الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حفّارة وأذرع طويلة بقلم:وئام البدعيش

تاريخ النشر : 2014-09-23
حفّارة وأذرع طويلة بقلم:وئام البدعيش
                                   وئام البدعيش سوريا

حفّارة وأذرع طويلة
الحفارة تملك ذراعاً طويلاً, والذراع الطويل يستطيع أن يجلب ما يشاء من رخص للبناء وما إلى ذلك ... " مقدمة ".
الحفارة تحفر الأرض, وصوتها يحفر في رأسه. والنقار ينقر الأرض وأعصابه في آن واحد......
وعندما يكون هناك حفارة واحدة تعمل على الأقل, يكون هناك آلاف الرؤوس المشغولة والمتعبة, وعندما تكون هناك رخصة مفتوحة الساعات, تبقى العيون أيضاً مفتوحة ولا تستطيع أن تنام ...
" معطيات " : ( صوت مزعج. شخص لا يستطيع أن ينام. زوجته نائمة بالرغم من الصوت الشديد. رخصة صالحة للعمل في أية ساعة ) " انتهت المعطيات ".
لا يستطيع أن ينام صوت الحفارة والعمال يغتصبون كل جزء من رأسه, ويلوحون بأعصابه شمالاً ويميناً، والذي يزيد غيظه, صوت شخير زوجته, الذي لا يهتم لا بأصوات أو حفارات.....
 قدّم عدة شكاوى بخصوص الإزعاج والحفارات والأذرع الطويلة ولكن  " دق المي وهي مي ". لا أحد يستجيب أو لا أحد يريد أن يستجيب ..
قدّم أيضاً طلبات على الأقل لكي لا يعملوا في الليل، ولكن شرطي المخفر آبى أن يقبل هكذا نوع من طلبات. و قال بالحرف الواحد " طز فيهن وبالشغل, عم يقلقوا راحة الناس ما هيك, وحياتك رح خليهن يحفروا ببيت خالتن, بالشوكة والملعقة كمان ".
لكن الشرطي انتقل بعد هذا الكلام إلى مكان بعيد جداً, والحفارة بقيت تستخدم أذرعها الطويلة من دون خوف من الشرطة أو من نقص في المازوت ....
-    اليوم اليوم وليس غداً, لن أنام إلا وتكون الأصوات قد اختفت, أو تكون أذناي قد صُمتّ " قال بانفعال ".
دق عدد من الأرقام بشكل سريع, فرن الهاتف .................
"معطيات من الجهة المقابلة " : (الحرس نائم, الشرطي في قسم الطوارئ نائم أيضاً, الضابط المناوب هرب لينام في منزله .... )
سرق غفوة سريعة واستراح, فعندما تكون نوبة الحرس طويلة جداً, والحارس قصير جداً, والبندقية متوسطة الطول, يسمح في هذا الحال فقط, أخذ غفوة سريعة للحارس من دون استئذان. ولكن الحارس لم يحقق أي شرط من الشروط الثلاثة فهو كبير الجثة بشكل لا يطاق, والبندقية تظهر بيده كأنها مسدس للأطفال, ولكن بالرغم من ذلك شعر بأن نوبة حرسه طويلة تجداً, وخصوصاً أنه سيحرس لنوبتين اثنتين وراء بعضهما البعض. صحيح أنه قال لصديقه الهارب من نوبته " ما في غيري بالشرطة " ولكن صديقه الصدوق ذكره بأنه لقطه عدة مرات نائماً في نوبة حرسه وسيخبر عنه الضابط المناوب .
" أبشر " قال لصديقه " اذهب وسأناوب عنك الدهر كله ". " كبير " رد عليه صديقة الصدوق, وذهب بعد هروب الضابط المشتاق لامرأته بنصف ساعة تقريباً.....
المهم, جثته ضخمة وبندقيته صغيرة وبالرغم من ذلك نام, " ولا يوجد على نائم حرج وخصوصاً إذا كان  حارساً "
ترررن .... تررررن ... ترررن ... " رن الهاتف "
الحرس نائم, شرطي الطوارئ نائم, والهاتف يرغي ويزبد بأعلى صوت والصدى, صدى الهاتف اخترق حلم شرطي الطوارئ, وجلس بين شفتيه وشفتي حبيبته التي كان يقبلها في حلمة طبعاً, وعندما يكون هناك حاجز بين شفتيك وشفتي حبيبتك تكون القبلة بلا معنى والحلم بلا معنى, بل على العكس تحمل رائحة أسلاك الهاتف الكريهة. أفاق من نومه وحلمه الجميل وذهب بشكل جنوني إلى الهاتف ورفع السماعة وطبشها في وجه المتكلم أيّاً يكن .....

" عودة "
-    "أنا يرفع السماعة ويطبشها بوجهي " قالها وأثار السماعة ظاهرة بشكل جلي على وجهه المنهك, من الحفارات والإزعاج الدائم. " سأبقى أتصل بهم حتى يردوا علي, أو لن يناموا هذه اللية . فسهرتنا طويلة بإذن الله ...."

 " عودة من العودة "
بعد طبشه للسماعة, ركض بسرعة خيالية ضغط على كبسة المصباح ورفع الغطاء ونام في خلال ثانيتين, في الثانية الثالثة عاد نباح صوت الهاتف, ولكن هذه المرة بشكل مزعج أكثر, فقام من فراشه, وجلس بجنب الهاتف ورفق السماعة وطبشها مرة أخرى, بعد ثانية عاد الهاتف للرنين مرة أخرى ثم عاد وطبشها ...
من كثر الطبش وكثرة الرنين, تكوّن لديه الشرطة انزعاج خطير, فقرر أن يقدم شكوى للمخفر، للسلطات العليا ضد الإزعاجات التي تأتي للمخفر. ولكنه لم يقدم, بل اتصل على الفور بالمخفر المسؤول عن المنطقة والمخافر لكي يقدم شكوى إزعاج بالجرم المشهود أو المسموع ...

" معطيات " : ( الكل نيام من الآخر )
رن الهاتف في مخفر المنطقة رنة وقحة ومزعجة, أفاقت نصف النائمين, والنصف الآخر أنزعج في حلمه, النصف النائم, طلب من النصف الحالم بصوت لطيف وخفيف أن يرد على الهاتف, فأفاق النصف الحالم وانزعج أيضاً. وعندما يكون هناك نصفين منزعجين في مخفر رئيسي واحد, تحدث مشكلة ويصعب حلها بالحوار أو بالنقاش, لذلك أحتدت الأمور بين الطرفين, واحتاجوا إلى شوط إضافي لتصفية الكلمات اللطيفة جداً والحسابات القديمة والحديثة. لذلك وصلت الأمور لمرحلة صعبة ومحرجة جداً, ولم يخرجهم من هذا المأزق سوى رنين الهاتف المزعج للمرة الثانية والثالثة. ولذلك توحد النصفين على الانزعاج وقرروا بالإجماع تقديم شكوى إزعاج للجهات العليا والمخفر المسئوول عن المحافظة كلها, فرفعوا السماعة كلهم واتصلوا بالمخفر المحافظة ..
معطيات : (الكل نيام أيضاً) .....
 " انتهت القصة "
في اليوم الثاني : الحفارة تحفر, الصوت لم يتغير, المرأة تشخر, الشرطة نائمة من إزعاجات الأمس من دون صوت مزعج, وهو مازال يحاول .....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف