مباشرة وجرح ضميره قبل أن يصاب بجرح في جسده خلال الحرب التي خاضها نجدة لفلسطين وفداء لها. عاش المأساة الفلسطينية والهوان العربي والمذلة التي لحقت بالعرب عموما ومصر خصوصاً لأن مصر قلب العروبة النابض وضميرها الصادق منذ أن صارت عربية خالصة تدين بالإسلام وتدافع عنه وعن العرب قائدة للأمة العربية. فكيف تلحق بها هزيمة على يد عصابات تم تجميعها من كل البقاع والأصقاع؟.
مفجر الثورة
كان ضمير عبد الناصر يتنزى غيظاً ويعتصر ألما ويمور الغضب فيه موراً. ولذلك كان قد توجه إلى من كان يثق به من (الضباط الأحرار)، كما أطلق على رفاقه الذين آزروه وشاركوه الوثبة التي غيرت وجه مصر وجعلتها تعود إلى مكانتها التي عرفت بها عبر المراحل التاريخية، منذ دخول عمرو بن العاص إلى أرض الكنانة قبل أربعة عشر قرن من الزمان.
كان قيام الثورة المصرية المجيدة في الثالث والعشرين من تموز سنة 1952م يمثل ولادة مصرية جديدة أنجبت قيادة جديدة جديرة بأن تقود الأمة كلها وتتحمل مسؤولية الدفاع عنها وتبعات ما ينتج عن هذا الدور القيادي والمكانة الريادية.
خطت الثورة، بقيادة جمال عبد الناصر، خطوات جبارة ووثبت وثبات عملاقة أذهلت العالم وأغاظت أعداء مصر والعرب. قام بتأميم قناة السويس وتحريرها من سيطرة الشركات الأجنبية وعمل بكل جد وجهد فاق كل التوقعات ببناء السد العالي الذي أمّن لمصر ريا منتظماً، بالإضافة أنه استصلح مليون فدان من الصحراء القاحلة وحولها إلى أراض زراعية خصبة ترويها مياه السد العالي.
رفع من مكانة العمال ووفر التعليم الجامعي وعمل على بناء قوة إقليمية لكي تقف في وجه المطامع الغربية والمخططات الصهيونية. لكن المؤامرات لم تدعه يكمل ما كان يطمح إليه وما كان يعمل على إنجازه.
تحالف الاستعمار القديم المتمثل بفرنسا وبريطانيا ومعهما إسرائيل في العدوان الثلاثي سنة 1956م. لكن قيادة عبد الناصر وبطولات الشعب المصري هزم المؤامرة وأفشل المخططات وجعل من مصر مركز الثقل السياسي في المنطقة، ووضعها في مكانة عليا بين دول العالم؛ فكان مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز وكان كسر احتكار السلاح وعدم الاعتراف بالواقع الذي زرعته أمريكا والغرب عموما ودعمه للشعب الفلسطيني وللشعب الجزائري والشعب اليمني، واتخذ كثيراً من المواقف الوطنية الشجاعة التي وقفها، فكان ذلك أهم العوامل التي سارعت بتنفيذ عدوان 1967م لكي تضع جمال عبد الناصر في موقف المهزوم، وبأن العرب راهنوا على قيادة فاشلة وتبعوا قائداً لا يستحق القيادة التي أعطوها له ومنحوه قلوبهم.
وقفت أمريكا من العدوان الثلاثي موقفاً يوحي بالتوازن ونصرة الشعوب؛ بينما كانت تعمل على إزاحة الاستعمار القديم لكي تحل مكانه قائدة للاستعمار الجديد المتحالف مع الصهيونية العالمية. لقد قامت إسرائيل بعدوانها سنة 1967م مدعومة بالموقف الأمريكي ومشاركة القوى الغربية التي زودت إسرائيل بكل أنواع السلاح لكي تكسر شوكة جمال عبد الناصر ولكي تقزم مكانة مصر وتقوقع عبد الناصر في وادي النيل وتحد بل وتنهي تطلعاته لبناء قوة عربية فاعلة ووحدة عربية صادقة.
كانت الحرب سنة 1967م عدواناً أمريكيا غربياً مقنعاً بقناع إسرائيلي. والدليل الواضح هو الموقف الغربي عموما والأمريكي خصوصا من القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والدعم المطلق لإسرائيل قولاً وفعلاً وتأييداً غير محدود لها حتى عندما يقف العالم كله مع عدالة الموقف الفلسطيني، كما حدث في العدوان الأخير على غزة.
عندما نشبت الفتنة في الأردن سنة 1970م قبل أربعة وأربعين سنة هب جمال عبد الناصر لكي يئدها وبذل جهوداً جبارة أنهكت جسده وأرهقت قلبه. استطاع بجهوده الحثيثة وبما له من مكانة متميزة في القلوب أن يوقف نزيف الدم وينهي الأزمة الدامية ولكن مع وقف النزيف كان قلب عبد الناصر قد توقف عن النبض ومع نهاية المأساة كانت نهاية الحياة في هذه الدنيا لجمال عبد الناصر، رحمه الله.
كنت قد زرت مصر في تموز سنة 1994م، وقمت خلال تلك المدة بزيارة ضريح القائد الذي بكت الجماهير العربية بمرارة يوم رحيله، وعندما وقفت على ضريحه كانت هذه القصيدة:
دمعة على ضريح جمال عبد الناصر !!
وَقَفْتُ عَلى ضريحِكَ في خُشوعِ *** فَفاضَتْ مِنْ مآقيها دُموعي
بكيتُ بدمعةٍ حَرّى وجاشَتْ *** لَواعِجُ قَلْبِيَ العاني الصَّديعِ
أتَيْتُكَ يا جمالُ وبي اشْتِياقٌ *** يُزَلْزِلُ خافقي بينَ الضلوعِ
أتَيْتُكَ مِنْ رِحابِ القُدْس أشكو *** وَما لِي مِنْ مُجيبٍ أو سَميعِ
فَلَيْتَكَ قائمٌ فينا ترى كمْ *** غدونا اليومَ في حالٍ وضيعِ!
تَفَرَّقْنا وسادَ الغربُ فينا *** وصِرنا بعدَ مَوْتِكَ كالقطيعِ
بلادُ العُرْبِ للأعداءِ دانتْ *** وَعَادَ الغَرْبُ للنَّهْبِ الفظيعِ
لقد سُلِبَتْ فلسطينٌ وضَاعتْ *** وَكُنْتَ تَقولُ: إِنَّكِ لَنْ تضيعي

لإسرائيلَ سيطرةٌ وَحُكْمٌ *** وَلَيْسَ لنا سوى الوَهْمِ الخَدوعِ
يَلُفُّ المسجدَ الأقصى هَوانٌ *** فَيا لله للخطبِ المُريعِ!!
حياةٌ كُلُّها الإِذْلالُ صارتْ *** وَطَعْمُ العيشِ كالسُّمِّ النَّقيعِ
وَنَلْهَثُ خَلْفَ أَمْريكا بِذُلٍّ *** فَكَمْ صَنَمٍ لأمريكا صنيعِ؟!
وَتَزْعُمُ أَنَّها تَبْني سَلاماً *** يُظَلِّلُنا، وأَمْناً لِلجميعِ
فَأَيْنَ السِلْمُ؟ كيفَ يَكونُ سِلْماً *** وَشَعْبي في المَذَلَّةِ وَالخُنوعِ؟!
* * * * *
ألا يا حَارِسَ الأهْرامِ مَاذا *** أَقُولُ، وَقَدْ غَدَوْنَا في هُجوعِ؟
ألا يَا بَانِيَ السَّدِّ التِفاتَاً *** إِلَيْنا، كَيْفَ صرنا في خُضوعِ
زَئيرُك كان يَملأنُا ثَباتاً *** وَكَان حِماكَ كَالحِصْنِ المَنيعِ
وَكُنْتَ لَنَا جَناحَ النِسْرِ؛ فِيهِ *** نُحَلِّقُ في سَمَا المجدِ اللَّميعِ
فَأَيْنَ هَديرُ صَوْتِكَ مِثْلَ رَعْدٍ *** يَجُولُ صَدَاهُ في الوطنِ الوَسيعِ؟
بَنَيْتَ الوَحْدَةَ الكُبرى فَصَارتْ *** (طَراطيرُ) العُروبَةِ كَالصَّريعِ
لَقَدْ وَأَدوا أَمانينا فَكَمْ مِنْ *** خَئونٍ في تَآمُرِه ضَليعِ
بَذَرْتَ بُذُورَ وَحْدَتِنا وَلكِنْ *** رِياحُ الغَدْرِ عَاثَتْ بِالزُّروعِ
فَلَيْسَ بعائِبٍ عَجْزُ الأَماني *** إذا مَا المَرْءُ لَيْسَ بِمُسْتَطيعِ
*****
نَعمْ، يا مصرُ فيكِ لَنَا اعْتِصامٌ *** وَكُنْتِ لأُمَّتي خَيْرَ الدُّروعِ
فَكَمْ يَا مِصْرُ! كَمْ أعْطَيْتِ بَذْلاً *** مِنَ الشُّهداء؛ من غَالي النَّجيعِ!!
وَكَانَ بَنُوكِ للإسلامِ ذُخْراً *** فَكَمْ ردّوا الغُزاة عَنِ الرُّبوع!
وَكَمْ شادوا لَنا مَجْداً وَفَخْراً *** وَنَشْكو اليومَ مِنْ ذُلٍّ وَجوعِ!!
* * * * *
فَيَا هَرَمَ العُروبَةِ طِبْتَ ذِكْرَاً ***** عَلى التاريخِ وَالمَجْدِ الرَّفيعِ
وَيا ابْنَ النيلِ كُنْتَ لَهُ كَفَرْعٍ *** فَأنْعِمْ بِالأصُولِ وبِالفُرُوعِ
نَفَخْتَ بِأُمَّتي رُوح التَحَدّي *** وَقَدْ عَلَّمْتَنَا رَفْضَ الرُّكوعِ
لَئِن كَانَ الثرى يَطْويك عَنّا *** لَسَوْفَ تَظَلُّ شَمْسُكَ في سُطوعِ
يَظَلُّ بِناءُ مَجْدِكَ في شُموخٍ *** وَيَبْقَى الذِّكْرُ وَقَّادَ الشُّموعِ
وَتَبْقَى أَيُّها العِمْلاق حَيَّاً *** وَسَوْفَ تَظَلُّ نِبْراسَ الجُموعِ!!

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف