الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاخوان المسلمون يرفضون قتال داعش بقلم:جورج كتن

تاريخ النشر : 2014-09-23
الاخوان المسلمون يرفضون قتال داعش بقلم:جورج كتن
جورج كتن – أيلول 2014
بعد اعلان الرئيس الأميركي عن دعم المعارضة المعتدلة السورية والسعي لتحالف ضد الدولة الإسلامية -داعش- وعدم تردد اميركا في ضربها في سوريا كما فعلت في العراق، حفلت الساحة السورية بمواقف مختلفة، فهناك من عارض ذلك كالنظام الاستبدادي الذي اعتبر الضربات الجوية ان حصلت دون تنسيق معه عدوانا سافرا. فيما الائتلاف الوطني اعرب عن استعداده ان يكون شريكا في الحلف الدولي، ولكن ليس للقضاء على التنظيم فقط، بل ايضا لتخليص الشعب السوري من طغيان نظام الأسد، فبقاء النظام والاقتصار على محاربة التنظيم لن يؤدي للقضاء على الارهاب.
لكن اغرب المواقف هو موقف "الإسلام السياسي المعتدل" الذي يمثله الاخوان المسلمين فقد رفضوا كليا دعم التحالف، فالشيخ القرضاوي المنظر الرئيسي للجماعة اعتبر حرب اميركا ضد داعش "لا تحركها قيم الإسلام"! ولحقه عمر مشوح رئيس المكتب الإعلامي لجماعة سوريا الذي اعتبر ان تشكيل التحالف "نفاق غربي" لذلك فالجماعة لن تؤيد تدخله في سوريا لان معركة الاخوان الأولى والاساسية هي مع النظام ورفض ان تنحرف بنادق الجماعة لغيره، أي داعش، التي اعتبر المعركة معها فكرية وتمنى عليها ان تعود لرشدها.
بينما مراقب الجماعة رياض الشقفة زاد على الخلاف الفكري خلاف سلوكي، لان داعش تقوم بسلوكيات -وليس جرائم- مخالفة لتعاليم الإسلام، و"نصح" داعش بالعودة للقرآن والسنة والسيرة النبوية وسأل لهم الهداية والسداد! اما زهير سالم الناطق الإعلامي للجماعة فقد شبه احتلال العراق بذريعة الأسلحة الكيماوية بما سيجري في سوريا بذريعة داعش! وأضاف ان التحالف يخوض حربا تؤدي لاضعاف الإسلام السني وتدميره!، وانه لا بد من محاربة إرهابي النظام وحزب الله اولا، ف"التحالف يحارب على أساس طائفي"!. وفي الأردن رفض المراقب العام للجماعة همام سعيد مشاركة الأردن في التحالف، واعتبر ان "الحرب ضد داعش ليست حربنا".
قد يستعجب البعض من هذا الموقف من طرف معروف انه معتدل، ولكن لتقدير مدى خطأه لا بد من معرفة أهمية مقاتلة التحالف لداعش. ليس الا مغمضي العينين من لم يتابع تقدم داعش في العراق واحتلالها للموصل ومدن أخرى وفرار اكبر قوتين امام تقدمها، الجيش العراقي النظامي والقوات الكردية، حتى باتت تهدد بغداد وأربيل، لتأتي الضربات الجوية الأميركية لداعش لتوقف الهجوم الكاسح وتبعد الخطر عن العاصمتين وتنقذ مدنيين من الإبادة وتؤمن وصولهم لاماكن آمنة، وتجبر داعش للانتقال للدفاع، بل لتتقدم القوات العراقية والكردية لتسترد مناطق فقدتها. كما ساهم التدخل باشتراطه لاستمرار الضربات وتصاعدها إزاحة حكومة المالكي، التي تسببت بسياساتها الطائفية التمييزية والقمعية للمكون السني، التمكين للتمدد الداعشي مستغلا النقمة الشعبية عليها.
اما في سوريا وحتى قبل ان تبدأ ضربات جوية فقد تقلص الهجوم الداعشي بعد توسع كبير امتد من الحدود السورية العراقية حتى اطراف حلب على حساب معسكرات النظام ومطار الرقة، وعلى حساب الجيش الحر والكتائب الإسلامية. هل كانت هناك أي قوة فعلية على الأرض قادرة على وقفه؟ لولا الضربات الجوية في العراق وكمون داعش في سوريا انتظارا لضربات قد تحدث قريبا. ولا اظن ان أوهام "الإسلام السياسي المعتدل" بوقفهم عن طريق مناشدتهم للعودة لرشدهم وللقرآن والسنة مفيدا في هذه المعركة الطاحنة. رفض قتال التحالف لداعش هو، ان كنا حسني النية، دعوة غبية لترك سوريا تقع في يد العصابة المتعطشة لسفك الدماء، او تقاسم سوريا بين عصابة داعش وعصابة النظام.
من يريد ان يقاتل النظام أولا ثم داعش تاليا يخترع تدرج انتقائي خيالي لا علاقة له بالواقع القائم على الأرض، فداعش الآن تخوض معركتها ضد المعارضة المسلحة وضد النظام في نفس الوقت، كما ان النظام فقد صلاحية تكتيكه حول ترك داعش لتوجه كل قوتها لتصفية المعارضة المسلحة، فالمعركة على جبهتين مفروضة على المعارضة وليست اختيارية واي عاقل لا يحتاج للاسترشاد باي نصوص ليرى ان توجيه ضربات لداعش يفيد المعركة مع النظام، فاذا قضي عليها تتوجه كل الجهود ضد النظام في جبهة واحدة. وان تم اضعافها وتحجيمها فذلك يوفر فرصة لمواجهات انجح مع قوات النظام. كما ان تسليح وتدريب المعارضة السورية كما في خطة التحالف هو لمصلحة الثورة اذ لا احد يستطيع منع المعارضة من استعمال هذه الأسلحة ضد النظام.
يحتار المتابع في تفسير الموقف المجافي للمنطق الذي اتخذه "الإسلام السياسي المعتدل"، هل هو وطنية زائدة مقاومة لكل ما يمس ما يسميه الممانعون سيادة وطنية؟، مما يذكر بوطنية الجماعة الزائدة عندما اعلنوا عن هدنة مع النظام الاستبدادي السوري وتوقفوا عن معارضته عقب حرب غزة 2009 بتبرير "التوحد" تجاه العدوان الصهيوني! لينهوا الهدنة عندما انطلقت الثورة. فيما ان اعلان دمشق المعارض حينها اعلن استنكاره وتنديده بالحرب على غزة دون ان يضطر لمهادنة النظام، ولماذا يفعل ذلك أصلا، وماذا يفيد مهادنة النظام معركة القطاع؟
ام ان موقف الإخوان مجرد خطأ في تقدير أهمية داعش، واقتناع وهمي بامكانية ترويض الوحش المنفلت بالهمس في اذنه ومناشدته بالعودة لاصول الدين السمح. ام انه مجرد محاولة للتميز عن الائتلاف الوطني السوري الذي خرج من يد الاخوان بعد ان كانوا يهيمنون على المجلس الوطني الذي سبقه في تمثيل المعارضة السورية.
او ربما موقفهم نتيجة رؤية الإسلام السياسي المعتدل للمنظمات التكفيرية الأصولية الإرهابية مثل القاعدة وداعش المنشقة عنها كمنظمات إسلامية "سنية" تؤمن بتطبيق الشريعة مثل الاخوان، ولكنها ترتكب أخطاء في السلوك وتكفر الناس وغير ذلك مما يسمونه "غلوا"، وهي عمليا تقوم بعملهم أي اسلمة المجتمع والدولة والقوانين وأسلوب الحياة والثقافة والتعليم والاقتصاد وغيرها من اوجه الحياة وحتى العالم باجمعه حسب زعمهم، لكن بطريقة مستعجلة غير متدرجة وبالقمع المباشر.
وربما هناك قرائن لمثل هذا الاحتمال من تاريخ الجماعة الحديث فقد سبق لنواب جبهة العمل الإسلامي ان ذهبوا للتعزية بالسفاح الزرقاوي الذي سبق البغدادي في امارة الدولة الإسلامية ووصفوه بالشيخ الشهيد. وانه خلط بين العمل الصالح والسيئ! فالزرقاوي الذي ذبح آلاف المدنيين العراقيين من كافة الطوائف بتفجيرات عشوائية في المساجد والحسينيات والكنائس والمدارس والأسواق والمستشفيات والدوائر الحكومية والمخابز والمطاعم والفنادق، ونسف محطات الكهرباء والمياه وأنابيب النفط.. أعماله ليست مستنكرة ومدانة بل مجرد غير مقبولةَ، و"القاعدة" ليست تنظيماً إجرامياً، انما فقط "ليس كل ما تقوم به صحيح"!. كما سبق لعدد من قياديي الاخوان في مصر ان ادعوا ان "منظمة انصار بيت المقدس" الإرهابية لن تتوقف اعمالها في سيناء الا عند عودة مرسي رئيسا لمصر. والداعية الاخواني المصري الشهير وجدي غنيم صرح عندما سقطت الموصل بيد داعش "ان الله ساعدهم"!
اذا كان هذا الاستنتاج صحيحا فبؤس "اعتدال الإسلام السياسي" الذي يظن ان منظمات إرهابية تمهد له الطريق لتطبيق الشريعة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف