الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغدير المسموم بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2014-09-22
الغدير المسموم بقلم:أسعد العزوني
الغدير المسموم
قصة قصيرة بقلم:أسعد العزوني

وجد الفارس هشام نفسه ،ممتطيا جواده الأشهب "مسعود" في صحراء قاحلة ،لا مياه فيها ولا أعشاب.
فكر كثيرا في مصيره  بهذه الصحراء القاحلة ،ومصير حصانه خاصة وأنه يجهل طبيعة هذا المكان،وقال مخاطبا حصانه:
-    آه يا مسعود،أي مصير ينتظرنا؟فهمهم الحصان وكأنه فهم ما قاله صاحبه.
إستمر هشام في سيره،وأصبح عاجزا عن التفكير ،لأنه أدرك أن لا نهاية لهذه الرحلة سوى الموت،وبدون ثمن أو هدف ،سوى الضياع ،وخاطب حصانه مرة اخرى:
-    تخيل  ، حتى  الزواحف معدومة في هذه الصحراء،والنباتات الشوكية رفضت العيش هنا،ولو وجد بعض منها ،لكنت أنت على الأقل  أكلت شيئا يعينك على هذه الرحلة.
لم يكد هشام ينهي  جملته ،حتى توقف الحصان فجأة ،وأخذ يهمهم  ويخبط بأقدامه فرحا.
إنتبه هشام لحركة حصانه ،وأمعن النظر إلى الأمام،فإذا بجنة وارفة الظلال! نخلة  قطوفها دانية،وغدير ماء يبهج النفس من بعيد.
-    يا لهذا الحظ الرائع ! صرخ هشام بحصانه ليتحرك من مكانه،ويقترب من الواحة!
تحرك الحصان على مهل ،وتوقف بالقرب من الغدير،فقفز هشام وهو يكاد يطير فرحا ،محاولا دخول الجنة الخضراء،ممنيا نفسه وحصانه  بأطيب البلح والماء  القراح.
ما أن  إستقرت قدماه بالقرب من تلك الواحة الغناء ،حتى برزت له الأفاعي من كل الجهات!وخاطبته إحداهن:
-    قف مكانك أيها الفارس !لا تقترب،وإلا كان الموت مصيرك أنت وحصانك!
 كان الفارس هشام فارسا شجاعا ،خاض الكثير من المبارزات  مع أقوى الفرسان وإنتصر عليهم،لذلك لم يكترث  لتحذير الأفاعي ،وحاول الإقتراب أكثر!
كررت الأفعى تحذيره  من جديد!بأنه في حال تناوله للبلح سيموت ،وكذلك حصانه إذا قضم شيئا من النباتات.
كان الجوع والعطش  يسيطران على هشام ،لذلك  لم يأخذ تحذرات الأفاعي على محمل الجد!فأصر على موقفه وحاول إقتحام الحديقة،لكن الأمور أخذت منحى آخر عندما تقدمت أفعى بقرنين وجرس ناحية هشام،وخاطبته بمودة:
-    إسمع أيها الفارس ،نحن نعرف نواياك،فأنت لست شريرا ،ولذلك نخاف عليك وعلى حصانك أن تموتا!
إستغرب هشام مما سمعه فرد بأدب :
-    أنا وحصاني تائهان،في هذه الصحراء ،وأخشى أن يقتلنا الجوع والعطش،وقد سررنا بهذه الجنة  الخضراء،فلماذا تمنعوننا من سد رمقنا على الأقل؟
هزت الأفعى الكبيرة  رأسها محدثة رنينا قويا وقالت:
-أيها الفارس ! نحن هنا لمنع الطيبين أمثالك من تناول البلح والماء!
لم يفهم هشام  ما عنته  الأفعى ،فكرر سؤاله بعصبية هذه المرة:
-    ما سبب منعي من تناول البلح وشرب الماء؟
هزت الأفعى رأسها وقالت:
-    أيها الفارس النبيل ،عندما يأتينا الأشرار نتغاضى عنهم،أما انت ،فإننا حريصون على بقائك مع حصانك أحياء!
مرة أخرى وجد عصام نفسه عاجزا عن حل اللغز،فإعتلى حصانه،وأمره بإقتحام الواحة!لكن الأفاعي إنتصبت  واقفة على ذيولها وشكلت سدا منيعا أمام الحصان!فقال هشام متوددا للفاعي:
-    قطف بلح وشربة ماء وقضمة حشيش لا تضر ،فإسمحن لنا بذلك لنواصل مشوارنا!
ردت كبيرة الأفاعي بحزم:
-    لا يمكن لنا السماح بذلك!
-    -لماذا ؟سأل هشام بحدة !
- لأن البلح والماء والحشائش مسمومة ،ولن نقبل أن تموت  !
لم يستوعب هشام ما قالته الأفعى،فأخذت الدنيا تدور به ،وبينما هو كذلك،إذا بعصفور جميل يحط على النخلة  ،وينقر بلحة،وهشام يمعن النظر فيه،ثم يطير العصفور إلى الغدير ليرتوي،فعلا صراخه كالطفل ، فإنقلب على ظهره لا حراك فيه!
عندها نهض هشام من نومه مذعورا،وتحسس حصانه تحت شجرة الحور،فإذا به ما يزال مربوطا مكانه،وأدرك هشام أن ما مر به كان كابوسا  مزعجا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف