الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا تخشى إسرائيل احتواء إيران النووية؟ بقلم: افنير غولوف ويوري سدوت

تاريخ النشر : 2014-09-21
لماذا تخشى إسرائيل احتواء إيران النووية؟
بقلم: افنير غولوف ويوري سدوت
ترجمة اطلس للدراسات 
..
أطلس للدراسات / ترجمة خاصة
السبعون سنة الأخيرة علمت الأمريكيين ان السلاح النووي يمكن ان يعزز الاستقرار، ولكن إسرائيل تعلمت درساً آخر، فبينما يفكر العلماء وصناع القرار من السياسيين في العواصم الغربية بسيناريوهات احتواء النووي الايراني، فإن القادة الاسرائيليين لديهم وضعهم الخاص، قبل الاحتواء سنختار الحرب الاستباقية.
بالنسبة لدعاة الاحتواء؛ فإن إصرار اسرائيل على الضربة الاستباقية يبدو بسبب عدائها وحبها في الهيمنة، علماء مخضرمون مثل روبرت جيرفز يجادل بأن النووي الايراني ربما لا يكون كارثياً على الاطلاق، واذا ما اُشرف عليه بشكل صحيح فإنه ربما يساهم في استقرار المنطقة، فبعد كل شيء أصبحت كوريا نووية، ولم ينتج عن ذلك سباق تسلح نووي ولم تقع حرب بسبب ذلك، مواجهة نووية بين ايران وإسرائيل محتملة الوقوع من شأنها ان تغرس مزيداً من الحذر لدى منافسيها الإقليميين، كما حدث مع الهند وباكستان أو الحرب الباردة بين الدولتين العظميين.
لكن في إسرائيل؛ فقد كُتب تاريخ من نوع آخر، في منطقتهم الحرب الباردة لم تكن باردة أبداً، بل كان عصر الحروب الدموية بالوكالة ضد دول عربية مدعومة سوفيتياً، بغض النظر عن ميل اسرائيل الى الاعتقاد ان اعداءها يريدون بكل ما لديهم من جنون تدمير دولة اليهود حتى في حال مواجهة الانتقام النووي، بالنسبة للإسرائيليين فإن بلدهم صغيرة جداً لتتوافق مع نماذج قائمة تبادل الردع، فقنبلتين أو ثلاثة كافية للقضاء على إسرائيل تماماً.
الردع النووي يتطلب صبغة نووية مزدوجة ومستقرة، ولكن الاسرائيليين يرون انهم يواجهون أكثر من عدو واحد من الممكن ان يكون قوياً، ولكنه يفضل ان يكون معه تجمع واسع من الدول والكيانات التي تسعى الى نفس الهدف، هذا التباين الكمي الذي تختبره اسرائيل يمكن فقط ان تتوازن معه فقط من خلال ميزة الأمان النوعية الحاسمة، النووي الايراني من هذه الزاوية من شأنه أن يحدث خللاً في هذا التوازن القائم، ويترك اسرائيل غير محمية في وجه أنواع مختلفة من الاستفزازات.
في صيف العام 1981 هاجمت اسرائيل البرنامج النووي العراقي لنفس هذه الأسباب؛ القادة الاسرائيليون فضلوا المواجهة على فقدان هذا التوازن النوعي الحاسم لإسرائيل، تقارير داخلية حول تسلسل اتخاذ القرارات في اسرائيل تظهر كيف ان هذا النوع من التفكير كان جزءاً لا يتجزأ من عملية حساب تفاضلية لقرار الضرب لدى القيادة الإسرائيلية، "قمنا بالعمل الصحيح بمنع هؤلاء العرب المجانين من حيازة سلاح نووي" قال رفائيل إيتان رئيس الطاقم الاسرائيلي كما يسمى نفسه في حديثه عن العملية "ثلاثة قنابل من نفس نموذج قنبلة هيروشيما تستطيع تدمير القدس وتل أبيب وحيفا" قال رئيس الحكومة الاسرائيلية في رسالة خاصة موجهة للرئيس الأمريكي رونالد ريغان يوماً بعد ضرب الطيران الاسرائيلي للعراق.
النهج الاسرائيلي العنيد من شأنه ان يكون ضارباً في عمق تاريخها وثقافتها الخاصة، ولكن بالنسبة للواقعية الاسرائيلية فإن ذلك يأتي نتيجة تحليل برغماتي موضعي، هناك تحديات أساسية تواجه فرض الردع في الشرق الأوسط تظهر عرضاً تاريخياً لطموحات العراق النووية، تقارير تم ضبطها في قصر صدام حسين تؤيد الآن جزءاً من الشكوك الاسرائيلية المبالغة حسب ما وصفت به في تلك الحقبة، في حين ان المؤيدين لاحتواء إيران يدحضون عدداً من الافتراضات الأساسية لإسرائيل، اليوم يمكننا التأكيد ان تلك الافتراضات أصبحت واقعاً عند صدام على الأقل للتعامل معها بجدية أكثر.

من فرعون الى الخامنئي
المخاوف الاسرائيلية المبالغة هي بشكل عام متعلقة بتراجيديا الحرب العالمية الثانية، غير ان أصولها لن تؤثر أعمق بعد اليوم، اليهودية الاسرائيلية التي يعلمونها للأولاد، والشعور التاريخي بكونك مطارد، وبغضك للأبد فقط لأنك يهودي، وفي كل عام، وحول طاولة عيد الفصح، تنشد العائلات الاسرائيلية أسطورة تزعم "في كل جيل يثورون ضدنا لإبادتنا"، ويشمل ذلك العلمانية التعليمية الاسرائيلية التي تحتوي ترنيمة مشابهة.
في المدارس الإعدادية؛ يتعلم الاسرائيليون تاريخ المحرقة الرهيبة، الكثير من الطلاب يقومون برحلات الى معسكرات الموت، حينما كان النازيون يواجهون الهزيمة كان زعماؤهم يشددون على ارسال الجنود الى معسكرات الموت، وليس الى جبهات القتال، الدرس الأساسي بأن يكره النازي اليهود جرى سريعاً وعميقاً، ولم يكن أبداً منطقياً لأنهم طاردوا اليهود حتى بهدف الدفاع عن الذات.
بالنسبة للإسرائيلي البسيط فإن النظام الإسلامي في طهران ما هو إلا امتداد نمطي باطني مستمر، عرض القادة الايرانيون بكل توجهاتهم المعارض لأصل وجود الدولة اليهودية، لدرجة ان يكون آية الله مستعداً لارتكاب المخاطر الجسيمة ودفع أثمان باهظة من أجل تدمير دولة اليهود، والتصريحات من قبل القائد الأعلى لإيران بأن "إسرائيل يجب ان تحرق حتى الجذور" أو تصريحات أحمدي نجاد "إسرائيل يجب محوها عن الوجود" تخدم فقط اعتماداً جديداً لآراء إسرائيل الثابتة.
هذه المخاوف أساسية لدى الشعب الاسرائيلي في رفضه فكرة احتواء إيران النووية؛ حيث تظهر الاستطلاعات ان ثلثي اليهود الاسرائيليين يؤيدون الهجوم على إيران كمخرج أخير، شعب يشكل فيه العسكر جميع طبقات المجتمع، فيه الجبهة الداخلية معرضة للهجوم؛ فإن الرد سيكون من قبل الجمهور هو ان تتحمل السلطة كامل المسؤولية في استخدام كامل القوة في الحرب، ومع ذلك فإن الاعتقاد بأننا لن نردع الأعداء بالتدمير المتبادل المؤكد، فإن الإسرائيليين أبدوا استعداداً أكثر عقلانية لاستقرار يدوم عقداً من الزمن لكي لا يدفعوا ثمناً باهظاً إذا دخلوا في مواجهة آنية شاملة مع عدو نووي.
الجغرافيا أيضاً تحدث فرقاً بين تفكير الاسرائيليين والامريكيين عن الردع النووي، في حين توصف مفردة "احتواء" كاستراتيجية لتوازن بين تحالف القوى العظمى سيعتبر خصماً موازياً في قوته، في حين ان إسرائيل تواجه تحالفاً واسعاً لخصوم كبار كثيرين، في العام 1948 كان تحالف دول عربية هدد وجود الدولة اليهودية، وحاربت اسرائيل تحالفاً في العام 1967، ومرة أخرى في العام 1973، وأحد تلك الدول التي حاربتها اسرائيل كان أكبر منها من حيث التعداد السكاني، اليوم تحالفات كهذه قد تضم لاعبين ليسوا دولاً من نوع حزب الله أو التركيبات الجهادية الغير مصنفة لا ترتدع بسبب النقص في مجال أعمال الانتقام المحتملة.
هذه الظروف دفعت اسرائيل الى البحث عن التميز العسكري النوعي على جميع أصناف الأعداء المحيطين من أجل توازن مميز ونوعي يضمن بقاءها، في الوقت الذي أعدت البرامج النووية الامريكية والروسية والبريطانية والفرنسية والهندية والباكستانية بهدف الرد على تهديدات نووية؛ فإن قدرات اسرائيل النووية ولدت اساسا لكي تواجه تهديدات تقليدية، الاستقرار في الشرق الأوسط، ومثله التوجه الاسرائيلي المرحلي لا يتحقق عبر التوازن النووي، وإنما عبر توازن نسبي تفاضل فيه النوعية الكمية.
هذا المنطق فاعل جداً اليوم في حالة إسرائيل مع إيران، ففي الجانب الايراني الوكلاء والحلفاء الاقليميين الكثر، وكونها أكبر من اسرائيل بثمانية أضعاف وتعدادها السكاني أكثر بعشرة أضعاف؛ يشير المتطرفون في إيران الى الحقيقة التالية، دعوة إيران الى تزعم حركة النضال في العالم الاسلامي ضد الغرس الشيطاني الصهيوني.
التذرع بحجم إسرائيل وضعفها جعلت الرئيس الأسبق لإيران هاشمي رفسنجاني يقول في خطابه بمناسبة يوم القدس العام 2001 "عندما يتزود العالم الاسلامي بسلاح مثل الذي بحوزة إسرائيل؛ ستكون الاستراتيجية الاستعمارية في مأزق، ونموذج القنبلة النووية لن يبقي شيئاً في إسرائيل، ولكن نفس الشيء ونفس الحجم من الدمار سيحدث للعالم الإسلامي".
تلقت اسرائيل الرسالة بوضوح؛ إذا امتلكت إيران القنبلة فإن قوات من داخلها ستبحث عن تشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل، وليس أقل من ذلك، فمواجهة نووية محتملة بين الطرفين تعتقد قيادات في إيران أنها ستصبح أكثر حضوراً، هل هذا رأي غير منطقي بالمرة؟ واضعو الاستراتيجيات في اسرائيل يقولون بوضوح ان تصعيداً يصل حد المواجهة النووية لا يبدو ممكناً فهم إلى الآن يرفضون خوض المخاطرة والى هذا فإن تكاليف هكذا نتيجة كارثية ستكون أكثر كلفة.
إذا اختارت أمريكا الاحتواء بوضوح سيجن جنون المنطقة ويدخلها في مرحلة خطيرة جداً بالنسبة لإسرائيل وإيران، وبالانتقال الى عقلية تبادل الردع، ونظراً للتفاوت بين حجم البلدين سيخلق حوافز لدى الطرفين لافتراض المخاطرة الكبرى، ومعرفة ذلك في حال حدوث الأسوأ وتحمل الأضرار فقد تتجرأ إيران وتضغط على إسرائيل بطرق أكثر عدائية، التنبؤ بأن تختار إسرائيل الخيار الأخطر بضرب إيران استباقاً للتطورات من هذا القبيل مخاطرة باندلاع الحرب.

أصداء التاريخ
لقد شهد الشرق الأوسط مثل هذه الديناميكية من قبل في نموذج امكانية الثنائي الاسرائيلي العراقي الذي وقع في نهاية السبعينيات، كان ذلك تحديداً في العام 1974 عندما شخصت المخابرات الاسرائيلية للمرة الأولى علامات بدء البرنامج النووي العراقي، وخلال سبع سنوات تلت هذا التشخيص قامت إسرائيل بحملة طويلة من الدبلوماسية للتخريب على العراق، بلغت ذروتها في العام 1981، حيث دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي.
نظرة عن كثب لمسيرة صياغة السياسات خلال سنوات أدت الى تعطيل المجلس الوزاري الأمني المصغر، يبدو ان ذلك كان بسبب افتراضين أساسيين: صدام حسين قد يغامر ببقائه بهدف تدمير إسرائيل، وان اسرائيل ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها في وجه تحالف بقيادة العراق النووية.
ووفقاً لأحد التقديرات المرتكزة على الاستخبارات والعمليات الخاصة؛ جاء تقرير من قبل مساعد مقرب من رئيس الحكومة بأن صدام حسين كان مصاباً "بجنون العظمة، عنيد، قاسي، متهور، ومتوحش، مستعد لركوب المخاطر العظيمة والقيام بأعمال جنونية، وبامتلاكه سلاحاً نووياً يمكنه من تهديد، بل وضرب إسرائيل ليحقق بذلك التفوق على العالم العربي"، وأكد التقرير ان صدام سيكون "مستعداً للقيام بعمل استباقي مبادر رغم علمه بأن الأمر سيجر أعمالاً انتقامية في حقه".
ووفق قول يعقوب عميدرور، المستشار الأمني القومي الاسرائيلي السابق، والذي كان في العام 1981 ضابطاً في المخابرات الإسرائيلية، قال ان مناحيم بيغن الذي استرشد بالإيمان اعتقد ان "مصير دولة اسرائيل لا يجب ان يكون رهينة، وأن أي تهديد للوجود اليهودي يجب معالجته بكل قوة".
الاعتقاد ان صدام حسين قد يتصرف بطريقة تضر بإسرائيل لم يكن الشيء الوحيد الذي يواجه بيغن، وتمثل وجهات نظر مستديمة في اسرائيل في زمن حرب الخليج عام 1991، عندما كان رئيس الحكومة اسحاق شامير، وعندما اعتبر الجميع صدام حسين مجنون؛ رئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان شومرون زعم ان صدام لم يكن لاعباً رشيداً، "بل ويؤمن بالعمليات الانتحارية"، وقد صرح علانية ان "صدام حسين لا يرتدع، ليس فقط من قبل إسرائيل، وإنما من قبل قوة مثل أمريكا".

الواقعية التهويلية
على الرغم من جاهزية اسرائيل لتقبل التسهيل والتكافؤ النووي قد نرى جنون العظمة، الوثائق التي عثرت عليها القوات الامريكية عام 2003 تظهر ان قراءة اسرائيل للعراق لم تكن دقيقة أبداً، تسجيلات جلسات صدام حسين للتخطيطات الاستراتيجية المغلقة، خط التفكير الذي يعكس بشكل دقيق وازع إسرائيل، في ربيع العام 1979 كان صدام يتحدث الى مستشاريه "نحن مستعدون للجلوس، ونمتنع عن هذا الاستخدام لكي نؤمن فيما بعد الحرب الطويلة التدميرية على إسرائيل، ونذهب في حال فراغنا لنأخذ كل شبر ونغرق العدو بنهر من الدماء، ليس لدينا أي رؤية  عن أي حرب غير هذه الحرب".
هذا الحوار وغيره من الحوارات خلق تصوراً عن الخطة التي وضعها صدام حسين على مرحلتين؛ المرحلة الأولى كانت بهدف تحقيق التكافؤ النووي مع إسرائيل، والمرحلة الثانية كانت استخدام الردع النووي في المواجهة مع اسرائيل بأسلوب تقليدي، مستوى تتمتع فيه العراق وحلفائها بمزايا كبيرة، وفي النقاش يشرح صدام انه في حال اتمام التكافؤ النووي فإن إسرائيل ستلقي قنبلة نووية على بغداد في حال شعرت بالتهديدات المباشرة.
بالرغم من الاتهامات التهويلية اتضح انه في حالة العراق فإن تقديرات إسرائيل كانت واقعية، حسب فهمهم لتفكير صدام حسين، وهذا لا يعني تطبيق نفس المنطق آلياً على طهران، فبالطبع فهناك من يجادل في إسرائيل، وحتى على مستوى الشخصيات الأمنية الكبرى، بأن القيادة الايرانية هي قيادة "برغماتية"، ومع ذلك فإن التجربة العراقية تعلمنا ان التهويل لا يستبعد بالضرورة الواقعية، وانه في الحالة الإيرانية، فضلاً عن ان إسرائيل تبدي مخاوفها لا يجب ان تطلق لنفسها العنان، من الاحتواء الى الاحتضان.
الخطر بأن لا تعيد التجربة الايجابية الأمريكية بشأن الاحتواء نفسها في الشرق الاوسط شيء رائع، ومن المفارقات بشأن الاحتواء ان أمريكا قد تضاعف الحوافز لدى كل من إيران واسرائيل للمخاطرة، بالنسبة للأمريكيين الذين يعتقدون ان مصلحتهم القومية تتحقق بشكل أفضل عن طريق احتواء إيران النووية من تحقق ذلك عبر الضربات الوقائية من الحكمة موائمة استراتيجيتها مع السياق الشرق أوسطي.
الفرق الجغرافي بين إسرائيل وخصمها يمكن القضاء عليه عن طريق تواجد عسكري أمريكي دائم في إسرائيل بغطاء مظلة نووية، وفي نفس الوقت تقوية اسرائيل "الضربة الثانية" وزيادة قدرات التخلص من الفوارق الجغرافية والديموغرافية، وإمكانية أخرى هي ايجاد اتفاقية دفاع أمريكية اسرائيلية من شأنها خفض مستوى استئناف المتطرفين الايرانيين لمحاولة اقامة تحالف لمكافحة إسرائيل.
وإجمالاً فإن على من يدعون الى احتواء إيران النووية يجب ان يفكروا جيداً فيما يمكن ان يحدث بعد تحقق مثل هذا الواقع، إذا كانت المصلحة الامريكية في نهاية الأمر في استقرار المنطقة – ولكي تمنع حرباً أخرى في الشرق الأوسط – اختيار السياسة الامريكية في الاحتواء وللمفارقة قد تعطي نتائج عكسية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف