الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوباما و عمرو بن كلثوم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2014-09-24
أوباما و عمرو بن كلثوم  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
أوباما و عمرو بن كلثوم ( لعادل بن مليح الأنصاري )

بدءا يجب أن نقول أن المنطقة العربية ومنذ ظهور ربيعها , والذي حير الألباب والعقول وتضاربت حوله أراء الخبراء والبسطاء والدهماء والأغبياء والعباقرة , ولا نملك إلا الجلوس في كراسي المتفرجين والالتفات يمنة ويسرة حيث يهرول اللاعبون الظاهرون لنا في ساحة الملعب , أما اللاعبون الحقيقيون وساحاتهم المتخمة بالأسرار والمؤامرات والترليونات التي تتحرك بين المُحرِّكين و المحرَّكين فهي أسرار لن تكشفها الأيام إلا بعد أن يطوي التاريخ اللاعبين والملعب والجمهور كما هي عادة التاريخ في الأحداث الجسام .
وصول الإخوان للحكم في مصر كانت التعويذة القاتلة لسحبهم خلف الأحداث المعاشة في ساحتنا العربية المضطربة منذ سقوط الخلافة العثمانية , ومن أسقط الإخوان ليس الجنرالات أحفاد عبدالناصر العدو الأول لهم وليس الأنظمة المختلفة مع نهجهم , بل أسقطهم (ولو مؤقتا) الطفرة الإعلامية والوقود "الشبكي" عبر الأنترنت , ولا يمكن للعق الواقعي أن يستوعب أو يلاحق تسارع الإحداث بشكل يُعجِزك عن متابعة ما يحدث , فقد احتفى الكثير بوصول مرسي في مصر وتمكن الإخوان من زمام مصر بعد عقود من الكر والفر مع العسكر , ومن سخرية القدر أن يأتي مرسي بوزير دفاع من الجنرالات أعداء الأمس وكأنه يعطيهم سكين الإجهاز على رقبة الإخوان التي طالت كثيرا بعد أن استثمرت تفجرات الحدث ووقود الإعلام المعاصر , وكأننا نتابع أحد الأفلام الهندية حيث تتابع الأحداث الجسام دون أن نتمكن من التحليل والتفكير والبحث عن منطق لما يحدث , فينقلب الجنرال اللطيف على سيده , وذلك بحجة خضوع الأول لمكنة الإعلام والشارع "بغض النظر عن حقيقتها أو من تدبير لاعبي العالم السفلي لها " , وخضوع الثاني لإرادة أشخاص خلف كرسي الحكم .
ثم تفجر بركان لا يتناسب مع زمن الحدث اليسير وعظمة النتيجة الوليدة , أصبح زعماء الربيع الوليد في طرفة عين داخل سجون الجنرالات مرة أخرى بعد أن تسللوا من بطشهم زمنا ليس باليسير , ودخل الجنرال اللطيف حيث خرج الدكتور البسيط , ودخل الدكتور البسيط وكل من وقفوا خلف كرسيه للمعتقلات التي افتقدتهم ردحا من الزمن وكأنها خلقت لهم .
وبدأت اللعنة التي أصابت الإخوان وهم في غمرة انتصاراتهم تلاحق مؤيديهم في كل شبر على الخريطة العربية المضطربة أصلا .
ليس مهما مناقشة فكر الإخوان وطريقتهم في حكم الشعوب , ولا مدى ارتباط إخوان الشتات بإخوان مصر , ولا السر الحقيقي لرفض قادة المجتمعات لفكرهم ووصولهم للحكم , ولا ما الذي يمكن أن يحدث لو ترك لهم المجال لتطبيق تجربتهم على أرض الواقع , ولا مدى قدرتهم من انتشال المجتمعات العربية من مستنقعات المغامرات المتتالية للزعماء التاريخيين أو حتى المهمشين , ومهما قيل وكُتب من نظريات وتوقعات وأمنيات لمثالية تطبيق تجاربهم "من قبل البعض" في واقعنا المُعاش تظل مجرد نظريات وأمنيات لا قيمة لها طالما لم تأخذ مكانها في واقع التجربة العملية .
في ليلة وضحاها أصبح الإخوان أعداء الحضارة والشعوب والعالم أجمع , وقد لا نقول سرا أن الرابح الأكبر من هذا البركان الذي تفجر في الإخوان هي أمريكا وإيران أعداء الظاهر وأصدقاء المصالح , فأمريكا كسبت نقاط كبيرة في كبح جماح (الإسلام السياسي) الذي يتخذ من أمريكا عدوا لدودا , وإيران أدارت الرقاب عن مشروعها التوسعي العقائدي والسياسي والعسكري ربما , نحو حرص الجميع عربا وعجما مسلمين ومسيحيين ويهود على المشاركة في "كرنفال" ملاحقة الإخوان وملحقاتها .
نحن المتابعين البسطاء وربما " السذج " لا نعرف حقيقة الأوراق المتداولة في "العالم السفلي" ولا الصفقات والتنازلات المبرمة حتى ولو على حساب دماء البسطاء في كل شبر عربي تعيس سواء في العراق الجرح العربي الأكبر , أو في سوريا الجرح العربي المبكي , أو في مصر الجرح العربي القاتل , أو في اليمن الجرح العربي المنسي .
نحن نناقش ما نراه على طاولتنا السياسية "القذرة" ولا نملك الاطلاع على ما يطرح على الطاولة " الأقذر " .
ولكن هناك تساؤلات كثيرة تعصف بأفكار بعض البسطاء من المتابعين , فما يحدث في اليمن وتمكن الحوثيين فجأة من فرض أجنداتهم الصفوية على جنوبنا العربية لتكتمل الكماشة الفارسية من الشمال "حزب الله" والجنوب "الحوثيين" , ونحن نتخذ موقف المتفرج , ولكننا واثقين أن السياسة السعودية أدهى وأكبر من تمرير مثل هذه الممارسات الغبية من قبل إيران , والدليل موقف السعودية المصيري والقوي لمحاولاتهم في البحرين , وليس تركهم للحوثيين من اللعب قليلا لتمرير ألاف الاحتمالات التي يمكن أن نستند إليها في عقولنا الصغيرة " والتي لا يمكن مناقشتها ببساطة هنا " , وهذا الظهور المفاجئ لداعش وتلك الإمكانيات العجيبة والتسليح والانتشار والرعب الذي خلقوه في مدة وجيزة .
من المؤكد أن هذا التخبط وهذه الفوضى العارمة التي تعصف بنا تقع تحت "كنترول" خفي مطمئن على مكتسباته التي يخطط لها , وكذلك من المؤكد أن بعض تساؤلاتنا غير قابلة للتأويل والشرح والتفصيل ليس لكونها غير صحيحة أو لخطورتها , ولكن لكونها مجرد أفكار وتنبؤات ليس إلا حتى لو استندت على وقائع شاهدة عليها , وليس لنا إلا مواصلة "الفرجة" على هذا الكرنفال العربي المأساوي " شئنا أم أبينا" .
مجرد أسئلة فقط :
( ربما جوابها واضح وليس من الصعب اكتشافها , ولكن من الصعب طرحها لئلا نتجرع السم الذي صنعناه بأيدينا ونحن راضين , وكإعادة صياغة للجملة السابقة لئلا نستمتع بألم جرح ليس لنا ذنب في وجوده , وكإعادة صياغة للجملة السابقة , حتى لا نصفع أنفسنا ونقول لماذا صفعناها , وكإعادة صياغة للجملة السابقة , لأننا نعرف موطن الألم ولا نملك علاجه ) .
السؤال الأول : هل عجز العرب بكل حكامهم ومحكوميهم ومفكريهم وقادتهم وعسكرييهم وعقلائهم ومجانينهم وثوارهم وفصائلهم وطوائفهم "وحوالشهم ودواعشهم " , أن ينهوا هذا العبث الدموي الغير حضاري ولا أخلاقي ولا ديني ولا منطقي ولا إنساني , الحاصل في العراق رغم بداياته المهينة لكرامة الأمة كافة .
السؤال الثاني : لماذا يتفرج العالم كافة وخاصة أبناء الدم والعرق والتاريخ لما يحدث في سوريا وهم يستطيعون خلال أيام إنهاء مأساة السوريين وحفظ كرامة الرجال والشيوخ والأطفال والنساء من كل هذا الهدر والاستخفاف ووضعهم كبساط ليدوسوا عليهم لتحقيق غايات سياسية ومكاسب دنيوية عابرة .
السؤال الثالث : هل تستحق دموع الأطفال والنساء (واغتصاب الآلاف منهم) ومذلة الجوع والخوف في العراق وسوريا , وتدمير ما هو مدمر في اليمن تلك المكاسب لفئة قليلة من "أشباه" البشر ؟؟
السؤال الرابع : لماذا تضيء سفارات إيران ويجدون أحضانا وابتسامات من زعماء العرب والخليج وهم يدركون "حتما وجيدا ويقينا " أن إيران " تتمنى وتسعى وتحاول " تدميرهم ؟؟؟؟
السؤال الخامس :
لماذا تضع إيران "ملفها النووي" على طاولة أي مفاوضات أو تنازلات , بينا يضع البعض على نفس الطاولة , خلافاتهم الشخصية وتصفياتهم ومحاربة بعضهم البعض , هل هو اختلاف رؤى وعقليات واستراتيجيات ؟؟؟؟؟

أخيرا :

أوباما " يدير " العرب كما يشاء , و قال عمرو بن كلثوم :


إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا

كذب ابن كلثوم ,,, وصدق أوباما .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف