الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرئيس والهروب إلى الأمام بقلم: أحمد غنيم

تاريخ النشر : 2014-09-23
الرئيس والهروب إلى الأمام بقلم: أحمد غنيم
الرئيس والهروب إلى الأمام
الكاتب: أحمد غنيم
على إيقاع صاخبٍ يصمّ آذان المنطقة، ومن خلف غبار أسود كثيف، يخفي وارءه الكثير من الحقائق ويخم الأنفاس، ويعمي البصيرة والأبصار، يتوجه الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة ليعتلي المنصة الدولية مرة أخرى، حاملاً بيده أوراقه التي ردّها مجلس الأمن مرة، وتلقتها الجمعية العامة بالود والترحاب دون أن تضع حداً للإحتلال.
يعود اليوم الرئيس أبو مازن إلى الأمم المتحدة وآمال المنطقة تتحطم تحت ضربات هوجاء، يحركها العمي الطائفي وتضارب مصالح وولاءات القوى الإقليمية، التي تُشدُّ إلى صراعات داخلية يغرق فيها النظام العربي في غمار حروب طاحنة، بديلاً عن مشاركة شعوبه بالحكم، حروب دمِّرَت فيها البلاد، وشُرِّدَ فيها العباد، وغنم خلالها العدو مغانم وإنجازات استراتيجية، ما كان ليحققها أو يغنمها بحروب كبيرة... بينما لم يستقر النظام الدولي على شكل بعد، ولم يستوي الأمر لأي من القوى الكبرى بعد انهيار نظام الكتلتين، وانتفاء مقومات استمرار وبقاء نظام وحيد القرن.
لا شك أن المتابع للحالة العربية والإقليمية وللوضع الدولي سيحتار في أمره، عندما يرى الرئيس أبو مازن، يتقدم لطرح مشروعه الجديد لإنهاء الإحتلال في هذا التوقيت بالذات، وفي خضم هذه الحالة الدولية والإقليمية،  فمن البديهي أن تخطر على بال المواطن البسيط كما المتابع والسياسي عشرات الأسئلة، حول مغزى وجدوى خطوة الرئيس، فهل هي قفزة بالهواء، أم هروباً إلى الأمام، خاصة بعد إنهيار عملية التسوية التي راهن عليها ما يزيد عن واحد وعشرين عاماً، غَيَّرَ الإحتلال خلالها معالم الضفة الغربية والقدس، بالجدار والاستيطان والحواجز والطرق الإلتفافية والمعازل والكانتونات، وبعد حروب متواصلة لم تتوقف منذ نهاية المدة القانونية لاتفاق أوسلو، والتي كان آخرها العدوان الغاشم على غزة، الذي راح ضحيته ألفي فلسطيني، وجرح ما يزيد عن عشرة الاف وتدمير الاف البيوت، وتهجير مئات الالاف من المواطنين الفلسطينيين.
فما الذي يدفع الرجل في هذا الوقت بالذات إلى طرح مشروعه الجديد، وهو على يقين أن هذا المشروع سيرد بصفعات الفيتو الأمريكي مرة أخرى، وسيقابل بالرفض والإستهتار من إسرائيل، ولن يجد هذا المشروع سوى النصرة الكلامية من النظام العربي والإسلامي، والتي لا تُغني ولا تُسمن من جوع.
يدرك الرئيس كل هذه الحقائق، فما الذي يدفعه إلى الإستمرار، ونحن نعرف الرجل ليس ممن يمتهن بيع الوهم للناس، لأنه قال دائماً ما آمن به، وإن لم يعجبنا في كثير من الأحيان، هل هوَ الغضب من أمريكا وإسرائيل والعرب وحماس وفتح والناس أجمعين، هل هو الشعور بالوحدة في طريق كان يفترض أن يكتظ بالشركاء والفاعلين، هل هي الحكمة التي تُميِّز القادة التاريخيين، عندما يؤمنون أن الأفق قد سدَّ تماماً، وأن ما تبقى من الوقت لا يكفي للإستمرار، فيرفعون الشعلة ليتمكن الناس من رؤيتها متّقِدَة، لكنهم يضمونها إلى جوار القلب، حتى لا تطفئها الريح العاتية، غير آبهين إن أحرقت جنبات قلوبهم.
لعل دوافع الرجل كل ما ذكرنا، لكن هذا وحده لا يغير بالواقع بشيء.
ونحن الذين آمنّا أن هناك طريق آخر، لكننا آثرنا أن نلتفَّ خلف الرئيس، حفاظاً على وحدة الشعب، ووحدة القيادة، ووحدة المنهج، اختبرنا معه الإرادة الدولية والنوايا الإسرائيلية، حتى رأى العالم بأمِّ عينه الحقيقة التي تَهَرَّبَ منها سنوات طويلة.
نحن لسنا في جدل حول صحة توجهاتنا في المرحلة السابقة، لقد كانت الطريق التي سلكها الرئيس ضرورةً لتعرية وجه الإحتلال، وكشف الغطاء عن الدور الأمريكي المنحاز بشكل سافر.. لتظهر الحقيقة كما هي مجردة، ترفع الغطاء عن المفاهيم الغامضة التي اكتظت بها صفحات وثائق التسوية الإنتقالية، التي كان يجب أن نعلم منذ البداية أن غموضها كان دائماً لصالح الأقوى في المعادلة وهو الإحتلال.
فماذا الآن، والحالة بعِريِها الفاضح، هل نستسلم ونرفع الراية البيضاء ونصرخ يا وحدنا... أم ننهض من جديد.
علمتني تجربة سنوات الاعتقال، والمواجهات العنيفة في الانتفاضة الأولى والثانية، وما اختزنه العقل من تجارب نضالية وثورية، وما خبرته عن شعبنا الفلسطيني، أننا قادرون على النهوض في كل الظروف، لأننا نرتكز إلى قانون صحيح، هذا القانون هو لا تعايش مع الإحتلال، ونحن قادرون على تحويل الإهتمام الدولي إلى مربعنا، هذه هي لحظة الفعل،  لننهض من كبوة السعي وراء وهم التسوية والمفاوضات، لننهض وخطوتنا الأولى أن نعتلي المنصة الدولية إلى جانب الرئيس،  حتى لا يظهر وحيداً، علينا أن نصعد في يوم 26/9/2014 معه إلى تلك المنصة من كل مدينة وقرية ومخيم، بل ومن كل عاصمة، لنرفع صوتنا معه ولنسمع العالم، فلسطين تريد إنهاء الإحتلال.
نحن نعلم أن خطاب الرئيس قد يكون خطاباً عادياً، ونعلم جميعاً مضمون ما سوف يقوله هناك، قد نعتقد أن ذلك الخطاب لن يغير شيءً في واقعنا الفلسطيني، الأمر من وجهة نظري لا يعتمد على ما سيقوله الرئيس فقط، ولا كيف ستتلقى المؤسسة الدولية ذلك الخطاب، الأمر يعتمد على الصورة التي سترافق الخطاب في الوطن خاصة، وفي نيويورك، ثم في كافة دول الشتات، يمكننا أن نجعل لحظة الخطاب حدثاً تاريخياً يؤثر على التطورات اللاحقة، ويكبّلُ الفيتو الأمريكي المنتظر، ونعمل على وضع مسألة إنهاء الإحتلال على المنصة الدولية، وعلى أجندة العالم بقوة، إن ذلك يعتمد على كل واحد منا، فإذا خرجنا للشوارع جميعاً في لحظة واحدة  ذلك اليوم في الوطن والشتات، ورفعنا شعاراً واحداً، فلسطين تريد إنهاء الإحتلال، إذا فعلنا ذلك وبقينا في الشوارع لا نعودُ إلى بيوتنا حتى يستجيب العالم لصدى الصوت، عندها فقط سوف يعلم العالم أن صوت فلسطين عالياً، وأنه يغطى سطح الكرة الأرضية.... أنا سأهتف يوم 26/9/2014 مع الرئيس لإنهاء الإحتلال،  ليس لأجل شخص بعينه، إنما من أجل فلسطين.
فهل ستهتف أنت من أجل فلسطين في ذلك اليوم.
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف