الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قريبا نلتقي بقلم : منذر ابو حلتم

تاريخ النشر : 2014-09-21
قريبا نلتقي

قصة بقلم : منذر ابو حلتم

_______________________

( مهداه الى شهداء مخيم جنين الذين سطروا بدمائهم اجمل اساطير البطولة والصمود خلال اجتياح جيش العدو الصهيوني للمخيم في الفترة 1 نيسان/ أبريل 2002 - 15 نيسان/ أبريل 2002 )

عشرة أمتار فقط بقيت لتصل الدبابات إلى البيت .. عشرة أمتار تفصلهم عن زينب والصغار …!! مقبض الرشاش صار ساخناً جداً .. وفي الهواء رائحة الدم والرصاص والحريق … عشرة أمتار فقط ..!

دوي هائل وطنين يملأ الكون .. تنظر حولك .. إلى رفاقك المنتشرين في أزقة المخيم .. تتحسس ما تبقى معك من رصاص ثم تتحسس حزامك الناسف حول جسدك ..! أحد البيوت الصغيرة ينهار تحت جنازير دبابة .. ترتفع سحابة دخان وغبار .. وعاصفة من رصاص ..!!
أحد الشباب ينشد :- طل سلاحي من جراحي ….
ينضم إليه شبان آخرون ..
كان قلبك جامداً وعيناك جمرتان .. صورة واحدة تسيطر على وجدانك .. عشرة أمتار بقيت .. عشرة أمتار تفصلهم عن زينب والصغار ..!
النشيد يستمر : دربي مر .. دربك مر .. أدعس فوق ضلوعي ومر ..!!!
من جهاز الراديو الصغير في جيبك يأتي صوت المذيع معلناً أن وزراء الخارجية العرب يقررون استمرار العمل الدبلوماسي وينتظرون وصول ( باول ) للمنطقه ..!
تلقي جهاز الراديو بعيداً .. تنتبه لصوت مكبرات الصوت تطالب سكان المخيم بالاستسلام ..! .. أحد الشباب يلقي قنبلة باتجاه مكبرات الصوت …
في زاوية قريبة كان مقاتل فقد ساقيه في بداية الانتفاضة .. يجلس على الأرض وقد لف ما تبقى من جسده بحزام ناسف .. وفي يده بندقية .. تنظر إليه طويلاً .. الشاب ينتبه لك .. يرفع قبضته عالياً ويبتسم .. ترفع قبضتك أنت أيضاً وتبكي بصمت …!
دبابة تقتحم الحي مثل ثور هائج .. شاب ملثم يواجهها مطلقاً الرصاص .. ثم يلقي بنفسه أمامها مفجرا حزامه الناسف ..! .. تطلق الرصاص أنت أيضاً ..
يصمت رصاص المقاتلين فجأة .. دبابة تقترب .. وعلى مقدمتها طفلان مقيدان بالسلاسل .. الطفلان كانا ينظران حولهما بذهول .. وقد أصيبا بحالة من الهستيريا ..
تنظر جيدا .. إنهما خالد وسائد .. يا الله ..!!
يجب أن تصل إلى البيت .. رغبة هائلة تجتاح كيانك لرؤية زينب .. وباقي الصغار ..!
تقترب .. تصل إلى النافذه .. تحاول النظر إلى الداخل .. تدق على النافذه .. لكن صوت الانفجارات تطغى على كل صوت .. كنت ترى زينب تحتضن ما تبقى من الصغار وتبكي ..تلمحك فجأة .. تجيء راكضة .. الصغار جاؤوا راكضين أيضاً ..
- أخذوا خالد وسائد … أخذوا خالد وسائد ..!!
من وراء النافذة تحتضنهم بعينيك .. تبتعد خطوات .. تنظر إلى السماء ، طائرات كثيرة .. تقصف ما تبقى من بيوت ..والسماء سقف دخان ونار …
الدبابة تقترب .. خالد وسائد مقيدان بالسلاسل على مقدمة الدبابة .. ينظران إليك ويمدان أيديهما .. نحوك .. تتحسس حزامك الناسف ..!
من جهاز الراديو الملقى في زاوية الشارع كان المذيع يتحدث بحماسة معلناً أن العرب يتمسكون بخيار السلام العادل والشامل ..! ..
الدبابة تقترب .. زينب والصغار ينظرون إليك بصمت وأنت تتقدم نحو الدبابة ..
زينب تحتضن الصغار وتصرخ :- مع السلامه .. قريباً نلتقي يا حبيبي ..!!!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف