الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حجر الفلاسفة في خيميائي باولو بقلم:مشلين بطرس

تاريخ النشر : 2014-09-21
حجر الفلاسفة  في خيميائي باولو بقلم:مشلين بطرس
        حجر الفلاسفة
              في خيميائي باولو
مشلين بطرس
                    
إن ما يسمى ب (الملكة الشابة) أي حجر الفلاسفة،هو الخليط المؤلف من الأسد الأحمر الذي هو أكسيد الزئبق، والزنبقة والتي هي حمض الكوردريك،والألوان
الشبيهة بألوان قوس قزح والذي هو اوكسكلوريد الزئبق.ل قد نشرت مؤلفات باولو في أكثر من 168دولة، وترجمت إلى 73 لغة، وبيع منها أكثر من 135مليون نسخة
وقد صرحت التايمز البريطانية (أن لكتبه أثر كبير في حياة الملايين من الناس)
لعل عناوين باولو من الجبل الخامس،إلى فيرونيكا تقرر أن تموت، الشيطان والآنسة بريم، ساحرة بورتو بيللو، الرابح ي قى وحيداً، ألف، وغيرها من العناوين، إلى عنوان روايتنا الكيميائي، عناوين تجب القارئ، وتحرك فضوله لمعرفة ما يحمله العنوان بين دفتي الكتاب.
فالعنوان هو علامة لغوية تتموقع في واجهة النص،ل تؤدي مجموعة وظائف تخص يعليه فالعنوان هو هوية النص،وبطاقته الشخصية،ليغدو علامة سيميائية تمارس التدليل،تتموقع على الحد الفاصل بين النص والعالم،لتصبح كالشبكة العنكبوتية التي يعبر منها النص إلى العالم، والعالم إلى النص لتنتفي الحدود الفاصلة بينهما،ويجتاح كل منهما الأخر.                                                                        
فالخيميائي عنوان مارس التدليل على موضوع الرواية، فمنه يستشف القارئ أو الباحث مدلول الرواية،فأغلب القراء يعرفون أن الكيميائي هو الباحث أو المستكشف الذي يستطيع تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب،ومن هنا جاءت شخصية سانتياغو بطل الرواية الذي كان راعياً من إسبانيا ثم أصبح خيميائياً، فكانت هذي الشخصية مركبة دينامية تمتلئ كلما تقدمنا في القراءة،لكن الراوي العلم بكل شيئ كان يتدخل في السرد،ويهيمن بشكل مباشر على تحركات وأفعال الشخصيات،لنلاحظ أن الراوي الأحادي تقنع بصوت الكاتب (المؤلف)وناب عن الشخصية في التعبير،وقد قدمها في المشاهد الحوارية بصوته هو حارماً إياها من فسحة التعبير عن نفسها بصوتها وبنبرتها،وبالرغم من أن الروائي الذي يقدم الراوي العلم بكل شيئ سيجد نفسه في كثير من الأحيان يقف أمام حاجز معرفي يمنعه من استبطان الشخصية حتى نهايات أحاسيسها الخاصة والسرية إلا أن كاتبنا العظيم باولو تجاوز هذي العثرة،وقد تغلبت الشخصية على الراوي العالم بكل شيئ،فكان الحوار بصيغته الخارجية (الديلوج)مصحوباً بكلمات الراوي موظفاً بشكل خدم السرد،ومسرحه،وكسر رتابته.
وقد قتلت الرواية نظرية رولان بارت،وأحيت المؤلف أعادت إليه سلطته عبر شخصية البطل التي كان حافزها السفر والبحث والعثور،أما (الكرونوتوب)أي الزمكان وهو مصطلح لباختين فكانا يتكاثفان في الرواية،ويترصان حتى أصبحا شيئاً فنيئاً،فاندماج المكان مع حركة الزمن والموضوع،صبغتا الرواية بطابع فني عالي المستوى،لنجد أن المكان الأول في الرواية وهو المكان (الموهف)الذي هو الغرفة الملحقة بالكنيسة توضع فيها أدوات القداس والعبادة)الذي تنمو على قارعته جميزة كبيرة،هو نفسه المكان الذي حلم به ذاك اللص رئيس العصابة،الذي سيسرق البطل في نهاية الرواية ويتركه واصماً إياه بالأحمق،لأنه غامر من أجل حلم رآه مرتين،لنجد هنا نوعاً من التخاطر الذي يدهش القارئ،بلغة وبالرغم من بساطتها إلا أنها عميقة،لها دلالات مفتوحة تحفزنا على الولوج إلى أعماق النص،إعادة قراءته مرة ثانية،وربما عاشرة،فاللغة صورة الفكر وأداته في آن معاً،إنها رواية ديالكتيك الحياة من وجهة نظر إخوان الصفا والمتصوفين الذين يؤمنون بنظرية الفيض،يبحث بطلها عن اسطورته الذاتية عبر تنقله من مكان إلى آخر،فتتواشج الشخصيات في الرواية بعلاقات تربطها مع بعضها تصب نقطة التقائها عند سانتياغو،فتكون باقي الشخصيات سنداً لإتمام مهمة البطل،فيكيون الحب الذي جمعه مع فاطمة دافعاً قوياً لاستمراره في طريق تحقيق أسطورته،عندما قالت له:إن الكثبان تتغير بفعل الريح لكن الصحراء تبقى على حالها،وهذا هو حل حبنا.
فهي إمرأة الصحراء التي تعودت انتظار رجلها مهما طال غيابه.وكما قال له الخيميائي:يجب أن تعلم أن الحب لا يمنع الإنسان ولا في أي حال من الأحوال من متابعة أسطورته الذاتية...فإذا حدث ومنعه فإنه ليس حباً حقيقاً،بل لغة كونية) لنجد أن التناص يلوح بين أفق الرواية كلما هبت رياح المكان في النص الذي فيه (النص) تتجسد مجموعة مقبوسات تعود إلى مدونات ثقافية متنوعة كما قال بارت،لأنه هناك...حين سيكون قلبك...سيكون كنزك،وهذا نص من الأنجيل وظف في هذا المشهد من الرواية بشكل خدم بنائها،الحكائي والسردي،وقد تجلى التناص بصورة جلية وأكثر وضوحاً عندما ذكر المؤلف قصة قائد المئة التي ستسحب ذاكرة القارىء فوراً إلى قصة قائد المئة الذي طلب من المسيح شفاء غلامه المريض،في الإصحاح السابع   في إنجيل لوقا.
لتقول لنا الرواية:أن ليس هناك أي اختراع قط،إنما الإكتشاف هو حقيقة الحياة،فما من إنسان يخترع أويخلق شيئاً ليس له وجود،كما قال الخيميائي لسانتيياغو عندما قال له:لقد علمتني لغة العالم.                                                        
فأجابه الخيميائي: لم أقم إلا بتذكيرك بما كنت تعرفه مسبقاً.                              
وهنا تبحر بنا هذه الكلمات البسيطة إلى العقل الكوني،وارتباطنا الوثيق بكل ما نراه وما لا نراه،لتنبثق حياة سانتياغو عند أقدام الأهرامات،ويبشرنا الراوي العالم بكل شيئ في نهاية الرواية ،أن بطله قد وجد نفسه أو كنزه،وأن على الإنسان أن يحفر داخل وعيه ليصل إلى قاعه،وعندئذ سيجد صورته الحقيقة،وبمجرد أن يعرف من هو،ويحقق أسطورته الذاتية،سيصل حتماً إلى الحرية،وفي طريق الحياة،مهما تغيرت الظروف في الخارج،سيكون شخصاً مختلفاً تماماً عن الآخرين لأن أعماقه ستخلق له علماً لايتنتهي.            
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف