الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس بقلم:هشام نشابه

تاريخ النشر : 2014-09-22
السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس بقلم:هشام نشابه
السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس

لو أنكم عرفتموه كما عرفته لأحببتموه وقدرتموه وحزنتم اليوم لوفاته كما أحببته وقدرته وحزنت على فراقه. قيل، المرء بأصغريه: قلبه ولسانه. والسيد هاني فحص كان ذا قلب كبير اتسع لجميع أبناء وطنه بل وتجاوزهم إلى الناس كافـة، وكـان ذا لـسان بليغ يعبّر عن فكر ثاقب ورأي سديد. عرفته خاصة في الندوات والمؤتمرات ومن خلال كتاباته في الصحافة، فما سمعت ولا قرأت له إلا ما ينم عن تفكير ناضج ومنفتح، بعيد عن التعصب بعداً يبدأ بالدعوة إلى نبذ التعصب عند الأقرب من أهل وطنه. إذ كيف يجتمع علم وتعصب؟. سألني ذات يوم: هل تعلم ما يقوله بعض الشيعة عن السنّة في مجالسهم الخاصة؟ إن الفكر الذي ينمي الفرقة والبغض بين الناس ليس من الدين في شـيء، أما الاخـتلاف فـهو من صمـيم التفكـير السـليم، فكيف ينمو الفكر يتطور دون اختلاف؟ وكيف تكون مناظرة وكيف يكون لقاء؟
وكان «السيد» من أسياد المناظرة، ينتقل بين الفقه والفلسفة، وعلم الاجتماع بيُسر، شأنه في ذلك شأن علماء الشيعة الأفاضل، ويرافق حديثه عادة، نكتة ناعمة وابتسامة تقربك إليه. وما أحلى حديث العلم، خاصة عند رجل الدين، إذا رافقته الابتسامة السمحة والوجه الطلق البعيد عن العبوس والتجهّم!؟
لم نألف عند الفقهاء حب الصـحافة ولكـن «السيد» كان محباً لأدب المقالة الصحفية التي تجمع بين التحليل السياسي والبحث الاجتماعي والفقه الديني في تناغم مريح للعقل والروح. فإذا قرأت مقالاته في الصحافة عرفت فيه الأديب والفقـيه والإنـسان المثـقف في آن معاً. سنفتقد مقالاتك في «السـفير» أيها العالم الأديب والصحافي، ونحـن في زمن أشد ما نكون حاجة إلى الأدب في الصـحافة ورصـانة الفقيه وانفتاحه. عوّضنا الله بأمثالك لكي يبقى للصحافة دورها في تثقيف الناس ولا تقتصر على نقل الأخبار.
وهناك جانب من حياة «السيد» قد يغيب عن ذهن من عرفوا فضله ونعموا بصداقته، وأحسب أني عرفت هذا الجانب فيه في ساعة من ساعات تجلي اثناء رحلة جمعتنا لحضور مؤتمر في عمان. سألته يومذاك عن طفولته فإذا به ينطلق في حديث مشوّق تمنيت ان يطول. وكان جوهر حديثه عشقه لمرابع طفولته في قرية جبشيت. فراح يحدثني بحيوية بارزة عن الزراعة والمزارعين في الجنوب وخاصة عن زراعة التبغ. التبغ تلك النبتة الساحرة التي اكتسبت منذ فجر التاريخ مفاهيم وخصائص هي أقرب للخرافة منها للواقع. وأي ضير في هذا، والمعروف ان الخرافة هي أول ما عرِف من الأدب؟؟ حدثني السيد هاني فحص تغمده الله برحمته عن أهمية زراعة التبغ في الجنوب، ومراحل الغرس والنمو والقطاف، ثم التجفيف والتنسيق والتصنيف حتى تسليم هذه النبتة إلى المستهلك. كان السيد هاني يتحدث عن زراعة التبغ في جنوب لبنان بشغف وحنين، ولكن حديثه لم يخل من الخبرة. ولكن الأهم من ذلك انه كان يتحدث عن الأرض التي أحب والناس والعادات والتقاليد... قلت في نفسي وأنا استمع غليه: هنيئا لمن عنده أرض في لبنان، في أية بقعة فيه، فمن لا أرض له لا حب له، ولا عشق ولا معشوق!
ولا بد من أن أتذكر أن السيد هاني كان في شبابه ممن جاهد في صفوف المجاهدين من أجل فلسطين، وقد بقيت القضية الفلسطينية عند ابن جبشيت كما عند سائر علماء هذه القرية الجنوبية المناضلة محوراً في تفكيرهم كله، إذ تلوح فلسطين في ثنايا كل ما كتبه «السيد» عن حياتنا الوطنية المعاصرة كما تبرز في تطلعاته لمستقبل العرب والمسلمين.
رحل عنا السيد هاني فحص، ذلك العاشق لأرضه وأهله، فعسى أن يجد عند ربه داراً خيراً من داره في هذه الدنيا وأهلاً خيراً من أهلها. أسكنه الله تعالى الجنة. وألهمنا وأهله وأصدقاءه الصبر الجميل.

هشام نشابه
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف