الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مبعدو كنيسة المهد ..غرباء في الوطن بقلم المبعد فهمي كنعان

تاريخ النشر : 2014-09-21
مبعدو كنيسة المهد ....... غرباء في الوطن
مقال بقلم المبعد فهمي كنعان:

لا بد بدايةً من التذكير بحدثٍ شغل العالم لمدة 39 يوما آن ذاك، حدث اسطوري دفعَ ابطاله من دماءهم وآلامهم ومعاناتهم الكثير الكثير، ولا يزالون حتى اليوم يدفعوا ضريبة الوطن، انه حدث "حصار كنيسة المهد" في العام 2002
قبل ان نذكر بهذا الحدث لا بد من الاشارة الى ان غالبية المبعدين من كنيسة المهد، قد قضوا اعواماً عديدة في سجون الاحتلال منذ العام 1987 -أي في الانتفاضة الاولى- هكذا كانت بداية مسيرتهم في النضال من اجل الوطن، لا لغاية في انفسهم، ولا لمنصب كانوا ينتظرون الوصول الية، فقط كان هدفهم وغايتهم تحرير وطنهم من دنس الاحتلال الاسرائيلي، وهمهم الدفاع عن حقوق ابناء شعبهم في فلسطين.
قاوموا الاحتلال وبذلوا الغالي والنفيس من اجل تحرير ارضهم ومقدساتهم، وقدموا انفسهم رخيصة من اجل خالقهم، ومن اجل وطنهم الغالي فلسطين، فهبوا لمواجهة الاحتلال في انتفاضة الاقصى في العام 2000 بعد العدوان الاسرائيلي على شعبهم، نهضوا وهم على قناعة ان الاحتلال الاسرائيلي الى زوال، وانه لا بد لليل ان ينجلي ولا بد لشمس الحرية ان تشرق من جديد.
اطلق الاحتلال عملية السور الواقي لمواجهة ومحاصرة الشعب الفلسطيني، ومن اجل التملص من استحقاقات السلام، ولاستهداف رئيس الشعب الفلسطيني ياسر عرفات رحمة الله،  بات المبعدون على  قناعة ان هذا الاحتلال لا يريد السلام، ولا يريد الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين، فهبوا لمواجهة هذا الاجرام وهذه العنجهيه الاسرائيلية ، وقفوا الى جانب ابناء شعبهم وقاوموا هذا المحتل بكل ما اوتوا من قوة، ليعاودوا التأكيد على ان خيار المقاومة هو الخيار الاصوب ضد هذا الارهاب الاسرائيلي وجرائمه التي ارتكبها في كلٍ من الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال انتفاضة الاقصى الباسلة.
في الثاني من نيسان/ابريل 2002 دارت مواجهة عنيفة في شوارع وازقة مدينة بيت لحم بين من هبوا للدفاع عن ارضهم ضد الاحتلال ولصد العدوان الهمجي على ابناء شعبهم وبين الاحتلال الاسرائيلي المجرم، وبعد ساعات من المواجهة غير المتكافئة في العدة والعتاد، اضطر المقاومون الى التراجع الى ساحة كنيسة المهد ثم الدخول فيها.
قرر المحاصرون الدفاع عن كنيسة المهد والحيلولة دون اقتحامها، بعد ان ضرب الاحتلال الاسرائيلي حصارا مشددا عليها، ونشرَ القناصة حولها مستهدفين كل متحرك داخل الكنيسة، فكان اول الشهداء، قارع اجراس الكنيسة الشهيد سمير سمعان، والذي استهدف برصاصة قناص مجرم ادت الى استشهاده على الفور.
بدا الاحتلال بالتهديد والوعيد وحاول مفاوضة المحاصرين في الكنيسة، فكان الرد الموحد للمحاصرين، بأن هناك سلطة وطنية فلسطينية، وهناك رئيس فلسطيني هو المخول الوحيد للتفاوض مع هذا المحتل المجرم، كل ذلك جاء بعد فشل محاولة الاقتحام التي اقدم عليها الاحتلال الاسرائيلي والتي كلفته عدد من جنوده بين قتيل وجريح، كان من بينهم قائد الوحدة الخاصة التي حاولت الاقتحام.
اجتمع المحاصرون واجمعوا على الصمود والتحدي وعدم الخروج من الكنيسة الا مرفوعي الرؤوس، ولا يمكن ان يخرجوا مرفوعي الايدي ومستسلمين، بدا الاستهداف الاسرائيلي للمحاصرين ولرجال الدين، شهيد تلو شهيد، وجريح تلو جريح، واستُخدمت كافة الاساليب الشيطانية لإرغام المحاصرين على تسليم انفسهم، الا ان الصمود الاسطوري الذي سجلة المحاصرون افشل مخططات الاحتلال الاسرائيلي وخيب آماله.
ارتقى في الكنيسة تسعة شهداء وثلاثون جريحا خلال 39 يوما من الحصار النازي للكنيسة، ولا زال الصمود والتحدي هو شعار المحاصرين، بالرغم من ان الاحتلال قد قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء، وتم استهداف الكنيسة المقدسة، من قصف وتدمير وحرق لأجزائها، الا ان ذلك لم يثن المحاصرون عن الصمود رغم بطش هذا الاحتلال المجرم، كان كل ذلك يجري في ظل مفاوضات بدأت بين الاحتلال الاسرائيلي  والوفد المكلف من قبل الرئيس ياسر عرفات، وبرئاسة النائب في المجلس التشريعي صلاح التعمري ورئيس بلدية بيت لحم حنا ناصر والسيد طوني سلمان والسيد عماد النتشة .
استمد المفاوض الفلسطيني الصمود والعزيمة من صمود وعزيمة المحاصرين في الكنيسة، الذين قدموا ما باستطاعتهم من اجل دعم صمود مفاوضهم، ومرت الايام والساعات رغم استمرار مسلسل الاستهداف الاسرائيلي للمحاصرين، ليتفاجئ الجميع "الوفد المفاوض والمحاصرون"، حيث ابلغ الاحتلال الاسرائيلي النائب صلاح التعمري بان هناك خط آخر للمفاوضات، يقوده محمد رشيد" خالد اسلام" مستشار الرئيس ياسر عرفات في مدينة القدس.
خرج الوفد المفاوض في بيت لحم، وعقد مؤتمر صحفي واعلن استقالة الوفد وانسحابه من المفاوضات، والتي كانت على وشك ابرام اتفاق ينهي حصار الكنيسة باقل الخسائر، وبعد ايام ابلغنا ان هناك اتفاق بإنهاء حصار كنيسة المهد، بحيث يبعد 39 محاصر من الكنيسة، 26 الى غزة و13 الى الدول الاوروبية لمدة عام او عامين على الاكثر.
في العاشر من ايار للعام 2002 بدا المبعدون الى غزة والدول الاوروبية، رحلة الابعاد التي اعتقدوا انها لن تطول، حيث ستكون العودة بعد عامين بحسب ما ابلغوا به من قبل المفاوض الفلسطيني، مضى عام ثم عامين ولم يحدث شيء ولم يعد احد.
بدأ المبعدون بالتحرك والمطالبة بحقهم في العودة الى الديار، واستهجنوا عدم وجود ورقة تثبت ان هناك اتفاق قد تم ابرامه مع الاحتلال الاسرائيلي، وبرعاية امريكي بريطانية اوروبية، ناشدوا كل ضمير حي من اجل عودتهم الا ان مناشداتهم ذهبت ادراج الرياح.
واليوم بعد 13 عام من الابعاد - وقبلها معاناتهم في الأسر في سجون الاحتلال الاسرائيلي- يعيش المبعدون غربة في داخل الوطن، رغم ما بذلوه من تضحيات في سبيل ربهم وقضيتهم، ومن اجل ان ينعم شعبهم بالحرية والاستقلال.
13 عاماً من الاهمال والتقصير من الجميع ولا نستثني احد.
13 عاماً من الآلام لفراق الاهل والاحبة والحرمان حتى من زيارة الاهل.
13 عاماً من فقدان الاب والام، والاخ والاخت والاعزاء على القلوب.
13 عاماً من المناشدات والمطالبات للمسؤولين، ليتم انهاء معاناتهم والعمل على عودتهم.
13 عاماً من المناشدات للجهات الدولية، والامم المتحدة، ومؤسسات حقوق الانسان.
13 عاماً شهدوا خلالها ثلاثة حروب طاحنة في غزة، ولم يسال خلالها عنهم احد.
13 عاماً لم يسأل عن عائلاتهم في بيت لحم احد، ولم يهتم بعائلاتهم احد.
13 عاماً ومعاناتهم مستمرة دون انقطاع في الضفة والقطاع.
13 عاماً والمبعدون ........  غرباء في الوطن.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف