الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف تحرك الحجر الكبير في اليمن ؟ محاولة للفهم !بقلم:د. أسامة الأشقر

تاريخ النشر : 2014-09-22
كيف تحرك الحجر الكبير في اليمن ؟ محاولة للفهم !
د. أسامة الأشقر
لستُ متفاجئاً مما جرى في اليمن ، فأي قوة منظمة في أرضٍ ما بإمكانها الوصول إلى نمط السيطرة إذا توفرت لها الظروف المناسبة المتمثلة في الضعف الداخلي للدولة أو المجتمع ، والدعم الإقليمي المستمر لهذه القوة .
لم تكن إيران هي من بدأ بإيقاظ الحوثيين سياسياً ، رغم أنها تحاول الالتفاف عليهم مذهبياً منذ ثورتها ضمن سياسة تصدير الثورة مطلع الثمانينات في فورة الحماسة والشعور بنشوة انتصار الثورة على الشاه رأس الاستراتيجية الأمريكية في الإقليم ، فقد كان قرار الثورة الإسلامية هو توحيد الطوائف الشيعية البعيدة عن الجعفرية الاثني عشرية كالنصيرية والإسماعيلية والزيدية والدروز أيضاً لكونهم في الأصل إسماعيلية ، وجرى استهداف منظم للطرق الصوفية غير العلمية من مدخل حساس وهو عشق الصوفية وتغنّيهم بحب آل البيت الكرام ، وقد بدأ مشروع التوحيد من خلال استراتيجية تعتمد التمويل والتعليم والانتشار الواسع ، وأنشأت لذلك هيئات ومنظمات شعبية وشبه رسمية مدعومة بالظل الدبلوماسي للدولة .
وقصة إيران مع مشروع استيعاب النصيرية تحتاج إلى شرح تفصيلي ليس هذا مقامه ، والمعلومات فيه غريبة وحساسة وقد يستهجنها كثيرون رغم أنها حقائق .
أما الحوثيون فهم زيدية ، ولا أظنهم خرجوا عن مذهبهم رغم تقاربهم المذهبي مع الاثني العشرية ، وهذا التقارب في حقيقته حركيّ وليس اعتقادياً كما يكتب الناس هنا وهناك ، بدافع الغضب والتعصب ، ومن عرف الحوثيين جيداً يدرك أنهم يتصرفون بمنطق الحركة المنظمة ذات الرؤية الناظمة لمصالحهم ، وليس بمنطق الجماعة المذهبية المغلقة ؛ فقد أدركوا حاجة إيران لهم وحاجتهم إلى إيران ، ولم يشاهدوا غير إيران في الإقليم الكبير ، إذ هم جماعة معزولة في هذا الإقليم ، ولديهم رؤاهم السياسية وتطلعاتهم التي تنكسر دائماً على عتبة النفوذ السعودي ورؤيته .
رأى الحوثيون أنهم يمكن أن يكونوا مخلب إيران في منطقة حيوية استراتيجياً وهي مضيق باب المندب ، وبإمكان إيران أن تضغط على أمريكا من خلال طريق النفط العالمي وطريق التجارة الدولية العابرة عبر قناة السويس هناك ، فعند ذلك يتراجع الضغط العالمي على إيران ، وتتاح لها فرصة إنهاء برنامجها النووي وفرض نفوذها الإمبراطوري الذي تتطلع إليه .
ليس هذا فحسب بل إن الحوثيين بإمكانهم المساس بالخاصرة الجنوبية للسعودية من خلال الطائفة الإسماعيلية المنتشرة في أقصى الجنوب الغربي للسعودية ، وهم في مستوى النظر الإيراني منذ الثمانينات حين كانت فلسفة تصدير الثورة سائدة ، ومن الممكن أن يكون لهؤلاء دور في الضغط على الدولة الإقليمية المؤثرة السعودية التي تقف في وجه التطلعات الإيرانية وتستند إلى دعم غربي في رؤيتها .
استغل الحوثيون حاجة أمريكا لإيران في أفغانستان وفي العراق ، وحتى في سوريا لكيلا تنفجر الأمور على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة ؛ واستغلوا أيضاً حاجة أمريكا لإيران في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" أو الخلافة كما تسمي نفسها .
واستغل الحوثيون والإيرانيون الارتباك السعودي في التعامل مع التغيرات الاستراتيجيات في المنطقة ، واتجاه أمريكا نحو إيران ، وعقد التفاهمات الاستراتيجية معها بعيداً عن أسلوب الاتفاقات المثير لخوف السعودية .
لم تكن إيران تنظر إلى الحركيين الحوثيين بمنطق الرضا أول ظهورهم مطلع التسعينيات فهم متشددون في اتباع مذهبهم ، وكان الحوثيون كذلك فالزيدية أقرب في منطق التاريخ السياسي إلى السنة منهم إلى الشيعة الاثني عشرية ؛ فكان اتجاههم الأول نحو ليبيا القذافي الذي كان يريد مضايقة السعودية وإزعاجها فقدّم لهم الدعم الكبير لاسيما أن الرئيس اليمني آنذاك كان على خطى السعودية ومحسوباً عليها ؛ وقد ظهرت آثار النعمة العسكرية على الحوثيين بفضل السخاء الليبي للقذافي ؛ وهي النعمة التي تُرجمت سياسياً من خلال حزب قويّ ومؤسسات منظمة قوية لكنها ظلت محاصرة في بيئة جبلية مخنوقة ، عملت إيران بعد ذلك على فتح مجالها لتكون أكثر تأثيراً في السياسة المحلية وصولاً إلى التأثير الإقليمي .
هذا مدخل رؤية شخصية للفهم أحببتُ أن أضعه بين يدي المهتمين لعلي أرى له تصويباً منطقياً أو تطويراً لاستيعاب هذه المرحلة حتى لا تجرفنا العصبية نحو آراء مستفَزّة توصلنا إلى قرارات خاطئة تكرّس السلوك السياسي الخاطئ .  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف