" عندما يسقط العالم ... في الوحل ؟؟!! "
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
--------------------
" عندما يسقط العالم .. في الوحل ... ؟؟!! "
تكدس العشرات ... المئات .. رجال .. نساء ... أطفال ... شيوخ ... عجائز .. تكدسوا في حجرات المبنى الكبير .. بعد أن قصفت منازلهم بعنجهية من قبل طائرات العدو ... ومدفعيته ... وأسطوله البحري .. فاستشهد منهم من استشهد .. ونجا من نجا .. ولجأ من نجا إلى هذا المبنى الضخم .. وقد اعتقدوا بأنهم في أمان .. أمان مطلق .. لأن العلم يرفرف على البناء ... علم الأمم المتحدة الأزرق المميز ؟؟!! .
فالبناء عبارة عن مدرسة .. مدرسة من مدارس وكالة هيئة الأمم المتحدة .. وهو يتمتع بالحصانة .. الحصانة المطلقة ؟؟!! .. ولا تجرؤ قوات العدو أن تهاجمه على الإطلاق .. أو أن تفكر في قصفه .. أو مجرد الاقتراب منه ؟؟!! ... خاصة وأن علم الأمم المتحدة الأزرق يرفرف عالياً فوق المبنى ..
كل أسرة .. أو أسرتين .. أو أكثر في بعض الأحيان .. اختارت حجرة كبيرة ( غرفة صف ) من حجرات المدرسة الكبيرة .. اتخذته سكناً مؤقتا .. بعد أن تقطعت بهم السبل من أجل الحصول على سكن .. أو أي مسكن يأويهم .
بعض الأطفال يلهون في ساحة المدرسة .. يلعبون .. بعض النسوة يقمن بالطبخ .. بالغسيل .. وبعض الرجال يثرثرون .. ويتجاذبون أطراف الحديث ..
ثمة قصف مزمجر .. عربد في المكان .. أحال المكان إلى جهنم .. إلى جحيم .. القنابل الحارقة .. أصابت العديد من الأطفال ... النساء .. الرجال .. الشيوخ والعجائز .. سقطوا على الأرض مضرجين بدمائهم ... تناثرت الأشلاء لتملأ المكان .
فر الناجون من المكان .. هربوا من المدرسة ... فروا إلى الخارج .. إلى الشوارع .. الأزقة .. يصرخون .. يستغيثون.. يولولون .. يستنجدون ..
وسرعان ما كانت النجدة تأتيهم ... على شكل قنابل من كل لون .. تقذفهم بحمم الموت بكل شكل .. من كل مكان .. من الأرض .. من السماء ... من البحر ..
ركض الجميع في كل اتجاه بلا هدف .. وعلى غير هدىً .. يفرون من الموت ... فيلاقيهم .. يهربون من الجحيم .. فيترصدهم .. تتساقط الجثث على الأرض ... تتناثر الأشلاء في كل مكان ...
قذيفة تضرب المبنى من جديد .. تصيب أعلاه .. تسقط الحجارة والأتربة على الفارين من الجحيم .. الهاربين من الموت .. ثمة شيء يسقط تحت أرجلهم ... قطعة قماش زرقاء اللون ...؟؟!! شبه محترقة ... تلطخت بالدم .. وسقطت في الوحل ؟؟!!.
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
--------------------
" عندما يسقط العالم .. في الوحل ... ؟؟!! "
تكدس العشرات ... المئات .. رجال .. نساء ... أطفال ... شيوخ ... عجائز .. تكدسوا في حجرات المبنى الكبير .. بعد أن قصفت منازلهم بعنجهية من قبل طائرات العدو ... ومدفعيته ... وأسطوله البحري .. فاستشهد منهم من استشهد .. ونجا من نجا .. ولجأ من نجا إلى هذا المبنى الضخم .. وقد اعتقدوا بأنهم في أمان .. أمان مطلق .. لأن العلم يرفرف على البناء ... علم الأمم المتحدة الأزرق المميز ؟؟!! .
فالبناء عبارة عن مدرسة .. مدرسة من مدارس وكالة هيئة الأمم المتحدة .. وهو يتمتع بالحصانة .. الحصانة المطلقة ؟؟!! .. ولا تجرؤ قوات العدو أن تهاجمه على الإطلاق .. أو أن تفكر في قصفه .. أو مجرد الاقتراب منه ؟؟!! ... خاصة وأن علم الأمم المتحدة الأزرق يرفرف عالياً فوق المبنى ..
كل أسرة .. أو أسرتين .. أو أكثر في بعض الأحيان .. اختارت حجرة كبيرة ( غرفة صف ) من حجرات المدرسة الكبيرة .. اتخذته سكناً مؤقتا .. بعد أن تقطعت بهم السبل من أجل الحصول على سكن .. أو أي مسكن يأويهم .
بعض الأطفال يلهون في ساحة المدرسة .. يلعبون .. بعض النسوة يقمن بالطبخ .. بالغسيل .. وبعض الرجال يثرثرون .. ويتجاذبون أطراف الحديث ..
ثمة قصف مزمجر .. عربد في المكان .. أحال المكان إلى جهنم .. إلى جحيم .. القنابل الحارقة .. أصابت العديد من الأطفال ... النساء .. الرجال .. الشيوخ والعجائز .. سقطوا على الأرض مضرجين بدمائهم ... تناثرت الأشلاء لتملأ المكان .
فر الناجون من المكان .. هربوا من المدرسة ... فروا إلى الخارج .. إلى الشوارع .. الأزقة .. يصرخون .. يستغيثون.. يولولون .. يستنجدون ..
وسرعان ما كانت النجدة تأتيهم ... على شكل قنابل من كل لون .. تقذفهم بحمم الموت بكل شكل .. من كل مكان .. من الأرض .. من السماء ... من البحر ..
ركض الجميع في كل اتجاه بلا هدف .. وعلى غير هدىً .. يفرون من الموت ... فيلاقيهم .. يهربون من الجحيم .. فيترصدهم .. تتساقط الجثث على الأرض ... تتناثر الأشلاء في كل مكان ...
قذيفة تضرب المبنى من جديد .. تصيب أعلاه .. تسقط الحجارة والأتربة على الفارين من الجحيم .. الهاربين من الموت .. ثمة شيء يسقط تحت أرجلهم ... قطعة قماش زرقاء اللون ...؟؟!! شبه محترقة ... تلطخت بالدم .. وسقطت في الوحل ؟؟!!.