الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عذوبة بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-09-22
عذوبة  بقلم: حسين أحمد سليم
عذوبة

بقلم: حسين أحمد سليم

موسقة الوعد الصّادق,لِصادقِ الوعد, و دندنات العهد الواعد,لحافظِ العهد, و تهجّدات القسم العظيم, مُناجاة المؤمنِ المطمئنِّ...حُزمٌ نورانيّة تلك, وضّاءةٌ السّيّالات الفضّيّةِ, الممتدّة بين الأرضِ و السّماءِ, تتكوكبُ أنجمًا وامضةً في مساراتها, تتشارق أشعّتها الذّهبيّةَ فوق ذرى الجبل الأعبلِ, و تتجلّى في ومضاتٍ بوارق من مناقب عِبَالٍ العبال... تلك سماتٌ نادرةُ الوجودِ, ثمينة ثريّةٌ, عُبْلُ الإكتنازِ بالحنينِ و الخلقِ العظيم, في تشكيلاتٍ من قبسات المودّة و ومضاتالرّحمةِ, تستكمل في لعبة الخلقِ و الإبداع و الإبتكار, لوحة الشّفقِ السرياليّة الأشكال, الطّيفيّة الألوان, بمشهديّةٍ تجريديّةِ التّشكيل, تتجلّى في مكنونها لغة الحُبِّ و العِشقِ, تتماهىجمالا و سحرًا و كمالا مع إشراقة الصّباح الدّافئة, المُضمّخةِ بكُلِّ أنواعِ الطّيبِ, و الضّوعِ يتشذّى في كُلِّ الأنحاء, توكيدًا صادقًا في الوعدِ, و تحقيقًا نبيلا في العهدِ, و تكاملا بمودّة و رحمة في القسم العظيم على الوفاء و الإخلاصِ, سمات إيمانٍ و إطمئنانٍ و جرأة بوح تتجلّى في موعد تبريكات اللقاء القدريّ, إيفاءً لديْنِ الحُرِّ بالوعدِ الأصدقِ و العهد الأوعد و القسم الأعظم...
إيقاعات الصّوتِ الأنثويّ الحاني التّرانيم و الموسقات النّاعمة, أستشعرها في جغرافيّة المدى, نُبلَ إحساسٍ متناغم مع التّكامل في صلة الأرحام بالتّعارف, تتماذج إيمانًا و إطمئنانًا مع موجات الأنسام الآتية من دوحِ الأحبّة, تحملُ في طيّاتها كُلّ الحبّ و العشق من خلاصة روائح أرضِ الجنوبِ الأطهر... تتمخّض قدرًا بنقاءِ مشاعرٍشفيفةٍ تستحضر ذاتها مع إشراقة الصّباحِ المباركِ, لولوج أرحبة مدرسة الحبّ و العشقِ, الّتي حليت لها الحياة في مدينة المودّة و الرّحمة, مدينة التّاريخ العتيد المطمئنّة الهدأة عند إلتقاء أمواج المياه الحالمة برمال الشّوطيء العاشقة... كأنّها ترانيم روحانيّةً حانية الهمس, تتعالى في فضاءاتِ الإمتداداتِ و تنتشر مع تموّجاتِ الأنسامِ اللطيفة, تنبثقُ تهجّداتَ مناجاةٍ و خشوعيّاتٍ, تنطلقُ من ذرى مآذن الله عند المساجد, تتهادى لطيفة الوقعِ و الإيقاعاتِ, ناعمةتتماوج و تتمايل على صهوات الأثير الشّفيف, تتراءى لجلاء بصري, كأنّها الضّوءُ السّاطعُ بالحقيقة, و أتخاطر بها في البعدِ بجلاء تفكّري, كأنّها الآمال المأمولة المرتجاة التّحقّق, حبل بها قدرًا تواصليّا عالمِ الإفتراض, ليتمخّض بها ولادة حقيقيّة عالم الواقع,لتنساب سيمفونيّة حُبٍّ أقدسٍ و عِشقٍ أطهرٍ لجلاء سمعي, حيثُ تتعافق الدّندناتُ في موسقاتها المترنّمة, ترود كنهي و بوطني, لتجري في ثنايا روحي, جريان الدّمِ في عروقي,عبر موجات التّردّد الرّقميّ و ذبذبات الهاتف الصّامتِ النّاطقِ...
تتعاظم خفقات قلبي الصّغير الحجم قدرًا, يزداد تراقصًا في سرورٍ و حبورٍ, كأنّ صدري يضيق به رغم سعته بالصّبرِ على كلِّ شيءٍ... فأستشعره القلب العُبْلويّ في تعاظمه, و هو لا ينقطع عن عزف ترانيمه و موسقاته على أطرافِ الشّرايينِ,لتتوالدُ في شِغافه كُلَّ الأحاسيس المتوجّدة بالحبّ, و تتنامى في بواطنه كُلّ المشاعرِ الأنبلِ في العشق الأطهر... وأشعر فجأةً, رُغم كُلِّ التّوقّعاتِ قياسًا على ذِمّةِ توقّعاتِ نوستر أداموس المُنجّمِ السّاحرِ, و تماشيًا مع إجتهاداتِ إستنباط قراءات الطّوالعِ على ذِمّةِ علوم و فنون الفلكِ, و إستعانةً بكلِّ تعاليمَ الدّراساتِ السّيكولوجيّة و ملحقاتها الحضاريّة... تراني في لعبة التّنسيق بين فوارق محارف لغة التّخاطب, لتحقيق فعلِ التّقارب في منظومة أبجديّة اللسان الإضافيّة, وفق التّرتيب التّربويّ في مقاييس من بيدهم الأمر و النّهي... تراني من حيث لا أدري, أُصابُ برعشة في سيّالاتِ الرّوح, الّتي تُنعِشُ كينونتي الجسديّة و الفكريّة و النّفسيّة,و الكوكبيّة و العقليّة و الوجدانيّة, تتفاعل في كوكبتها الشّعاعيّة الأنوار و تتسارع في الومضِ النّورانيّ, المنبثقِ رحمة و مودّة من قلب الحبّ و كبد العشق... و أتلمّس النّفس الأمّارة بكُلِّ القِيَمِ العظيمة, و بكلِّ المناقب الر!ّفيعة, تنتعش حينًا و ترتعشُ أحيانًامن هدأة سكونها في كهف التّاريخ المرويِّ, و تستيقظُ من هجعتها الممتدّة في ضجعتها المديدة, الّتي تجاوزت العصور بأمر الله و حكمته المكنونة... و تتعاظم أكثر فأكثر عفقات أناملي النّحيلة البصمات العجائبيّة الصّنع تجلّيات عظمة بدائع صنع الله في تكويني, و هي تحاول إحتضان الهاتف الغارق بالإهتزازات, يستغيث بي مناجيا لإستقبال سيّالات الصّوتِ الآتي من البعدِ, يُضمّخُ في توقيته صباحي كُلَّ معالم و بواطن الإطمئنان النّفسيّ و الذّاتيّ, و أنا أرتحلُ هائمًا بالرّوحِ خاشعًا, أرود درجات الطّبقات الأشفِّ في الفضاءات العلويّة, أمارس في وحدتي في جوفِ صومعتي القدريّة, ذكر الله في تراتيل و تجاويد قبساتٍ من آياتِ القرآن, ضارعًا للسّماء قبولَ أعمالي و إجتهاداتي و عباداتي صدقات جارية لوجه الله تعالى...
كما الصّوتُ العبلويُّ القدريّ, خاطرني في البعدِ الجغرافيّ و التّاريخيّ, ذات سحرٍ في جوفِ الليلِ, و أنا أناجي الهلال و النّجوم و الكوكبات, أنتظر نجمة الفدر تُشرقُ لتلهمني البوح الجريء في نظم خواطر الحبّ و العشق و الغزل لها, ألتحف السّواد كما الليلِ المُتّشحِ بأوشحةِ السّوادِ, الّذي غدا موروثًا للجمالِ و الكمال و الإكتمالِ لأصحابِ العقولِ, بمعزلٍ عن حركاتِ فعل الأحزان لدى العامّةِ, و مظاهر الأسى على فقدان الأحبّة... في تلك اللحظة الوامضة لوجداني, تجلّى الصّوتُ العبلويّ لي في تخاطراتِ الرّؤى بين الغفوة و اليقظة, و تفاعل بكُلِّ شفافيّة الحنينِ الأنثويّ و اللطافةِ و الإنسانيّةِ... هكذا تمامًا, بلا زيادةٍ و لا نقصانٍ, تناهى الصّوتُ صباحا لجلاءِ سمعي,مُموسق التّرانيم و الدّندناتِ و الأنغام... كأنّه هديلُ الحمائمِ و اليمائمِ في الدوحِ الوارف على ضفاف الأنهار, الّتي تُغنّي في جريان مياهها و سقسقاتها أغاني الحياة للحصى العاشقة, و كانّهذلك الصّوت الملائكيّ, ألحانَ الأطيار على الأغصانِ المخضوضرة في الفراديس و الجنان...ألهمه الله ليتناهى لجلاء سمعي في هذا الصّباح, لينظمذلك الصّوتُ على مسمعي, سيمفونيّة إبداعيّةً جديدةَ الإبتكارِ, مغايرة لما قبل من بدائع السّيمفونياتِ القليلات...
ترانيمُ الصّوتِ الآتي لي من خلف الحجب, قلب موازين ذاتي على حين ومضةٍ من أمري, متسائلا: كيف؟! و لِما؟! و هل هي مشيئة الأقدار فيما تشاء ساعة تشاء؟! حيث تشاء المشيئة في حكمة و عدالة؟!... أطرقتُ فجأةً و سريعًا بلا تردّدٍ, و تفكّرتُ بوجدانٍ مُتعمّقٍ بالخبراتِ, فعقلنتُ قلبي في تشاغفه, و قلبنتُ عقلي في تفكّره, وحفّذت الوعي الباطنيِّ على مدّي بالعون في الجوابِ الأصدق, و حرّضتُ العرفان الذّاتيّ لرفدي بموسوعة معلوماته... فأحسستُ صِدقًا صادقًا صدوقًا, أنّ سيّالات روحي الثّائرة بالرّفضِ, الّتي وسمها التّاريخ في كُلّ الجغرافيا بتوصيف لقب الرّفضِ, تلكَ الرّوحُ المُكبّلةُ في رميم جسدي بكُلِّ الرّبقاتِ المادّيّةِ, الّتي أدانت أبي و أمّي في عالم الفردوس, شعرتُ بروحي إنعتقت من سلاسلها, و تحرّرت مع موسقات الحبّ و العشقمن كُلِّ القيودِ, و إنتعشتْ بالصّوتِ الّذي أفاض من البعد المحجوب رِقّةً و سحرًا و حنانًا, و إنتشرت روحي هيامًا في المدى اللامحدود و المتناهي في الإمتدادات... فأيقنتُ حينها مصداقيّة الحقيقة المجلوّة, الّتي بها وشتْ صاحبة الصّوتِ خلسةً في سياق البوح الجريء, و أسرّتْ لي بها قداسة طهر في عرفاني الذّاتي, فكانت كما و اعدت و عاهدت و أقسمت, صادقة القول فيما أفصحت و قالت, ناصحةً لي في طهارة التّفكّر و القول و الفعل, أنْ أعقلنَ قلبي أكثر, و أقلبن عقلي أكثر, فإنْ أنا سمعتُ الصّوتَ الأنثويّ العبلويّ الحاني الموسقات,سأُدمِنَ روحًا و نفسًا و فكرًا و قلبًا و وجدانًا و دومًا على سماعِ الصّوتِ, إدمانًا أشدّ وقعًا و أشدّ فعلاً من الإدمان على كُلِّ انواع المخدّراتِ, الّتي تُزرع في تربة بلادي في السّهلِ الإهراء, و تُصنّعُ في مختبرات من لهم الباع الأطول في بلادي, و سوف يسكنني النّدم الأندم على الإصرار في التّنعّمِ بالصّوتِ الحاني عَبْلةً, إن أعاقت الأقدار يومًا سماع الصّوتِ عند التّشاغفِ و التّوجّدِ و الإشتياقِ...
الحوارُ الأثيريُّ العابقُ بكلِّ الضّوعِ و الطّيبِ و الشّذيِ, كأنّه رائحة المسكِ و العنبر الفوّاحِ من عِبَالِ الوردِ الجبليِّ السّاحر الجمال و الرّائحة العبلويّة... ذلك الحوار المشوّقُ بما إنطوى عليه من الأسرار و البوح الجريء المتبادلِ, حملني على صهواته الأثيريّة الشّفيفةِ فوق سحب الغمامِ الأبيضِ, و حلّقَ بي فوقَ ذرى الجبالِ الأعْبَلِ الشُّمِّ, و إرتحل بي قدرًا عبر إمتدادات الفضاءات, و رمى بي هائمًا عاشقًا عَبِلا متعاظمًا, لأموت حُبًّا عبلويّا بمن عشقتُ صوتها الحاني عبر موجات الأثير, و عشقتهابصدقٍ خاصٍ على ما نضحت به من معالم الوعيِ و ومضات العرفانِ و قبسات العلم و حركة فعل النّضوجِ... و ما كاد الصّوت يختفي خلف الحجب الأثيريّة, حتّى شعرتُ بقشعريرةٍ مفاجئةٍ سرت في مفاصلي و شراييني, و رحت أرتجف من البرد و الصّقيع الّذي إجتاح كامل جسدي, رغم كلّ معالم إرتفاع حرارة الجوّ من حولي... أهزي كما من مُسَّ بالجنونِ على حين غفلة من شأنه, أردّد غمغمةً و فمفمةً و لسننة, بقايا صدى الصّوت الحاني الّذي كان يناجيني و أناجيه عبر موجات الأثير, قد غدوت بأشدّ الحاجة لذلك الصّوت الّذي إرتحل و هو يُطمئنني بالوعد و العهد و القسم على الرّجوع كلّ صباح... فيما غافلتني رضابي و راحت تسيل من فمي فوق شفاهي لتزداد لمى شفاهي تألّقًا بقطرات رضابي, و هي تتساقط على ما تبقّى من شعيرات لحيتي البيضاء, تماشيا و توافقا مع ما يتناهى لي من موسقاتِ قلبي المُقلبنِ بالعشق, و هو يمارس عزف الحبّ و العشق, مودّة و رحمة للصّوت الحاني, و عبلة الصّوتِ الّذي جرفني بالإدمان, يُناجي وجداني العادل, و يستغيث بعقلي المُقلبنِ بالحُبِّ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف