قلب السيارة دليلها
(( قلب المؤمن دليله )) مقولة شائعه منتشرة في وسطنا العربي وللتوضيح فعلى سبيل المثال يدعوك أحد الأشخاص الى حفلة زفاف أو عيد ميلاد أو حتى الى احتساء فنجان قهوة في أحد المقاهي ينتابك عندها إحساس خفي بعدم الإرتياح من تلك الدعوة فتقرر الإعتذار وعدم تلبيتها وتأتيك الأخبار بعدها بوقوع حدث أو حادث فتقول بينك وبين نفسك وبعفويه غير إراديه : الحمد لله انني لم ألبي الدعوة فقد كان قلبي دليلي .
ماسبق طبيعي ومتعارف عليه ولكن من غير الطبيعي ماجرى مع سيارتي شبه الحديثة فقبل عدة أيام وفي دمشق الفيحاء كنت متجهاً الى منطقة المزه لزيارة أحد الأصدقاء وفجأة توقفت السيارة في منتصف الطريق العام وكعادة أهل الشام المتخمين بالنخوة والشهامة تجمع عدد من الشباب حولي بقصد المساعده وقام أحدهم برفع غطاء السيارة ولاأعرف ماذا فعل إلتفت نحوي قائلاً : شغل السيارة استاذ وبالفعل دار محرك السيارة وانطلقت بها بعد شكر الشباب على حميتهم وبعد 200م تقريباً توقفت السارة مرة أخرى فنزلت غاضباً ولاعناً الصين والسيارات الصينية وماهي سوى بضعة دقائق دوى انفجار ناتجة عن سقوط قذيفة أطلقها تتار القرن الواحد والعشرين على مستشفى الأطفال والتي لاتبعد اكثر من 50م عن مكان توقف سيارتي فركضت مع الراكضين نحو مكان وقوع القذيفة ورأيت بأم عيني دماء الشهداء والجرحى عدا عن الأضرار المادية ولم أشعر إلا بدموعي تبلل وجهي حزناً على دمشق الياسمين وأهلها ورأيت بأم عيني الوحده السوريه بأبهى حللها بتدافع عشرات الشباب لتقديم يد العون والمساعدة ورأيت بأم عيني دموع الثكالى والمكلومين وسمعت بأذني الهتافات بالروح بالدم نفديك سوريا بالروح بالدم نفديك يابشار وقد شعرت بالفرح رغم حزني الشديد وتيقنت بأن سوريا راسخة رسوخ قاسيون ولن تركع وستبقى ممشوقة كأ
شجار السنديان رغم أنف تلك العصابات الارهابيه وداعميهم ومموليهم .
بعد حوالي الساعة رجعت الى مكان سيارتي المعطلة وقمت بمحاولة اخيرة لتشغيلها ونجحت المحاولة والى الان رغم مرور عدة أيام السيارة تسير مثل ( الرهوان ) كما يقال بالعاميه الشاميه وقلت في نفسي ضاحكاً : هل من المعقول بأن السيارة كان قلبها ( موتورها ) دليلها بوقوع الكارثة لو استمرت بالسير 50 م فقط الى الامام .
سليمان عباسي – كاتب فلسطيني
(( قلب المؤمن دليله )) مقولة شائعه منتشرة في وسطنا العربي وللتوضيح فعلى سبيل المثال يدعوك أحد الأشخاص الى حفلة زفاف أو عيد ميلاد أو حتى الى احتساء فنجان قهوة في أحد المقاهي ينتابك عندها إحساس خفي بعدم الإرتياح من تلك الدعوة فتقرر الإعتذار وعدم تلبيتها وتأتيك الأخبار بعدها بوقوع حدث أو حادث فتقول بينك وبين نفسك وبعفويه غير إراديه : الحمد لله انني لم ألبي الدعوة فقد كان قلبي دليلي .
ماسبق طبيعي ومتعارف عليه ولكن من غير الطبيعي ماجرى مع سيارتي شبه الحديثة فقبل عدة أيام وفي دمشق الفيحاء كنت متجهاً الى منطقة المزه لزيارة أحد الأصدقاء وفجأة توقفت السيارة في منتصف الطريق العام وكعادة أهل الشام المتخمين بالنخوة والشهامة تجمع عدد من الشباب حولي بقصد المساعده وقام أحدهم برفع غطاء السيارة ولاأعرف ماذا فعل إلتفت نحوي قائلاً : شغل السيارة استاذ وبالفعل دار محرك السيارة وانطلقت بها بعد شكر الشباب على حميتهم وبعد 200م تقريباً توقفت السارة مرة أخرى فنزلت غاضباً ولاعناً الصين والسيارات الصينية وماهي سوى بضعة دقائق دوى انفجار ناتجة عن سقوط قذيفة أطلقها تتار القرن الواحد والعشرين على مستشفى الأطفال والتي لاتبعد اكثر من 50م عن مكان توقف سيارتي فركضت مع الراكضين نحو مكان وقوع القذيفة ورأيت بأم عيني دماء الشهداء والجرحى عدا عن الأضرار المادية ولم أشعر إلا بدموعي تبلل وجهي حزناً على دمشق الياسمين وأهلها ورأيت بأم عيني الوحده السوريه بأبهى حللها بتدافع عشرات الشباب لتقديم يد العون والمساعدة ورأيت بأم عيني دموع الثكالى والمكلومين وسمعت بأذني الهتافات بالروح بالدم نفديك سوريا بالروح بالدم نفديك يابشار وقد شعرت بالفرح رغم حزني الشديد وتيقنت بأن سوريا راسخة رسوخ قاسيون ولن تركع وستبقى ممشوقة كأ
شجار السنديان رغم أنف تلك العصابات الارهابيه وداعميهم ومموليهم .
بعد حوالي الساعة رجعت الى مكان سيارتي المعطلة وقمت بمحاولة اخيرة لتشغيلها ونجحت المحاولة والى الان رغم مرور عدة أيام السيارة تسير مثل ( الرهوان ) كما يقال بالعاميه الشاميه وقلت في نفسي ضاحكاً : هل من المعقول بأن السيارة كان قلبها ( موتورها ) دليلها بوقوع الكارثة لو استمرت بالسير 50 م فقط الى الامام .
سليمان عباسي – كاتب فلسطيني