الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المناضل مجد اعتراف الريماوي إلى مجد، ووجد، وباسل، وريناد بقلم:ناجح شاهين

تاريخ النشر : 2014-09-21
المناضل مجد اعتراف الريماوي
إلى مجد، ووجد، وباسل، وريناد
ناجح شاهين
شكراً لدولة "إسرائيل" الديمقراطية. "عن جد" شكراً لهذه الدولة، فقد نجحت في إحالة حياتناً جميعاً إلى جحيم. وربما أن الترياق يأتي من السم. وهكذا فإن من يرغب في "ممارسة الحب"< مع "إسرائيل" عوضاً عن الرفض والكراهية، يجد نفسه دائماً في موقف حرج. ذلك أن هذه الديمقراطية القائمة على حذف الآخر معنوياً ومادياً بالإنكار والقتل على السواء، لا تنفك تذكره بأنه واهم، لأنها لا تريد سلاماً ولا تعايشاً ولا من يحزنون. وهذا بالطبع يصدق على الممارسة والفعل، لكنه لا يمنع بعض الكلام المعد للاستهلاك الذي يزعم أن "إسرائيل" تريد العيش بسلام مع جيران "سعداء". أي والله "سعداء" و "مزدهرين" مثلما يقول العجوز الماكر شمعون بيرس كلما ظهر على شاشة تلفزيونية أو صفحة جريدة يومية أو أسبوعية.
لكن كيف يمكن لمجد اعتراف الريماوي أن يصدق بيرس؟ لقد تعود مجد على رؤية جنود الاحتلال يقتحمون بيته بدون سبب واضح ليسرقوا منه والده ومثله الأعلى،- مثلما يسرقون الوطن ذاته كل يوم- بدون أن يكون هذا الوالد قد ارتكب فعلاً يدينه بشيء حتى أمام محاكم الديمقراطية "الإسرائيلية" ذاتها. ولذلك فإن هذه الديمقراطية العجيبة تلجأ إلى اعتقاله مثلما الكثير من أبناء شعبه المبتلى بهذا الداء المسمى بالصهيونية بدون محاكمة ولا تحقيق ولا تهم ولا...الخ تعرفون، إنه أمر عسكري من وزير الدفاع كلي المعرفة والقدرة بأن هناك خطراً يمثله اعتراف وزملائه في هذا المصير المأساوي لا يمكن له الكشف عن أبعاده وتفاصيله. بالطبع يعرف القاصي والداني أن هذا مجرد كلام في الهواء، لأن الاحتلال سيقوم بعد بعض الوقت بالإفراج عن اعتراف "الخطير" جداً دون أن يكون هناك ما يثبت أن الخطر المزعوم قد زال. وبالطبع يستطيع الأمر العسكري أن يعيده إلى الاعتقال بعد الإفراج عنه بمدة تطول أو تقصر. فالقانون المحتل لا يخضع للمنطق وإنما لرغبات مجنونة وعمياء يؤسس لها القمع المنظم لأنفاس الفلسطيني، والضغط عليه من أجل أن يكره حياته اليومية وصولاً به حد التفكير الجاد في مغادرة هذه البلاد وعدم العودة لها أبداً. إنها ممارسة صغيرة جداً في سياق نسق من الممارسات الهادفة إلى إكمال عملية التطهير العرقي التام لفلسطين. إنه على الأرجح نموذج الرجل الأبيض في شمال قارة أمريكا التعسة. من هنا يبدو لنا أن كل ما هنالك من نشاط سياسي هنا وهناك أوهام تباع للناس بغرض المناورة على أمل إنجاز المشروع النقي للرجل الأوروبي الأبيض المسمى في هذه الحالة يهودياً خالياً من أية شوائب عربية فلسطينية.
لا يدرك مجد ابن العاشرة التعقيدات السخيفة التي تقبع عميقاً وراء اعتقال والده وعمه من بين أشخاص آخرين من أبناء قريته وشعبه على السواء. يقول الطفل الذي تحوله الماكينة الصهيونية إلى مناضل، وتسلب منه أحلام الطفولة مثلما تسلب من والده أحلام الوطن والإنسانية: "يا ريت لو يحبسوني سنة ولا سنتين علشان أكون عند عمي وأبي." شكراً للاحتلال، إنه لا يسمح لنا بنسيان هويته التدميرية الوحشية في رام الله مثلما في غزة. هنالك بالطبع أناس يرغبون في إغماض عيونهم، وصم آذانهم، ولكن ديمقراطية "إسرائيل" تنغص عليهم الحلم-الوهم بكوابيسها التي تنضج الأطفال قسراً مثلما الموز في مخمر القمع، والقتل الجماعي، وهدم المنازل، والاعتقالات المسوغة وغير المسوغة، واقتحام البيوت البسيطة لانتزاع الأب والأم من تفاصيل الطفولة المشاكسة بأوامر وزير الدفاع كلي المعرفة والقدرة.
لا يستطيع الاحتلال تقديم أي شيء للمحكمة ضد اعتراف الريماوي والد المناضل مجد الريماوي، والمناضلة وجد الريماوي، والمناضل باسل الريماوي، وأخيراً الأم المناضلة ريناد زعرب التي يتعين عليها المرة تلو المرة أن تقوم بدور الأبوين معاً في سياق مسلسل اعتقال زوجها بدون أدلة. كيف يمكن سوق الناس وراء الشمس بدون أن يفعلوا شيئاً يدينهم حتى في عرف محكمة المحتل بالذات؟ ماذا يفعل اعتراف الريماوي بوصفه مديراً لمؤسسة بحثية تقوم بالكتابة في قضايا الاقتصاد، والتنمية، وهموم المجتمع الصحية والتعليمية، وما لف لفها؟ كيف يمكن أن يكون في هذا العمل خطر على دولة الاحتلال، اللهم إلا إذا كان الاحتلال لا يريد لنا حتى أن نتنفس؟
من الواضح أن اعتراف مفعم بالحياة والأمل والعمل الدؤوب في مواجهة الأسئلة التي تضع وطنه وشعبه على الخريطة الحضارية والسياسية للعالم. ليس أكثر من ذلك. وهو معني بلا شك بحض أبناء وطنه على الصمود والإصرار على مرض الإدمان على الحياة وحب فلسطين. ولكن هذا على الأرجح هو الخطر "الأمني" أو "الإرهابي" إن شئتم الذي يمثله اعتراف والمعتقلين الإداريين جميعاً على دولة الاحتلال. لكن هل سيتمكن الاحتلال من "إقناع" مجد بالتوقف عن حب فلسطين عبر اقتحام منزله الآمن وانتزاعه من أحلام الفجر؟! يضحك مجد ببراءة لطيفة من بين جهاز تقويم الأسنان المتغير اللون بسبب حادث صغير تعرض له مع والده قبل وقت قليل من انتزاع ذلك الوالد من حضن أسرته، ويقول: "صحيح، حبسوا أبويا، بس ما هو أنا تعودت على الاعتقال." لا بد أن مجد وإخوته وأطفال فلسطين يعتادون واقعة أخرى هي إدمان الحياة وحب فلسطين، ومقاومة الاحتلال. هذا بالضبط هو ما يزرعه المحتل بتعسفه وبطشه. ربما يظن هؤلاء القوم أنهم يقتلعون فلسطين من الجذور، ولكنهم واهمون، إنهم يزرعونها على عمق أكبر في قلوب الكبار والصغار على السواء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف