الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قلعة الشقيف ....حكاية فلسطينية بقلم: صادق ابو السعود

تاريخ النشر : 2014-09-23
صادق ابو السعود
سطر المقاتل الفلسطيني على جدران قلعة الشقيف تاريخا كتبه بدماء الشهداء وستحفظه الاجيال القادمة فهي التي قتلت قائد لواء النخبة في الجيش الاسرائيلي في اول هجوم على القلعة في الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وهي التي قبل هذا التاريخ كانت تتعرض الى قصف شبه يومي، احيانا من الجو واحيانا اخرى بالمدفعية. بدت القلعة للفلسطينيين كأنها تخاطب صلاح الدين الايوبي عبر رجال كانوا مصممين على النصر او الشهادة، كانهم استذكروا التاريخ وعرفوا ان مكان خطواتهم سبقتهم خطوات نذرت نفسها لله وتحرير بيت المقدس، كانهم يسمعون صليل السيوف وتكبيرات الجنود وصوت صلاح الدين مناديا بان يتمسكوا بالزناد، هكذا كنت ترى رجال كتيبة الجرمق وهم يرددون قول الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود:
سأحمل روحي على راحتي... وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق.... وإما ممات يغيظ العدا
عندما تذهب للقلعة فانت على موعد مع الشهادة في اي لحظة حتى ان احد المقاتلين ذهب ذات مرة ليخطب وبعد موافقة اهل العروس رفضوا مجددا عندما علموا ان مكانه النضالي يقع في قلعة الشقيف مع كتيبة الجرمق، قائلين لا نريد ان نزوجها اليوم لتصبح ارملة في اليوم التالي، هكذا يمكنكم ان تتصوروا حال القلعة التي كانت على موعد دائم مع المقاومة، ومع ذلك لم يكن ذلك ليثبط عزيمة المقاتلين بل كان حافزا لهم للعمل وتعزيز الانتماء لفلسطين الذي لا نزال نراه في صفوف الكثيرين ممن خدموا في كتيبة الجرمق بقيادة الاخ معين الطاهر الذي كان ولا يزال مثالا للطهر وصدقية الانتماء لفلسطين، فقد كان طويل القامة كسنديانة فلسطينية جمعت فلسطين في ذاتها وعنفوانها، وعندما تتحدث عن مقاتلي كتيبة الجرمق الذين اقترن انتماؤهم بالثقافة والعلم ولا يزال بعضهم منارة في هذا الاطار ومنهم من استشهد ولا تزال سيرته تشكل مشعلا منيرا ومسيرة حافلة وتجربة ثرية، تقف عاجزا عن وصفهم تظن الواحد منهم صخرة في ثباته، وعملاق في انتمائه، فاذا نظرت الى الشهيد القائد علي ابوطوق كنت تدرك انك امام نموذج فلسطيني فريد في صلابته وعزيمته التي لا تلين، ورغم شدته المعروف بها الا ان الشباب كانت تحبه وتحترمه وكيف لا وهو الذي يسبقهم الى المواقع الامامية عند الاشتباك مع العدو.
في القلعة كنت تشاهد وتسمع قصص المقاتلين فبعضها يضحكك وبعضها يبكيك كقصة المقاتل كمال طبنجة من نابلس الذي استشهد فيما بعد وهو يخبرك عن قصته مع احد الكلاب في اجتياح 1978 بعد عملية دلال المغربي، ذلك الكلب الذي اصبح جزءا من الفصيل الذي يخدم فيه يوقظ الشباب للحراسة ويحذرهم في حال وجود احد الغرباء والذي كان يتنقل مع كمال طبنجة اثناء القصف وياخذ الارض ويزحف الى ان جاءته شظية وقتل، وجاءه احد الاخوة ورآه يبكي فظن ان احد الاخوة من فصيله قد استشهد فبات يواسيه وان هذه هي المسيرة ولا بد من التضحية وعندما ساله عن الذي استشهد اجابه بلهجة نابلسية محببة "اتلوه" وساله مرة اخرى من الذي قتل اجابه باكيا " اتلوا الكلب" ولك ان تتصور الموقف حينها. وحين يلتقي جعفر وعامر كنت لا تتوقف عن الضحك لروحهم المرحة رغم شدة الموقف، وعندما تسمع صوت عامر مقلدا محمد طه المغني الشعبي المصري كنت تنسى ولو لفترة وجيزة انك في احد اكثر المواقع القتالية شراسة، ياخذك خيالك مع جمال صوته محلقا فوق روابي وسهول وجبال فلسطين، ويسرق منك دمعة الحنين للاهل والوطن. اما ابو علي اربيكيه فقصته قصة اخرى، لبناني كرس معنى الانتماء لفلسطين والذي كان له موقف مشهود في معركة الجبل ضد الجيش السوري عندما تم محاصرة الكتيبة واطلق احدهم النار على جهاز الاتصال أي ان لا امل لهم وسيقاتلون حتى الموت، ولكن ارادة الله ارادت لهم ان يستمروا في مسيرتهم النضالية ونجوا، اعود لابو علي اربيكيه والذي رغم شراسته القتالية كان يخاف من قصص الاشباح، وسمي بهذا الاسم لانه لا يحمل الكلاشنكوف بل اربيكيه وهو شبيه بكلاشنكوف الا ان مخزن الذخيرة يحتوي على اربعين طلقة. وهناك تسمع قصة الاخ ابو رحمة الذي كان يكره فصل الشتاء وبرده لان ذلك معاناة له لوجود الشظايا الصغيرة في جسمه والتي كانت تخرج احيانا بعد أن يلفظها الجسم، وهناك ترى الاخ ابو حديد الذي كان لا ينام عندما يسمع صوت احد المقاتلين في الحراسة وهو يامره بالتزام الصمت، وعند الانسحاب من الكمائن صباحا لينام المقاتلين فترة قصيرة من الوقت كنت تصحو على ابو حديد وهو يعمل "بالكمبريسة" او يعبئ اكياس التراب ليعلمك ان المسئول يجب ان يكون قدوة في العمل لتستيقظ الشباب وتبدا بالعمل بواجباتها اليومية، باختصار قصص القلعة مع البطولة والتضحية كانت لا تنتهي واجمل ما فيها انها كانت قبل أن تعلمك لتكون مقاتلا كانت تعلمك كيف تكون انسانا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف