الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاعر رومانسية الأطلال ووجدانها بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه

تاريخ النشر : 2014-09-22
شاعر رومانسية الأطلال ووجدانها بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه
شاعر رومانسية الأطلال ووجدانها

الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه.......

إن الشاعر الفذُ والبلبلُ المغردُ والطيرُ الجريح
كان ينزف ألما لما عايشه في حياته من قصص كان لها أكبر الأثر والوقع في نفسه المرهفة وأحاسيسه الرقيقة ـ فقد كان كثير الاتصال بالناس مشرق الروح أنيس المجلس كأنه عصفور فزع كثير الالتفات والتلفت لا يهدأ له قرار يملأ الجو من حوله مرحا بفكاهته العذبة ـ لذا من فرط إعجابي وحبي الشديد له وددت أن أعطي هذا الرجل حقه من الاحترام والتقدير فلقد جعلني أهيم في عالم السحر والخيال الذي يُبلغك قمم الجبال وربيع المحال ـ فلا غرو ولا عجب أن تتيه نفسي إعجابا به ولا بد وأن تعطه حقه ـ ولا بأس أن تأخذ النفس حقها أيضا في التعبير عما يجول بخاطرها من كلمات تعبر بها عن الصدق الذي تحبه الحقيقة وترتضيه ـ لذا شرعت في كتابة مقالي هذا لعلي أسلط الضوء علي بعض من أعماله التي كُتبت بعطر الروح وأنات النفس وصدق المشاعر التي داعبتنا كثيرا في أطلاله عذبة الألحان ـ حلوة المذاق سهلة المنال ـ إنه لغي عن التعريف ـ إنه الشاعر الحالم الرومانسي رقيق المشاعر (في وقت جفت فيه ونضبت لدي كثير ممن فقدوها وافتقدوها في زمننا هذا) شاعرنا شاعر الخيال الذي يحلق في العالم المريح من عناء الدنيا ومتاعبها. ـ شاعر العبقرية الفذة ـ شاعر الروح والقلب المجروح والصدر المقروح بصدي الروح ـ الطبيب المعروف بأطلاله العذبة التي غنتها وشدت بها أعظم عظماء المطربين والمطربات حتى بعد الممات ـ كوكب الشرق الحزين ـ السيدة العالمية في صدق الأداء والتعبير عما تريده الكلمات ـ السيدة/ أم كلثوم ـ رحمة الله عليها وعلي مبدع ومؤلف قصيدة الأطلال (التي تطل بنا علي المفقود من النفس البشرية التي ألمتها متاعب الحياة وقسوتها هنالك عند الوادي السحيق في أعماق الغابة البعيدة وجدول الماء الكبير والقارب الصغير الفاقد لمرتديه).
الدكتور الشاعر / إبراهيم ناجي
ورائعته الأطلال هذه التي تخلب الوجدان وتحرك المشاعر الصادقة عند قراءتها أو سماعها بثلاثيها العملاق ـ ناجي بكلماته ـ والسنباطي بألحانه ـ وأم كلثوم بشدوها عذب المذاق لدي كل العشاق ـ هي نفسها تعبر عن قصة حب لمحبوبين لم يحالفهما النجاح فصارت هي إطلالة روح وأشلاء جسد مبعثرة هنالك علي قارعة الطريق تقاسمها كل فريق ـ فمنهم من نجا ومنهم الغريق ـ وغرقنا نحن فيها كأي غريق نجا من الحريق!
ملحمة ورائعة الأطلال من ديوان ليالي القاهرة
هي القصيدة التي تقع في مئة وأربعة وثلاثين بيتا ـ وشدت أم كلثوم ببعض منها ـ فهل نجد من الحناجر الخشنة والهشة في زمننا هذا من يكملها؟
وإليك بعض الأبيات التي غنتها أم كلثوم في عام 1966 والتي بدأتها بي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَـا فُؤَادِي لَا تَسَلْ أَيْنَ ٱلْهَوَى كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِنِي وَٱشْرَبْ عَلَى أَطْلَالِهِ وَٱرْوِ عَنِّي طَالَمَا ٱلدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ ٱلْحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا وَحَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِ ٱلْجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنهتها بالمقطع التاسع والعشرين حينما قالت:
يا حبيبي كلّ شيء بقضاءْ ما بأيدينا خُلقنا تعساءْ
ربّما تجمعنا أقدارُنا ذات يومٍ بعد ما عزّ اللّقاء
فإذا أنكر خِلٌّ خلّه وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌّ إلى غايته لا تقل شئنا فإن الحــظّ شاء
ـــــــــــــــــــــــــ
وكتب محمد رجب مقالة له بعنوان (أنا مُلهمة شاعر الأطلال ) نشرت بمجلة أخبار الأدب العدد 10 ـ 2012 نقلا عن الفنانة زوزو حمدي الحكيم ـ أنه كتبها من وحي حبه لها حينما كان يتردد علي المسرح الذي تعمل به ليشاهد ويتابع أعمالهم الفنية لاهتمامه بالفنون ـ ثم تولي بعد ذلك معالجة أعضاء الفرقة المسرحية ذاتها ـ ثم توطدت العلاقة بينهما خاصة بعد معالجة والدتها برغم علم زوجها الصحافي الكبير الأستاذ /محمد التابعي ـ كما تدعي لأنه كان لا يغار منه لأنه كان هزيلا ضعيفا لا يملأ عيني امرأة ولا يثير غيرة رجل برغم انه كان شاعرا غير عادي.
( ولِمَ يغار محمد التابعي وهو يعلم أنها كانت متزوجة قبله من الزوج الأول/ حسين عسكر؟)
ووصل التمادي بها كثيرا إلي أن قالت أنها حينما سمعت السيدة / أم كلثوم تشدو بالأطلال قالت أنها سمعت مثل هذه الكلمات من قبل ـ فبحثت في كتاب عمرها المديد فوجدت أنه ـ من ضمن الأبيات التي كتبها ناجي لها فوق (الروشتات) التي كان يكتبها لعلاج والدتها قبل ذلك ـ وهنا نسأل سؤالا : هل كانت تنقل الأبيات قبل صرف (الروشتة) وتسمحها أمَ كانت تتركها ليقرأها الصيدلاني ليتوهم أن ناجي يحبه ويعشقه ـ أو لتقع في يد الصيدلانية للتوهم هي أيضا أن ناجي كتبها حبا وشغفا بها؟
ـ دعنا من هذا لنستمع إلي الأغنية فلا نرغب في إفسادها!
والحقيقة أنة لما سألوا المهندس الراحل/ حسن ناجي الشقيق الأصغر للشاعر عمن هي صاحبة الأطلال قال هي السيدة: ( عنايات محمود الطوير) وكان حبه لها من طرف واحد.
عودة علي بدءـ إن إبراهيم ناجي الذي حير كل المحبين لشعره وأدبه في رقته وعذوبته خَلفَ تراثا يدفعنا دفعا لنمتص من رحيقه ليتحول إلي عسل مصفي نُذهب به عنا بعضا من درن التلوث الثقافي والتلوث السمعي الذي يحيق بنا مرارا وتكرارا ـ وبرغم وصف العقاد لشعره (بالرقة العاطفية) وهو الذي ما تعاطف يوما ما مع أي أحد ـ والتي انصرف بسببها وبسبب نقد الدكتور/ طه حسين له أيضا عن الشعر زمنا طويلا سافر فيه إلي بريطانيا فألم به هناك حادث أليم إلا أنه عاود الكتابة مرة أخري حتى قضي نحبه ـ وفي نظري أنا لا سواي ـ لو لم ينظم دكتورنا العظيم /إبراهيم ناجي ـ سوي رائعة الأطلال ـ لكفته نظما وشعرا ونثرا وأدبا وفنا يتعلم منه (أؤلئك الذين ينتقدون لا شيء سوي النقد)زمنا طويلا!

ــــــ التعريف بالشاعر ومؤلفاته ــــــــــــ
ـ الطبيب الشاعر/إبراهيم ناجي ولد بحي شبرا في القاهرة عام 1898 وتخرج في كلية الطب عام 1922 ثم عمل طبيبا لفترة من الزمن ثم عين بعدها مراقبا للقسم الطبي في وزارة الأوقاف في آخر الأمر ـ وكان الشعر عند بمثابة النافذة التي يطل منها علي العالم أو إلي الأبد وما وراء الأبد كما كان يقول في حواراته ـ بل يقول هو البلسم الذي داوي به جراحه ـ فاغترف من الثقافة العربية ودرس العروض والقوافي وقرأ للمتنبي وابن الرومي وأبي فراس الحمداني وفحول شعراء العرب ـ كان يقرأ دواوين مطران خليل مطران وتأثر به كثيرا في نشأته فلقد تعرف عليه مبكرا وكان لذلك الأثر البالغ في إثراء روحه وشعره وكان يقرأ لشوقي وحافظ إبراهيم ـ وواجه نقدا لاذعا عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين لا لشيء إلا لارتباطه بجماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة لأنها تميل إلي إلي الرومانسية التي هي الحب والوجدان الذي أبدع فيه ناجي وخاصة في أطلاله التي تُخلد إلي اليوم بشاعرها ويُخلد هو بها ـ ووصف د/طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل الخروج إلي الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه.
ـ تخرج في كلية الطب وهو حاذق في الإنجليزية ضليع بها ـ وتعلم الفرنسية وفتحت له أبواب الثقافة والمعرفة الجيدة بهاتين اللغتين كنوز آداب الغرب لينهل منه فقد كان يحب القراءة مشغوفا بها فتسني له كشف ثروة هذا الأدب وبدأ يعب منها عباً فأقبل بالذات علي الجانب الرومانسي منها ـ فقرأ أشعار هذا الجانب وخاصة شعر المنهج الذاتي الذي يقوم علي تصوير خلجات النفس إزاء حب الخير والطبيعة دون العناية بحياة المدنية والناس من حولهم ـ فالشعر عندهم تجارب نفسية خاصة ـ فهم فريدون في طبعهم لا يحسبون للمجتمع أي حساب فهو ليس تعبير المجتمع وإنما هو تعبير النفس الذاتية ـ وكان د/ إبراهيم ناجي معجبا أيما إعجاب بالشاعر الإنجليزي ( لورانس) والكاتب الإنجليزي ديكنزـ ووسع قراءاته فحوت آداب الرمزيين ومن خلفهم في القرن العشرين من الشعراء ـ وقرأ كثيرا في علم النفس الحديث ونظرياته المتعددة وكتب فيه كثيرا ومن بعض ما كتب في علم النفس نجد رسالته بعنوان ( كيف نفهم الناس) وأيضا كتابه بعنوان (كيف نفهم الحياة) وهذا الكتاب به خواطر أدبية ونفسية ونقد وحضارة وشباب وعقل ـ وترك أيضا مخطوطات كثيرة لأثار مترجمة عن شكسبير وترجم لغيرة من الأدباء مثل لبود لير (ديوان أزهار الشر) باللغة الفرنسية ـ وشارك في النهوض بالمسرح فترجم للفرقة القومية عن الإنجليزية (مسرحية الجريمة والعقاب) لديستوفسكي ـ وعن الإيطالية رواية ( الموت في أجازة) وكتب بعض الكتب الأدبية مثل ( مدينة الأحلام ـ وعالم الأسرة) وقام بإصدار (مجلة حكيم البيت) ثم أسهم مع إسماعيل أدهم في كتاب (توفيق الحكيم ـ الفنان الحائر).
عين وكيلا لجماعة أبولو بعد أن أسست في عام 1932 علي يد الدكتور/أحمد زكي أبو شادي ـ ثم أنشأ رابطة الأدباء في عام 1946 ونهض بإخراج مجلة أبولو المعروفة والمشهورة آنذاك ـ وحاول كتابة القصة لكن الأجل لم يمهله فقد اقترب منه وحان!
ـ قرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرون من رومانسي الشعر الغربي وترجم أشعار (الفريد دي موسيه) (وتوماس مور) ونشرها في السياسة الأسبوعية ونشر له العديد من المؤلفات والدواوين مثل ـ ديوانه الأول : وراء الغمام 1934 ـ وديوانه الثاني: وليالي القاهرة 1944 ـ ثم ديوانه الثالث: في معبد الليل 1948 ـ ثم ديوانه الرابع :الطائر الجريح الذي نشرته له دار المعارف بعد وفاته في عام 1953 ـ كما صدرت أعمالة الشعرية الكاملة 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.
ـــــ صدرت عدة دراسات عن د/إبراهيم ناجي بعد رحيله منها:ـــــــــــــ

ـ مع ناجي ومعها للدكتور الأديب/غازي القضيبي ـ ناجي حياته وشعره للشاعر/ صالح جودت ـ وناجي للدكتورة نعمات ـ وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور/ طه وادي ـ وناجي حياته وأجمل أشعاره / لوديع فلسطين ـ وإبراهيم ناجي للدكتور/علي الفقي ـ كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية منها:
ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل ـ عرض وتفسير وموازنة للباحث الشاعر/عزت محمود علي الدين وهي رسالة دكتوراه في كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر. ورسالة أخري بعنوان : صورة المرأة بين علي محمود طه وإبراهيم ناجي في كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التعريف بالشاعر ومؤلفاته ـ وصدرت دراسات عدة عن د/ إبراهيم ناجي بعد رحيله: جمع بعض من فحواها من مصادر عدة.
الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه
عضو نادي الأدب بأجا سابقا ـ وقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر.
(من الدراسات الأدبية للكاتب) بتاريخ:20/9/2014 بفيينا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف