الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المقدسيات: صامدات.. رغم المحن! -مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً- بقلم: عزيز العصا

تاريخ النشر : 2014-09-21
المقدسيات: صامدات.. رغم المحن!
-مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً-

عزيز العصا

[email protected]
لا شك في أن الحروب تولّد مستجدات في حياة الشعوب. أما الهزائم، فإنها تحسم أمر الشعب؛ فإما أن يكون، أو لا يكون. وأما أهلنا الرابضون في القدس، فإن عهدنا بهم أنهم قرروا أن يكونوا، ليس على مستوى وجودهم هم، على أرضهم وحسب، بل أن يعيدوا للأمة مجدها، رغم تَنَكُّر الأهل، ورغم تخلي الأمة عن أقل واجباتها اتجاههم. والمقدسيون مؤمنون بدورهم المطلوب منهم، والذي يسعون، بقوة، إلى القيام به على أكمل وجه. أما المطلوب لهم في أعناق الأمة، فإنهم يتركوه للتاريخ الذي لن يرحم متقاعساً.
على هذه القاعدة، ووفق تلك الرؤى، أردت التوقف، بعمق، عند تجربة مقدسية، تحمل في طياتها الفرح والألم. وأبطال هذه التجربة هنّ مقدسياتٍ؛ رفضن الركون و"وضع اليد على الخد"؛ بانتظار المجهول القادم، أو العدو المداهم؛ فنهضن، بكل همّة ونشاط، ونفضن الغبار عن النفوس المتكدرة من هول المصاب. إنها قصة " المركز النسوي الثوري سلوان" كما سردتها السيدة "عبير زيّاد"؛ رئيسة هيئته الإدارية:
• فقد صحت نساء سلوان، وبالتحديد، منطقة الثوري، وإذا بالفساد والإفساد الذي يبثه الاحتلال يداهم الحارات والأزقة البيوت، ولم يترك أحداً من شروره؛ فهو بصور مختلفة، منها: المخدرات، الفساد الأخلاقي بكل أشكاله، الزواج المبكر وغير المبكر بأشكال ما أنزل الله بها من سلطان، الظلم والقسوة والشراسة التي تُعامل بها بعض النساء من قبل أزواجهن، الظلم والقسوة والمهانة التي يُعامل بها بعض الرجال من زوجاتهم وغير ذلك من صور "التدمير "الممنهج" لنفوس المقدسيين ونفسياتهم.
• تبين للجميع أن ذلك البرنامج الاحتلالي-الإحلالي المتكامل، يهدف، ببساطة، إلى "تهجير" المواطنين والسيطرة على مساكنهم؛ لإسكان المستوطنين مكانهم.
• هنا؛ أصبحت النسوة، بخاصة صاحبات البيوت الملك، أمام سؤال استراتيجي: هل نغير المكان وننجو بأسرنا.. أم نغير النفوس والثقافة، وننجو ببيوتنا وأنفسنا معاً؟
فجاءت الإجابة؛ سريعة عبر فكرة مشروع "نساء من أجل غد افضل"، يهدف إلى العمل مع الفئات المجتمعية المختلفة لتعزيز المواطنة الايجابية. ويعمل مع النساء والرجال والشباب من الجنسين.
وعند البحث عن تمويل لتحقيق تلك الأهداف الوطنية-المقدسية في مواجهة توجهات الاحتلال نحو تلك الجغرافيا، التي يطلق عليها "الحوض المقدس!!"، لم تجد المقدسيات من يلبي طموحاتهن، ولو بحدها الأدنى، فشرعن بتمويل البدايات من (جيوبهن) ومن مشاريع بسيطة، إلى أن جاء التمويل من وراء البحار؛ ولم يكن عربياً، ولا إسلامياً؛ بل كان ألمانياً، بامتياز، عبر مؤسسة "ثيودر سبرنجمن للتنمية". فتم تنفيذ البرامج والأنشطة التالية:
1) التوجيه والإرشاد الديني؛ لتزويد الرجال والنساء بخبرات حول الرؤيا الدينية بما يتعلق بالمرأة والأسرة، وتسليط الضوء على محاور متعددة في إطار البعد الديني، والنظرة التي تشمل تزويد المنتفعين بالمعرفة والدراية التي يعمقها الإسلام، فيما يتعلق بالنواحي المجتمعية المختلفة عموما، والنواحي الأسرية والنسوية على وجه الخصوص.
2) تربية الطفل؛ لتطوير المعرفة والمهارات لمجتمع الآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الأبناء في العائلة.
3) التسوية وحل النزاع؛ لتطوير قدرات الآباء والأمهات، ومساندتهم في تفهم طبيعة النزاعات الأسرية، ودوافعها، ومعالجتها بطرق إبداعية تحفظ للأسرة تماسكها وديمومتها كَلَبِنَةٍ صالحةٍ في المجتمع المقدسي.
4) مبادئ الدراما؛ حول أساسيات التمثيل، و كيفية استخدام الدراما في التفريغ النفسي من خلال تجسيد الأدوار، لفهم التحديات والإشكاليات لمجتمع المرأة، إضافة إلى التطرق إلى إبراز ادوار المرأة النموذجية لبناء المجتمع المقدسي.
5) الدبكة والرقص الشعبي وتعليم الموسيقى؛ لتعليم رقصات فلكلورية –شعبية- ا، ولتطوير المعرفة حول السلم الموسيقى والآلات الموسيقية، مع التركيز على المرأة؛ بقالب مجمتعي نوعي، من حيث: مكانتها والتحديات التي تواجهها.
إن أنشطة المركز أوسع بكثير مما هو مذكور، وأنه يقوم على مشاريع وإبداعات أخرى، بالتعاون مع مؤسسات مقدسية وغير مقدسية، ممولة من جهات عربية وإسلامية ودولية. إلا أننا اخترنا المشروع المذكور وأنشطته ومصدر تمويله، للدلالة على أن البرامج والأنشطة المذكورة وغيرها من الإبداعات تشكل، في مجموعها، استجابة حقيقية للتحديات التي تواجهها التجمعات المقدسية، في صراعها (الوجودي) على أرض الآباء والأجداد. كما أن هناك أمانةً، نتوجه بها إلى صانعي القرار، على المستويات كافة، في وطننا الغالي وفي أرجاء أمتنا، التي نأمل منها الكثير، تتمثل في أمرين اثتيْن، هما:
أما الأول؛ فهو الالتفات إلى أن المرأة المقدسية لن تركن وتنتظر المعجزة؛ بل أنها، وبدعم وإسناد من شرائح المجتمع الأخرى، ومن الخيّرين، قد نزلت إلى الشارع، وشمّرت عن ساعدها؛ لتأخذ دورها كـ "مدرسة" تُعِدُّ شعباً طيب الأعراق. هذا النموذج الذي نرى بضرورة تعميمه ونشر فائدته لتعم حارات القدس وأحيائها كافة.
وأما الثاني؛ فهو أن مال الأمة، هو الذي يجب أن يموّل التدريب والإرشاد الديني، الذي يعيد الأسر المقدسية إلى جوهر الإسلام، وينمي في المقدسيين روح المواطنة والانتماء إلى القدس، وإلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمة، ويحفزهم للدفاع عن عاصمة الأمة في وجه "التهويد" الذي تزحف نيرانه؛ لتلتهم القدس ومن عليها وما عليها.
إلى أن يتضح لكل صانع قرار الدور المطلوب منه، فإننا نسجل شكرنا وتقديرنا لكل المؤسسات والأفراد من شعبنا وأمتنا الذين يمدون يد العون والإسناد للمقدسيين. ونتوجه إلى كل من يمسك بـ "مغارف" القدس والمقدسيين، وبالأموال المخصصة لهم ومن أجلهم، أن يتقي الله في حاجات أطفال القدس، ونسائها، وأسرها التي هي بأمس الحاجة إلى الرعاية والمتابعة، من أجل بقاء القدس عربية-إسلامية؛ جغرافياً، وحضارياً، وديموغرافياً، ومقدساتياً، وعقائدياً.
كما نتوجه بنفس النداء إلى أحرار الأمة والخيّرين منهم، أينما وجدوا، الذين قال فيهم الله في محكم كتابه العزيز: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، لكي نذكرهم بأن المقدسيين يتعرضون لعملية استئصال من جذورهم، بهدف الإلقاء بهم خارج الجدار؛ لكي يحلو للاحتلال تهويد الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا. وحينئذٍ؛ تكتمل آخر حلقات الهزيمة التي تطبق على عنق كل من يمارس الجحود والنكران بحق القدس وأهلها ومقدساتها وحضارتها.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 17/09/2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف